السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير

مضت علي مدة لم أدخل المنتدى، وعندما دخلت أعادتني رسالة من أخي الفاضل أبي منتصر الدرعاوي لهذا الموضوع.

أنقل بصدد ( الوقص والخزل والعقل والنقص ) هذا الحوار مع الأستاذ سليمان أبوستة.

الأستاذ سليمان :

من ناحية أخرى أهملت ذكر المعاقبة في الوافر والكامل بحجة أن ما ورد منه شاذ لا يقاس عليه، ولكن الكثير من الزحافات التي تجري وفق قاعدة المعاقبة في البحور الأخرى يعد شاذا يتجنبه الشعراء، نحو:
- قبض مفاعيلن في حشو الطويل
- كف مفاعيلن في حشو الطويل
- كف فاعلاتن في المديد لمعاقبة
- كف فاعلاتن في الرمل لمعاقبة
- كف فاعلاتن في الخفيف لمعاقبة
- قبض مفاعيلن في الهزج
صحيح أنك أشرت إلى المستثقل من هذه الزحافات ، ولكن كان بإمكانك أن تضيف إليها العقل والنقص في الوافر والوقص والخزل في الكامل بدلا من إهمال ذكر المعاقبة في بحرين أشار إليهما الخليل على النحو التالي:
الوافر 1 : و((س) س)/ و ((س) س)/ و س* و((س) س)/ و((س) س)/ و س
الوافر 2 : و((س) س)/ و((س) س)* و((س) س)/ و(س) س
الكامل 1 : ((س) س) و/((س) س) و/ ((س) س) و*((س) س) و/((س) س) و/((س) سن) و
الكامل 2 : ((س) س) و/((س) س) و/[(س)] س* ((س) س) و/ ((س) س) و/ (س) سن
الكامل 3 : ((س) س) و/((س) س) و* ((س) س) و/((س) س) و
حيث (س) = سبب ثقيل .


ردي :
صدقت أخي حول ما أثبت وما أهملت
فيما يخص الوافر والكامل إن القول بأن زحاف سببي الفاصلة فيهما بغض النظر عن المصطلح أمر غير شاذ وغير نادر يلغي وجود الهزج والرجز في صورته 4 3 4 3 4 3، (اللهم إلا ما ورد في الرجز من مكانفة) فكلها بهذا المنظور مجزوء وافر أو كامل

في رأيي أن مبرر وجود الرجز والهزج في صورتيهما المذكورتين عروضيا إن هو إلا لصيانة شرف هذين البحرين عن إساءة الزحاف لهما خاصة في السبب الأول من الفاصلة وهو سبب خببي تقتضي أسس العروض الرقمي سلامته من الزحاف بدء وسلامة السبب الثاني تبعا.
وليس مثل ذلك قائما في الزحافات الأخرى التي لا تحوي بحورها فاصلة في حشوها
ويبقى القول أن النظرة الشاملة وتقعيدها تقوم على الأعم الأغلب .

هذا من وجهة نظري والله يرعاك.

أضيف هنا أن الإضمار والعصب لا يعتبران زحافين في الرقمي . السبب الأول في الفاصلة سبب خببي ذو شخصيتين هما السبب الثقيل والخفيف وليس أي منهما أصلا للآخر .

أخي وأستاذي الكريم توفيق الخطيب

إستوقفني ما تفضلت به أعلاه إذ لا أذكر أني اطلعت على محتواه من قبل. ,

جاء في ( العيون الغامزة على خبايا الرامزة ) - ( ص -172) :" الضرب الرابع مقطوع وبيته

وإذا همُ ذكروا الإسا.........ءة أكثروا الحسنات
1 3 3 1 3 3 .......1 3 3 1 3 2

" وقد كتب الخليل على هذا الضرب وعلى الضرب الثاني من العروض الأولى
[ وهو الذي عجزه متفاعلن متفاعلن متفاعلْ ] : ( ممنوع إلا من سلامة الثاني أو إضماره، يعني أنهما لا يجوز فيهما غير الإضمار أو السلامة منه وما سوى ذلك لا يحتمل مع ما دخله من القطع ) "

وجاء في العقد الفريد ما يوافق ذلك فقد ورد العنوانان التاليان

الضرب المقطوع إلا من الإضمار والسلامة :
متفاعلن متفاعلن متفاعلن ....... متفاعلن متفاعلن فعلاتن

الضرب المقطوع الممنوع إلا من سلامة الثاني وإضماره
فاعلن متفاعلن .....متفاعلن فعِلاتن

وأفهم من هذا أن الوقص والعقل لا يدخلان هذين الضربين حصريا دون سواهما من الأعاريض والأضرب.

وهكذا فمنع الوقص والخزل اقتصر حسب ما نقلته لك على الضرب المقطوع دون سواه من الأضرب. أما الأعاريض فلم أجد ما يشير إلى منع الوقص والخزل فيها من قريب أو بعيد.

أكتب هذا من باب التوثيق في رحاب العروض التفعيلي، فإن كان ثمة مصدر آخر يضيف إلى هذا فالرجاء التكرم بذكره مشكورا.

علما أن كل حديثنا في هذا الموضوع بل موضوع الوقص والخزل كله في سائر أجزاء البيت لا يختص إلا بأندر النادر من الأبيات.

وهنا يتميز النحو عن العروض بأن التقعيد فيه يعتمد على الأعم الأغلب والنادر مثل ( أكلوني البراغيث ) لا يقعد على أساسه، لكن الأمر في العروض عكس ذلك تماما، إذ تجد كثيرا من العروضيين مولعين بتتبع الشوارد والتقعيد لها، بشكل أصبحت سعة اطلاعهم على النصوص عقبة دون إدراك الكلي من قواعد العروض على غير ما هو الحال في النحو. بل إننا نجدهم ينظمون من عندهم شواهد على بعض احتمالات الزحاف التي تطرحها حدود التفاعيل والتي لا يجدون عليها شعرا في الواقع، حتى لتجد البيت ذاته يتردد في كتب العروض فإذا تلمست له واقعا في الشعر لم تجد وإن وجدت فبشق الأنفس.

والله يرعاك.

لم أدخل للنقاش
بل قراءة كلّ ما ورد هنا

غير انّ دخولي الحقيقي هو لأجل اعجابي بهذه الأبيات

ظميان لاتغضبْ فأنت مقدّمٌ = عندي على بحرٍ كبحر الكاملِ
إن شئتَ أنزلتُ العقابَ بحشوهِ = وقتلتُ فيه زحافه بأناملي
وزرعتُ إضماراً يعيثُ بوزنهِ = وخزلتُهُ ووقصتهُ بجحافلِ
وكتبت كلَّ قصائدي متجنباً = إغضاب ظميانٍ بعلَّة كامل ِ
لكنني لن أغضبَ الله الذي = بالعلم أمَّنني وأثقل كاهلي
وأوافق الشعراء في أخطائهم = حتى يُقالَ عليَّ خير مجاملِ
وإذا اعتبرتَ فإن خلاًّ ناصحاً = للمرء خيرٌ من كذوبٍ جاهلِ


توفيق الخطيب

*
*

وهنا نداء للشاعر الكبير الذي كم استمتعنا بقصائده ومشاركته
ظميــــــــان غديــــــر

أيّها الشاعر،
ليت تعود إلى بيتك
ملتقى الادباء والمبدعين العرب
مع فائق التحية والتقدير


*
*
*