بلى..، قد اتاني حديث الهوى
شفيف الرؤى، مفعم المحتوى
*
حديثٌ لــ "يوسف" عن جدولٍ
من البوح أفصح عمّا حــــوى
*
وعن جيد فاتنة ٍ عطرُها
إذا شمّهُ عاشق ٌ ما ارعوى
*
بلى، قد أتاني حديث الهوى
فأغرقني سحره في النوى
*
أستاذي يوسف أبو سالم رعاك الله
تطفل لم أستطع لجمه على بهاء حرفك
سحرتني القصيدة من عنوانها لآخر حرف فيها
فأغرتني بالقفز بين مروجها
دمت سالمًا مبدعًا كبيرا
ولي عودة بإذن الله

تحياتى البيضاء

كم هو رائع هذا النص ، كم هو عذب رهيف كما عودنا دوما أستاذنا الشاعر يوسف أبى وليأذن لى أستاذى ستكون لى مداخلات عدة حول هذا النص الجميل هذه أولها



مغنّجٌ عارمُ الإينــــــاع متّقـــدٌ

فى هذا البيت نحن أمام الجملة الاسمية التى تتصل عبر سياقها الخاص بالسياق السابق عليها أى أننا لابد أن نصلها كمتلقين بما سبقها لكى نفسرها ، وذلك لأننا أمام سياق خبر وليس أمام سياق مبتدأ يفتتح به الكلام
إذن " مغنج " كلفظة هى خبر العطر
لتكون الدلالة هكذا
العطرُ وهو يجوسُ النحرَ توّاقُ
مغنّجٌ عارمُ الإينــــــاع متّقـــدٌ

أم أن لفظة " مغنج " هى خبر ما تلا العطر أى أن الدلالة هكذا
وجدول البوح رنّـامٌ ورقـــراقُ
مغنّجٌ عارمُ الإينــــــاع متّقـــدٌ

أم أن لفظة مغنج هنا تعود على النحر اليانع كالغصن النضير

فى الحقيقة لا تحسم اللوحة الشعرية دلالة الخبر حسما صريحا تجاه واحد من المبتدأين أو المفعول به لذا نجد أننا أمام ثلاث لوحات مختلفة باهرة لكل منهما جمالية تخييل مغايرة منفردة ويكفى أن نتخيل شطرة " مغنج .... مع كل مبتدأ مرة ومع المفعول " النحر " لنجد أننا أمام لوحة جديدة مغايرة مع كل مبتدأ

ثم ولنتأمل البنية الصرفية للخبر " مغنج " نحن أمام غنج لا ينبع من ذات المغنج وإنما هو غنج يسبغه عليه من يبصره ويراه ويكابد عشقه ورغم هذا يسبغ عليه هذا الغنج كأنما يود أن يزداد عذابه العذب فى هواه

تحياتى البيضاء


هذه مداخلتى الثانية وهى أيضا تختص بالعلاقة النحوية وتشكيل الصورة الشعرية وقد فصلتها عن مداختى الأولى لأنها تعبر عن فكرة أخرى يحتويها هذا البيت الجميل

لي أن يخاف عليها الهدبُ ما سهرتْ
أجفانُ ليــلٍ خَفــيّ النجــــمِ سَــــرّاقُ

عندما نتأمل هذا البيت الجميل نجد أن لفظة " سراق " مرفوعة ولكن عندما نتأمل علة هذا الرفع نجد أن دلالة سراق تعود على ليل وهى لفظة مجرورة بالإضافة أو تعود على النجم وهى كذلك لفظة مجرورة بالإضافة ، هنا دلالة البيت لا تدعم هذه العلاقة النحوية التى تتمثل فى رفع سراق وتبقيها علاقة غير جلية مما أراه يشوش التلقى ويعوق تسلسه وبيانه

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
شاعرنا الكبير يوسف ابو سالم
لم تكن قصيدة عابرة ليكون المرور عليها عابرا
إنما هي واسطة العقد بين قصائدك من وجهة نظري
هي قصيدة مفعمة بالرقة والمعاني الشاعرية
والصور الشفيفة البارزة التي تفرض نفسها على نفسية القارئ وعقلة فلا يكاد يغفل برهة أثناء القراءة
[/align][/cell][/table1][/align]

[poem=font=",7,purple,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=2 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black""] من أينَ حطّتْ على الشريان قُبّرةٌ=رفيفهـا في دمي وعــدٌ وتريـــــاقُ[/poem]

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]وكذلك :[/align][/cell][/table1][/align]
[poem=font=",7,purple,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=2 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black""]
حبيبةٌ في سُويــــداء الفـــــؤاد ولـــي=أن تعزف النبض في النبضات أشواقُ

لي أن يخاف عليها الهدبُ ما سهرتْ=أجفانُ ليــلٍ خَفــيّ النجــــمِ سَــــرّاقُ

لي أن أعُبَّ من الأنفــــاس ما لهَثَتْ=وأن تميطَ لثـــــامَ البـــوْحِ أحْــــداقُ
[/poem]

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
كم أنت شاعر رقيق ... يشرق الجمال من بين أحرفك كشمس لا تكر عين دهشتها بما تقرأ

نعم ، لن أرحل دون أن أعطي هذا الجمال حقه
وتثبيت
يامهندس الحرف والمعنى

تقديري
[/align][/cell][/table1][/align]

أي فلسفة تتقنها وتسلبنا بها
وتحدث منها الدهشات في صدورنا
ما أجمل نسج قوافيك وشعرك الراقص على أوتار السحر والجمال
بوركت وبورك القلم