ساهمٌ في سرابْ
يا غَراماً في حَنايا أضلعي
راقداً يَغفو على حُلمٍ معي
راقداً يَغفو على حُلمٍ معي
والهٌ نَشوانُ لم يَصحُ وقدْ
أسكرتْهُ رَشفةٌ منْ أدمعي
أسكرتْهُ رَشفةٌ منْ أدمعي
ساهمٌ من عهدِ أيامِ الصِّبا
لم يَزلْ طفلاً بريئاً لا يَعي
لم يَزلْ طفلاً بريئاً لا يَعي
والهٌ رافقَ عُمري ولقدْ
هَدَّ أركاني وأَوهى أضلعي
هَدَّ أركاني وأَوهى أضلعي
شِبتُ لكنْ لمْ تَشبْ جَذوتُهُ
وأجاشتْ في الزَّمانِ الأَروَعِ
وأجاشتْ في الزَّمانِ الأَروَعِ
* ** *
يا حَبيبي إنني رَهنُ يَدَيكْ
سَحَرتني طرفَةٌ من ناظرَيْكْ
سَحَرتني طرفَةٌ من ناظرَيْكْ
أسكرتني قبلَ أيامِ الهوى
ورَمتني والهاً يَشكو إليكْ
ورَمتني والهاً يَشكو إليكْ
إسميَ الناشِزُ ما أروَعَهُ
يَتهادى رِقَّةً منْ شَفَتيكْ
يَتهادى رِقَّةً منْ شَفَتيكْ
ودَمي المسفوحُ أضحى وردةً
رَقَدتْ ساهمةً في وَجْنَتيكْ
رَقَدتْ ساهمةً في وَجْنَتيكْ
لا تَقُلْ فاتَتْكَ أحلامُ المُنى
فالأماني قدْ جَثَتْ في مُقلتيكْ
فالأماني قدْ جَثَتْ في مُقلتيكْ
* ** *
يا حَبيباً بفؤادي أفتَديهْ
نابَني دَهري بما لا أرتَجيهْ
يا حَبيباً بفؤادي أفتَديهْ
نابَني دَهري بما لا أرتَجيهْ
لا تُعذِّبْ خافقي أنتَ بهِ
مُستبدٌّ لا يواسي ضارعيهْ
مُستبدٌّ لا يواسي ضارعيهْ
ليسَ لي ماضٍ سوى يومٍ بهِ
زارني طَيفُ خَيالٍ منكَ فيهْ
زارني طَيفُ خَيالٍ منكَ فيهْ
عِشتُ مَشدوهاً فقدْ تَيَّمني
ذلكَ السِّحرُ الذي لا أتَّقيهْ
ذلكَ السِّحرُ الذي لا أتَّقيهْ
مُغمضاً طَرفي لكي أحبِسَهُ
وعلى طولِ زَماني ألتقيهْ
* ** *
وعلى طولِ زَماني ألتقيهْ
* ** *
طيفُهُ السَّاحرُ كمْ أَسهرني
وبخمرِ الرَّاحِ كمْ أسكرني
وبخمرِ الرَّاحِ كمْ أسكرني
سَرقَ السُّلوانَ من قلبي ولمْ
يتأنّى، ويَحُه لو يَنثني
يتأنّى، ويَحُه لو يَنثني
كلَّما جالدتُ نفسي جاهداً
بالتَّناسي هاجَ ما ذكَّرني
بالتَّناسي هاجَ ما ذكَّرني
ليتَني والبينُ أضحى قَدَراً
لفؤادي الهالكِ الصَّبِّ الضَّني
لفؤادي الهالكِ الصَّبِّ الضَّني
رَسْمُ طَيفٍ في سَحابٍ ماطرٍ
سارحٌ خلفَ رؤاها يَنحني
سارحٌ خلفَ رؤاها يَنحني
* ** *
كم يُناديني فلا أسمعُهُ
بهتافٍ خافقي رَجَّعَهُ
كم يُناديني فلا أسمعُهُ
بهتافٍ خافقي رَجَّعَهُ
أيُّها الساهرُ أضناهُ الجَوى
ضارعاً خَلفَ هوىً ضَيَّعَهُ
ضارعاً خَلفَ هوىً ضَيَّعَهُ
لم تَزَلْ تُهذي وقدْ فاتَ المنى
في شَتاتٍ ليسَ مَنْ يَجمعُهُ
في شَتاتٍ ليسَ مَنْ يَجمعُهُ
فاتَكَ العُمرُ ولا زلتَ على
وَهْمِ طَيفٍ أنتَ مَنٍ يصنَعُهُ
وَهْمِ طَيفٍ أنتَ مَنٍ يصنَعُهُ
قُمْ فقد فاتَتْكَ أيامُ الصِّبا
والذي فاتَ فَمَنْ يُرجِعُهُ
والذي فاتَ فَمَنْ يُرجِعُهُ
* ** *
ساهِمٌ طالَ بعينَيْهِ الكَرى
وقَضى الدَّهرَ كَفيفاً لا يَرى
ساهِمٌ طالَ بعينَيْهِ الكَرى
وقَضى الدَّهرَ كَفيفاً لا يَرى
عَشِيَتْ عيناهُ منْ طولِ البُكا
وثَوى هَيمانَ يَشْتَمُّ الثَّرى
وثَوى هَيمانَ يَشْتَمُّ الثَّرى
يَتقَفَّى أثراً لَو مَسَّهُ
أينَعَ الغُصنُ بهِ وازدَهَرَ
أينَعَ الغُصنُ بهِ وازدَهَرَ
لَيتَهُ يُدركُ في أنَّ الذي
يَتَقفّى طَيفُ وَهْمٍ قَدْ سَرى
يَتَقفّى طَيفُ وَهْمٍ قَدْ سَرى
كانَ صَرحاً في خَيالٍ حَالِمٍ
قَدْ تَعالى شامِخاً واندَثَرَ
قَدْ تَعالى شامِخاً واندَثَرَ
* ** *
ومَضى العمرُ ربيعاً وشتاء
خُطُواتٍ تتهادى في الفَضاءْ
ومَضى العمرُ ربيعاً وشتاء
خُطُواتٍ تتهادى في الفَضاءْ
كُنتُ سِفرا في دَواوينِ الهَوى
رَصَّعتْ أحرفَهُ كَفُّ القَضاءْ
رَصَّعتْ أحرفَهُ كَفُّ القَضاءْ
قَدَرٌ سُطِّرَ في اللَّوحِ وقَدْ
عَصَفتهُ الرِّيُح من طينٍ وماءْ
عَصَفتهُ الرِّيُح من طينٍ وماءْ
هائمٌ في الكَونِ لَحناً خالداً
يَتهادى كَتَرانيمِ السَّماءْ
يَتهادى كَتَرانيمِ السَّماءْ
لم يَكُنْ عُمري ضَياعٌ وأنا
قَدْ كَسَوتُ الحُبَّ تاجاً منْ وَفاءْ
قَدْ كَسَوتُ الحُبَّ تاجاً منْ وَفاءْ
* ** *
الرياض 1 / 5 / 2004م
الرياض 1 / 5 / 2004م
أ. محمد نادر فرج
تعليق