نذالة ..!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مُعاذ العُمري
    أديب وكاتب
    • 24-04-2008
    • 4593

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة مهنا أبو سلطان علاونة مشاهدة المشاركة
    (1) - تائه


    (2) - الطفل الضائع
    رأيتها تولول .. وتضرب وجهها بكلتا يديها الخشنتين من أيام الصبا .. تبكي بدموع الفقد .. سألتها غير مكترثٍ : ما الأمر أيتها العجوز .. هل أستطيع مساعدتك ؟؟
    قالت : طفلي .. تاه مني وضاع .. ومنذ ساعات أنادي واولول وما من أمل ..
    قلت لها : إن كان ابنك هذا طاهراً وابن حلال .. حتماً سيجده أحد ما ويعود إليك ..
    ازداد نواحها وصراخها قائلةً دون تفكير : إذن لقد ضاع إلى الأبد ..

    تمت ..
    تستند قصة " الطفل الضائع" إلى ثقافة عربية غاشمة؛ ففي سؤال السائل للأم المنكوبة بضياع طفلها قذفٌ صريح للمرأة وطعنٌ فاضح، وهو عُرْفٌ أنذركم نبيكم أن تتركوه لكنكم لا تفترون... قال الرسول الكريم: {{اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت}}
    هذا من جهة، ومن جهة أخرى إنّ ضياع الطفل نكبة للأم، لكنه نكبة للطفل أدهى وأمر؛ فأي جريرة جناها الطفل حتى يضيع عقوبة على فعل لم يرتكبه هذا إن كان ضياعه عقوبة للأم أصلا؟!
    الطفل الضائع هو هذا السائل (بطل القصة) الذي وقف يزيد من مصاب الأم، ولم يكلف نفسه عناء البحث عن الطفل المنكوب، وجلس قذفا شامتا.

    إن المنكوب حقا هي هذه الأمة، التي توقع تبعات الجرائم على ضعاف الخلق في المجتمع: النساء والأطفال الفقراء والمساكين...، ولا توقع عقوبة على (رجالها) أعني ذكورها وعتاتها .

    ليس في الإسلام ابن حلال وابن حرام ولا ابن شرع أو ابن سفاح...لماذا تضاف (الحلال والحرام والشرع والسفاح) إلى الطفل وليس لمن قام بالفعل؟! هذه ألفاظ سوقة وفقهاء جهل.
    هاتوا بدليل من الدين وليس من الجاهلية؟!

    لقد هالني ردود الأدباء على هذه القصة، حتى قمت أفتش عن الطفل أعتذر له عن موقف الأدب!

    تحية خالصة
    صفحتي على الفيسبوك

    https://www.facebook.com/muadalomari

    {ولا تقف، ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك، كان عنه مسئولا}

    تعليق

    • مهنا أبو سلطان
      عضو الملتقى
      • 03-07-2009
      • 274

      #17
      أخي الحبيب مُعاذ العُمري ..!!

      تحية بجمال أخلاقك أخي ..
      يبدو انك قرأت النص قراءةً دينيةً فقط .. الكاتب يا أخي لا يعظ على المنابر .. الكاتب يفضح الأمر كما هو .. على لسان البطل .. ويدع للقاريء أن يتساءل ويستنتج .. ويحكم .. ويسخط على ذكورية المجتمع .. ويزرع فيه بذرة المقاومة لهذه الأعراف المعوجة .. وهذا بالضبط ما قصدته اخي .. بدليل انك انت كقاريء تساءلت واستنتجت وحكمت .. فهذا البطل الذي سأل العجوز .. هو رجل قاسٍ.. لئيم .. شامتٌ ومتشفٍّ .. وهذا لون من ألوان الناس .. يمثل شريحة عريضة في المجتمع .. والعجوز .. هي الخاطئة والضحية في ذات الوقت .. وتمثل شريحة اعرض .. والطفل المسكين أيضاً .. كل ذلك اخي علينا تعريته للقاريء الذي هو المجتمع لعلنا نستطيع التغيير أو تحريك البوصلة قليلا نحو الهدف الأسمى ..
      قراءتك صحيحة وسليمة أعجبت بها .. ولنكن على تواصل مع النقد البناء .. أشكرك ..
      مهنا ..!!

      تعليق

      يعمل...
      X