حبيبتي......أنا في انتظاركِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يوسف أبوسالم
    أديب وكاتب
    • 08-06-2009
    • 2490

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرسول معله مشاهدة المشاركة
    حبيبتي......أنا في انتظاركِ


    عبد الرسول معله


    قالوا غداً أو في المساءِ تـُسافرينْ
    من أيِّ ذنبٍ تهربينْ؟
    (( سأعودُ يا روحي إليكْ ))
    (( هيَ نـُزْهة ٌ للروحِ لا أُخـْفي عليكْ ))
    وبأيِّ قطر ٍتسْكنينْ؟
    وتثورُ فيَّ طبيعة ُالوحشِ اللعينْ
    فصَببْتُ كلَّ صواعقي
    ونفخـْتُ كلَّ حرائقي
    ودموعـُها عبرتْ معَ الصوتِ الحزينْ
    (( عذبْتني كمْ مرةٍ فيها تغارْ ))
    (( من أنْ يحدّثني الكبارْ ))
    (( أوْ أنْ يقبـّلني الصغارْ ))
    تتألـّمينَ وتصرخينْ ؟
    هلْ هذه الدمعاتُ تجعلـُني ألينْ
    قلبي كثـَلجِ القـُطـْب رَصّتـْهُ السنينْ
    دَمّرْتِ فـيَّ صَبابَتي
    وركلـْتِ كلَّ محبـّتي
    ماتتْ به كلُّ العواطفِ واسْتباحتْهُ الشرورْ
    فعلام يغضبُ أو يثورْ
    إني دفنـْتُ خنادقي
    وثقبْتُ كلَّ زوارقي
    صيّرْتـِني رَقـْطاءَ تحذرُها الطيورْ
    قرّرْتُ أنْ أُنهي العذابَ
    فلا عِتابَ ولا سِبابْ
    وحدي سأبقى أنشدُ اللحْنَ الحزينْ
    ويمرُّ شهْرٌ والعواصِفُ لا تلينْ
    أمْسَتْ حِكايتـُنا طـُيوفاً مـُزْعجات ٍلا تبينْ
    وبقلبي المَجْروحِ يَرْتجفُ الأنينْ
    مَـزّقـْتُ أوْراقي وكُلَّ دفاتري
    وخنقـْتُ كلَّ مشاعري
    كيْ لا أبوحَ خِلالـَها السِّرَّ الدَفينْ
    كمْ مَرّة ٍ(( إنـّي أُحبُّـكَ سيّدي))
    ((أنا في انتظارِكَ يا أميرْ ))
    ((عَيّنْ بنفسِكَ مَوْعدي ))
    فوجدْتُ قلبي كادَ من فرح ٍيطيرْ
    كم كان يسعدني الحنين؟
    هلْ كنتِ فيها تـَهْزئينْ؟
    أنا ما أَتـَيْتـُكِ راكِعاً أوْ أسْتكينْ
    عن أيِّ عُذر ٍتـَبْحَثينْ
    وتمُرُّ مُسْرعَة ًبنا كُلُّ السنينْ
    ونسِيتُ آلامي وأحْلامَ الشبابْ
    ما عُدْتُ أركـُضُ للسَرابْ
    ما عاوَدَ القلبَ الحنينْ
    وإذا بصوتٍ جاءَ من جَرَسٍ لعينْ
    (( أنا في انتظارِكَ سيّدي))
    ((عيّنْ بنـَفسِكَ مَوْعِدي))
    وصرخـْتُ من غـَضَبٍ بها كَمْ تكذبينْ؟
    ((لا ترْتعـِبْ لا تنزعِجْ ))
    ((خـُذني لِجَنـّتـِكَ الجَميلةِ أوْ لنارِكْ))
    (( أطفئْ حياتي في جـِوارِكْ ))
    (( وبمـُدْيةٍ عمياءَ تشحَذُ في شرارِكْ))
    (( إني رَضيْتُ بما تريدُ فخـُذ ْبثاركْ))
    عن أيِّ جنـّاتٍ لنا تتحدّثينْ؟
    كمْ كُنتِ فيها تـَعْبثينْ؟
    وسمعْتُ صَوْتاً من بَعيدْ
    هلْ قـُدَّ قلبُكَ من حَديدْ؟
    أحْسَسْتُ نـَغـْزاً في الضـُلوعْ
    ومعذّباً قد راحَ من أَلَمٍ يلوعْ
    وعلى الشفاهِ اليابساتِ تضوعُ قـَطـْراتُ الندى
    شكـّي اللَعينُ تـَبَدّدا
    من دونِ أنْ أدْري هَمَسْتُ مُرَدِّدا
    أنا في انتظاركِ ها هـُنا
    هيّا املئي قدحي بحُبِّكِ أو بنارِكْ
    أنا في انتظارِكْ

    الأستاذ الشاعر
    عبد الرسول معلة

    رائعة أخرى أقرأها
    فتزداد وتتضاعف متعتي مرات ومرات
    فأنا هنا بين يدي
    شاعر متمرس
    يطوع الصورة والجملة الشعرية والمفردة
    حيث يريد
    شاعر لا نملك حين نقرأ له إلا أن يغلبنا إحساسنا بالمتعة
    لنقول الله الله
    ولأنها قصيدة جميلة بليغة حقا
    وأراها أقرب لشعر التفعيلة منها للعمودي
    فاسمح لي شاعرنا أن أزين قسم الشعر التفعيلي
    بنقله إليه
    مع الإحترام
    وتثبيتها

    تعليق

    • د. توفيق حلمي
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 864

      #17
      صور مبهرة لشاعرية فذة
      تمكن والتزام مع سلاسة وتحليق
      قرأت هنا شعراً وفكراَ فطربت
      تحية لقلم خط البهاء هنا

      تعليق

      يعمل...
      X