صَوْلَةُ النار ..!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى الطوبي
    أديب وكاتب
    • 04-11-2008
    • 278

    صَوْلَةُ النار ..!!


    الأم يشربها السرابُ
    هي ابْنتِي مهجورة تَحْتَ النخيلِ
    تصولُ في يدها قداستُها
    فيمطرُها الأسَى
    الظلماتُ في الأرضِ اليبابِ
    هِيَ المَسَاءُ
    تصدَّعَ الشفقُ المُتَيَّمُ عندَه
    لا الزرعُ يبرمُ صفقةً مع حَيِّنَا
    لا النارُ تسقي القلبَ سمًّا فِي الوَتِينِ
    ونحنُ يا أماه نلبس أمسنا غضبًا
    وكنا السَّابقينَ
    هناكَ في أقصى الزمانِ نوارسٌ ثكلى
    عليها صولةُ الرملِ العَدَابِ
    هِيَ الوحيدةُ في شقاها
    ومضة خطفتْ ويعْقبُها الظلامُ
    هي ابْنَتِي قبسًا من التاريخِ يكتبهُ العَويلُ
    فكنْ لها ألقًا يشاطرُها القصيدةَ
    نحنُ يا أُمَّاهُ من كَهْفِ القبيلةِ
    نقتفِي الرَّمْضَاءَ يلفحنا اللهيبْ
    تاهتْ قوافلُنَا
    تَخَطَّفَنَا الغيابُ
    وغيمةٌ من سطوةِ الذل المباحْ
    يا شاعرًا
    لك جرحُنا دفقًا من الشوقِ النضيرِ
    لك العيونُ مسالكاً لِلْحكْيِ
    تنبت شهْريَارُ من الرَّدَى
    كالنارِ يضرمها الهشيم ْ
    ما كنت أزعم حبَّها يَسْطُو عليَّ
    وتشتهيني زارعا للشوق فيها
    شاعرا متشردًا في حلمِهَا
    كَفَمِ الرِّيَاحِ يَصِيحُ في بَابِ السَّرَابِ:
    "
    قِفَا بِهَا نَبْكِ الغيابَ منازلاً"
    هَذا المَدَى لك كَوْكبٌ
    فاخلعْ نعالَكَ يا وحيدُ
    لتشربَ النَّارَ الزلالْ
    نَغَمٌ تُرَتِّلُهُ الجِبَالُ
    وألفُ عصفورٍ شريدٍ يقتفي ألقَ النجومِ
    وأنتَ هلْ أنتَ المَدَى
    وَكَأنَّنِي بك أنتَ لا أنتَ المَدَى
    سافرْ على صهواتك المثلى
    وخَبِّرْنِي عَنِ الآبارِ تأكلُهَا الرمالُ
    وسرحةِ الزيتونِ يتعبها الصَّدَى
    ومدائنِ الغربانِ
    يحرقها اللهيبُ
    وتكسر العقبان أوصالي
    فَيَا أَسَفِي عليَّ
    من الحمامِ ينوح في أرجائِها
    ها ومضةُ الطورِ المُقَدَّسِ
    زَيْزَفُون الفجرِ في ألقِ المسيرِ
    أنا المريدُ..
    أصيحُ فِي الجبلِ المعلى
    أكتبُ الأسماءَ والأشياءَ
    واللوحُ المُبَجَّلُ في يدي
    والشمس أعجنها رغيفا أحمرا
    كي ينضج الحلمُ المرفرف في غدِي
    سأصير إن أحببت سهمًا
    يبتغي المرجانَ من كَبِدِ الغرابِ
    أصيرُ نايًا يشعلُ الأَحْزَانَ في سُوقِ العُكَاظِ
    وأنتِ يا مَعْزُوفَتِي نَصَبٌ لأهوال القبورِ
    أصيرُ إنْ أَحببتِ يا أزلي غَديرًا
    ودَّعَتْهُ قوافلُ اليمنِ البَعِيدِ
    وَهَضَّ سافلُهُ
    غدا ألقاكِ في عَبَقِ التُّراب ِ
    أصير إنْ أَحْبَبْتِ يا قدري أسيرًا
    في أيادي الرومِ كي أبدو قويًّا
    في الحروبِ وفي العُطَلْ
    هل تذكرينَ شروقَنَا
    كان النخيلُ بيانُكِ المنسيُّ في الكلماتِ
    والمطرُ الثَّجُوجُ هنا يودعُ أمسَنَا
    كنا هنا من ألف عامٍ أوْ يزيدْ
    هل تذكرينَ بدايةَ الدنيا
    الصَّليبُ مآثر فينَا
    ونحنُ نودعُ الأمسَ السجينَ
    وشاء ربُّ العالمينَ
    بأن تكوني جانبي يومَ النشورِ
    وأنْ تكوني نجمةً في حسنكِ المفضوحِ
    كي تتربَّعِي في داخلي
    حلمٌ تحقَّقَ في الظلامِ
    وتخسف الأفلاكُ في يوم الحسَابِ
    وشاءَ ربُّ العالمينَ
    بأن أحبَّكِ أنتِ وحْدَكِ
    لا أحب سواكِ
    أنتِ الياسمينْ
    لا الموتُ فيكِ شَتِيمةٌ
    حمقاءُ هذي الروحُ تزرعني بذورًا فيكِ
    لا القصفُ اللعين يخيفُنِي
    أنتِ المنارُ
    وشاءَ ربُّ العالمينَ
    بأن أقاسمك الكآبةَ
    تَكْبُرُ الآمالُ فيَّ
    طريدة أَبَدًا تغالبُهَا النبالُ
    فيا دمي المسفوكُ في أرضِ القصيدةِ
    ها يدي ممدودة
    لَكَ أنتَ وحدَك يا صباحُ
    فَخُذْ نضارَ الشعرِ مني وانتصبْ قمرًا
    يطاوِلُهُ المَدَى
    أشواقُنا غيمٌ منَ الأنصابِ
    يبلعه السَّرَابُ
    وَشَاءَ ربُّ العالمينَ
    بأنْ أسيرَ إليك في النَّارِ الأجيجِ
    فها الخَرِيدَةُ تنصبُ الأبواقَ
    فيك مقاصدُ الشعراءِ
    والحكماءِ
    هَا أَنْتِ البسالةُ والقصيدةُ
    يا صباحْ
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    نصرنا الله على عدونا وسدد رمية الشرفاء
    تحيتي وتقديري

    تعليق

    • حسين شرف
      أديب وكاتب
      • 27-07-2009
      • 272

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الطوبي مشاهدة المشاركة

      وشاءَ ربُّ العالمينَ
      بأن أحبَّكِ أنتِ وحْدَكِ
      لا أحب سواكِ
      أنتِ الياسمينْ
      لا الموتُ فيكِ شَتِيمةٌ
      حمقاءُ هذي الروحُ تزرعني بذورًا فيكِ
      لا القصفُ اللعين يخيفُنِي
      أنتِ المنارُ
      وشاءَ ربُّ العالمينَ
      بأن أقاسمك الكآبةَ
      تَكْبُرُ الآمالُ فيَّ
      طريدة أَبَدًا تغالبُهَا النبالُ
      فيا دمي المسفوكُ في أرضِ القصيدةِ
      ها يدي ممدودة
      لَكَ أنتَ وحدَك يا صباحُ
      فَخُذْ نضارَ الشعرِ مني وانتصبْ قمرًا
      يطاوِلُهُ المَدَى
      أشواقُنا غيمٌ منَ الأنصابِ
      يبلعه السَّرَابُ
      وَشَاءَ ربُّ العالمينَ
      بأنْ أسيرَ إليك في النَّارِ الأجيجِ
      فها الخَرِيدَةُ تنصبُ الأبواقَ
      فيك مقاصدُ الشعراءِ
      والحكماءِ
      هَا أَنْتِ البسالةُ والقصيدةُ

      يا صباحْ


      رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااائع

      حد الادمان

      لقد

      أسرني النص

      بـــــــ:

      هذه الشاعرية المتفردة

      دام بوحك

      ودمت للنشيد.

      (الاقتباس للإشارة للإبداع)



      تقبلني
      لابد أن يلد المساء
      لابد أن يرتاد بوحُ الضوء أروعَ سنبلة
      إنا شربنا من تبجح ما بنا
      ضعفين من قلق المسير
      إنا تعبنا
      فاستفيقي لا تشقي جيب ضوضاء الحوار.

      تعليق

      • مصطفى الطوبي
        أديب وكاتب
        • 04-11-2008
        • 278

        #4
        سيدتي الفاضلة المبدعة المتألقة ريمه الخاني ..
        كم أنا فخور بكلماتك العذبة ونظرتك الحصيفة ..شكرا أيتها الأديبة الكبيرة على مرورك هذا ودمت متميزة..

        تعليق

        • مصطفى الطوبي
          أديب وكاتب
          • 04-11-2008
          • 278

          #5
          أخي الشاعر الكبير حسين شرف ..
          لا يعظم الناس إلا عظيم ..ونظرتك هذه تنم على أخلاقك العالية وأفقك النقدي الحصيف وشاعريتك السامقة ..
          لك كل الود والتقدير..

          تعليق

          • عارف عاصي
            مدير قسم
            شاعر
            • 17-05-2007
            • 2757

            #6
            الحبيب الكريم
            مصطفى الطوبي


            رائع صباحك
            ولعله يطفي المساء
            ويزرع الورد القصيدة
            في السماء
            فتعود أنوار النجوم الزاهرات
            ويخنس الشيطان في وهج السموم

            يا خافقا بالحسن يشدو
            فوق هامات الجمال
            كم ذا تناشد روح عز
            بين أرتال الخبال
            للحق وجه واحد
            إن عادوا عد
            والعود أحمد بالرجال


            سعدت على ضفافك


            بورك القلب والقلم
            تحاياي
            عارف عاصي

            تعليق

            • مصطفى الطوبي
              أديب وكاتب
              • 04-11-2008
              • 278

              #7
              أيها الشاعر الكبير عارف عاصي ..
              لو التزمنا تقويم هذا النص النيزكي لكفانا رأيك فيه ..أشكرك من كل القلب على توهجك الشعري ومجاراة الروح في توهج الكلمة ..على ضفاف رأيك الشعري ينبت القلب فسيلا روحيا ساحرا ..ويحلو الكلام ..
              شكرا من جديد ودمتم أعمدة الرأي في تقويم الكلمة الهادفة ..

              تعليق

              • عبير هلال
                أميرة الرومانسية
                • 23-06-2007
                • 6758

                #8
                مبدع شاعرنا حد الثمالة

                للاسف صولة النار لم تنتهي بعد

                ولكنها ستنتهي ان توحدنا

                وأضحينا قلب واحد..

                شاعرنا المتالق

                أرق تحياتي لك
                sigpic

                تعليق

                • مصطفى الطوبي
                  أديب وكاتب
                  • 04-11-2008
                  • 278

                  #9
                  سيدتي الفاضلة الشاعرة المتألقة أميرة عبد الله ..
                  كم أنا سعيد بحروفك العسجدية التي أضفت جمالا متفردا على هذا النص الحزين الذي أصعدته من دواخلي بمرارة حينما حاولت أن أزاوج بين جمال اللغة وجمال الألم ..
                  أكيد أنني سأبقى فخورا بانطباعات أهل الأدب وأنت من الشواعر القلائل اللواتي يعتز بهن الأدب الآن ..
                  شكرا لك من جديد..ولك كل المودة والتقدير والاحترام..

                  تعليق

                  • ظميان غدير
                    مـُستقيل !!
                    • 01-12-2007
                    • 5369

                    #10
                    الشاعر مصطفى الطوبي

                    قصيدة مبهرة ورائعة وعالية الفنية ..بأسلوبك المبدع والمتجدد

                    معانيك المعتقة والمعتصرة تستحق كل التقدير

                    تحيتي ..تثبيت
                    ظميان غدير
                    نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
                    قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
                    إني أنادي أخي في إسمكم شبه
                    ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

                    صالح طه .....ظميان غدير

                    تعليق

                    • عارف عاصي
                      مدير قسم
                      شاعر
                      • 17-05-2007
                      • 2757

                      #11
                      أخي الكريم
                      مصطفى الطوبي

                      لم أقوم النص
                      ولم أقل فيه رأيا
                      نعم


                      وليست النبضة التي وضعت
                      إلا تكريما لنصك فلو لم يكن
                      حيا نابضا لما حرك النبض حوله

                      بورك القلب والقلم
                      تحاياي
                      عارف عاصي

                      تعليق

                      • مصطفى الطوبي
                        أديب وكاتب
                        • 04-11-2008
                        • 278

                        #12
                        الشاعر السامق والإنسان الناطق بالأخلاق ظميان غدير..
                        والله بهذا السلوك شعرت بنبض الأدباء الحقيقيين الذين لا يحملون في نفوسهم إلا النقاء والحب والتسامح ..وهذه الالتفاتة منكم لهذا النص البسيط تعبر عن هذا السمو في الأخلاق والسلوك الأدبي الرفيع ..نصي هذا لا يرقى إلى المستوى المرضي ولكنني أشهد أنني كتبته بمعاناة خاصة وتفاعل خاص مع الموجودات في مستواها الأولي وفي مستواها الثاني ..
                        شكرا لك أيها الأديب الرفيع وسيشهد لك الأدب يوما أنك لم تخن قط القصيدة ..وأدبك السامق يعبر أنك لا تفعل ذلك..

                        تعليق

                        • مصطفى الطوبي
                          أديب وكاتب
                          • 04-11-2008
                          • 278

                          #13
                          سيدي الشاعر الكبير عارف عاصي ..
                          حصل لي الشرف بمروركم الكريم بهذا النص في المرة الأولى وتضاعف الشرف بكلمتكم الثانية التي تعتبر تزكية لما قيل فيه ..وصدقني أن مجرد عبوركم هو ألق للنص في ذاته خاصة إذا أخذنا بالاعتبار مكانتكم الأدبية الرفيعة وعلو قامتكم في الكتابة المشرقة والتقويم الهادف ..
                          حينما يكمل الشاعر قصيدته يشعر بالألم تجاه ضعف تجربته واجترار تراكيبه وابتذال صوره ولكنه يصر على الاستمرار ..وتجربتي الخاصة مع نصوصي تسير في هذا المنحى هو الندم استشعره إزاء أغلب ما كتبت ..وما أحببته لم أصل إليه وكأنما أنا المقصود بقول الشاعر :
                          أهم بشيء والليالي كأنها
                          تغالبني عن كونه وأغالب
                          شكرا لك أيها الأديب الرائع على حسك اللين وذوقك الشعري الرهيف..

                          تعليق

                          • عارف عاصي
                            مدير قسم
                            شاعر
                            • 17-05-2007
                            • 2757

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الطوبي مشاهدة المشاركة
                            سيدي الشاعر الكبير عارف عاصي ..
                            حصل لي الشرف بمروركم الكريم بهذا النص في المرة الأولى وتضاعف الشرف بكلمتكم الثانية التي تعتبر تزكية لما قيل فيه ..وصدقني أن مجرد عبوركم هو ألق للنص في ذاته خاصة إذا أخذنا بالاعتبار مكانتكم الأدبية الرفيعة وعلو قامتكم في الكتابة المشرقة والتقويم الهادف ..
                            حينما يكمل الشاعر قصيدته يشعر بالألم تجاه ضعف تجربته واجترار تراكيبه وابتذال صوره ولكنه يصر على الاستمرار ..وتجربتي الخاصة مع نصوصي تسير في هذا المنحى هو الندم استشعره إزاء أغلب ما كتبت ..وما أحببته لم أصل إليه وكأنما أنا المقصود بقول الشاعر :
                            أهم بشيء والليالي كأنها
                            تغالبني عن كونه وأغالب
                            شكرا لك أيها الأديب الرائع على حسك اللين وذوقك الشعري الرهيف..
                            لشاعر الكريم
                            والأخ الحبيب
                            مصطفى الطوبي

                            الشاعر يضمر
                            إذا بلغ حد الرضا عن نصوصه
                            فهو تواق للجمال دائما
                            وكلنا بلغ درجة
                            تاق لما هو اعلى منها

                            وأرى ماتصفه
                            هو من هذا الباب
                            وليس من باب الندم


                            أشكرلك
                            جميل ردك
                            ووكريم خلقك

                            كل عام وأنتم بخير

                            بورك القلب والقلم
                            تحاياي
                            عارف عاصي

                            تعليق

                            • محمد الصاوى السيد حسين
                              أديب وكاتب
                              • 25-09-2008
                              • 2803

                              #15
                              تحياتى البيضاء

                              كم هى ثرية بالتفاصيل هذه اللوحة الشعرية
                              كم تحمل من خيال جامح محلق متمكن من أفقه الذى يحلق فيه
                              كم هنا بين تفاصيل اللوحة من جماليات فنية تستحق التأمل

                              يا شاعرًا
                              لك جرحُنا دفقًا من الشوقِ النضيرِ

                              هنا يتجلى التخييل البليغ فى المصدر " دفقا " والذى يميل إلى الحالية لكنه أيضا يحمل إيحاء التمييز
                              هنا تصنع لفظة " دفقا " استعارة خلابة ثم ولنتأمل علاقة " من " التى تحمل تكثيفا للاستعارة عبر علاقتها المكانية الخرافية " من الشوق النضير " وكذلك على سبيل المثال على جمالية تشكيل الصورة الشعرية هذا السياق

                              والشمس أعجنها رغيفا أحمرا
                              كي ينضج الحلمُ المرفرف في غدِي
                              سأصير إن أحببت سهمًا
                              يبتغي المرجانَ
                              من كبد الغراب

                              هنا لابد وان نتوقف امام هذه الاستعارة الرائعة " الشمس رغيف احمر يعجنه الشاعر " وذلك بما تحمله الشمس الحمراء من دلالة جمالية تنشر ظلها على الحالة الوجدانية بجلاء وتأثير عميق
                              ثم تلك الاستعارة التالية والتى لا تدور فى فلك الاستعارة الأولى " الشمس الحمراء " لكنها تقدم عبر التصوير البليغ ذات الدلالة الوجدانية أى حالة المقاومة النبيلة لقبح الواقع وعذاباته الأليمة

                              لكن هناك ملاحظة على هذه الفنية فى تشكيل الصورة الشعرية او البنية الجمالية الكليةالتى قام عليها سياق النص
                              هى أن الصورة الشعرية تتوالى وتتابع دون أن يكون فى ذهنها أنها تكثف تقدمها إلى ختام تصل عنده للذروة
                              نحن امام زحام جميل وركب من الاستعارات ربما يتوقف قليلا او قد يدور حول نفسه ثم يسير خطى إلى الدلالة ثم تجد أنه يكرر خطاه التى مشاها قبلا فى ذات الدرب الجمالى
                              هذه الحالة من زحام الصورة وتواليها دون أن تقبض على خيط دلالى لأنها تتركه عدة خيوط دلالية أمامنا ويحمل كلها بنائا جماليا خاصا به كصورة الشاعر ومجال تخييله – صورة الأم ومجال تخييلها – صورة المكان ومجال تخييله ربما يجعل ذلك المتلقى أمام صورة شعرية رائعة لكنها لا يجد لديه مجالا وجدانيا واحدا مهيأ لتلقيها
                              لماذا ؟
                              لأنه يُفترض ان يكون سياقها السابق تمهيدا وتكثيفا لتلقى اللاحق من تخييل وتصوير بينما هذا ما لم أشعر به عبر تلقى البنية الجمالية للسياق
                              فى ظنى ان البنية الجمالية على ثرائها تحتاج سيطرة أكثر على حركتها وبنائها وتكشفها التدريجى عبر توالى السياق

                              تعليق

                              يعمل...
                              X