تحياتى البيضاء

كَمْ جِئْتُ في جُرْحِ الليالي المُوجِعَاتِ بِدَمْعَتِي

عندما أتأمل سياق شبه الجملة " فى جرح الليالى " أجد جمالية فنية عالية فى استخدام حرف الجر " من " الذى يترك إيحاءا شجيا بالانكسار والتودد بالأسى
فها هو بطل النص يأتى " فى " وهنا يحتويه الحرف ويطوقه يأتى فى جرح الليالى ها هو يتشفع بموكب خيالى شديد التأثير وشاهق التحليق فى فضاء الخيال



خطواتها نغم
ما أجمل هذا التشبيه البليغ الذى يتماهى فيه المشبه فى المشبه به فيذوبان فى كيان واحد
ثم تمتد ظلال التشبيه عبر جملة النعت الفعلية
" تغنى "
ها نحن فى ظلال استعارة مكنية " نغم تغنى " تفتح مجالا أمام خيال المتلقى عبر تغاير الظلال فتتحرك من المشهد دلالة التشبيه " خطواتها " لنجد أنفسنا أما جمالية الاستعارة التى تجسد النغم كائنا خرافيا من الروعة والفتنة هو نفسه النغم يتغنى فكيف يكون اللحن وأى عذوبة إذا تغنى النغم

أأمَيرَتِيْ
سَلَبُوا دِيَارِي
والعَفَائِفُ والحَرَائِرُ دَامِياتْ
أَتُرَىَ العَفَائِفَ قَدْ غَشَاهَا
الذُلَّ عَيْشَ الوَاهِنَاتْ
وَجَرَعْنَ مُرَّ الجُرْحِ
فِي أَيْدِي الطَّغَاةْ

هذا الخطاب الذى يتمكن فيه الشاعر من المزاوجة بين الغنائية والسرد الشعر عبر الحوار لابد وان نحييه عليه
أولا لأنه امتعنا عبر فتح آفاق التخيل الوسيعة لتلقى جمالية الحوار وتشكيله عبر وجدان المتلقى بما يجعلنا امام حالة متجددة من التشكيل للمشهد باختلاف التلقى وتعدده
ثانيا لأنه يبشر بتوالى توظيف هذه الفنية فى نصوص أخرى قادمة وهو ما أراه يثرى التجربة الشعرية التى يعبر عنها النص

- ما الذى تمثله شهرزاد فى هذا النص ما المعادل الموضوعى الذى يمكنه أن يفسر استدعائها كرمز داخل النص

هل شهرزاد هنا هى ذات رمز للامة العربية التى تحترف الثرثرة واجترار الحكاية


هل شهرزاد هنا هى الأحلام والأمنيات التى وقعنا فى هواها واستسلمنا لوعوها وخيالها الخلاب

هنا يتركنا النص عبر غموض شفيف ليكون المتلقى معادله الموضوعى كما يشاء وهذا فى رأيى نقطة فنية تحسب لجمالية النص وثراء دلالته النبيلة

أأمَيرَتِيْ
يامَنْ مَلَكْتِ الحُسْنَ في دَلِّ الجمالْ
والحُسْنُ سَيْدَتي لَهُ سِحْرٌ عَلَى كلِّ الرِّجالْ
كَمْ جِئْتُ في جُرْحِ الليالي المُوجِعَاتِ بِدَمْعَتِي
ولَكَمْ تمنيتُ التي تَشْفِي الجِرَاحَ بِبِسْمَةِ
و رِضَابُهَا
بَوْحُ السَّعَادَةِ فِي ظِلالِ الْغُمَّةِ
خُطُواتُهَا
نَغَمٌ تَغَنَّى فِي التَّهَادِي والدَّلالْ
لَكِنْ جَرَاحِيْ طِبُّهَا
فِي أَنْ أكُونَ أَنَا المِثَالْ

سيدي الفاضل الشاعر الكبير عارف عاصي ..
بقيت مسمرا أمام هذا المقطع أسائله عن الأميرة الساحرة فتأبى وانثنيت والحسرة تمضغني والرغبة تجرفني في أن أمسك بخيط التأويل في هذا النص العذب :
أجل لقد وضعت اليد بدقة بالغة على تقنية الكتابة الحديثة في إبقاء القارئ على عطشه في إرواء فضوله دفعة واحدة ..
الشعر إيحاء وهو كذلك بخصوص أميرتك الجميلة ..وخاصة حينما نقرأها في علاقة مع تخاذل العشاق المتيمين بها ..
وتبقى قراءة الأميرة بالوطن اجتهاد محترم في ظل قزحية النص الشعري الحديث ..
على أساس أن القراءة مفتوحة لمزيد من الاجتهاد..
شكرا لك كثيرا على هذا الجمال ..

عارفٌ أنتَ بهمس الحبيبةِ وهم الوطن
وعارفٌ أنتَ بأن كرامةَ القلبِ قبل الحُبِ
وعارفٌ أنتَ بجمال الحرف وسرِ الشِّعرِ
في نقل الدنيا كلها أمامك على ورقةِ القصيدة
الأخ الحبيب والشاعر الفذ : عارف عاصي
محبتي وتقديري
ورمضان كريم وكل عام وأنت بخير

الشاعر المبدع " عارف عاصي "
نص رائع ،، عبر الرقيقة شهرزاد
وقفت على هموم الأمَّة و أحزانها
وذلك دأبك ، فبورك قلب حرّ تحمله بين جنبيك
خالص تحيَّاتي و تقديري

يا عارف الحرف قمرا تكامل حسنة
أربى على الشمس المنيرة فى البها

فاضت سطور الشعر روعة
فعانقت الحروف عنان الجمال

شعر حوى قوة ودقة ومتانة وجزالة
نصنع منه حلة للشعراء

لامسنا أكف حرفكَ فأحال صقيع
اعماقنا دفئاً وعذوبة

كل الشكر للجميل الذي اهديتنا هنا ,

أأمَيرَتِيْ
سَلَبُوا دِيَارِي
والعَفَائِفُ والحَرَائِرُ دَامِياتْ
أَتُرَىَ العَفَائِفَ قَدْ غَشَاهَا
الذُلَّ عَيْشَ الوَاهِنَاتْ
وَجَرَعْنَ مُرَّ الجُرْحِ
فِي أَيْدِي الطَّغَاةْ

حين أقرا قصيدة وأظن أنها تتغزّل بالحبيبة المرأة,,
ذاك الحب الصغير..
لأعرف أنّ هذه المرأة في أحضان رجل آخر لا يصونها..أتألّم جدا.

أما وأنا ألج هذه القصيدة الرائعة ..
و أرى أنّها المرأة الوطن..وذاك الحب الكبير ، و هي في يد رجل آخر..لم يصنها فحسب..بل سلبها روحها و شرّد أطفالها وسلخ هويّتهم وراح يضعف همّة كلّ الأمهات..فإنّ شيئا ما يسكن أعماقي ممزقا كلّ الأوردة و الشرايين.

أخي عارف
غرست الخنجر عميقا..فارحم ضعفنا

سلمت أناملك

سعاد