كتبت موضوعاً في القصة القصيرة أعيب فيه الأقنعة ومن يضعها..
أتتني الردود الكريمة من إخوة أدباء كرام... كان منها رد الأخت الأستاذة رحاب بريك الذي تفتح فيه باب الحوار... وتؤكد أن التخلص من الأقنعة أمر في منتهى الصعوبة..
أربكني هذا الرد... عدت فيه لمقالتي أو أقصوصتي إن حق لها أن تكون... حاولت أن أعيشها لأرى... هل أنا قادر على مواجهة حوار حول الأقنعة...
وكيف لي هذا وقد كتبتها منذ أكثر من سنتين عندما وجدت في منتدى لأخ حبيب قريب ساحة للإعلانات فاستلهمت منها ما كتبت..
كيف لي هذا وقد كتبتها ملثّماً .. فقد كنت وما زلت أدخل في كل المنتديات باسمsaaleh إلا في منتديين هذا أحدهما ...
هل أنا صادق فيما كتبت... وهل يحق لي الادعاء أنني نازع لقناعي وأنا أكتب مقالتي أصلا وعلى وجهي لثام أخفي فيه شخصي...
أربكني الرد... ولا أخفي أنني فكرت فيه وفي موقفي... وأخذت أستعرض الأجوبة.. فأنا ممن أوتي جدلاً.. لكنني أحاول ألاّ أستخدمه إن لم أطمئن..
لم أكن مطمئناً... واتهمت نفسي..
ألصقت بنفسي تهمة الخداع.. والتزييف... وزادت مرافعاتي في إلصاق التهمة حتى كدت أنطق الحكم.. وتراءت أمامي صورة قاتمة للعودة للموضوع وحذف ما فيه.
ثم تذكرت أنني كتبت فيما سبق مجموعة مقالات لطيفة جداً عن الفارس الملثم.. ربما أنقلها هنا يوماً.. داعبت فيها أخاً لي كان يدخل أحد المنتديات متخفياً..
تذكرت أنني تكلمت فيها عن جابر عثرات الكرام... وهو الكريم الملثّم الذي أقال عثرة أخيه وكاد يدفع حياته ثمناً لهذا.
وجدتني أتناقض.. ووجدت أن اللثام قد يكون مكرمة وشرفاً وأنه يخفي التقاسيم وهو غيرالقناع ..
عندها وجدت الفرق.. بين الأقنعة كالتي يضعها ممثلوا موليير لتمثيل شخصيات مستعارة.. وبين اللثام الذي يضعه الإنسان ليُخفي شخصه.. فيفعل ما يشاء دون أن يعرفه أحد.. إن كان خيراً فما يزيده اللثام إلا شرفاً وأجراً..
وإن كان شراً فما لثامه إلا الخسة والجبن و ما زاده لثامه إلا شراً ...
وإن كان شراً فما لثامه إلا الخسة والجبن و ما زاده لثامه إلا شراً ...
أسعدني أنني لم أدِن موضوعي وأن الفكرة اتضحت قبل أن أنفذ فيه حكم الإعدام.. ولشدة سعادتي عدت وقررت أن أكتبها هنا ليعلم كل متخفٍّ أنه لا يرتكب إثماً طالما كان يفعل الخير... ولا عليه إن أخفى وجهه فهذا لا ينقص من قيمة عمله...
وبناء عليه أعلن الحكم
نعم للثام... لا للأقنعة...
تعليق