مُسَافِرٌ في الحُلْمِ إلى الحُلْمِ
سَافَرْتُ في حُلْمِي ذَاتَ لَيلَةٍ،إلى أين؟...لاأدري،لَكِنِّي سَافَرْتُ... ووصلتُ...إلى هذا المكان العجيب! ...الذى لم أرَ مِثْلَهُ من قبل،إنه يَجْذِبُ نَظَرِي ، يَسْتَلْهِمُ خَاطِرِي.
أحاول مَعْرِفَة كُنْهَهُ،لَكِنَّهُ إِحجام المرتاب بداخلي،....لاتدخل....ألا تخشى من حداثته ،ألا تخشى من غرابته !!!!.
لكنه التطفل الطاغي على نفوس البشر، أَقْدَامِي تتقدم ببطء ،تتحسس الأرض، وكأنِّي قد ضَلَّتْ مشيتي، أوأخْطَأْتُ الأرض،ومع كل هذا الجبن،إلا أن أقدامي لم تتراجع ، أو لعلها لم تهتم.
ها أنا قد وصلتُ إلى بوابة الدخول، أضع حقائبي المملؤة بعنائي وتعبي ،بصبري وألمي، المملؤة بهذه الصور الإعلامية الفارهة ،بهذه الشعارات الحقوقية الكاذبة ، يا إلهي ما هذا؟؟!!!! إنه عالم صناعي ، عالم من الكرتون ،أو أنِّي اعتقدتُ هذا،لأنه عالم مرسوم، طَبِيعَةٌ ساحرة، لكنها جامدة لا حياة فيها، عالم نُزِعَت منه الروحُ.
ما هذه الحدود والأعلام؟ ... ما هذه الألوان ؟... ما هذه الأجناس واللغات ؟....أهذا عالم غير العالم أم أنهم بَشَرٌ غير البشر؟! أسئلة لا أجد لها إجابة، كأني جَهِلْتُ عقلي أو نَسِيتَهُ في مكان.
أيعقل أن يكون هذا هو الحلم الذي يلهث وراءه عَطْشَى اللذة والمتعة ! والحضارة الزائفة الكاذبة، هل هذه هى الغاية المُبَرَِرَةِ ِلترك الوطن تحت ستار الهجرة؟! .
تُهْتُ لبرهة في المكان،سبحتُ بنظري في هذا الخيال، فنونُ.... تصوير....تناسق....رُقِي....نهضة...وبُنْيَان....
وجوه وأجساد نساء....عُرْي....لواط.... سحاق....تجارة (نخاسة)....بيع لحوم وشراء أخلاق....فتنة الأقوياء وذل الضعفاء.
عالم بمرتبتين عُلْيَا ودُنْيَا ، لا ارتباط فيه بين حياة وعقائد ومبادئ وقيم.
إنه عالم خرافي ،فيه تختلط الألوان وتمتزج بعضها ببعض ، لتشكِّل لوحة عبثاً يقال عنها الحضارة.
نعم أعترف فى لحظة ظننتُ أنِّي سأرثُ عرش هذه الحياة،أو أنِّي سأمتلك عصبة المفاتيح الذهبية هذه التى يُفْتَحُ بها أبواب العمرالمغلقة، للحظة ظننت أنِّي سأكون مِنْ صانعي تارخ هذا العالم، وأنا مَنْ سَيُوَقِعُ على بوابات تلك الدول.
لا .لايمكن أن أضع رأسي بين فَخْذَىَّ،لن أكون خنزيرا يرى في الروث شهيته.
لن أعيش داخل هذا المسخ المختبئ خلف قناع السماحة والبراءة والطهر، لايمكن أن أعيش في هذا الكيان البارد طقساً وأخلاقاً ودماً.
لن أقبل بأنصاف الحلول، لن أكون إسفنجة تبتلع الماء دون أن تميز الطاهر من غيره.
نعم لا أريد الغرق في بحور الخطيئة،لأنه من المحال نزول الماء دون بلل، وقد يكون الغرق هو البديل لمن لا يجيد السباحة.
ليس بوسعي أن أظل واقفاً وسط هذا الجنون المسمى بالحرية.
كم أكره الصدام المجهول، أو اللا منتظر،لا أستتطيع أن أخرج من بشريتي أو أن أهين نفسي.
نعم سأتجاوز جميع إشارات المرور بعقلي حتى يَخْرُجَ من هذا العالم البلوري.
هيا يا عقلي أفق من غفوتك،لا تبقَ في هذا المكان،ارحل تحت ستار الظلام ،فتش عن حياة أخرى،لا تترك حياءك بغير غطاء،ابحث عن وطن يُثِيرُ حنينك،يُشَاطِرَك شجونك،
ابحث عن وطن فيه رصيد من الأخلاق،فيه من الطباع والشِّيَم ما ليس في غيره،وَطَنٌ يُعِيدُ إليك القيم، وَطَنٌ تَثِقُ به،وَتُوَثِقُ به حُبَّك،تَعْلُو به وَيَعْلُو معه قَدْرَك.
فكم من البشاعة أن تقف على قيم عارية، أن تجعل شهوتك دليلك،كم من البشاعة أن تترك عالم الطهر إلى عالم المحظيات والعبيد الجُدُد، أن تكون ظلاً بلا جسد.
فاعذرني إن فرضتُ عليك حصاراًحتى لا يعاودك هذا الحُلْم.
نعم سأعود بك إلى مكاني القديم ، أرتشف القهوة من فنجاني المميز، أحاور نجمتي المتوهجة فى السماء ،كم اشتقت الفضفضة إليها.
ها أنا قد استيقظت من نومي ،وغسلت وجهي من عناء هذا الحلم، لقد أنهيت رحلتي هذه ، والتي استخدمت فيها طائرة من الورق.
طه عاصم
28/9/2007
سَافَرْتُ في حُلْمِي ذَاتَ لَيلَةٍ،إلى أين؟...لاأدري،لَكِنِّي سَافَرْتُ... ووصلتُ...إلى هذا المكان العجيب! ...الذى لم أرَ مِثْلَهُ من قبل،إنه يَجْذِبُ نَظَرِي ، يَسْتَلْهِمُ خَاطِرِي.
أحاول مَعْرِفَة كُنْهَهُ،لَكِنَّهُ إِحجام المرتاب بداخلي،....لاتدخل....ألا تخشى من حداثته ،ألا تخشى من غرابته !!!!.
لكنه التطفل الطاغي على نفوس البشر، أَقْدَامِي تتقدم ببطء ،تتحسس الأرض، وكأنِّي قد ضَلَّتْ مشيتي، أوأخْطَأْتُ الأرض،ومع كل هذا الجبن،إلا أن أقدامي لم تتراجع ، أو لعلها لم تهتم.
ها أنا قد وصلتُ إلى بوابة الدخول، أضع حقائبي المملؤة بعنائي وتعبي ،بصبري وألمي، المملؤة بهذه الصور الإعلامية الفارهة ،بهذه الشعارات الحقوقية الكاذبة ، يا إلهي ما هذا؟؟!!!! إنه عالم صناعي ، عالم من الكرتون ،أو أنِّي اعتقدتُ هذا،لأنه عالم مرسوم، طَبِيعَةٌ ساحرة، لكنها جامدة لا حياة فيها، عالم نُزِعَت منه الروحُ.
ما هذه الحدود والأعلام؟ ... ما هذه الألوان ؟... ما هذه الأجناس واللغات ؟....أهذا عالم غير العالم أم أنهم بَشَرٌ غير البشر؟! أسئلة لا أجد لها إجابة، كأني جَهِلْتُ عقلي أو نَسِيتَهُ في مكان.
أيعقل أن يكون هذا هو الحلم الذي يلهث وراءه عَطْشَى اللذة والمتعة ! والحضارة الزائفة الكاذبة، هل هذه هى الغاية المُبَرَِرَةِ ِلترك الوطن تحت ستار الهجرة؟! .
تُهْتُ لبرهة في المكان،سبحتُ بنظري في هذا الخيال، فنونُ.... تصوير....تناسق....رُقِي....نهضة...وبُنْيَان....
وجوه وأجساد نساء....عُرْي....لواط.... سحاق....تجارة (نخاسة)....بيع لحوم وشراء أخلاق....فتنة الأقوياء وذل الضعفاء.
عالم بمرتبتين عُلْيَا ودُنْيَا ، لا ارتباط فيه بين حياة وعقائد ومبادئ وقيم.
إنه عالم خرافي ،فيه تختلط الألوان وتمتزج بعضها ببعض ، لتشكِّل لوحة عبثاً يقال عنها الحضارة.
نعم أعترف فى لحظة ظننتُ أنِّي سأرثُ عرش هذه الحياة،أو أنِّي سأمتلك عصبة المفاتيح الذهبية هذه التى يُفْتَحُ بها أبواب العمرالمغلقة، للحظة ظننت أنِّي سأكون مِنْ صانعي تارخ هذا العالم، وأنا مَنْ سَيُوَقِعُ على بوابات تلك الدول.
لا .لايمكن أن أضع رأسي بين فَخْذَىَّ،لن أكون خنزيرا يرى في الروث شهيته.
لن أعيش داخل هذا المسخ المختبئ خلف قناع السماحة والبراءة والطهر، لايمكن أن أعيش في هذا الكيان البارد طقساً وأخلاقاً ودماً.
لن أقبل بأنصاف الحلول، لن أكون إسفنجة تبتلع الماء دون أن تميز الطاهر من غيره.
نعم لا أريد الغرق في بحور الخطيئة،لأنه من المحال نزول الماء دون بلل، وقد يكون الغرق هو البديل لمن لا يجيد السباحة.
ليس بوسعي أن أظل واقفاً وسط هذا الجنون المسمى بالحرية.
كم أكره الصدام المجهول، أو اللا منتظر،لا أستتطيع أن أخرج من بشريتي أو أن أهين نفسي.
نعم سأتجاوز جميع إشارات المرور بعقلي حتى يَخْرُجَ من هذا العالم البلوري.
هيا يا عقلي أفق من غفوتك،لا تبقَ في هذا المكان،ارحل تحت ستار الظلام ،فتش عن حياة أخرى،لا تترك حياءك بغير غطاء،ابحث عن وطن يُثِيرُ حنينك،يُشَاطِرَك شجونك،
ابحث عن وطن فيه رصيد من الأخلاق،فيه من الطباع والشِّيَم ما ليس في غيره،وَطَنٌ يُعِيدُ إليك القيم، وَطَنٌ تَثِقُ به،وَتُوَثِقُ به حُبَّك،تَعْلُو به وَيَعْلُو معه قَدْرَك.
فكم من البشاعة أن تقف على قيم عارية، أن تجعل شهوتك دليلك،كم من البشاعة أن تترك عالم الطهر إلى عالم المحظيات والعبيد الجُدُد، أن تكون ظلاً بلا جسد.
فاعذرني إن فرضتُ عليك حصاراًحتى لا يعاودك هذا الحُلْم.
نعم سأعود بك إلى مكاني القديم ، أرتشف القهوة من فنجاني المميز، أحاور نجمتي المتوهجة فى السماء ،كم اشتقت الفضفضة إليها.
ها أنا قد استيقظت من نومي ،وغسلت وجهي من عناء هذا الحلم، لقد أنهيت رحلتي هذه ، والتي استخدمت فيها طائرة من الورق.
طه عاصم
28/9/2007
تعليق