الوجه في النافذة الأخرى يبتسم ، بل يضحك بهستيريا ..، بيني وبينه زجاج نافذتين وثلج يهبط من السماء ..، والمرسال بيننا الفضول الواضح عليه وعلى وجهي الذي كلما التفت إليه وجده يبادله النظرات ..، ثم سرعان ما يلتفت إلى الناحية الأخرى مستمرًا بالضحك وهو يتحدث عبر الهاتف المحمول .
فضول: تُرى إلى من تتحدث أيها الوجه الجميل؟ وعلامَ تضحك أيها الوجه الجميل؟ هل أنت سعيدٌ حقًا ايها الوجه الجميل؟ ولماذا لم تُحرّك فيَّ رغبة الرجل أيها الوجه الجميل؟!!
توقف َ عن الضحك فجأةً فاختفت الابتسامة الخجلى من وجهي .
عاد الفضول: تُرى ماذا سمعت أُذنك الناعمة؟ لا بدّ أن الوجه الآخر عبر الهاتف قد حرّك شفتيه بما لا يسُرّ . !!يا إلهي !! إنها دمعةٌ تسيلُ ويدٌ تمتدُّ لتجففها بارتعاش !! اضطرب وجهي وتجهَّم ...، حاول أن يوصل رسالة تضامن إلى الوجه في النافذة الأخرى ...، اشتدّ هطول الثلج ...، يدٌ فتحت النافذة وامتدت إلى الخارج باتجاه وجههي (( لكنها لم تكن معتيّةً بي بكل تأكيد )) ..، أخذَت بعض الثلج إلى الداخل لتمسح به على الوجه الحزين الذي تورَّدَ كزهرة ..، ثمّ احمرَّ كجمرة.. ثم سكن في دعةٍ والهاتف لم يزل ملتصقًا بأذنه ...، وأخيرًا توارى في ظلمة الغرفة .
تُرى:هل هي قصةٌ بين وجهك ووجهي تستحق أن أكتبها أيها الوجه الجميل في النافذة الأخرى ؟!
انتبهتُ فإذا بوجوه ملونة في نوافذ الحيّ تمدُّ نواظرها إلى الخارج تراقب ما يجري بين وجهي وبين الوجه الجميل ...، وتبتسم ..!!!!
خجل وجهي فهرب بعيدًا عن النافذة إلى ظلام الغرفة !!!
تعليق