بأي لغة عربية نكتب ؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نبيل عودة
    كاتب وناقد واعلامي
    • 03-12-2008
    • 543

    بأي لغة عربية نكتب ؟!

    بأي لغة عربية نكتب ؟




    بقلم : نبيل عودة


    في حوار مع زميل لي ، اديب مخضرم ... حول لغة الكتابة الأدبية ، وبالتحديد اللغة الروائية ، جزم بان ما اتفق على تسميتها ب " لغة الصحافة " لا تنفع كلغة للكتابة الروائية .
    هذا الحوار يتردد بصيغ مختلفة ، حول مجمل الكتابة باللغة العربية.
    أوضحت ان للجملة الروائية أو القصصية ، كما للشعر، مميزات خاصة بها ، تختلف عن المقالة أو الخبر ، ان كان بطريقة تركيبها ، او وضعها بالسياق النثري. ولكن الكلمات تبقى هي نفسها.
    زميلي أضاف انه يقصد ان مفردات لغة الصحافة ، هي مفردات غير أدبية ولا تصلح لخلق ابداع أدبي فني، رواية مثلا...
    سالته : وهل نستطيع بلغة الجاحظ ان نكتب اليوم ابداعا أدبيا ... رواية مثلا ... ؟
    هذا ذكرني بالنقاش القديم والرائع بين العملاقين الخالدين ، الأديب الموسوعي مارون عبود ، والشاعر الكبير نزار قباني، يوم تمسك مارون عبود بالشكل الكلاسيكي للقصيدة ، وأصر نزار قباني على الشكل الحديث ، في حوار من أجمل وارقى ما قرأت في ثقافتنا العربية .
    لم يكن النقاش مجرد خلاف على الشكل . . انما تضمن أيضا لغة القصيدة ، ومعروف ان نزار قباني هو الشاعر العربي الذي جعل الشعر في متناول وفهم حتى أبسط الناس . فهل نستطيع ان نقول ان لغة نزار قباني الشعرية هي لغة " غير أدبية " لأنها قريبة جدا من لغة الصحافة ،أو هي لغة الصحافة نفسها؟ هي بلا شك لغة بسيطة بمفرداتها ، متدفقة كالماء بصياغاتها ، وهي من النوع الذي اتفق على تسميته بالسهل الممتنع . ان شاعرية نزار فوق أي نقاش ،ولا أظن انه يوجد شاعر مقروء في العالم العربي أكثر من نزار قباني .. حتى شاعر عملا ق آخر مثل العراقي مظفر النواب ، أذهلنا بشاعريته ، ووضوح صياغاته وسهولة الاندماج مع أجوائه بلغته العادية وغير المعقدة رغم ثراء لغته ومفرداته وعالمه التراثي الواسع ... وهي اللغة العربية التي يسميها البعض " لغة الصحافة " بسبب مفرداتها وصياغاتها السهلة التي لا تحتاج " لمفسر أحلام أدبي " ليشرحها للقراء .
    حين سألت زميلي اذا كانت لغة الجاحظ تلائم الطلب ، لم أقصد ان " الموروث " ، كما يحلو للبعض تسميته... انتهى دوره ، انما عنيت ان لكل عصر لغته وسماته ومميزاته ، التي تتأثر بالحديث ( من الحداثة ) وتتطور دون انقطاع ، ودون تصادم ، مع القديم ، وان مفردات لغة عصر مضى ، لا تلائم مفردات اللغة في عصر آخر أحدث ، على الرغم من انها تنبع منها وتتطور على اساسها. كذلك الأمر بالنسبة لاسلوب الصياغة .
    هذا النقاش العابر ، اثار في ذهني قضايا لغوية متعددة ، وجعلني أعيد التفكير في بعض المسلمات التي كانت تبدو واضحة وثابتة ، ولا تستحق التفكير ، واثارت في ذهني مسائل أخرى أوسع من نطاق اللغة ، وكنت قد طرحت مواقفا مختلفة حول اشكاليات لغتنا وواقعها الصعب في داخل اسرائيل ، وارتباط بعض اشكالياتها بالواقع السياسي والاجتماعي والثقافي للعرب الفلسطينيين مواطني اسرائيل . ولكن هناك موضوع ترددت كثيرا في خوضه ، ليس لحسابات تتعلق بردود الفعل السليبة التي قد اواجهها من بعض المتثاقفين ، الذين لا يرون في مداخلاتي الا خطأ لغويا عابرا في صياغة جملة ما ، ويتجاهلون ما أطرحه من فكر يستحق النقاش والاختلاف في الرأي ، والتفكير والاجتهاد لفهم الاشكاليات الصعبة ، وطرق تجاوز حواجز "حرس حدود" اللغة ، الرافضين لأي تطوير وتزحزح عن المحنطات اللغوية.
    هل يمكن ان نخضع لسيبويه والكسائي الى أبد الآبدين ؟
    هل كان يمكن ان يصبح نزار قباني الشاعر الأكثر قراءة وتأثيرا لو لم يصر على نهجه الحداثي لغة واسلوبا وأفكارا ؟
    هل يوجد في اللغة العربية لغة فصحى كلاسيكية ، ولغة فصحى أخرى حديثة ؟ أم ان الفصحى هي فصحى واحدة تتطور وتتعدل حسب الظروف الحياتية والواقع الاجتماعي والاقتصادي المتحرك ؟!
    معروف انه يوجد نقاش لم ينته بين مؤيدي الكتابة بالفصحى ومؤيدي الكتابة بالعامية، وهناك اتجاه ثالث ، وسطي ، ينادي بتقريب الفصحى للعامية ، وتقريب العامية للفصحى( تفصيحها) !!
    لا يمكن برايي نفي مروث اللغة العامية وتعابيرها المفعمة بالدقة والحرارة ، والتي لا بديل لها أحيانا بالفصحى.
    كذلك لا يمكن القول ان تراثنا بلغته ومفرداته لم يعد ذا اهمية. اذ لا شيء يتطور من العدم . اما مدى العلاقة الدينامية ، بين الموروث والحديث ، بين اساليب التعبير القديمة وأساليب التعبير الحديثة ، بين اساليب الصياغة القديمة ، وأساليب الصياغة الحديثة ، فتلك برأيي تبقى مسالة للغويين ، وليست لنا نحن الكتاب والشعراء وسائر المبدعين ...
    للأديب مهمة محددة ، كما افهم ... ان ينقل بشكل فني ما يراوده من أفكار وصور، وبلغة تتلاءم مع زمانه ومكانه ، دون التقيد باهلية هذه المفردات أو عدم أهليتها ، لأنه عندما نتحول من الابداع في لحظة نشوة ، الى البناء المحسوب بمقاييس لغوية متزمتة ، عندها لن ننتج أدبا وفنا انما فذلكات ذات شكل لغوي بلا مضمون فني ، وبلا حياة !!
    وأعود للبداية : ما هي لغة الصحافة ؟!
    هل هي نبتة غريبة في بستان اللغة العربية ؟
    هل هي لغة اخرى دخيلة على لغة الضاد ؟
    انا أحدد واعرف بنفس الوقت ، ان لغة الصحافة ، هي اللغة ذات المفردات الأكثر استعمالا وفهما في محيط اللغة العربية الواسع .
    هل هذا ينفي تطوير مفردات جديدة ؟ أو الاستفادة من مفردات كلاسيكية تعبر بشكل أدق وأجمل عما نريد قوله ، وبشكل بعيد عن التعقيدات ، والفذلكات اللغوية ؟!
    أحاول هنا ان أحدد فهمي للموضوع برمته ، ربما هذه التسمية " لغة الصحافة " هي تسمية خاطئة، ولا تعبر تماما عن الواقع . انا أميل لتسميتها ب " الفصحى السهلة "... أو " الفصحى الحديثة " كمميز لها عن الفصحى الكلاسيكية. وفي الوقت نفسه أرى ان اللغة في كل زمان ومكان يتحدد شكلها وثروة مفرداتها ، حسب معطيات العصر نفسه .
    حاولوا ان تكتبوا عن واقع العراق المأساوي بصياغات ومفردات اسلوب الجاحظ . . أو عبدالله بن المقفع ... او حتى طه حسين الأكثر حداثة .
    خذوا قصة أو رواية لكاتب ما ، حنا مينا مثلا ... وحاولوا ان تبدلوا مفرداتها بمفردات كلاسيكية، او ان تصيغوا النص باسلوب كلاسيكي ...
    هل ستحصلون على مبنى روائي أجمل وفنية أرقى ، ولغة أبعد تأثيرا ؟!
    لا شك عندي من عبث المحاولات.
    ان فنية العمل ، لا علاقة لها بمدى ضلوع الأديب بنحو اللغة وقواعدها، اللغة جهاز ( اداة ) اساسي وضروري ولا ابداع بدونه . اما الالمام علميا بتفاصيلها وقواعدها ، فهو عامل ايجابي ، ولكنه ليس العنصر الاساسي للابداع الفني ، وبالطبع تبقى المسألة نسبية .
    ان اللغة جسم حي ومتطور باستمرار ، ولكل عصر لغته ، مفردات ومعان ومناخ ثقافي وفكري، وما يسمونها اليوم " لغة الصحافة " هي في الحقيقة اللغة الفصيحة السهلة المعاصرة الأكثر سرعة في التكيف مع الواقع .
    وكما اننا لا يجوز ان ننقطع عن الموروث اللغوي والثقافي ، فلا يجوز كذلك ان يقف الموروث حاجزا أمام التطور الدائم للغة.
    من هنا نصل الى سؤال هام : هل اللغة وسيلة أم غاية ؟
    أثناء قراءتي لكتاب " الثقافة والامبريالية " للمفكر الفلسطيني د. ادوارد سعيد ( ترجمة بروفسور كمال أبو ديب ) وقعت بفخ المفردات المعجمية، والصياغات اللغوية المركبة، مما جعلني أكرس جهدا مضاعفا لفهم لغة الكتاب العربية اولا ، قبل أن افهم الطرح الفكري المثير للكتاب. وكنت قد " تورطت " قبل "الثقافة والامبريالية " بقراءة كتاب لادوارد سعيد أيضا ، ولنفس المترجم ، وهو كتاب "الاستشراق "، وهزمتني لغة الكتاب، شديدة التعقيد والغرابة، ولم أستطع الصمود في معاناة القراءة والبحث عن تفسير للمعاني ، كنت وكأنني اقرأ كتابا بلغة اجنبية لا اتقنها جيدا، وعلمت من صديق لي ، مثقف أكاديمي ، انه فشل في قراءة النص بالعربية وقرأه بنصه الأصلي باللغة الانكليزية ، وانه هو الآخر لا يفهم ضرورة هذا التعقيد والنبش لايجاد مصطلحات عربية لا يستعملها جيلنا ، ولن يستعملها أحد من الأجيال المقبلة، وذلك بدل تطوير اللغة العربية وتسهيلها ، كما حدث ويحدث بمختلف اللغات العالمية.
    كتاب ادوارد سعيد " الاستشراق" قراته فيما بعد مترجما للغة العبرية ، بلغة واضحة وسهلة الفهم . لماذا الترجمة العبرية مفهومة لقارئ مثلي يعيش نبض اللغة العربية ويعشقها ولا يستطيع قراءة نفس الكتاب بلغته الأم – اللغة العربية ، التي تشكل محورا لعالمه الابداعي ؟ وقد علمت مؤخرا ان مثقفين عرب ، ومنهم مترجم معروف ، انتقدوا ترجمة "الاستشراق" ، وقال أحدهم ان :"ترجمة كمال ابو ديب تحتاج الى ترجمة عربية "
    اذن لمن نصدر كتبنا ؟
    لمن نكتب اذا كنا غير مفهومين بصياغاتنا ؟
    اذا عجزنا كمثقفين عن فهم ترجمة بلغة عربية راقية بلا أدنى شك ، فما هو حال سائر المواطنين ؟
    كيف نصبح شعبا قارئا ، حين نعجز عن فهم المقروء؟
    والأخطر ، كيف يصبح لنا دور اجتماعي وسياسي في تقرير مستقبل أوطاننا ، اذا كنا عاجزين عن فهم ، على الأقل ... لغتنا البسيطة المستعملة في وسائل الاعلام ؟
    نبيل عودة – كاتب واعلامي فلسطيني - الناصرة
    nabiloudeh@gmail.com
  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    رد: بأي لغة عربية نكتب ؟!

    أخي الغالي المفكر نبيل عودة المحترم
    أنت أثرت قضية هامة للغاية ، كنت قد أشرت لها لماما في أحد مداخلاتي ، وقلت إن تجربة الأدب العبري التي نقلته من قوقعة اللغة العبرية التوراتية أو المشنوية إن جاز التعبير بدأت عندما قام أدباء مثل عجنون وأمثاله بفتح باب اللغة القديمة أمام المصطلحات التقنية وانفتحت اللغة على اللغات العالمية ، وكسر هؤلاء الأدباء قدسية اللغة أو فصلوا اللغة المقدسة وخصصوها لمعابدهم وصلواتهم ، وتركوا اللغة العبرية الحديثة تتنفس بحرية في جو غير غير مسيج بأسوار القدسية .
    بالطبع أنا لا أدعو لمثل هذا التطور القافز في الهواء ، الطفرة ، لكن لا بد للمفكرين العرب واللغويين من إيجاد حل يتصف بالمرونة وعدم هدم السور المقدس / تحيتي .
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • محمد الحمّار
      أديب وكاتب
      • 28-09-2009
      • 286

      #3
      رد: بأي لغة عربية نكتب ؟!

      الأستاذ نبيل عودة

      أهلا وسهلا بكم. أهنئكم بالمقال الرائع الذي يضع في محك الملاحظة والنقد واحدة من أمهات المشاكل في الثقافة العربية الحديثة.
      كما أودّ أن أبدي موافقتي معك على أنّ اللغة هي اللغة، سواء وقع تسميتها "لغة الصحافة" أو لا أدري ماذا.
      ثم أودّ أن اضيف ما يلي على ما تفضّلتم بالتعبير عنه بكل دراية: المسألة عندي (كمدرّس لغة؛ ولو أنها أجنبية) ليست في ترك أو إثبات استعمال ما يسمّى بلغة الصحافة من جهة، أو اللغة العامية من جهة اخرى.أرى أنّ المشكلة تتمثل في قدرة اللغة المستعملة على تبليغ المدلول الثقافي ، الموروث منه والوافد على حدّ سوى،بصورة يرتاح لها المتلقّي من حيثُ التفاعل الصحي لهاته اللغة مع الواقع المُعاش.ومثال نزار قباني الذي ذكرتم هو أروع مثال على التناغم بين اللغة والواقع.
      مع تحيات محمد الحمّار
      اللهمّ اشرَحْ لِي صَدرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي واحْللْ عُقدَةً مِن لِسانِي يَفْقَهُوا قَولِي

      تعليق

      • يسري راغب
        أديب وكاتب
        • 22-07-2008
        • 6247

        #4
        رد: بأي لغة عربية نكتب ؟!

        الاستاذ نبيل عوده الموقر
        احترامي
        وهنا اقر ان ما ذكرته عن الكتابه للصحافه قد يجعل الروائي المحترف يبتعد قليلا عن لغته الادبيه التي يختزنها لنفسه
        هو حين يكتب لينشر روايته ويعرف مسبقا ان بين الذين سيقراون اشخاصا بعينهم سوف يتاثر كتابة وتخيلا وبلاغه ولغه في كتابة روايته
        وايضا القصه القصيره التي يمكن ان تتحول الى موقف عبر لوحه ادبيه ضمن رساله يريد توصيلها الكاتب الى مسئول ما او جهة بعينها
        الكتابه للصحافه احيانا تغرق في السرد والفكره وتغوص فيها اكثر من البناء الادبي اللغوي وان كان هذا لا يعني ان نفصل جنس الروايه الصحفيه عن اجناس الروايه المتعارف عليها قديما وحديثا
        لكن هناك تاثيرات نفسيه تحيط بالروائي حين يكتب لينشر في الصحافه
        ربما هناك تجربه كبيره لنجيب محفوظ مع الاهرام في هذا الخصوص
        وربما ان الروائي بالذات يكون قد افرغ عبقريته في بداياته كما هو الحال مع نجيب محفوظ في ثلاثيته وحتى بدا التعامل مع السينما والاعلام فتاثر ابداعه بعدها
        رؤيه عميقه لمن جرب العمل الصحفى ولمن عاش كاتبا صحفيا في بداياته وهو مايجعله حبيس لغته الصحفيه كما هو الحال مع مصطفى امين والسباعي وعبد القدوس - اعتقد ان رواياتهم تندرج تحت مسمى الروايه الصحفيه وهو ما ينطبق على روايات موسى صبري ايضا
        ربما يكون هذا ما فهمته من طرحك الذي استفدنا منه
        وجعل من منبر الملتقى صالون ادبي بحضورك المتوهج
        دمت سالما منعما وغانما مكرما

        تعليق

        • نبيل عودة
          كاتب وناقد واعلامي
          • 03-12-2008
          • 543

          #5
          رد: بأي لغة عربية نكتب ؟!

          الأستاذان عبد الرحيم محمود ومحمد الحمـّار
          انا لا اتحدث كباحث لغوي انما ككاتب تشكل اللغة العربية وسيلته للتواصل.وبسبب قربي للغة العبرية ، لاحظت ، ولاحظ ذلك الباحثين العرب في اسرائيل ( مجمع اللغة العربية )، ان العبرية تطورت في المائة سنة الأخيرة أكثر بما لايقاس من اللغة العربية.. ومع ذلك ورغم صحة ملاحظات الاستاذ عبد الرحيم محمود .. الا ان العبرية أيضا تواجه تعصبا وانغلاقا من المتزمتين .. ولكنها أضحت لغة حية تسهل ترجمتها للغات الأجنبية وتسهل ترجمة الكتب من اللغات الأجنبية الى اللغة العبرية .. توجد مفردات خاصة في المجالات الفكرية والبحثية العلمية والتكنلوجية والتربوية التي نفتقدها باللغة العربية .. او اوجدت لها مصطلحات غير صالحة للإستعمال لأنها غير مفهومة وتحتاج الى "ترجمة " !!
          على كل ظلت ملاحظة ان لا يمسكها علي البعض ( !!) كدعاية للغة العبرية واسرائيل .. وان الحديث هنا يجب ان ينبه المختصين لواقع اللغة العربية المحكومة منذ مئات السنين لنحو وقواعد وحركات الآخر دون تغيير او تفكير بتسهيل اللغة المعقدة لأصحابها والتي برأيي تسهيلها قد يحدث قفزة فكرية نوعية في المجتمعات العربية .. وحان الوقت لاحداث انطلاقة لغوية فكرية علمية تربوية.. وهذا لا علاقة له بالمقدس ولغة الدين ..
          أشكركم على المساهمات

          تعليق

          • سمير سامي العباس
            عضو الملتقى
            • 15-10-2009
            • 347

            #6
            رد: بأي لغة عربية نكتب ؟!

            الأستاذ نبيل شكرا لك على هذه الكلام الجميل وشكرا للأديب
            [CENTER][COLOR=#e74c3c][SIZE=22px]أغض الطرف من حذر الرقيب
            وأقنع بالسلام من الحبيب ِ
            ومن خوف الوشاة إذا التقينا
            نسلم كالغريب على الغريب ِ​[/SIZE][/COLOR][/CENTER]

            تعليق

            • نبيل عودة
              كاتب وناقد واعلامي
              • 03-12-2008
              • 543

              #7
              رد: بأي لغة عربية نكتب ؟!

              [align=right]
              تحية ليسرى راغب
              طرح سليم تماما مع ان تناولنا للموضوع يختلف .. وربما فهمنا للغة الصحافة يختلف ..
              انا أدعي ان اللغة هي لغة بكل مفرداتها القديمة والحديثة والمستحدثة والدخيلة.. وان المفردات اللغوية تتغير بناء على المناخ الفكري السائد .. الرواية الصحفية لها مضمون آخر يختلف عن الرواية الفنية ، ليس باللغة ، ربما هنا خلافنا .. انما بمبنى الفكرة الروائية.. وهي كتابة أقرب للريبوتاجية
              لا أستطع ان اقول عن روايات احسان عبد القدوس ويوسف السباعي انها روايات صحفية ، بل روايات فنية ..لغتها مبسطة وبسيطة .. هذا صحيح . تبسيط اللغة لا يسقط فنيتها.. شعر نزار قباني مثير.. لغته لا تقع بعيدا عن لغة الصحافة .. هل فقد شعره قيمته الفنية وشعبيته التي لم يحظ بها أي شاعر عربي آخر بنفس المستوى حتى اليوم ؟ بالطبع لغة نجيب محفوظ أكثر فصاحة وجمالية لغوية .. هذا موضوع آخر مثير للدراسة والمقارنة..
              اذن المشكلة ليس بالمفردات وتبسيط اللغة انما بقواعد اللغة ونحوها وصرفها وقيودها التي تصعبها على ابنائها.. وتحولها من وسيلة اتصال وتواصل الى حاجز اجتماعي وثقافي وفكري وتربوي ...
              كل لغات العالم الحية مرت على تغييرات جوهرية عميقة ، الا لغتنا.. وما تغير فيها لم يكن عبر التخطيط والقبول ، بل فرض نفسه .. أحيانا أصل لقرار ان أكتب دون تحريك الآخر .. الذي يعتبر مشكلة لغوية ، ولتقم القيامة من بعدي .. في اللغة العبرية التي تعتبر توأم للغتنا من حيث مصادرها .. تغلبوا على ذلك وجعلوها لغة سهلة الحفظ وسهلة الاستعمال وسهلة الانتشاروالاستعمال لدرجة ان العرب في اسرائيل الذين يعرفون لغتهم العربية بشكل ممتاز ، نجدهم ، وهذا ما يؤلم .. يستعملون العبرية في أعمالهم وحياتهم اليومية.. بل وبين بعضهم البعض ،ولا دخل لذلك بمواقفهم الوطنية ... وانا كمدير انتاج في مصانع تضم 300 - 400 عامل ، كان أسهل لي شرح خطط العمل وتفاصيل العمل باللغة العبرية واستعمال اصطلاحات عبرية .. في الحديث اليومي مع العمال ومدراء العمل .. لسبب اني لم اجد اللغة المناسبة للتطبيق في مجال عملي ( الصناعات الثقيلة ).. وهذا الواقع يسود اليوم الوسط العربي في اسرائيل.. ويجعل لغتنا الأم وهويتنا الثقافية ، في الدرجة الثانية.. وانا هنا لا أطرح شعارات .. انما واقع مؤلم ومحزن يجب ان يشعل اضواء حمراء كثيرة.. لأن المشكلة ليست العرب داخل اسرائيل فقط ، انما قدرة اللغة العربية على ملائمة نفسها ومفرداتها للغة العلوم واللتكنلوجيا والتربية والأبحاث المختلفة وتيسير استعمالها ، لأن العديد من الباحثين العرب البارزين باتوا يفضلون لغة أجنبية لكتاباتهم بسبب صعوبة ايجاد المفردات او عدم مطابقتها للجو العلمي وشدة غرابتها بحيث تحتاج الى ترجمة من العربية الى العربية او الى لغة أجنبية حتى نفهمها ، هذا واجهته في كتاب عن علم النفس الاجتماعي ، ثم تبين لي وجود مصدر عبري ، فتركت المصدر العربي ، هذه مشكلة طلابنا هنا . لا أعرف كيف تسير الأمور في الجامعات العربية .. ولكن عدم وجود أي جامعة عربية ضمن ال 500 جامعة الأشهر في العالم ، بينما نجد كل جامعات اسرائيل في المائة الاولى ، قد يعني الشيء الكثير والضؤ الشديد الاحمرار .. لعل المسولين ينفضون السبات العميق من عقولهم ويتنبهون لهذا الواقع الذي يضعنا في الحضيض علميا وجامعيا وتربويا ولغويا.....
              لا أقصد ان أكون قاسيا.. ولكنه الواقع الذي أحياه يوميا ويثقل على ضميري.
              [/align]

              تعليق

              • الشربينى خطاب
                عضو أساسي
                • 16-05-2007
                • 824

                #8
                رد: بأي لغة عربية نكتب ؟!

                الأستاذ الفاضل / نبيل عودة
                اللغة في الأدب [ شعر أو نثر ] ليست هدفاً في حد ذاتها لأنها آداة توصيل المنتج الأدبي إلي متلقيه ، وما من أديب إلاَّ وعينه علي متلقيه ساعة الكتابة يخاطبه في نصه بالألفاظ التي يفهم دلالاتها ، واللفظ منطوق ولذلك يطلق علي علم اللغة علم اللسانيات ، ولم يرد علي مبلغ علمي كلمة لغة في القرآن الكريم بل ورد لسان { وما ارسلنا من رسول إلا بلسان قومه 000 الآية } ويقول جرجي زيدان في كتابة " فلسفة اللغة والألفاظ العربية " أن اصل اللغات السامية واحد ، بدات ملفوظة لا مكتوبة وعندما حاول الإنسان البدائي الأول كتابتها وهو يبني حضارته ، رسمها رموز تحاكي الطبيعة ، فوصفها بانها حية يأتي من استخدامها اليومي، لذلك تموت اللغة من عدم الإستخدام كما حدث للغة المصرية القديمة ، فالكلمة التي تتداول إن كانت ملفوظة في سياق نص أو منطوقة شفاهة بالسماع في حكاية او مثل او مقرؤءة بعد الكتابة
                في موضوع لا تحمل معناها المعجمي وحدة بل قد تعطي معاني ودلالات أخري إن هي صيغت في جملة أولفظ00 وفي التلفظ يكون الفم والحلق واللسان والشفاة والأسنان والأنف وكل أدوات التلفظ هي السبيل الوحيد لخروح الحروف التي تتكون منها الكلمة أو اللفظ 00
                ويبدو أن ظهور اللغة اللهجية ربم لعلة ما في أعضاء التلفظ وشاع استخدامها ، والأمثلة كثيرة ففي فرنسا مثلاً ينطق حرف الراء غين وأيضاً في العراق مع إن ليس بينهم وحدة لغة مشتركة، وكذلك حرف القاف ينطق في العراق كاف وفي صعيد مصر والسودان أيضاً، وبالتالي فلغة الأدب لسان حال متلقيه ، لأن الأديب هدفه أن تصل فكرته بالسرد الموح إلي متلقيه أو تتسلل إلي وعيه بلغة يفهم مدلول ألفاظها ، لغة بسيطة لا مقعرة ، يضفر في النص ألفاظاً لهجية دون إسراف بلسان الشخوص ووفق مستواهم الثقافي والإجتماعي ، لينال المبدع درجة عالية من الصدق الفني 00
                فكما يقول طه حسين هناك لغة للقرأن ولغة للأدب ولغة لوسائل الإعلام ـ صحافة ـ إذاعة ـ تليفزيون ـ ولغة للخطاب السياسي ولغة الكتابات القانونية 000الخ ويتبقي لكل شعب لغتة المحكية التي لا تكتب ، فهي وسيلة التواصل اليومي الشفهي وبها حفظ العامة تراثهم الشعبي وتجاربهم علي مر العصور
                و للحديث بقية عن الجماليات الفنية في الإبداع الشعبي الشفهي
                خالص تحياتي

                تعليق

                • نبيل عودة
                  كاتب وناقد واعلامي
                  • 03-12-2008
                  • 543

                  #9
                  رد: بأي لغة عربية نكتب ؟!

                  الشربيني خطاب
                  أغنيت البحث ورفعته الى مستوى أرقى .. اضافتك هامة جدا .. أجل استاذي هناك اساس اجتماعي للأساليب اللغوية . وقد وجدت ان العرب كانوا متنبهين لتغير الأساليب ، ولا أدري ماذا حدث لهم في عصرنا.
                  اقرأ ما يقوا الأصمعي : " كان للعرب كلام على معان، فاذا ابتدلت تلك المعاني لم تتكلم بذلك الكلام ، فمن ذلك قول الناس اليوم : ساق اليها صداقها. وانما كان هذا يقال حين كان الصداق ابلا وغنما. ومن ذلك قول الناس اليوم : قد بنى فلان البارحة على أهله ، وانما كان هذا القول لمن كان يضرب على أهله في تلك الليلة قبة وخيمة ، وذلك هو بناؤه.. "
                  وعن تلاقح الحضارات والتجديد ( في اللغة أيضا ) يقول ابن خلدون في مقدمته : " الأمة تأخذ الكثير عن سابقتها ولا تغفل عن عوائد جيلها".
                  وعن الجديد في اللغة والحياة يقول ابو الفضل الأندلسي:
                  " قل لمن لا يرى المعاصر شيئا
                  ويرى للأوائل التقديمــــــــــا
                  ان هذا القديم كان جديـــــــدا
                  وسيغدو هذا الجديد قديمــــــا ".

                  هذه سنة الحياة في كل امتدادها طولا وعرضا.
                  وتراثنا مليء بنقد النحو ، كقول ابو حنيفة:
                  " المكثر من النحو كالمكثر من غرس شجر لا يثمر ، والنحو ملح العلم ، ومتى استكثر من الملح في الطعام فسد "
                  فهل كتب علينا ان تظل لغتنا محكومة لما وضعة سيبوية والكسائي قبل قرون طويلة ؟

                  تعليق

                  • محمد جابري
                    أديب وكاتب
                    • 30-10-2008
                    • 1915

                    #10
                    رد: بأي لغة عربية نكتب ؟!

                    الأستاذ نبيل عودة؛

                    ما شأن لمسك لتلك قمم اللغوية؟ أما علمت أن سيبويه وغيره هم ضباط الكتابة اللغوية المحافظين على أسرار بيانها؟
                    منذ العهد الشافعي انبرى المولدون لتبقى اللغة العربية حية يقظة، متسقة معاصرة في مستجداتها، مؤصلة في أصولها، وبهذا جمعت بين ثوابت أصولها، ومدعاة معاصرتها.
                    لئن قهرتك قراة كتاب، فلا يعني هذا بأن كل الناس يقهرهم، والكتب لم توضع للكافة، لكون فوق كل ذي علم عليم.فما وجه التباين المستويات إن كان للجميع نغمة واحدة؟
                    أذكر قصة تلاميذة فقيه أرسلهم لطلب زيارة من أستاذ لغوي متمكن من لغته إن لم أقل يتنفسها ويتنسمها، فلما ذكر الفقيه لدى الأستاذ، فكأنه استخف من شأنه،ومن مكانته اللغوية.
                    وزار الأستاذ الفقيه، وكان الأخير بصدد تدريس كتاب "شذرات الذهب في اخبار من ذهبّ لابن عماد" لتلاميذته. فاجلس الأستاذ مكانه وجلس في تواضع مع التلاميذ، وما أن بدأ الأستاذ يقرأ وهو يتعتع والفقيه يصحح ويصوب...ولما استفحل الأمر ختم الفقيه الدرس واحتفى بتكريم زائره.

                    فلا يعني هذا أن لا شأن للأستاذ بلغة متينة، ورصينة، وغاية في الجودة، أو أراد الفقيه تشويه سمعته وإنما كان علماؤنا ينزلون الناس منازلهم، فلا يخاطبون أعلى القوم لغة بوضيع أسلوب: وهذه ميزة الحكماء.

                    فهل دعوة نبيل عودة إلى نبذ سيبويه وغيره من الأعلام تأتي انسلاخا من عربيته وهو العروبي القومي؟ وهل تحريك اللهجات تأتي تتميما لنعرات الأمازيغية وتتويجا لإثارة القلاقيل المجتمعية؟؟؟
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 19-10-2009, 09:47.
                    http://www.mhammed-jabri.net/

                    تعليق

                    • نبيل عودة
                      كاتب وناقد واعلامي
                      • 03-12-2008
                      • 543

                      #11
                      رد: بأي لغة عربية نكتب ؟!

                      الأستاذ محمد جابري
                      ربما سوء تفاهم نابع من تعبيرلم انتبه له
                      لم أقصد اسقاط سيبوية والاستغناء عن الكسائي ، بل التجديد .. وواضح انه لا تجديد بدون القديم نستند عليه. اما ابقاء نفس النهج ، فهذا ما اراه ابتعادا للغة العربية عن المعاصرة. وهذه ليست رؤيتي الشخصية ، فأنا حقا لست لغويا.. ومشكلتي مع العربية اجد لها حلولا ذاتية ، وقد انتقلت في الأشهر الأخيرة الى تجربة جديدة بالسرد المبسط ، واكتشافي ان لغتنا ، رغم قيودها الصعبة ، طيعة وقابله للتعبير الدقيق لمن يحسن اصطياد مفرداتها.. ولكن السؤال المقلق ، هو اللغة العلمية . كعاشق للغتي احب ان اراها في طليعة لغات العالم ، ليس بالشعر وحده فقط ، او بالقصة او بالأدب عامة ... انما بلغة العلوم والابحاث والتقنيات .. وما اوردته عن صعوبة قراءة ترجمة كتاب ( الاستشراق ) ما كنت أتجرأ واورد ذلك لو لم يصلني ان لغويين من العالم العربي أيضا ، انتقدوا الترجمة وفضلوا النسخة الانكليزية عن النسخة العربية وانا بسبب عدم اتقاني الجيد للانكليزية ذهبت للترجمة العبرية الممتازة. بل وقال مترجم عربي معروف جدا ، لا استطيع ذكر اسمه بدون اذنه ... "ان الترجمة العربية لكتاب الاستشراق تحتاج الى ترجمة عربية للقراء .."
                      استاذي العزيز .. ملاحظتك قيمة جدا ونبهتنا الى ضرورة صياغة الفكرة بوضوح ، حتى في حوار بسيط .
                      تحياتي

                      تعليق

                      • غسان إخلاصي
                        أديب وكاتب
                        • 01-07-2009
                        • 3456

                        #12
                        أخي الكريم نبيل عودة
                        مساء الخير
                        بوركت على طرحك القيّم ، وأبقاك الله سندا لأمتك ولدينك ولوطنك .
                        بكل تواضع : إذا بدأنا بالتمييز بين لغة في مكان ما ، ولغة في محفل آخر فنحن ندقّ إسفينا في لغتنا المقدسة التي بقيت حيّة بسبب محافظة القرآن عليها
                        ولو فرّقنا بين استخدامات اللغة على مبدأ -لكل مقام مقال - لهجرنا اللغة العربية ،وغدا العرب يتكلمون لغات شتى .
                        تلفتْ ترَ أعدادا كثيرة من اللغات الشرقية اندثرت ، بينما بقيت اللغة الأرامية لأن منطقة في سوريا هي : معلولا . لازالت تحافظ على لغتها القديمة حتى الآن ، ويعتزّ أهالي المنطقة بها .
                        ولنا في الشعب الألماني والفرنسي أمثلة حيّة في تمسكهم بلغتهم وحرصهم عليها ، كما أنهم يبثّون برامجهم باللغة العربية والفرنسيةوالألمانية للمنطقة العربية لحثّ الناس على تعلّمها .
                        والدليل الدامغ على اعتزازهم بلغاتهم : مثلا الإذاعة البريطانية كانت ترسل كتبا مجانا لتعليم اللغة الانجليزية ، وهناك دليل آخر : كل المركز الثقافية التي توجد في بلادنا العربية وُجدتْ لترسيخ الجانب الثقافي لهم في بلادنا .
                        فلمَ لا نتمسّك بلغتنا الأصيلة ثمّ نوضّحها لأبناء شعبنا ولغيرهم بكل بساطة ويسر ، فنرسّخ في الناشئة حبّهم لغتهم ، ولا نتركهم يميلون للغة أخرى تجعلهم بعيدين عن لغة القرآن ولغة أهل الجنة ، ولغة الآباء والأجداد .
                        تحياتي وودي لك ، دمت بخير .
                        (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

                        تعليق

                        • محمد الحمّار
                          أديب وكاتب
                          • 28-09-2009
                          • 286

                          #13
                          ا[align=right]الأستاذ عودة
                          كيف نريد للغة العربية الارتقاء إلى مصاف اللغات العلمية لمّا نحن، متكلّميها، لم نكتسب العقل العلمي؟
                          فاللغة ليست هي التي تنمّي العلم في نظري.بل العكس هو الصحيح. فالمثل الذي ضربتَه عن يهود اسرائيل يدعّم هذا الطرح : فلو لم يرتق اليهود بعلمهم بواسطة لغات أجنبية لَمَا كانوا قادرين، في مرحلة موالية، لاختراق الفضاء اللغوي و"علمنة" العبرية.
                          انظر أيضا إلى المثال الإيراني. فالإيرانيون سائرون نحو "علمنة " الفارسية على ما أظن لأنهم تقدموا شيئا ما في اكتساب وتأصيل المهارات العلمية أوّلا وبالذات.
                          ومن ثمة، باعتقادي أنّ الازدهار اللغوي ييتبع الازدهار العلمي، أي أنّ اللغة، لمّا تنتفع من انتفاع المتكلّم بالعلم فيصبح هذا الأخير معبّرا عن علمه بها،سوف تكون جاهزة لتقبّل وهضم مختلف القيم (غير العلمية بالإضافة إلى قيم العلم) من أدب روائي و صحافة و سينما ومسرح وغيرها من قيم الإنتاج الرمزي.
                          وحال لغات الغرب من انكليزية وفرنسية وإسبانية وألمانية يندرج في هذا المنحى على ما أعتقد. فالثورة الصناعية ما زالت تدرّ على الشعوب المتكلمة بتلكم اللغات بالخيرات، خيرات الترويج اللغوي كنتاج للرقي العلمي والتكنولوجي[/align].
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد الحمّار; الساعة 19-10-2009, 18:27.
                          اللهمّ اشرَحْ لِي صَدرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي واحْللْ عُقدَةً مِن لِسانِي يَفْقَهُوا قَولِي

                          تعليق

                          • نبيل عودة
                            كاتب وناقد واعلامي
                            • 03-12-2008
                            • 543

                            #14
                            [align=right]
                            الأستاذ محمد الحمار
                            طرحك سليم وصحيح .اللغة ليست هي التي تطور العلم ، بل تطوير العلم في مجتمع ما يقود الى تطوير اللغة. وتخلف اللغة العربية هو بسبب تخلف العلوم في العالم العربي . والمفردات بحالة التطور العلمي ستفرض نفسها عنوة كما هو الحال مع مفردات مختلفة دخلت بدون اذن حراس سجن اللغة العربية

                            الأديب غسان اخلاصي يؤكد ان القرآن حافظ على اللغة العربية .. هذا صحيح ، ولكن ذلك لم يمنع من تتريك اللغة العربية وتقريبا الفصل بين اللغة المقدسة ، وهي ليست لغة العامة ولا لغة المثقفين ،بل لغة فئة ضيقة جدا من شيوخ الدين ،وبين اللغة السائدة في المجتمع والحياة العملية
                            ولمعلوميتك انقاذ العربية من التتريك جرى على يد الآباء اليسوعيين في لبنان وادباء أمثال فارس الشدياق ، وبلا شك ان ادباء المهجر أحدثوا نقلة نوعية عظيمة في ارساء لغتنا الحديثة.
                            هذا لا ينفي دور القرآن ككنز لغوي ومرجع لضبط اللغة .. انما السؤال يتمحور حول احداث نهضة اجتماعية لغوية
                            وهذا لن يتحقق بدن خطة تطويرية من الأنظمة العربية.. وللأسف لا ارى آفاقا تبشر بالتغيير ، بل أرى المزيد من الانحدار ،
                            [/align]
                            التعديل الأخير تم بواسطة نبيل عودة; الساعة 13-11-2009, 18:20.

                            تعليق

                            • محمد الحمّار
                              أديب وكاتب
                              • 28-09-2009
                              • 286

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
                              [align=right]
                              الأستاذ محمد الحمار
                              طرحك سليم وصحيح .اللغة ليست هي التي تطور العلم ، بل تطوير العلم في مجتمع ما يقود الى تطوير اللغة. وتخلف اللغة العربية هو بسبب تخلف العلوم في العالم العربي . والمفردات بحالة التطور العلمي ستفرض نفسها عنوة كما هو الحال مع مفردات مختلفة دخلت بدون اذن حراس سجن اللغة العربية

                              الأديب غسان اخلاصي يؤكد ان القرآن حافظ على اللغة العربية .. هذا صحيح ، ولكن ذلك لم يمنع من تتريك اللغة العربية وتقريبا الفصل بين اللغة المقدسة ، وهي ليست لغة العامة ولا لغة المثقفين ،بل لغة فئة ضيقة جدا من شيوخ الدين ،وبين اللغة السائدة في المجتمع والحياة العملية
                              ولمعلوميتك انقاذ العربية من التتريك جرى على يد الآباء اليسوعيين في لبنان وادباء أمثال فارس الشدياق ، وبلا شك ان ادباء المهجر أحدثوا نقلة نوعية عظيمة في ارساء لغتنا الحديثة.
                              هذا لا ينفي دور القرآن ككنز لغوي ومرجع لضبط اللغة .. انما السؤال يتمحور حول احداث نهضة اجتماعية لغوية
                              وهذا لن يتحقق بدن خطة تطويرية من الأنظمة العربية.. وللأسف لا ارى آفاقا تبشر بالتغيير ، بل أرى المزيد من الانحدار ،
                              [/align]
                              الأستاذ نبيل عودة

                              أشكرك على معلومة التتريك فهي جد مفيدة. كما أشاطرك الرأي أنّ أدب المهجر كان (وما

                              يزال) رائعا وقد وسم طفولتي أنا شخصيا...

                              كما أني أحييك لعبارة

                              "خطة تطويرية"

                              تندرج في إطار مل سميتَه حضرتك

                              [align=center]"نهضة اجتماعية لغوية"[/align]

                              وأغتنم هذه الفرصة الرائقة في الحديث مع أديب صاحب تجربة ثرية مثل حضرتك لأربط

                              رأيك بالمشروع الذي أنا عاكف على إنجازه إن شاء الله:

                              - من أجمل ما استمعت له من كلام منذ عقود هو فعلا فكرة "النهضة الاجتماعية

                              اللغوية". ويسعدني أن أضيف إلى عنصرَي المجتمع واللغة عنصر الدين. الحكاية طبعا

                              طويلة جدّا وتتطلب جلسات عديدة. ولكن لو سمحت أدعو حضرتك إلى المشاركة في

                              مناقشة موضوع جديد لم ألبث أن قدمته في الصالون:

                              "الإسلاميات اللغوية التطبيقية لفك الاحتباس التواصلي ولصناعة التاريخ"

                              عل هذا الرابط


                              الإخوة والأخوات المشاركون والمناقشون السلام عليكم ورحمة الله يؤسفني كمواطن عربي مسلم (رغم تفاؤلي المنهجي) أن أرى حال العرب والمسلمين كل يوم يتأزّم وجوديا فضلا عن تأزم أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية عموما. وبالرغم من علامات الاكتفاء المالي والمادي ومظاهر التمدّن لبعض مجتمعاتنا، وبالرغم من أنّ هاته العلامات


                              - أمّا بخصوص "الخطة" بالذات فاسمح لي بالاشتراك برأي لم ألبث أن نشرته في صحيفة

                              عربية وتناقلته بعض المواقع وإليك الرابط:

                              [align=center]الاجتهاد الثالث والإصلاح اللغوي[/align]



                              وللحديث بقية إن شاء الله


                              تحياتي
                              اللهمّ اشرَحْ لِي صَدرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي واحْللْ عُقدَةً مِن لِسانِي يَفْقَهُوا قَولِي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X