ساهمٌ في سراب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد نادر فرج
    شاعر وأديب
    • 02-11-2008
    • 490

    ساهمٌ في سراب

    ساهمٌ في سرابْ

    يا غَراماً في حَنايا أضلعي
    راقداً يَغفو على حُلمٍ معي

    والهٌ نَشوانُ لم يَصحُ وقدْ
    أسكرتْهُ رَشفةٌ منْ أدمعي

    ساهمٌ من عهدِ أيامِ الصِّبا
    لم يَزلْ طفلاً بريئاً لا يَعي

    والهٌ رافقَ عُمري ولقدْ
    هَدَّ أركاني وأَوهى أضلعي

    شِبتُ لكنْ لمْ تَشبْ جَذوتُهُ
    وأجاشتْ في الزَّمانِ الأَروَعِ

    * ** *

    يا حَبيبي إنني رَهنُ يَدَيكْ
    سَحَرتني طرفَةٌ من ناظرَيْكْ

    أسكرتني قبلَ أيامِ الهوى
    ورَمتني والهاً يَشكو إليكْ

    إسميَ الناشِزُ ما أروَعَهُ
    يَتهادى رِقَّةً منْ شَفَتيكْ

    ودَمي المسفوحُ أضحى وردةً
    رَقَدتْ ساهمةً في وَجْنَتيكْ

    لا تَقُلْ فاتَتْكَ أحلامُ المُنى
    فالأماني قدْ جَثَتْ في مُقلتيكْ

    * ** *
    يا حَبيباً بفؤادي أفتَديهْ
    نابَني دَهري بما لا أرتَجيهْ

    لا تُعذِّبْ خافقي أنتَ بهِ
    مُستبدٌّ لا يواسي ضارعيهْ

    ليسَ لي ماضٍ سوى يومٍ بهِ
    زارني طَيفُ خَيالٍ منكَ فيهْ

    عِشتُ مَشدوهاً فقدْ تَيَّمني
    ذلكَ السِّحرُ الذي لا أتَّقيهْ

    مُغمضاً طَرفي لكي أحبِسَهُ
    وعلى طولِ زَماني ألتقيهْ
    * ** *

    طيفُهُ السَّاحرُ كمْ أَسهرني
    وبخمرِ الرَّاحِ كمْ أسكرني

    سَرقَ السُّلوانَ من قلبي ولمْ
    يتأنّى، ويَحُه لو يَنثني

    كلَّما جالدتُ نفسي جاهداً
    بالتَّناسي هاجَ ما ذكَّرني

    ليتَني والبينُ أضحى قَدَراً
    لفؤادي الهالكِ الصَّبِّ الضَّني

    رَسْمُ طَيفٍ في سَحابٍ ماطرٍ
    سارحٌ خلفَ رؤاها يَنحني

    * ** *
    كم يُناديني فلا أسمعُهُ
    بهتافٍ خافقي رَجَّعَهُ

    أيُّها الساهرُ أضناهُ الجَوى
    ضارعاً خَلفَ هوىً ضَيَّعَهُ

    لم تَزَلْ تُهذي وقدْ فاتَ المنى
    في شَتاتٍ ليسَ مَنْ يَجمعُهُ

    فاتَكَ العُمرُ ولا زلتَ على
    وَهْمِ طَيفٍ أنتَ مَنٍ يصنَعُهُ

    قُمْ فقد فاتَتْكَ أيامُ الصِّبا
    والذي فاتَ فَمَنْ يُرجِعُهُ

    * ** *
    ساهِمٌ طالَ بعينَيْهِ الكَرى
    وقَضى الدَّهرَ كَفيفاً لا يَرى

    عَشِيَتْ عيناهُ منْ طولِ البُكا
    وثَوى هَيمانَ يَشْتَمُّ الثَّرى

    يَتقَفَّى أثراً لَو مَسَّهُ
    أينَعَ الغُصنُ بهِ وازدَهَرَ

    لَيتَهُ يُدركُ في أنَّ الذي
    يَتَقفّى طَيفُ وَهْمٍ قَدْ سَرى

    كانَ صَرحاً في خَيالٍ حَالِمٍ
    قَدْ تَعالى شامِخاً واندَثَرَ

    * ** *
    ومَضى العمرُ ربيعاً وشتاء
    خُطُواتٍ تتهادى في الفَضاءْ

    كُنتُ سِفرا في دَواوينِ الهَوى
    رَصَّعتْ أحرفَهُ كَفُّ القَضاءْ

    قَدَرٌ سُطِّرَ في اللَّوحِ وقَدْ
    عَصَفتهُ الرِّيُح من طينٍ وماءْ

    هائمٌ في الكَونِ لَحناً خالداً
    يَتهادى كَتَرانيمِ السَّماءْ

    لم يَكُنْ عُمري ضَياعٌ وأنا
    قَدْ كَسَوتُ الحُبَّ تاجاً منْ وَفاءْ

    * ** *
    الرياض 1 / 5 / 2004م

    أ. محمد نادر فرج
    أنا من رُبا الفَيحاء أغنيةٌ .. شَدا فيها على الغُصنِ الكَنارْ
    أنا من حَفيفِ الحَورِ .. من هَمْسِ الأصيلِ
    ومن شُعاعِ الشَّمسِ في وَضَحِ النهارْ
    أنا من حُقولِ التينِ .. من زَهرِ البَنَفسجِ
    من عَبيرِ الزَّيزفون
    أنا كنتُ شَلالاً تُغَذي ماءَهُ تلك العُيون
  • رانيا حاتم
    تلميذة في مدرسة الشعر
    • 20-07-2008
    • 750

    #2
    كلمات جميلة رقيقة
    شكرا لعبق الحروف
    تحيتي أخي الشاعر

    رانيا حاتم

    تعليق

    • محمد نادر فرج
      شاعر وأديب
      • 02-11-2008
      • 490

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة رانيا حاتم مشاهدة المشاركة
      كلمات جميلة رقيقة
      شكرا لعبق الحروف
      تحيتي أخي الشاعر

      رانيا حاتم
      شكرا لك أيتها الأديبة الرقيقة

      ليس فقط في شعرك يفوح الإبداع

      ولكنه في قراءتك كذلك

      شكرا لك مرورك العبق

      تقبلي تحيتي

      ابو همام
      أنا من رُبا الفَيحاء أغنيةٌ .. شَدا فيها على الغُصنِ الكَنارْ
      أنا من حَفيفِ الحَورِ .. من هَمْسِ الأصيلِ
      ومن شُعاعِ الشَّمسِ في وَضَحِ النهارْ
      أنا من حُقولِ التينِ .. من زَهرِ البَنَفسجِ
      من عَبيرِ الزَّيزفون
      أنا كنتُ شَلالاً تُغَذي ماءَهُ تلك العُيون

      تعليق

      يعمل...
      X