الوهج المنطفىء .... / ماجي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الرشيد حاجب
    أديب وكاتب
    • 20-06-2009
    • 803

    #16
    أحسبني هنا أمام أسلوب جديد في الكتابة القصصية لا يختلف عن أول قصة قرأتها لك أيتها الرائعة ماجي .
    جميل جدا أن يكون للكاتب بصمته حتى بت أعتقد بعد هذه القصة الثانية التي أقرأها لك أني سأميز أسلوبك من بين مئات النصوص.
    نصر كبير أهنئك عليه يا ماجي ..بل كدت أقول تحسدين عليه !
    لن أعلق على القصة هنا ، فقد كانت جديدة ، وشفافة ورائعة كما أراها الآن أمام انطباعي الأول..ولكم أتمنى لو أجد الوقت والهدوء لأختلي بها أو بسابقتها في ركن جماعة المعنى فأناوشها وتناوشني لأرى حجم ما تخفيه من كنوز ، وما تحويه من غنى على مستوى الدلالة .
    دمت مبدعة.
    "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"​

    تعليق

    • يوسف أبوسالم
      أديب وكاتب
      • 08-06-2009
      • 2490

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة ماجى نور الدين مشاهدة المشاركة
      الوهج المنطفىء


      كنت أبحث عن الجديد الذي يعيد الوهج داخلي حتى أستطيع مواصلة رحلتي الإبداعية وأكمل مسيرة قلمي الذي فقد تميزه نتيجة هذه البرودة المفاجئة التي أصابت أعماقي، فحولتني إلى كائن عاجز عن التواصل العميق مع القرّاء الذين أنشدهم دائما في كل ما أكتب ... فقدت الرغبة فى إكمال التميز الإبداعي الذي رسمته لنفسي منذ التحاقي بالعمل الصحفي فى بلاط صاحبة الجلالة ..
      لم أعد قادرة ..، أشعر بخواء غريب يغلف جميع مشاعري حتى أصبحت غير قادرة على السباحة إلى أدق المعاني لأجيد التعبير عن الأحاسيس الداخلية، كما كنت أفعل من قبل....
      لم أعد أستطيع العيش أكثر في اختناقات الرتابة والاعتياد ... كل الأفكار التى كانت تنتابني أصبحت تغيب تماما وكأنني أسير في طرقات متعرجة مثل بقايا روحي التي تختفي خلف تلال عذاباتي والمدى اللامتناهي، أحاول جاهدة أن أبني بيت أحاسيس فوق أوراقي، فأجد حلمي مسيجاً بالوهم .... مسكوناً بالشتاء والبرد ... أحاول أن أضع حجر الأساس للمعنى المتصدع داخلي، وأشيّد رباعيات من فتات اللغة فلا أستطيع..

      كنت أقف عاجزة كفنان تشكيلي يريد موديلاً ليصنع منها تمثالاً ناطقاً بكل جماليات فنه ... كنت أؤمن بأنني أحتاج إلى موديل بطريقة مختلفة ... فأنا أريد رجلاً مختلفاً يستطيع أن يكسر حلقة الأيام الرتيبة كسابقتها ... فشهية الكلمات لم تعد تأتي مع الوجوه والأماكن والاشياء .. أتوق إلى التحليق مرة أخرى وإلى معاودة الكتابة بأوهامي فى الحب المستحيل والحزن العذب الذى يشبه زخة المطر الربيعي العابر ...

      ولا أعرف لماذا اختياري وقع عليك أنت ؟ لماذا اخترتك أنت تحديداً لتكون بطلاً لهذا الفصل من رواية عشقي المزعوم .. لم أتوقف كثيراً لأعرف السبب، بل بدأت فوراً خطواتي الأولى تجاه وهجي المنطفىء لعلي من خلالك أستطيع إضرام النار فيه من جديد ... ولم تكن البداية سوى رسائل متتالية غامضة لا تحمل أي توقيع، واكتشفت معها أنني مازلت قادرة على السباحة إلى شواطىء البوح الشديدة الخصوصية ... واستطعت اجتذابك بحرفية الكاتبة، وحس الصحفية النابهة ..

      وكلما جمعتنا الصدفة فى أحد أروقة صاحبة الجلالة أرى ترجمة حقيقية لنجاح رسائلي، فقد كنت أرى الحيرة مرتسمة في عينيك، وهذا التساؤل المحرق في داخلك تتأجج نيرانه مشتعلة في ملامح وجهك الطيب..

      لم أكن أحمّل نفسي أية مسؤولية، فماذا سيضيرك لو كذبت قليلاً، فأنا أحتاج إلى ملح الكذب ؟؟
      أريد أن أصدق قليلاً من الولهِ الداخلي، فربما استطعت به تحطيم تماثيل الصمت والوحدة بمشاعري.
      لم أكن أبحث عن علاقة عادية بين رجل وامرأة بقدر ما كنت أبحث عن هذا التواصل الوجداني بيني وبين رجلي المختلف الذي لا يشبهه شيء ..

      حاجتي إلى التنفس جعلتني أبحث عن مساحة مكتظة بالهواء، وهج يمنحني الحياة بلا حدود، من دون أن نكون في احتياج إلى أية مسميات بيننا، أو إلى أية علاقة عادية لا تحمل لنا الجديد ...

      وتواصلت رسائلي المجهولة إليك، وبها نجحت فى تحريك الماء الراكد بداخلي .. وأجدت دوري ببراعة؛ وكثيراً ماصفقت لنفسي، بيني وبينها ... وبحس الأنثى الذي لا يخطىء أبداً استطعت امتلاكك تماماً ... كنت أرى حيرتك وسؤالك بين سطورك فى كل ما تكتب .... وعندما نتقابل صدفة أو حين أفتعل الصدفة أرى صراعك وحيرتك الداخلية مرتسمة على وجهك .. كل هذا جعل وهجي الغائب داخلي يعاود بريقه ورونقه.. وأنت وحدك كنت المحرّض لروحي على اكتشاف المستحيل ...

      واستيقظت فجأة ... كأني كنت في إغماءة طويلة ... صحوت ولا أعلم لماذا ؟؟ وأية نار تلك التي اندلعت في دواخلي، فزلزلت أحلامي، وأدركت أنني مارست كل أنواع الأحلام المستحيلة ...
      ووجدتني أهرب منك إليك ... وأصل ولا أصل، وكلما فتحت صفحة أقع في حيرتي، وأتساءل من يكون في الطرف الآخر منها سواك ؟ ... كل شيء يتلبسه الغموض، بالرغم من وضوح الأشياء، وكلما حاولت وصف مشاعري أقع في التداعي وأتدحرج على سلم الأبجدية ... أحاول الوقوف وقد تشكلت أعماقي بصوتيات سقوطي ونهوضي كارتطام قلبي بجدار العزلة مرة .. وأخرى بالخواء، ونداءات صوتك البعيد الذي يحرضني على الحب ..

      وكلما حاولت التغيب عنك ترهقني هبّات الروح، وتداعيات العقل، فأحاول الدفاع عن نفسي باللغة نفسها التي أمارسها، وأنا أكتب هذا الجنون .... فأبدأ بحرف جنوني، وأنتهي إلى حرف معلق بخيط حريري في عمق قلبي، تحركه نسائم شتاء تهلّ ببرودة الوصل المزعوم ...

      وقررت أن أعترف لك .. لم أستطع مواجهتك فقررت أن يكون اللقاء بين قلبينا عبر الهاتف لتكون لي مساحة للفرار، مساحة تبعدني خطوة واحدة إلى الوراء ... وكانت المفاجأة التي زلزلت كياني كله ... لقد هاجمك المرض فحللت بغرفة العناية المركزة ... ولكن ترى هل كنت أنا القطار الذي حملك إلى محطة الألم ....؟!

      وأعتذر لك باتساع المساحات البيضاء المتسامحة دائماً فى أعماقك ... وباتساع المساحات المتآكلة في أعماقي .. أعتذر لك بحجم انكساراتي وهزائمي الآن أمام حبك، وأتوسل إليك أن تقوم وتقاوم لتبقى معي ... ولتعلم أنك الحلم الذي دفعت ثمنه من رصيد سنواتي، وأعلنت بعده إفلاسي ... لا تقفل باب التوبة وأطعمني المعنى الأشمل فى عناق مغفرتك ... فأنا من دونك ... من دون معنى ... من دون تفسير...

      احتويني حتى تكسر عزلتي الأبدية، ولحظات قلقي، ولتغلق أبواب ألمي، وترفع عني حصار الوحشة ..أتوسل إليك أن تبقى لتعيد لي شهية الحياة ... وكم أتمنى لو أمتلك الجرأة وأتجه نحو شاطىء البحر، لأقذف قلمي لأبعد مدى فيه، وأحوّل أوراق ذاكرتي إلى قوارب ورقية، وأتركها تسبح بعيداً عني ... لأفقد ذاكرتي وأتناسى كل الحروف التي نزفتها .:..
      ولكن ترى لو أعتقت نفسي من هذيان جنوني، فهل هي ستعتقني ؟؟؟

      يااااااالله هناك أناس تمنحنا صدف الحياة لقاءَهم، فندرك في لحظة صدق أنهم خاتمة الأحلام الجميلة بنا ..ومن بعدهم ، لا حياة ...!!!


      /
      /
      /






      ماجي
      ماجي الرائعة دوما

      ها أنذا أتعرف على وجه آخر لماجي
      فقد قرأتها شاعرة وقرأتها كاتبة خواطر
      والآن أقرؤها قاصة ..
      وأبدأ بالعنوان
      الوهج المنطفيء
      يكفي هذه القصة عنوانها اللافت المبهر
      الذي يلخص كل دواخل القاصة شاءت أم أبت
      عنوان تم نسجه من دبيب المشاعر
      وهسهة الشجى
      ونبرة الشجن العميقة التي تطل من كل حرف من هذه القصة
      وعلى عكس الآراء التي تصف هذه القصة بأنها أقرب للخاطرة
      لكني أراها بقراءاتي المتعمقة والمتعددة لماجي
      قصة عميقة تمتلك كثيرا من مقومات القص
      ففيها استهلال جميل متحفز تسرده ماجي على عكس عادتها
      لأنها تسرده هنا واقعيا وشبه مباشر
      وتضعنا في الإطار العام الذي سوف تتحرك فيه قصتها تلك
      وأما الحدث الأساس في القصة
      فقد قام على حدثين متوازيين
      الأول
      صحوتها المفاجئة التي لا تعرف لها سببا وهو بالتأكيد سبب قابع في لاوعيها
      صحوتها على حيرة تسري في أعماقها من حيث لا تدري
      والحدث الآخر
      مفاجأة المرض
      ولا أدري إن كانت مفاجأة المرض هذه حقيقة أم أنها فكرة اخترعتها ماجي لتبرير أو لتقيم عليها أركان الحدث ...
      لأني أرى أن هذا المرض كأنما جاء كجملة معترضة وليس هو الحدث الحقيقي الفعلي
      الذي شعرت بسببه بالتغير وبالحيرة
      ويؤكد ما ذهبت إليه
      أسطر الخاتمة غير المتوافقة تماما مع الحدث
      الخاتمة تقول
      يصدف أن نقابل أشخاصا نفقدهم في لحظة صدق وتعود الحياة سوداء بدونهم
      ما علاقة هذه الخاتمة بأن حبيبها مريض
      حتى لو أوحت لنا أنه مرض خطر ( لكونه في العناية المركزة )
      أما السرد
      فلعله أجمل ما في القصة
      فقد سمعت صوت السرد متغيرا يتوافق مع الحالة الشعورية
      يصبح سردا إخباريا تقريريا في البداية
      ثم يتحول بعد ذلك وفي لحظات عتاب أقرب للغضب إلى سرد غاضب متسائل متحير
      ترتفع فيه حدة النبرة
      ويهدر فيه الشجى كثيرا
      ويأخذ السرد منحى مختلفا تماما في لحظات القصة الأخيرة
      فهو سرد يغلب علية نبرة انكسار
      ويسوده كثير من لحظات يأس بالشعور بالوحدة أو على الأقل قرب الوقوع في براثنها
      لكن النهاية كما قلت ...رغم غرابتها كما أرى
      توافقت تماما مع ما كان في ذهن ماجي أساسا
      منذ العنوان الأول
      الوهج المنطفىء ..
      فهي تسوق الحدث والوقائع والتجربة الشعورية لتصب في النهاية في معنى الوهج الذي انطفأ
      رغم أنه لم ينطفىء تماما ...!
      وعن اللغة أقول
      على غير العادة لم تحلق ماجي هذه المرة في الترميز والخيال
      فهي واقعية إلى حد كبير
      وكأنما تروي حدثا حقيقيا
      وتصف مشاعر حقيقية تحس بها ولا تتخيلها
      لذلك جاءت لغتها هذه المرة تحمل كثيرا من الواقعية وقليل من الشاعرية والخيال والروماانسية التي تعودناها من ماجي...!!
      إنها منكسرة ..فلا مجال للخيال والتحليق والرومانسية
      وبالطبع لقد جعلتُ خلال تحليلي هذا ماجي ذاتها بطلة القصة
      وهو أمر فيه بعض قسوة على هذه القصة وشخوصها
      الشخصيات
      تنبهت ماجي لأمر هام جدا
      وهي عدم حشو القصة القصيرة بأحداث متعددة وشخصيات كثيرة وهو أمر يقع فيه كثير من الذين بتصدون لكتابة القصة القصيرة
      واعتمدت على لقطة أساسية وعمقتها شعوريا وأسست عليها سردها ومشاعرها وبدء وحدث وختام القصة
      وأقول هنا أنها نجحت في استغلال اللقطة الومضة خير استغلال
      ووضعتنا في أجوائها تماما
      ماجي الرائعة
      وبعد ...
      فالحب أكبر بكثير من مجرد حلم تذبذبت رؤاه
      وترنحت مشاهده
      وانكسرت بعض أخيلته
      لكنه يبقى على الدوام في العمق من سويداء القلب
      وينتشر على كل الجوانح وفي الأنحاء
      وليس بالسهولة أن ينتهي بكبسة زر
      فاهطلي علينا دوما كما عرفناك
      حتى تظل الحياة ملونة
      ولا يحتويها السواد





      تعليق

      • نعيمة القضيوي الإدريسي
        أديب وكاتب
        • 04-02-2009
        • 1596

        #18
        عزيزتي ماجي
        أعتذر منك،فقد عدت متأخرة لقصتك وجدت الأساتذة قد أفاضوا ولم يتركوا لي شيئا،شكرا للأستاذ يوسف ابو سالم على هاته الدراسة الجميلة.
        قصة ماجي الوهج المنطفئ شعلة من القص الجميل،لغة،وتعبيرا،وأسلوبا،وفكرة،كل هاته المقومات القصصية زادت القصة إشراقة،واجمل ما فيها أنها تشدك للأخر،وهذا هو القص المتمكن الذي يسلب الفارئ ويجره لنهاية.
        سيدتي أحيك وإنحناءة مني لقلمك لسرد أعجبني وأعجزني عن الرد
        تحياتي





        تعليق

        • ماجى نور الدين
          مستشار أدبي
          • 05-11-2008
          • 6691

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة إبراهيم كامل أحمد مشاهدة المشاركة
          الأديبة المبدعة ماجي نور الدين


          [align=justify]
          أبايعك مخلصاً ملكة للرومانسية.. ما أروع الكلمات و يا له من فيض عاطفي من أديبة قادرة علي أن ترسم المشاعر المتوهجة و أسجل إعجابي الشديد و المنبهر في ذات الوقت بالفكرة الجميلة الجديدة.. أنعشت الفؤاد بنسمات العاطفة الرقيقة في زمن البرابرة.. أنحني لك احتراماً جلالة الملكة.

          [/align]

          الأديب الأنيق دائما أستاذ إبراهيم

          لمحات من روحك الألقة غفت هنا بين السطور لتقص

          لي عن هذه الإنسانية المفعمة بالرقي والنقاء

          والتي هى : " أنت "

          شكرا لعبير ورود الجمال الذي تركته خلفك فعطر

          روحي حين صافحت حرفك الرقيق ..

          شكرا من القلب







          ماجي

          تعليق

          • ماجى نور الدين
            مستشار أدبي
            • 05-11-2008
            • 6691

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
            الجميلة : ماجي
            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة

            هذه الحالة اللاشعورية ، الرتابة التي تغلق حياتنا ذات يوم ، نصحو ونبيت على ذات الايقاع ، تمر بها بطلتك ، فتحاول أن تكسر الرتابة بمسرحية هي أحد أبطالها ..
            ها هي تحاول الايقاع بالبطل ، شريكها في المسرحية ، والممثل الرئيس دون موافقته ، فتوقعه بحبائلها ، وتمثل عليه دور العاشقة ، دون أن تدري أنها تنزلق رويداً رويداً لتسقط في شباك حبه ، أم أن الأمر أصبح معه كالعادة ، الادمان ، التعود على شيء أو شخص ما ، حتى لتصبح تتنفسه دون أن تدري ..
            ثم تكون المفاجأة في النهاية .. السقوط الأخير ..
            من السبب ، ولم ؟
            تلك أسألة تحتاج للتوغل أكثر فيما بين السطور ..
            ربما كان حبها هو السبب ، وربما لم يكن لها هذا التأثير الذي صوره لها غرورها .. ربما لم تكن أكثر من نسمة عابرة في حياته ..
            كذبة أخرى كان يعرف بها منذ البداية ..

            ماجي ..

            نص راق برقي روحك
            كل الحب


            الأديب العزيز أستاذ أحمد ،،

            إطلالة روح تستطيع صياغة ألق الحرف

            حين يسافر بين المعاني فيستنطق الكلمات ويصل

            إلى زوايا وأبعاد غافية ..

            شكرا لك لهذه القراءة الطيبة كأنت ،،

            ودائما أسعد بحضورك الجميل وأنتظره ..

            تقبل تقديري وإحترامي








            ماجي

            تعليق

            يعمل...
            X