أنتم ومعضلة الزمن ،
إلى النجوم فاستعدوا ..
" أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل "
ما فارقته مذ التقينا بيت الطغرائي ، قيدتك في ذهني تؤنسني ، إذهب اليوم فأنت حر ..
أخمن والله أعلم أنه لم يعد هناك ما نرجوه في هذا العالم المتفجر بالمآسي والكوارث والحروب ، الطمع الجشع الظلم الجوع ، انهيار القيم والأخلاق ، القوي يبتلع الضعيف كما في البحر لم يعد " الدر في أحشائه كامن " ، ولا الحمام يبيض على وتد ، أو غصن زيتون يلوح .
لذلك أنا متشائم ، بل أصبح التشاؤم في نظري من ضروريات المرحلة ، ولا بأس من تحريف المقولة : أنت متشائم إذا أنت موجود .
والتشاؤم ليس سلبا ما دام يقوم على أسس منطقية ، فالعالم المعاصر يقف على كف عفريت ، وعفريت اليوم ليس كالعفريت الذي خرج من القمقم في الحقب الغابرة ، عفريت هذا الزمن والعياذ بالله شديد البأس عظيم البطش ، فقد يكون صاروخا عابرا للقارات ، أو طائرة شبح ، أو حربا عالمية تسلخ اللحم وتدق العظم ، أو قنبلة ذرية تسحق " لؤلؤة الكون " .
في النصف الأول من القرن الماضي قفزعفريت من الجو على " هيروشيما " فقتل 70 ألفا فورا وأصاب مثل هذا العدد بإصابات مختلفة . كان السلاح النووي انئذ في طفولته ، وكانت القوة التدميرية لتلك القنبلة الصغيرة اللطيفة تعادل 20 ألف طن فقط . فما بالك اليوم بقنبلة تصل قوتها التدميرية الى 50 مليون طن . خمسون مليونا الرقم صحيح .
تصوروا هول الكارثة إن حدث . اليوم يوجد مخزون نووي يكفي لتدمير عدة كرات أرضية . إذن كرتنا أرضنا في خطر حقيقي ومتوقع . فنصيحتي للميسورين أن يبادروا وسريعا للإستثمار على أحد الكواكب .
صحيح أن الدول الكبرى تدخر السلاح الفتاك " فقط " للبرهنة على العظمة الدولية ، وإن هناك معاهدة يمنع بموجبها انتشار الأسلحة النووية . لكنني شخصيا قلق وغير مطمئن . من يعرف ، ففي لحظة نحس ، في كبسة زر ، قد يتمرد عفريت نووي فيثب على مكان ما من الأرض ، على ايران مثلا . وعند ذلك لن تقف باقي العفاريت مكتوفة الأيدي ، وسيصبح عالمنا في خبر كان .
بافتراض ان المخزون النووي لن يتحرك ، فإن العالم يواجه معضلة من نوع آخر ، فهذه الأرض التي احتضنت الانسان ملايين السنين لم تعد قادرة على استضافته وتحمل مشكلاته وتعقيداته ، والانسان ايضا قد مل الإقامة فيها وأخذ يصبو الى حياة على كوكب آخر ، بل أخذ يؤمن بالصحون الطائرة ، ويعود الى أقدم شهادة موثقة بهذا الخصوص ترجع الى زمن الفرعون " تحتمس " الثالث قبل 3040 عاما ، تليها رؤيا النبي حزقيال التي وردت في الانجيل زمن نبوخذ نصر ملك بابل .
وفي الزمن القريب هناك عالم آثار سويسري " فون دايكن " نشر عام 1967 كتابا بعنوان " عربات الآلهة " ترجم الى 26 لغة ، طرح فيه فرضية وجود مخلوقات فضائية متقدمة لجأت الى الأرض قبل تطورنا وساعدت على بناء الحضارات القديمة في بابل ومصر والصين والبيرو . وأوراق البردي المصرية تتحدث عن نزول المهندس " رع " من الفضاء وإشرافه على بناء الأهرامات وانشاء القناطر . ويدعي هنود الازتك أن أجدادهم قدموا من النجوم البعيدة وبنوا خطوط النازكا في البيرو . أما قبيلة الدجون في مالي فيصرون أن أجدادهم اتصلوا بمخلوقات فضائية متطورة قدمت من كوكب يدور حول النجم الشعري . وقد ثبت وجود هذا النجم فعلا عام 1970 .
أمام هذه المعطيات لا أستغرب أن الإنسان المعاصر يرتاد الفضاء بحثا وتنقيبا عن كوكب يمكن العيش فيه ، بعد أن خيب أملنا القمر .
في هذه المناسبة أعلن انضمامي الى فئة المتفائلين بوجود الكوكب المنشود ، ويخامرني احساس بأن الطريق ستفتح عاجلا أو آجلا ، وسيحتفل العالم بهذا الإكتشاف ، وستزدحم المركبات الفضائية بالملوك والرؤساء وسماسرة الأرض ، سيفرح الشعراء والكتاب ويشحذوا أقلامهم للإبداع بما يناسب الوضع الجديد في الكوكب الجديد ؛ هناك احتمال أن يتخذوا قرارا بعدم اصطحاب النقاد .. !
سيحدث انقلاب في السياسة العالمية وستحل جميع القضايا الإقليمية والدولية ، منها إقليم دارفور وقضية القدس وفلسطين والجولان . ستنتهي مظاهر كثيرة مثل القمم العربية ومشكلة القمامة ، بن لاذن سيخرج من كهفه ، ولا أظنه سيمد نظره الى برج القاهرة . أمريكا ستتخلى عن بلاد الرافدين ، لكنها ستحتفظ بزجاجة بترول واحدة ، فقط للذكرى . احمدي نجاد سيحوّل مشروعه النووي الى طاقة ثرثرة محضة ليثبت للعالم نقاء سريرته . نتنياهو لن يغادر قبل أن يذهب لوداع عباس ،فيستقبله عباس هاشا باشا ويلقي كلمة مؤثرة مطلعها : ألستم خير من ركب المطايا / وأندى العالمين بطون راح . إذهب بالسلامة أما أنا فلن أترك الميدان لحماس ! .
ولن ينسى النتنياهو أن يعرج على نصر الله ويهمس في أذنه : وماذا ستفعل بصواريخك .. ها ؟ ! خللها يا أخي خللها ، أنا طالع .
فيبتسم نصر الله ويرد بهدوء : وأنا حسبها جيدا ، جهزنا فوق من سيفقشون بعينك بصلة من النوع البلدي .
تجدر الإشارة ان التذاكر الى الكوكب الجديد ستكون باهظة الثمن بالنسبة للذين يعيشون تحت خط الفقر، عليهم أن ينتظروا حتى يتم تصنيع عربات درجة ثالثة ، ليعتصموا بالصبر ويرددوا من بحر الرجز : اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن صبحك بالبلج .
تبقى نقطة أخيرة وهي موقف الأرض بعد الرحيل ، هذه الأرض الكريمة لن تتألم لفراق أهلها ، لن تحزن ولن تذرف دمعة واحدة ، لأنها أعطت للإنسان كل ما لديها من خير وحب وجمال ، فقابل الإحسان بأن مزق أوزونها واجتث غاباتها وبقر بطنها وقطع أوصالها وجعل ملامحها دماء شرا وإثما ! .
إلى النجوم فاستعدوا ..
" أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل "
ما فارقته مذ التقينا بيت الطغرائي ، قيدتك في ذهني تؤنسني ، إذهب اليوم فأنت حر ..
أخمن والله أعلم أنه لم يعد هناك ما نرجوه في هذا العالم المتفجر بالمآسي والكوارث والحروب ، الطمع الجشع الظلم الجوع ، انهيار القيم والأخلاق ، القوي يبتلع الضعيف كما في البحر لم يعد " الدر في أحشائه كامن " ، ولا الحمام يبيض على وتد ، أو غصن زيتون يلوح .
لذلك أنا متشائم ، بل أصبح التشاؤم في نظري من ضروريات المرحلة ، ولا بأس من تحريف المقولة : أنت متشائم إذا أنت موجود .
والتشاؤم ليس سلبا ما دام يقوم على أسس منطقية ، فالعالم المعاصر يقف على كف عفريت ، وعفريت اليوم ليس كالعفريت الذي خرج من القمقم في الحقب الغابرة ، عفريت هذا الزمن والعياذ بالله شديد البأس عظيم البطش ، فقد يكون صاروخا عابرا للقارات ، أو طائرة شبح ، أو حربا عالمية تسلخ اللحم وتدق العظم ، أو قنبلة ذرية تسحق " لؤلؤة الكون " .
في النصف الأول من القرن الماضي قفزعفريت من الجو على " هيروشيما " فقتل 70 ألفا فورا وأصاب مثل هذا العدد بإصابات مختلفة . كان السلاح النووي انئذ في طفولته ، وكانت القوة التدميرية لتلك القنبلة الصغيرة اللطيفة تعادل 20 ألف طن فقط . فما بالك اليوم بقنبلة تصل قوتها التدميرية الى 50 مليون طن . خمسون مليونا الرقم صحيح .
تصوروا هول الكارثة إن حدث . اليوم يوجد مخزون نووي يكفي لتدمير عدة كرات أرضية . إذن كرتنا أرضنا في خطر حقيقي ومتوقع . فنصيحتي للميسورين أن يبادروا وسريعا للإستثمار على أحد الكواكب .
صحيح أن الدول الكبرى تدخر السلاح الفتاك " فقط " للبرهنة على العظمة الدولية ، وإن هناك معاهدة يمنع بموجبها انتشار الأسلحة النووية . لكنني شخصيا قلق وغير مطمئن . من يعرف ، ففي لحظة نحس ، في كبسة زر ، قد يتمرد عفريت نووي فيثب على مكان ما من الأرض ، على ايران مثلا . وعند ذلك لن تقف باقي العفاريت مكتوفة الأيدي ، وسيصبح عالمنا في خبر كان .
بافتراض ان المخزون النووي لن يتحرك ، فإن العالم يواجه معضلة من نوع آخر ، فهذه الأرض التي احتضنت الانسان ملايين السنين لم تعد قادرة على استضافته وتحمل مشكلاته وتعقيداته ، والانسان ايضا قد مل الإقامة فيها وأخذ يصبو الى حياة على كوكب آخر ، بل أخذ يؤمن بالصحون الطائرة ، ويعود الى أقدم شهادة موثقة بهذا الخصوص ترجع الى زمن الفرعون " تحتمس " الثالث قبل 3040 عاما ، تليها رؤيا النبي حزقيال التي وردت في الانجيل زمن نبوخذ نصر ملك بابل .
وفي الزمن القريب هناك عالم آثار سويسري " فون دايكن " نشر عام 1967 كتابا بعنوان " عربات الآلهة " ترجم الى 26 لغة ، طرح فيه فرضية وجود مخلوقات فضائية متقدمة لجأت الى الأرض قبل تطورنا وساعدت على بناء الحضارات القديمة في بابل ومصر والصين والبيرو . وأوراق البردي المصرية تتحدث عن نزول المهندس " رع " من الفضاء وإشرافه على بناء الأهرامات وانشاء القناطر . ويدعي هنود الازتك أن أجدادهم قدموا من النجوم البعيدة وبنوا خطوط النازكا في البيرو . أما قبيلة الدجون في مالي فيصرون أن أجدادهم اتصلوا بمخلوقات فضائية متطورة قدمت من كوكب يدور حول النجم الشعري . وقد ثبت وجود هذا النجم فعلا عام 1970 .
أمام هذه المعطيات لا أستغرب أن الإنسان المعاصر يرتاد الفضاء بحثا وتنقيبا عن كوكب يمكن العيش فيه ، بعد أن خيب أملنا القمر .
في هذه المناسبة أعلن انضمامي الى فئة المتفائلين بوجود الكوكب المنشود ، ويخامرني احساس بأن الطريق ستفتح عاجلا أو آجلا ، وسيحتفل العالم بهذا الإكتشاف ، وستزدحم المركبات الفضائية بالملوك والرؤساء وسماسرة الأرض ، سيفرح الشعراء والكتاب ويشحذوا أقلامهم للإبداع بما يناسب الوضع الجديد في الكوكب الجديد ؛ هناك احتمال أن يتخذوا قرارا بعدم اصطحاب النقاد .. !
سيحدث انقلاب في السياسة العالمية وستحل جميع القضايا الإقليمية والدولية ، منها إقليم دارفور وقضية القدس وفلسطين والجولان . ستنتهي مظاهر كثيرة مثل القمم العربية ومشكلة القمامة ، بن لاذن سيخرج من كهفه ، ولا أظنه سيمد نظره الى برج القاهرة . أمريكا ستتخلى عن بلاد الرافدين ، لكنها ستحتفظ بزجاجة بترول واحدة ، فقط للذكرى . احمدي نجاد سيحوّل مشروعه النووي الى طاقة ثرثرة محضة ليثبت للعالم نقاء سريرته . نتنياهو لن يغادر قبل أن يذهب لوداع عباس ،فيستقبله عباس هاشا باشا ويلقي كلمة مؤثرة مطلعها : ألستم خير من ركب المطايا / وأندى العالمين بطون راح . إذهب بالسلامة أما أنا فلن أترك الميدان لحماس ! .
ولن ينسى النتنياهو أن يعرج على نصر الله ويهمس في أذنه : وماذا ستفعل بصواريخك .. ها ؟ ! خللها يا أخي خللها ، أنا طالع .
فيبتسم نصر الله ويرد بهدوء : وأنا حسبها جيدا ، جهزنا فوق من سيفقشون بعينك بصلة من النوع البلدي .
تجدر الإشارة ان التذاكر الى الكوكب الجديد ستكون باهظة الثمن بالنسبة للذين يعيشون تحت خط الفقر، عليهم أن ينتظروا حتى يتم تصنيع عربات درجة ثالثة ، ليعتصموا بالصبر ويرددوا من بحر الرجز : اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن صبحك بالبلج .
تبقى نقطة أخيرة وهي موقف الأرض بعد الرحيل ، هذه الأرض الكريمة لن تتألم لفراق أهلها ، لن تحزن ولن تذرف دمعة واحدة ، لأنها أعطت للإنسان كل ما لديها من خير وحب وجمال ، فقابل الإحسان بأن مزق أوزونها واجتث غاباتها وبقر بطنها وقطع أوصالها وجعل ملامحها دماء شرا وإثما ! .
تعليق