[align=right]تحياتى البيضاء
من جماليات هذا النص هو أنك بسلاسة ويسر يمكن ان ترده لنبع ثرى من ينابيع الثقافة العربية وتراثها الغنى الفريد . نحن هنا فى هذا النص النثرى أمام الارتواء من لغة المتصوفة وادبيات التصوف الخلابة التى تجدها عند المتصوفة الكبار كالنفرى وابن عربى والسهروردى وغيرهم ، نحن هنا فى هذا النص امام اللغة الكاشفة المستترة أمام مكابدة التصوف فى معارج الوصول
إنى والله أسهر فى الصمت حتى يصهل
ولنتأمل جمالية العلاقة النحوية ( حتى ) والتى توحى بارتهان المريد الفنان وفرط مجاهدته حتى تحقق الكشف وانجلاء النور ، حتى يستنطق الأشياء وتجود له بسرها ويشرق جوهرها ، حتى يستحيل الصمت الجماد الكئيب خيلا عفية صاهلة
قد يبدو لنا للوهلة الأولى سلبية المضارعة التى يعبر عنها الفعل ( أسهر ) لكننا لو أرجعنا السياق إلى نبعه الثرى أدبيات التصوف ، لوجدنا الفعل يمور باطنه بالحركة والحياة ، السهر هنا سفر باطنى له أهواله ومشاقه وتضاريسه الوعرة التى قد لا تبدو لعين الراءى الذى يعنيه الظاهر بينما صاحب هذا السهر غائب حاضر يرتحل فى مكانه يتمعن ثناياه ويبحر فى لج طام من التفكر الغائرة فجاجه فى الروح
ثم ولنتأمل ترشيح الاستعارة الثانية التى تتقطر من الاستعارة الأولى عبارة واو العطف ( وأوغل فى الصدى حتى يموج ) هاهى الاستعارة الثانية تشكل تكثيفا يثرى الاستعارة الأولى عبر تفاصيل فنية جديدة تكمل المشهد الجمالى
ثم ها هو النور يتعطف على وجدان المريد فيخايله رويدا ( تأخذنى سنة من فيوض وتلفحنى سروات من شجون) هذا إذن ما يروّح به المريد عن نفسه المعلقة بالجوهر الخفى أنها سنة من الفيوض وفراديس سرو حزينة تتراءى له ليثبت بها قلبه على النور
لكنه رغم ما يتراءى يظل متقلقل الوجدان مذبذبه ( وأوشك أن تميد بى على السهو غصونك فلا أدرى أيا من الثمرات أقطف ) إنها إذن حيرة المريد الفنان الذى يعذبه الاختيار ، ويؤرقه الدرب وتعانده خطاه المغرمة بالركض فى أفق الفن والمكاشفة اللاهبة
ثم ولنتأمل الدلالة الصوتية لهذا اللفظ ( آن ) والذى جاء فى هذا السياق
( آن لهذا الصوت أن يترجل )
إننا نجد فى هذه الدلالة الصوتية ظلا ينشره اللفظ على دلالة السياق بما يحمله من جرس واهن يتلوى من حرقة المكابدة وحمول الشوق
لكنه ليس واهنا تماما أنه ما زال يحمل جذوة العزيمة وتوقدها الخلاق ( ويهدم جدران الصمت فينتشر الضوء صهيلا شفيفا فى مشكاته التى تهجع بين الضلوع )
[/align]
من جماليات هذا النص هو أنك بسلاسة ويسر يمكن ان ترده لنبع ثرى من ينابيع الثقافة العربية وتراثها الغنى الفريد . نحن هنا فى هذا النص النثرى أمام الارتواء من لغة المتصوفة وادبيات التصوف الخلابة التى تجدها عند المتصوفة الكبار كالنفرى وابن عربى والسهروردى وغيرهم ، نحن هنا فى هذا النص امام اللغة الكاشفة المستترة أمام مكابدة التصوف فى معارج الوصول
إنى والله أسهر فى الصمت حتى يصهل
ولنتأمل جمالية العلاقة النحوية ( حتى ) والتى توحى بارتهان المريد الفنان وفرط مجاهدته حتى تحقق الكشف وانجلاء النور ، حتى يستنطق الأشياء وتجود له بسرها ويشرق جوهرها ، حتى يستحيل الصمت الجماد الكئيب خيلا عفية صاهلة
قد يبدو لنا للوهلة الأولى سلبية المضارعة التى يعبر عنها الفعل ( أسهر ) لكننا لو أرجعنا السياق إلى نبعه الثرى أدبيات التصوف ، لوجدنا الفعل يمور باطنه بالحركة والحياة ، السهر هنا سفر باطنى له أهواله ومشاقه وتضاريسه الوعرة التى قد لا تبدو لعين الراءى الذى يعنيه الظاهر بينما صاحب هذا السهر غائب حاضر يرتحل فى مكانه يتمعن ثناياه ويبحر فى لج طام من التفكر الغائرة فجاجه فى الروح
ثم ولنتأمل ترشيح الاستعارة الثانية التى تتقطر من الاستعارة الأولى عبارة واو العطف ( وأوغل فى الصدى حتى يموج ) هاهى الاستعارة الثانية تشكل تكثيفا يثرى الاستعارة الأولى عبر تفاصيل فنية جديدة تكمل المشهد الجمالى
ثم ها هو النور يتعطف على وجدان المريد فيخايله رويدا ( تأخذنى سنة من فيوض وتلفحنى سروات من شجون) هذا إذن ما يروّح به المريد عن نفسه المعلقة بالجوهر الخفى أنها سنة من الفيوض وفراديس سرو حزينة تتراءى له ليثبت بها قلبه على النور
لكنه رغم ما يتراءى يظل متقلقل الوجدان مذبذبه ( وأوشك أن تميد بى على السهو غصونك فلا أدرى أيا من الثمرات أقطف ) إنها إذن حيرة المريد الفنان الذى يعذبه الاختيار ، ويؤرقه الدرب وتعانده خطاه المغرمة بالركض فى أفق الفن والمكاشفة اللاهبة
ثم ولنتأمل الدلالة الصوتية لهذا اللفظ ( آن ) والذى جاء فى هذا السياق
( آن لهذا الصوت أن يترجل )
إننا نجد فى هذه الدلالة الصوتية ظلا ينشره اللفظ على دلالة السياق بما يحمله من جرس واهن يتلوى من حرقة المكابدة وحمول الشوق
لكنه ليس واهنا تماما أنه ما زال يحمل جذوة العزيمة وتوقدها الخلاق ( ويهدم جدران الصمت فينتشر الضوء صهيلا شفيفا فى مشكاته التى تهجع بين الضلوع )
[/align]
تعليق