[frame="1 98"]حديث مع النفس...........
عام مضى وسواد الفاجعة يحتل نفسي..يبعثرها ..يشتت أركانها..اجتاحتني محاولات شتى باءت بالفشل للم شمل حواسي وأشيائي التي طالما عشت معها سنين الغربة والشتات ..أليم إحساس المرء بالفقد ..أليم هذا الفراق الذي فرض نفسه ولتصبح السيادة له، لقد بات حتما الاعتراف به..
تمنيت أن اكرر حياتي معه ..أن افهم معنى ذلك الألم الذي سبب الفراق..أكان من الأجدى أن نستشير المواقف قبل ان تنقلب الى معارك تنتهي بهزيمة؟ أكان بالإمكان أن نتفادى تلك الخسارات بانكساراتها التي كسبناها بديلا عن الانتصار جراء وهم وحيرة دمرتنا؟ ما عاد يجدي أن نتراجع أبداً..فقد سار كل منا في طريق..طريقه حددته الأقدار وطريقي بات ملتويا كثعبان يود ان ينقض علي في كل لحظة ليبتلعني وآلامي...ما زالت الصورة الآتية غير واضحة المعالم امامي ..
ما زلت ارزح تحت وطأة ندم لن يجدي التراجع أمامه..حين ظننت يوما اني استرجعت حبيبا وسأستعيد معه وطنا...أدركت فيما بعد إني فقدت فيه وطني وسكني وقد عدت مشردة لا ادري اين سترسي مراكبي بدون مجاديف وعلى أي شاطئ سأنزل متاعا بعثرته الايام ..كل ما تبقى لي منه أطلالا لا أثر فيها لحياتنا التي عشناها سويا بحلوها ومرها...مهما حاولت نفض تلك الغبار فقد تيبست قشرة بُنْيَتِها وجفت..ذبلت ورود رويتها بماء الطهر ..تساقطت تويجاتها فوق أرض ديارنا التي أصبحت غريبة فيها..التمس فيها جميع الطرق..لأتوه من جديد..أتفادى الانقياد لعواطفي ..اي عواطف هذه التي أحاول لمَّ بعثرتها..لقد اختلطت الأمور علي ..أصبحت أكثر غربة..بات فض الاشتباك مع الحواس مستحيل..وقعت تحت براثن شرك لمفترس. اكتشفت الكابوس كما حدث بالضبط عندما تخليت عن القوانين الاستبدادية للخير والشر فنزحت الى طريق لم اخطط له يوما أصبح المؤشر على مدى إمكانية تقبل الحس الإنساني داخلي يفرض على أن المصالحة مع النفس خرافة كبرى وأن الإخفاق كان النتيجة الطبيعية للحلول الفاسدة التي مارست نفسها علي فكيف الفكاك من فشل في إعادة هيكلة حواسي ..
أود أن أنسى ..أن أمحو تلك الصفحات من كتاب حياتي كتاب عمري..
وها أنذا أقع تحت طائلة عذاب لا ينتهي ..ولن ينتهي فقد أردت لنفسي هذا العذاب واخترته بمحض إرادتي..الآن فقط أدركت معنى ان أعود إلى ديار نبذتني يوما ما وقد ظننت يوما أنها سترحب بي وتحتفي بقدومي..يبدو إن البعد أخفق في بناء العلاقة حتى بيني وبين الأشياء التي اقتنيتها والتي طالما ارتبطت بها ..أشعر بها ترفض وجودي..وإن حاولت تغيير معالمها...ما زلت اشعر برفضها لي ..لم يبقى لي من دياري سوى سماء كانت صندوق أسراري التي أبوح بها إليها فهي ظلي الظليل وسكن روحي الذي عدت التجأ اليه عند الاحتياج ...
لميس الامام[/frame]
عام مضى وسواد الفاجعة يحتل نفسي..يبعثرها ..يشتت أركانها..اجتاحتني محاولات شتى باءت بالفشل للم شمل حواسي وأشيائي التي طالما عشت معها سنين الغربة والشتات ..أليم إحساس المرء بالفقد ..أليم هذا الفراق الذي فرض نفسه ولتصبح السيادة له، لقد بات حتما الاعتراف به..
تمنيت أن اكرر حياتي معه ..أن افهم معنى ذلك الألم الذي سبب الفراق..أكان من الأجدى أن نستشير المواقف قبل ان تنقلب الى معارك تنتهي بهزيمة؟ أكان بالإمكان أن نتفادى تلك الخسارات بانكساراتها التي كسبناها بديلا عن الانتصار جراء وهم وحيرة دمرتنا؟ ما عاد يجدي أن نتراجع أبداً..فقد سار كل منا في طريق..طريقه حددته الأقدار وطريقي بات ملتويا كثعبان يود ان ينقض علي في كل لحظة ليبتلعني وآلامي...ما زالت الصورة الآتية غير واضحة المعالم امامي ..
ما زلت ارزح تحت وطأة ندم لن يجدي التراجع أمامه..حين ظننت يوما اني استرجعت حبيبا وسأستعيد معه وطنا...أدركت فيما بعد إني فقدت فيه وطني وسكني وقد عدت مشردة لا ادري اين سترسي مراكبي بدون مجاديف وعلى أي شاطئ سأنزل متاعا بعثرته الايام ..كل ما تبقى لي منه أطلالا لا أثر فيها لحياتنا التي عشناها سويا بحلوها ومرها...مهما حاولت نفض تلك الغبار فقد تيبست قشرة بُنْيَتِها وجفت..ذبلت ورود رويتها بماء الطهر ..تساقطت تويجاتها فوق أرض ديارنا التي أصبحت غريبة فيها..التمس فيها جميع الطرق..لأتوه من جديد..أتفادى الانقياد لعواطفي ..اي عواطف هذه التي أحاول لمَّ بعثرتها..لقد اختلطت الأمور علي ..أصبحت أكثر غربة..بات فض الاشتباك مع الحواس مستحيل..وقعت تحت براثن شرك لمفترس. اكتشفت الكابوس كما حدث بالضبط عندما تخليت عن القوانين الاستبدادية للخير والشر فنزحت الى طريق لم اخطط له يوما أصبح المؤشر على مدى إمكانية تقبل الحس الإنساني داخلي يفرض على أن المصالحة مع النفس خرافة كبرى وأن الإخفاق كان النتيجة الطبيعية للحلول الفاسدة التي مارست نفسها علي فكيف الفكاك من فشل في إعادة هيكلة حواسي ..
أود أن أنسى ..أن أمحو تلك الصفحات من كتاب حياتي كتاب عمري..
وها أنذا أقع تحت طائلة عذاب لا ينتهي ..ولن ينتهي فقد أردت لنفسي هذا العذاب واخترته بمحض إرادتي..الآن فقط أدركت معنى ان أعود إلى ديار نبذتني يوما ما وقد ظننت يوما أنها سترحب بي وتحتفي بقدومي..يبدو إن البعد أخفق في بناء العلاقة حتى بيني وبين الأشياء التي اقتنيتها والتي طالما ارتبطت بها ..أشعر بها ترفض وجودي..وإن حاولت تغيير معالمها...ما زلت اشعر برفضها لي ..لم يبقى لي من دياري سوى سماء كانت صندوق أسراري التي أبوح بها إليها فهي ظلي الظليل وسكن روحي الذي عدت التجأ اليه عند الاحتياج ...
لميس الامام[/frame]
تعليق