كــُــتَّاب ، وكـــِـتَابـَة
عبد الهادي شلا
E-mail:shala14@hotmail.com
E-mail:shala14@hotmail.com
قد لا نتجنى على بعض الكتاب المخضرمين الذين يستحوذون على الكثير من المساحات في الصحف والدوريات الثقافية والذين حققوا مكانة عالية بجهودهم ومثابراتهم التي جعلتنا ننظر إليهم بعين الاحترام. إلا أننا نراهم يتغيرون ويتبدلون ويتحدثون بلهجة غريبة وغير منطقية حين يشعرون ببعض الأقلام الصاعدة تخترق الصفوف بقدرة عالية ويبدعون في تطويرأفكارهم متوجسين خيفة من هذه الأقلام الجديدة وكأنها تهدد قلاعهم التي تحصنوا خلفها فيصوبوا سهامهم بالعلن والخفاء لهذه الأقلام الواعدة والمبشرة بالجديد التي ينتظرها المتلقي الواعي.
معروف أن أكثر الحاقدين على المبدع ..هم المبدعون أنفسهم.. فهل يتحقق هذا القول هنا ؟
نعم ولا معاً . فقدرة المبدع الحقيقي في إثراء تجربته وتوظيف قدراته على استنباط الصور الإبداعية فيما هو مألوف وتقديمه للقارئ بقالب ورؤيا جديدة تثير الرغبة في الفهم .. وهذه هي التي تبني الثقة في النفس وتواجه التوجس من القادم الجديد !
وحتى لا نتجنى على الأقلام الجديدة أيضا..فإن بعضها - ولا نقول كلها - تثير موضوعات ليست ذات قيمة ولا ترتقي بفكرتها إلى مستوى القارئ الواعي الذي ينتظر كل جديد ومثير للنقاش والحوار مهما كان نوع الموضوع المطروح ..الأمر الذي يجعلنا نؤيد موقف الكتاب المخضرمين منهم في الوقت الذي نجد أنفسنا مدعوون للنظر في مستوى ما تقدمه هذه الأقلام الجديدة عبر المواقع الألكترونية قبل أن نتعرف على طرق تيسير النشر في المطبوعة الورقية وعلى الجوانب الخفية والظاهرة التي يسرت لها هذه الفرصة.
ذلك أن موضوع النشر في المواقع الألكترونية لا يحتاج إلى مواصفات دقيقة وذلك لكثرة هذه المواقع التي تستقطب كل الكتاب حتى دون التدقيق في الأخطاء اللغوية التي تمتلئ بها كتاباتهم بدعوى أنها مواقع مميزة وتتفوق على غيرها بكثرة (عدد) الكتاب فيها بغض النظر عن مستوى المطروح.!!
أما كيف تتاح الفرصة لهذه النوعية الهابطة من الأقلام للنشر في المطبوعات الورقية فهذا أمر آخر قد لا يحتاج إلى جهد كبير أيضا إذا عرفنا أن هناك من يفسح مجال النشر بحجة تشجيع هذه الأقلام الشابة ومنحها الفرصة للتدرب وهي تغطي على العوامل الأخرى والتي أهمها ( العلاقات والمصالح المتبادلة )..أو لنقل بشكل أكثر وضوحا أنها أقلام ( موصى عليها ).. فلا ضرر من أن تتاح لها فرصة النشر ما دام صاحب المطبوعة الورقية سيحقق فائدة ما ، أو يتقرب من شخصية ما تفتح له أبوابا أولها أخبار تتسرب إليه دون غيره وآخرها إعلانات مدفوعة الأجر..!!
إذاً فهذه الأقلام في بعض أشكالها هي وسيط من ( تبادل مصالح ) بين أطراف لا يهمها مستوى ما يقدم للقارئ.. ولا ضرر أيضاً من أن تتسمم أفكار القارئ أو تصله معلومات غير موثوقة يحكمها هوى ورغبة هذا القلم الجديد القليل الخبرة ما دام هناك الكثير..الكثير من المطبوعات التي طفحت بها مجتمعاتنا وتحتاج من يملأ مساحاتها البيضاء بحبرها ( الأسود ) !!الأمر الذي يصيب بالغرور والنشوة أصحاب هذه الأقلام ( الهابطة ) في موضوعاتها ولغتها ومثيراتها وهذه طامة أكبر من أختها تصيب الكتابة بميكروبات وفيروسات يصعب العلاج منها.. ولا نظن القارئ الواعي يغفل هذه الأمور في كتاباتهم.!!
تعليق