[align=center]
ومضى يجر خطوات مهمة فاشلة والبرد يلفح خده البارد...
[/align]
في الأيام الأخيرة،كان طعم الزمن مختلفا بالنظر إلى ما كانت سلمى تحسه من رتابة وملل فيما سبق ، فالعطلة الصيفية على الأبواب ،أضواء المدينة الهاربة تشع في أعماق ذاكرتها وصخبها العالي يدغدغ سمعها ،وغدت الأيام التي سبقت هذه اللحظة عبارة عن شظايا زمن متكسر ، ينساب في رعونة يمتزج فيها الحاضر الراكد بالمستقبل الهادر بالأماني والأحلام والطموحات والأحلام العنيدة....
في ذلك المساء الذي لا يشبه كل المساءات التي عاشتها هنا في هذه القرية الهادئة،هبت على روح سلمى نسمة غريبة ومفاجئة،فغاصت في ذاتها بحثا عن لآليء أنوثتها التي أوشكت على الاختفاء في أعماقها البعيدة تحت أنقاض الأماني المستعصية والمشاريع المستحيلة ...وأشياء أخرى انتصبت في دربها كغابة حجبت عنها رؤية حقيقتها....
أخذ المساء يسحب ظلاله الباردة على سفح الجبل ،فغطى ساحة المدرسة الملتصقة بالسفح ثم امتد نحو البيوت المجاورة ترافقه نسمات البرد القارص، وارتفعت الأصوات في سماء القرية لتنساب في شكل سيمفونية بديعة : ثغاء القطعان العائدة من المراعي الجبلية ، هرج الأطفال وهم يغادرون المدرسة،فتشكلت لوحة بديعة لم تنل انتباه سلمى الشارد ذهنها فيما سمعته هذا المساء..
لقد رأت أن قناعا سميكا أخذ ينهار أمام عينيها،أحست بألم لما قيل لها ذلك المساء،وربما عبث الغضب بمشاعرها،لكن بعد تأمل عميق اهتدت إلى أن الدعوة التي وجهت إليها كانت بريئة وإنسانية ،ولا داعي لدفع الأمور في الاتجاه المعاكس،تذكرت سحنته الباهتة وهي تقف على عتبة الحجرة الدراسية ،لقد بدأ بالتلميح وحين تجاهلته أخذ يقترب من البوح
الصادق بحقيقة حبه لها،فما ذنبه إن خفق لها قلبه دون إرادته، إن تدفق بوحه كشلال هادر بلآليء أعماقه؟،تسأل نفسها في حدة..
وتمضي وصدى كلامه يرن في قرارها :أنت المبتدأ والخبر في جملة حياتي ياأستاذة..
تمضي خطوات نحو بيتها قرب الحجرة الدراسية ،تضع المفتاح في قفل الباب بعصبية لم يتحملها الحديد فتكسر ،وتكسرت معه اللوحة الجميلة لذلك المساء المختلف...وحين نادت عليه لمساعدتها تأمل نصف المفتاح بين يديها ودون أن يحس انفجر أمامها:
ــلماذا كل هذه العصبية ياسلمى؟
كانت يداه ترتجفان بردا وهو يحاول عبثا إخراج بقايا المفتاح من أحشاء القفل...كانت تقترب منه فيزداد ارتباكا فالرعشة أخذت تسري في أوصاله،فلم يفلح في مهمته ،لملم بقايا جرأته وقال لها :
هذا القفل لن أتمكن من فتحه أتدركين لماذا؟
لاحت في عينيها الساحرتين ومضة غريبة وهي تنظر إليه مستفهمة، أجابها:
ــ لسبب بسيط هو أن هذا القفل يشبه قلبك، مقفل على طول، تحياتي...
وحين هم بالانصراف ،قدت قميصه من دبر،والتفت إليها وبهدوء تام قال :
في ذلك المساء الذي لا يشبه كل المساءات التي عاشتها هنا في هذه القرية الهادئة،هبت على روح سلمى نسمة غريبة ومفاجئة،فغاصت في ذاتها بحثا عن لآليء أنوثتها التي أوشكت على الاختفاء في أعماقها البعيدة تحت أنقاض الأماني المستعصية والمشاريع المستحيلة ...وأشياء أخرى انتصبت في دربها كغابة حجبت عنها رؤية حقيقتها....
أخذ المساء يسحب ظلاله الباردة على سفح الجبل ،فغطى ساحة المدرسة الملتصقة بالسفح ثم امتد نحو البيوت المجاورة ترافقه نسمات البرد القارص، وارتفعت الأصوات في سماء القرية لتنساب في شكل سيمفونية بديعة : ثغاء القطعان العائدة من المراعي الجبلية ، هرج الأطفال وهم يغادرون المدرسة،فتشكلت لوحة بديعة لم تنل انتباه سلمى الشارد ذهنها فيما سمعته هذا المساء..
لقد رأت أن قناعا سميكا أخذ ينهار أمام عينيها،أحست بألم لما قيل لها ذلك المساء،وربما عبث الغضب بمشاعرها،لكن بعد تأمل عميق اهتدت إلى أن الدعوة التي وجهت إليها كانت بريئة وإنسانية ،ولا داعي لدفع الأمور في الاتجاه المعاكس،تذكرت سحنته الباهتة وهي تقف على عتبة الحجرة الدراسية ،لقد بدأ بالتلميح وحين تجاهلته أخذ يقترب من البوح
الصادق بحقيقة حبه لها،فما ذنبه إن خفق لها قلبه دون إرادته، إن تدفق بوحه كشلال هادر بلآليء أعماقه؟،تسأل نفسها في حدة..
وتمضي وصدى كلامه يرن في قرارها :أنت المبتدأ والخبر في جملة حياتي ياأستاذة..
تمضي خطوات نحو بيتها قرب الحجرة الدراسية ،تضع المفتاح في قفل الباب بعصبية لم يتحملها الحديد فتكسر ،وتكسرت معه اللوحة الجميلة لذلك المساء المختلف...وحين نادت عليه لمساعدتها تأمل نصف المفتاح بين يديها ودون أن يحس انفجر أمامها:
ــلماذا كل هذه العصبية ياسلمى؟
كانت يداه ترتجفان بردا وهو يحاول عبثا إخراج بقايا المفتاح من أحشاء القفل...كانت تقترب منه فيزداد ارتباكا فالرعشة أخذت تسري في أوصاله،فلم يفلح في مهمته ،لملم بقايا جرأته وقال لها :
هذا القفل لن أتمكن من فتحه أتدركين لماذا؟
لاحت في عينيها الساحرتين ومضة غريبة وهي تنظر إليه مستفهمة، أجابها:
ــ لسبب بسيط هو أن هذا القفل يشبه قلبك، مقفل على طول، تحياتي...
وحين هم بالانصراف ،قدت قميصه من دبر،والتفت إليها وبهدوء تام قال :
ــ الحب سيدتي لعبة البداية ،فلكي يعيشه الإنسان لابد أن تكون له صورة عنه وتوق إليه ، ثم يجب أن يسلك وصولا إليه دروبامشتقة من الحياة نفسها،من رائحة الطمي ولهب الشمس ، والأم الأولى التي وجدت نفسها في لحظة الاكتشاف أنها أنثى
لم تنتظر طويلا لكي تحس جسدها ومشاعرها فارتمت في أحضان الأب الأول، ورغم الشعور بالذنب والخطيئة لم تتردد
فانغمست في وهج اللحظة فاكتملت الرحلة....
تركها مشدوهة في مكانها .
فانغمست في وهج اللحظة فاكتملت الرحلة....
تركها مشدوهة في مكانها .
ومضى يجر خطوات مهمة فاشلة والبرد يلفح خده البارد...
[/align]
تعليق