تحياتى البيضاء

ضوء القناديلِ مخنوقٌ ومرتعشٌ
يلوذُ والريحُ تجري حولهُ بطرا

ما أجمل هذا البيت الذى يشكل خلفية لونية صوتية للوحة النص بما يجعل من هذا البيت أطارا جماليا للسياق بأكمله

يمتد هنا الأثر النفسى الذى يكابده بطل النص وشنشر ظله على الطبيعة من حوله فها هو الحزن والقلق واليأس الذى يموج فى الوجدان يندفق ليخنق ضوء القناديل ومن جمالية السياق أنه يقدم لنا الجملة الاسمية منفصلة " ضوء القناديل مخنوق " أى لا يقدم لنا علائق للجملة الاسمية لتفسر الجملة أو تضىء الخبر مما يكسب سياق الجملة الاسمية ثراءا ومدى وسيعا يحتوى دلالات عدة

فى هذه الاستعارة المكنية التى تنكسب فيها ظلال الروح على ما حولها فها هى ضوءة القناديل تستحيل أمامنا معادلا موضوعيا لنفس بطل النص
ثم نحن أمام جملة عطف تكثف جمالية الاستعارة وتستدعى الخبرة الحسية للمتلقى الذى يتصور قنديلا تتلاعب الريح العاتية بفتيله المرتعش

ثم ولنتأمل جمالية العلاقة النحوية " بطرا " التى يمكنها أن تكون تمييزا أو نائبا عن المفعول المطلق " تجرى جرى بطر " أو حال " تجرى متبطرة " وهو ما يجعلنا أمام جمالية الثراء والخصب الدلالى الذى تقدمه العلاقة نحوية حمالة الأوجه

ولنتأمل الصورة نفسها " بطر الريح " لماذا هذا البطر لماذا لا يصطلح خفق الريح فيحمل هواءه ضوءا ينشره بدلا من أن يلهو بفتيلة راعشة

إنه إلإيحاء بالبليغ بحالة الخصام التى يعبر عنها الشاعر ، حالة الرفض والكره والمحاكمة وصم الآذان عن وجود الآخرين وهى كلها حالات فنية رهيفة يومض بها الإيحاء البليغ الذى يموج فى لوحة هذا البيت الخلاب

أشهد أنك سكبت سحرا لا شعراأخي كريم السراي
رائعة من روائعك
شربت منها ومعها قهوتين
روحية
وفكرية
دمت للشعر الراقي نهرا

الشاعر الرائع كريم السراي

رضعت لبان الألم وسُقيت من مناهل العذاب الذي صب على بلدنا وما زال يجري حتى هذا اليوم ننهل من مآسيه ونجتر آلامه فجرى بين حروفك علامة مميزة لا تستطيع التخلص منها ولكن مهما تقسو الأيام ومهما أغلقت أبواب الحياة الجميلة علينا ففي أعماقنا ينمو الأمل بأن تفتح جميع الأبواب المغلقة

حييت أخي وسلمت فمثلك من يصوغ من وجعه أجمل الألحان

الشاعر المكلوم كريم
الليل طويل وله صبح يهد جدرانه
حزينة ولامست شغاف القلب بوجعها
والله إنه الإبداع بعينه
أبدعت شاعرنا
حفظك الله

كل الملاحم جاءتني تعاشرُني
وتستجمُ هنا حيث الجنون سرى

كريم السراي
أحدس أنك من أرض دجلة
من أبناء السياب ونازك والجواهري
ومن أخوه حسين القاصد وجاسم بديوي والمتألق أحمد عبد الحسين
لغتك الرصينة تدل أنك كذلك
هذا هو الشعر الذي أحب
بورك مدادك