أعزائي .. أسئلة مشروعة للزميل محمد برجيس حول الكتابة وجدواها .
لكن .. أود القول قبل الشروع بالإجابة ، حيث أن ما سأكتبه هو بحد ذاته محاولة للإجابة على بعض التساؤلات المطروحة.
الكل يعرف أن الكلمة محاصرة في عالمنا العربي عموماً ، وفي معظم البلدان العربية يُحظـَر عليك الكتابة بحرية وفي أي جريدة أو مجلة ، أو تتم محاصرة قلمك الكليم . حتى عندما تتحدث في تجمع أو بينك وبين نفسك ، تجد أصابع الإتهام توجه إليك بأنك شاذ أو غريب عن المجتمع . يريدونك كما الشراع كيفما هبت الرياح تميل . لكن ، هنالك مسائل أخرى يجب التطرق إليها ، بخاصة أن معظم المبدعين والكتاب والأدباء وأصحاب الأقلام المعطاءة ، بمعظمهم فقراء ولا يستطيعون نشر كتاباتهم وإبداعاتهم في كتب من خلال طباعتها في دور النشر ، فدور النشر تنشر لِمَنْ تريد ، أو الأصحّ لمن يدفع أو لها مصلحة عنده. كذلك إتحادات الكتاب تنشر في كثير من الأحيان كتباً لا تستحق القراءة ، وتركن جانباً بعض المؤلفات المسؤولة والمهمة ، لعدم "آهليتها" أي لأن صاحبها ليس "مدعوما" أو ليس من ذوي الأيادي الطويلة ... وتجد هنا الكاتب المبدع محاصراً من النواحي الإقتصادية والسياسية والفكرية والعقائدية ، فتجد نفسك تكتب وتحتفظ بما تكتب "للمستقبل" !!
لهذا ، فإننا وجدنا بهذا المنتدى ليس تفريغاً لهمومنا ، إنما وسيلة لنشر بعض ما نكتب ، وحسبما تقتضي الضرورة ، أو كيفما تتسع صفحات هذا المنتدى .
ليس تنفيساً عما يجول في خاطرنا ، ليس هروبا من المواجهة ، إنما محاربة للإستهداف والفقر والعازة ، محاولة لتكريس حرية الكلمة - كما نراها في هذا المنتدى ، أو غيره . كثيرة هي المشاكل والقضايا التي تواجه الكاتب العربي المبدع . فلربما في كتاباتنا هنا نطـّلـِع على هموم بعضنا وعلى إبداعات الكثيرين منا ، ونتذوق طعم بعض الحرية ، ونمد خيوط المعرفة والصداقة والإبداع فيما بيننا ، ما دام هنالك حدود وجسور وحواجز وضعت أمامنا . نحن بهذا المفهوم نستطيع أن نحطم القيود ، ونصنع الكلمة الحرة ، ونكتب ما يمكن أن يتطور ويصبح إبداعا .
أقول ، إذا تعمقنا بالكتابة وبشكل خلوق ومستنير وعلمي ، وناقشنا أمورنا بجدية ودون تمترص ، سنخلص إلى أمور ٍ أكثر تقدماً حيث نستطيع أن نقول بأننا من خلال مسيرتنا المنظمة في البحث والكتابة والطرح وطريقة إختيار المواضيع التي تهم الجمهور العريض من الناس والقراء وأصحاب القضايا ، نستطيع الإجابة على سؤال ماذا قدمنا وماذا طورنا وماذا يمكن أن نغير في هذا الزمن الرديء.
لا ننسى بأن كثير من الناس عكفوا عن القراءة من الكتب أو المجلات الجدية أو الجرائد ، وإكتفوا بمشاهدة التلفاز وهو حكر على فئات معينة ، أو تصفح الجريدة بعناوينها فقط ، وممكن أن يجيبك شخص "عصر السرعة" !! وينسى الجلسات الفارغة التي يضيع الكثير من الوقت بها دون جدوى .
يبقى القول ، بأن كل منا يستطيع تقديم الكثير من خلال كتاباته سواء أدبية أو سياسية أو إجتماعية أو أقتصادية ، ويستطيع أي شخص الإستفادة والإفادة من هذه الكتابات وتطويرها وتطوير أفكارها ومغزاها ، ونستطيع جميعاً نشر المهم والتعليق عليه بجدية وبطريقة توجيهية ، حتى نستطيع فعلاً إنجاز ما هو جديد .
شكراً لكم ، شكراً للزميل محمد برجيس على تساؤلاته وهواجسه وهمومه .. نأمل التوفيق
محمد الأسمر