حديــــث مع النفـــــس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • لميس الامام
    أديب وكاتب
    • 20-05-2007
    • 630

    حديــــث مع النفـــــس

    [frame="1 98"]حديث مع النفس...........
    عام مضى وسواد الفاجعة يحتل نفسي..يبعثرها ..يشتت أركانها..اجتاحتني محاولات شتى باءت بالفشل للم شمل حواسي وأشيائي التي طالما عشت معها سنين الغربة والشتات ..أليم إحساس المرء بالفقد ..أليم هذا الفراق الذي فرض نفسه ولتصبح السيادة له، لقد بات حتما الاعتراف به..

    تمنيت أن اكرر حياتي معه ..أن افهم معنى ذلك الألم الذي سبب الفراق..أكان من الأجدى أن نستشير المواقف قبل ان تنقلب الى معارك تنتهي بهزيمة؟ أكان بالإمكان أن نتفادى تلك الخسارات بانكساراتها التي كسبناها بديلا عن الانتصار جراء وهم وحيرة دمرتنا؟ ما عاد يجدي أن نتراجع أبداً..فقد سار كل منا في طريق..طريقه حددته الأقدار وطريقي بات ملتويا كثعبان يود ان ينقض علي في كل لحظة ليبتلعني وآلامي...ما زالت الصورة الآتية غير واضحة المعالم امامي ..

    ما زلت ارزح تحت وطأة ندم لن يجدي التراجع أمامه..حين ظننت يوما اني استرجعت حبيبا وسأستعيد معه وطنا...أدركت فيما بعد إني فقدت فيه وطني وسكني وقد عدت مشردة لا ادري اين سترسي مراكبي بدون مجاديف وعلى أي شاطئ سأنزل متاعا بعثرته الايام ..كل ما تبقى لي منه أطلالا لا أثر فيها لحياتنا التي عشناها سويا بحلوها ومرها...مهما حاولت نفض تلك الغبار فقد تيبست قشرة بُنْيَتِها وجفت..ذبلت ورود رويتها بماء الطهر ..تساقطت تويجاتها فوق أرض ديارنا التي أصبحت غريبة فيها..التمس فيها جميع الطرق..لأتوه من جديد..أتفادى الانقياد لعواطفي ..اي عواطف هذه التي أحاول لمَّ بعثرتها..لقد اختلطت الأمور علي ..أصبحت أكثر غربة..بات فض الاشتباك مع الحواس مستحيل..وقعت تحت براثن شرك لمفترس. اكتشفت الكابوس كما حدث بالضبط عندما تخليت عن القوانين الاستبدادية للخير والشر فنزحت الى طريق لم اخطط له يوما أصبح المؤشر على مدى إمكانية تقبل الحس الإنساني داخلي يفرض على أن المصالحة مع النفس خرافة كبرى وأن الإخفاق كان النتيجة الطبيعية للحلول الفاسدة التي مارست نفسها علي فكيف الفكاك من فشل في إعادة هيكلة حواسي ..

    أود أن أنسى ..أن أمحو تلك الصفحات من كتاب حياتي كتاب عمري..
    وها أنذا أقع تحت طائلة عذاب لا ينتهي ..ولن ينتهي فقد أردت لنفسي هذا العذاب واخترته بمحض إرادتي..الآن فقط أدركت معنى ان أعود إلى ديار نبذتني يوما ما وقد ظننت يوما أنها سترحب بي وتحتفي بقدومي..يبدو إن البعد أخفق في بناء العلاقة حتى بيني وبين الأشياء التي اقتنيتها والتي طالما ارتبطت بها ..أشعر بها ترفض وجودي..وإن حاولت تغيير معالمها...ما زلت اشعر برفضها لي ..لم يبقى لي من دياري سوى سماء كانت صندوق أسراري التي أبوح بها إليها فهي ظلي الظليل وسكن روحي الذي عدت التجأ اليه عند الاحتياج ...

    لميس الامام[/frame]
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    #2
    عفوا يا غاليتي لميس
    لم أعهد منك هذا الحزن والاستسلام لما أصابك من جروح دامية التي أراها تنزف ألما ولا أحد من يشهر ويحس بها!!!...
    كل ما يصيبنا يا لميس لم يكن إلا ابتلاء من الله العلي العظيم ليمحص قلوبنا ويعلم مدى قدرتنا على تجاوز الابتلاءات ..... فليكن أملنا بالله حسبنا وكافينا وهو العليم بخبايا أنفسنا والمؤنس الوحيد لوحشة ليالينا ... فوالله يا لميس الاستئناس بالله خالقنا والاتكال عليه في كل أمورنا سيدفعنا إلى تجاوز الصعاب والمشاق التي تعترض طريقنا .....
    وما يلزمنا لنرتقي إلى هذه الدرجة العالية أن نرتدي رداء الصبر والإيمان واحتساب أمرنا إلى الله حينها والله لن تزعزعنا الشدائد ، ولا الآلام ، ولا الأحزان مادمنا في ملاذ الرحيم الرحمن ...

    أمينة أحمد خشفة

    تعليق

    • وائل المهدي
      أديب وكاتب
      • 06-04-2009
      • 118

      #3
      كل نفس بشريه تحتوي علي الكثير من الجوانب والحواري المفعمه بذكريات خاصه والكثير يتكتم عليها ولا يخرجها ولكن من الأفضل أن نفرغ تلك الحواري النفسيه في سطور حتي نستعيد شبابها ونخلصها من الألم وفي كل مره علينا أن نتذكر رب العزه عز وجل في قوله تعالي ألا بذكر الله تطمئن القلوب .
      وكما قال الشاعر ....فاطمئني يا قلوب..
      بذكر علام الغيوب..
      ولتخضعي في النداء..
      في الشروق وفي الغروب..
      ولتسلكي خير الدروب ..
      ولتذكري رب السماء..
      ذكراً كثيراً في الرخاء..
      لتسلمي هول الخطوب..
      وما أصابك من بلاء..
      ففيه تكفير الذنوب..
      ولتحذري درب الشقاء..
      ففيه والله العناء..
      ولتستري كل العيوب..
      لا تبالي حينما ..تبكي العيون على الذنوب..
      أما علمت بأنه..
      ثمار ذكرك للرحيم..
      ( ضياء قلبٍ..وسعة عيشٍ..وتفريجٍ للكروب..)
      وبه الدواء لكل داء..وبه شفاء للسقيم..
      وهو السبيل إلى النجاة..وهو الطريق المستقيم..
      ** سبق المفردون ..فسابقي نحو الكريم **
      واشتري الجنات بالذكر العظيم..
      لا يكن حظك منه..
      كحظ مسكين عقيم..

      تعليق

      • لميس الامام
        أديب وكاتب
        • 20-05-2007
        • 630

        #4
        غاليتي بنت الشهباء

        آمنت بالله ونعم بالخالق العظيم القادر على انزال السكينة على القلوب والنفوس. ابن آدم خلق هلوعا ..لحظات ضعف طبيعية تجتاحنا عند وقوع البلاء ..ولكن الله عز وجل ينزل الصبر على القلوب والنفوس ..إنه مجرد تنفيس عما يعتمل في النفس جراء الذكرى ليس إلا يا امينة ..فالفراق صعب ..والذكرى احيانا تكون ناقوسا يدق في عالم النسيان..

        محبتي دائما أعدك انني سأكون بخير ان شاء الله..

        جزاك الله خيرا على كلماتك الرائقة المهدئة للنفس ..

        لميس الامام

        تعليق

        • لميس الامام
          أديب وكاتب
          • 20-05-2007
          • 630

          #5
          ابن البحر

          اشكرك اخي على هذا المرور الملئ بالدعم الايماني ..ونعم بالله العلي العظيم وما نحن إلا بشر بضعفنا ..والله عز وجل قادردوما على انزال السكينة والصبر ..لتعود النفوس لتهدأ..والحياة ستستمر وتستمر..وهي أقدار كتبت علينا وعلى غيرنا..


          سلمت يمناك على ما جادت به مشاعرك وقلمك..

          لميس الامام

          تعليق

          • محمد علاء الدين الطويل
            أديب وكاتب
            • 18-09-2008
            • 296

            #6
            [align=center]ما أعمق الجرح والألم حينما تصاحبه لحظات اليأس ، هكذا هي الحال طالما الإيمان يعلو حينا ويزل آخر ، وجميل أيضا حينما يٌترجم نزفا من دم على صفحات الجلد ، لأنه بذلك سيحل الترويح وتعود النفس لمستقرّها ذاكرة ربّها وقضاءه وقدره ...
            هي هكذا الحياة والسعادة مزيج من الحلو والمرّ ، ما كنا لنعلم حلو المذاق لولا استطعام المرير منه ، وما كانت صلابة اليوم لولا شدة الأمس ...
            أحييك أختاه على روعة أسلوبك وصدق مشاعرك وحسن تصويرك ، حينما يجتمع هؤلاء يكون الإبداع الحق...
            تقبّلي مروري بكل حب واحترام وصدق[/align]
            [frame="11 98"]
            * الأدب إحسان قول وتصرّفْ قبل أن يكون جرّة قلم أوتكلّفْ *محمّدعلاَءالدّين الطَّويل
            [/frame]

            تعليق

            • لميس الامام
              أديب وكاتب
              • 20-05-2007
              • 630

              #7
              الأخ الفاضل محمد علاء الدين الطويل

              شكرا بلا حدود لمرورك الرائع وتذييلك للنص بمعانٍ أروع..

              تقبل تقديري واحترامي

              لميس الامام

              تعليق

              يعمل...
              X