الأحتفالات الدينية والسياسية في رمضان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمود شاكر شبلي
    أديب وكاتب
    • 30-09-2009
    • 71

    الأحتفالات الدينية والسياسية في رمضان

    بسم الله الرحمن الرحيم


    كثرت الأحتفالات الدينية والسياسية في رمضان عام 1920 قبيل أندلاع ثورة العشرين بأشهر واستفحل التقارب بين الشيعة والسنة بشكل لم يشهد له مثيل من قبل في مدن العراق جميعا .
    و في مدينة بغداد كان الأمر على أشدّه من تقارب وتوادد ومؤتمرات مشتركة وأحتفالات دينية تضم رجالات الدين والسياسة والمجتمع من السنة ومن الشيعة .
    فمثلا كان السيد محمد الصدررجل الدين والسياسة المعروف يغادر منزله الكائن في الكاظمية يوميا لحضور الأحتفالات في الجوامع السنية ويستقل عربات ( التروماي) هو ومجموعة من مقربيه من مدينة الكاظمية حيث يسكن الى محلة الكرخ , وعندما تصل عربته منطقة الكرخ كان أهل السنة في محلات الجعيفر والسوامرة والتكارته وغيرهم يخرجون لأستقباله مع جماعته بالتهليل والتكبير وحمل الشموع وعند الوصول للمحطة تجد الأهالي بأستقباله وعلى رأسهم الشيخ أحمد الداود وغيره من علماء السنة المعروفين ويتعانق الشيخ والسيد عناقا اخويا يرمز للأخوة الحميمة بينهما .
    و في تلك الليالي المباركة كانت تنظم القصائد الوطنية وتلقى الخطب الحماسية التي تدعو للتعاضد والوحدة والتحرر وفي أحد تلك الليالي قام السيد حبيب العبيدي الموصلي بنظم قصيدة شجب فيها الأحتلال الأنكليزي وتطرق فيها الى أهل البيت (عليهم السلام ) ومدحهم وذكر أسماء الأئمة الأثنى عشر واحدا بعد اخر ويقول في بعض أبياتها :
    يامحبي ال النبي الكرام .... أيكون العراق ملك اللئام
    وهو ميراث خير الأنام .... أفبعد الأئمة الأعلام
    نحن نرضى بالأنكليز وصيا ؟

    وكانت تعقد الأجتماعات بين رجال السياسة سنة وشيعة لتقديم المطالبات للحكومة الأنكليزية وتنسيق المواقف .
    وفي مكان اخر كان ( الملا عثمان الموصلي ) يقوم بدور تقريبي رائع من خلال تنقله بين الكاظمية والأعظمية وهو يردد قصائد وترانيم في مدح أهل بيت الرسول عليهم السلام وصحبه المنتجبين الكرام .

    وفي يوم 21رمضان يوم وفاة الأمام علي (عليه السلام ) قام أهل الأعظمية بأرسال موكب عزاء الى الكاظمية لمشاركة أهلها في العزاء فدخلوا صحن الكاظمية وهم يهزجون , وكذلك قام اهل محلتي التكارته والسوامرة بتنظيم موكب عزاء وذهبوا لمشاركة أهل محلة (الشيخ بشار ) الشيعية في الكرخ بأحتفالهم .
    وبعد رمضان وفي شهر محرم ذهب موكب عزاء من الأعظمية الى الكاظمية على منوال ما حدث في شهر رمضان وهم يهزجون :
    جيت أناشدكم يشيعة ..... صدك زينب سلبوها
    فيجيب أهل الكاظمية :
    أي وحك جدها وأبوها ..... حتى الخيام حركوها

    و أعدم (عبدالمجيد كنه ) والذي كان من صناديد بغداد الذين وقفوا بوجه الأنكليز وقد جرى لجنازتة تشييع عظيم وقد اشترك به اهل الشيعة واهل السنة معا فاخرج الشيعة في التشييع اعلام مواكبهم الحسينية كما خرج المتصوفة في دفوفهم وحمل بعض الشبان الشموع بأيديهم اشارة الى ان الفقيد كان شابا وهذا يوم عرسه وقد حملت الجنازة من داره قبل الظهر ومرت في الشوارع يتقدمها اهل الدفوف والاعلام ويسير خلفها الالاف من الرجال والشبان وحاملوا الشموع وسلك النعش طريق (الفضل والميدان وجادة السراي وعبر الجسر القديم الى جانب الكرخ قاصدا مقبرة الشيخ معروف الكرخي).

    وبعد ذلك وفي ذكرى المولد النبوي الشريف والذي يحتفل به أهل الأعظمية أحتفالا مهيبا وخاصا , عبر أهل الكاظمية (جسر الأئمة )الذي يربط مدينتهم بمدينة الأمام ألأعظم أبو حنيفة النعمان عبروا الى مدينة الأعظمية بمواكب يحملون فيها المشاعل والشموع لمشاركة أخوانهم السنة في الأحتفال .

    وأستمر هذا التقارب الشديد والود بين الشيعة والسنة والذي سبب ازعاجا للأنكليز الذين كانوا يؤمنون بمبدأ ( فرّق تسد ) .
    وفي مذكرات المس بيل السكرتيرة الشرقية للسفارة الأنكليزية في العراق تم ذكر هذا التقارب وكيف انه سبب حيرة وأزعاجا للأنكليز , وقد ذكرت ذلك أيضا لوالدها في أحدى رسائلها وسألته النصح لمواجهة هذه الحالة المتفاقمة , وقد نشرت الرسائل بعد وفاتها عام 1926 بفترة طويلة .
    وعندما أندلعت الثورة كان العراق في حالة انسجام أجتماعي ساهم في توحد العراقيين تجاه عدوهم .

    وأقول ... شتّان مابين أفعال ملاّ عثمان الموصلي التقريبية وبين أفعال بعض المتطرفين أمثال الزرقاوي الغريب تماما عن أخلاق أهل العراق التسامحية التعايشية الأندماجية , أفعال الزرقاوي اللعين التحريضية التي تدعو للتصارع بين السنة وبين الشيعة والذي أعلن صراحة وأمام الملأ أن عدوه الأول ليس الأمريكان المحتلين وأنما أهل البلد من الشيعة , وكذلك من السنة المعتدلين الرافضين لنهجه الدموي .

    أفعاله الدموية تلك قد أتت أؤكلها نوعاما في الفترة مابين 2004 الى 2007 حينما تصاعد التوتر بين السنة وبين الشيعة أثر مهاجمة الزرقاوي لأضرحة أهل بيت النبي عليهم السلام وقتله وتمثيله بأي شيعي يقع تحت يده وكادت أن تندلع حربا أهلية لاتبقي ولاتذر بين الأخوان من السنة والشيعة لولا رحمة الله التي وسعت أهل العراق وأنبرى من الطرفين رجال شرفاء أستطاعوا بفضل الله أطفاء النار وأحباط سعيه الخبيث ..

    وأقول أيضا شتّان مابين أفعال محمد الصدر انذاك وأفعال مايسمى (جيش المهدي ) الأجرامية تجاه أهل العراق ممن لايرضون بالفرقة ولايقبلون بالفحشاء من شرفاء أهل السنة , وكذلك الشيعة المعتدلين الرافضين لنهجهم الدموي .

    أقول , شتان مابين دعاة الحب بالأمس ودعاة الكراهية اليوم ..
    التعديل الأخير تم بواسطة محمود شاكر شبلي; الساعة 10-11-2009, 01:44.
  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    #2
    الأستاذ الشبلي

    حينما ننظر من أعالي التاريخ، أو من منبر خليفة المسلمين، من يرتضي التفرقة بين يديه اليمنى واليسرى؟
    أليست قوة المسلمين في توحدهم، وجمع كلمتهم؟
    بالأمس القريب، كان التطاحن والتنابز الفقهي بين الطائفتين سنة وشيعة، وكانت الحكمة سائدة، فلم تنشب حروبا دينية، كما هي الآن في صعدة، وغيرها...
    والآن كل الأمور تيسرت، إن رمنا وحدة جدية على أرضية سنن الله في قرآنه وكونه.
    ومن ترعبه هذه الوحدة؟ أليسوا أعداء الأمة؟
    (أرجوك حذف الجملة الأخيرة)
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 09-11-2009, 14:42.
    http://www.mhammed-jabri.net/

    تعليق

    • د. وسام البكري
      أديب وكاتب
      • 21-03-2008
      • 2866

      #3
      التاريخ يشهد بالتقارب بين المذاهب دينياً واجتماعياً .. والشرّ كله من المنافقين الذين يُشعلون الفتن هنا وهناك ..
      ندعو الله العليّ القدير أن تزداد صور المودة وإلإخاء المتأصلة في النفوس، لأنها الفطرة التي فطر الله عليها البشرية.
      ولك كل تقديري.
      د. وسام البكري

      تعليق

      • د. م. عبد الحميد مظهر
        ملّاح
        • 11-10-2008
        • 2318

        #4
        [align=right]
        الأستاذ محمود شاكر

        تحية طيبة و عيد أضحى سعيد

        موضوعك هنا فى ملتقى الحوار الفكري والثقافي هو...

        ما أروع التقارب بين السنة والشيعة وما أسوأ التباعد بينهما

        و لأننا فى مجال فكر و ثقافة أود أن اسألك

        ما هو المشروع الفكرى و الثقافى الذى يُمّكن الأدباء و المبدعين من تحقيق.....

        "التقارب بين السنة والشيعة "؟

        فهل لديكم مشروعا فكريا ثقافيا للحوار ؟
        [/align]
        التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 27-11-2009, 14:53.

        تعليق

        • محمد جابري
          أديب وكاتب
          • 30-10-2008
          • 1915

          #5
          الأستاذ د.م. عبد الحميد مظهر؛

          السبيل ميسرة، والطريق معبدة، وفي رغبة الصاقين نجد معبرا للتلاق يتلج الصدور ويكشف غمة الأمة.

          والفكرة جاءت من مداخلة د. حسانين،الذي أوعز بالكف عن مناقشه الخلافات البينية بين الفئتين، ونظرت مليا في الأمر فتبين لي أن ننظر لنصف الكأس الممتلئ أولى من النظرة المتشائمة.

          والسنن الإلهية القرآنية لا تترك غبشا، ولا يلتبس عليها غشاء، بل الكل واضح بيّن فصيح. وهاك نموذجا على المتصفح تحت عنوان هل في القرآن ناسخ أو منسوخ؟
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 30-11-2009, 05:08.
          http://www.mhammed-jabri.net/

          تعليق

          • أبو صالح
            أديب وكاتب
            • 22-02-2008
            • 3090

            #6
            هذا الموضوع بكل التخبيصات التي حواها وكأنه يعاد نشره بعد حذفه في قسم آخر حيث بحثت عنه ولم أجده، حيث أذكر أن د. أحمد الليثي قام بتفنيد غالبية التخبيصات التي به.

            فلا أدري ما الحكمة من قبول إعادة نشره مرة أخرى في الصالون؟ وما هي الفائدة من تمرير ما حواه من تخبيصات مرة ثانية؟ ولماذا لا يتم إعادة ما نشره د. أحمد الليثي لتفنيد التخبيصات؟

            مما قرأته لمحمود شاكر شبلي حتى الآن في الملتقى تبين لي أن هذا الرجل كل عناويه براقة ولكن ما تحويه من أفكار كلها سم زعاف لتشويه كل ما هو جميل بنا بطريقة جدا مقززة وبعيدا عن أي احترام لأي أصول أخلاقيّة وموضوعية ومنطقية

            ما رأيكم دام فضلكم؟
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 28-11-2009, 13:05.

            تعليق

            • د. م. عبد الحميد مظهر
              ملّاح
              • 11-10-2008
              • 2318

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
              الأستاذ د.م. عبد الحميد النويهي؛

              السبيل ميسر، والطريق معبد، وفي رغبة الصاقين نجد معبرا للتلاق يتلج الصدور ويكشف غمة الأمة.

              والفكرة جاءت من مداخلة د. حسانين،الذي أوعز بالكف عن مناقشه الخلافات البينية بين الفئتين، ونظرت مليا في الأمر فتبين لي أن ننظر لنصف الكأس الممتلئ أولى من النظرة المتشائمة.

              والسنن الإلهية القرآنية لا تترك غبشا، ولا يلتبس عليها غشاء، بل الكل واضح بيّن فصيح. وهاك نموذجا على المتصفح تحت عنوان هل في القرآن ناسخ أو منسوخ؟
              http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=43932
              الأستاذ الفاضل محمد

              عيد مبارك

              أود ان اتيح للأستاذ شاكر الفرصة لمراجعة الكثير من الشوائب الفكرية التى أدت إلى التباعد ، وهنا مجال فكر و ثقافة فالمراجعة واجبة حتى نفهم لماذا حدث التباعد و كيف يتم التقارب ؟

              وتحياتى

              تعليق

              • محمود شاكر شبلي
                أديب وكاتب
                • 30-09-2009
                • 71

                #8
                اساتذتي الأعزاء
                من دواعي سروري هو سماعي لصدى (دعوة التقارب بين المذاهب ) في نفوسكم الكريمة ..
                وأقول للأستاذ الكريم د.م. عبد الحميد مظهر ..ان المشروع الذي أطرحه لحدوث التقارب هو ببساطة ,الأقتناع أولا و محاولة أقناع الأمة ثانيا بما يلي ....
                1- احترام رأي الاخر وتقبله ومحاولة التعايش معه وفهم أن له أسبابه وفلسفته ودوافعه المقنعة بالنسبة له ..ويجب أحترامها وعدم المساس بها , وأن مناقشتها ومحاولة تفنيدها هو من أهم أسباب التباعد ..
                2- الأيمان بأن الاخر هو مسلم ولايجوز تكفيره واخراجه من دائرة الأسلام مادام يصرح بأسلامه ..
                3- الأيمان بأن اسباب الخلاف هي سياسية وليست عقائدية ولاتتطلب تكفير الاخر .
                4- الأيمان بأن كثرة التجادل والتحاور العقائدي ومحاولة أيجاد الثغرات في العقائد لا تقود الاّ الى الشقاق والتنافر والتباعد .

                5- الألتفات الى التصارع مع عدو خارجي متنامي القوة , وهو تحالف الملحدين مع الحاقدين على الأسلام من الأديان الأخرى الذين يعزفون على وتر تخالفنا ويحاولون أدامته وتقويته بل يفرحون بذلك ..
                6-الخروج من شرنقة تحاور المسلمين فيما بينهم ومدحهم لبعضهم أو أنتقادهم لبعض الى دائرة الرد المباشر على أعداء الأسلام والتحاور معهم عبر وسائل الأتصال المختلفة , خاصة وان توجه أعداء الأسلام هو توجيه أتباعهم لغزو المواقع الألكترونية المعروفة والسيطرة الفكرية عليها .

                تعليق

                • د. وسام البكري
                  أديب وكاتب
                  • 21-03-2008
                  • 2866

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمود شاكر شبلي مشاهدة المشاركة
                  اساتذتي الأعزاء
                  من دواعي سروري هو سماعي لصدى (دعوة التقارب بين المذاهب ) في نفوسكم الكريمة ..
                  وأقول للأستاذ الكريم د.م. عبد الحميد مظهر ..ان المشروع الذي أطرحه لحدوث التقارب هو ببساطة ,الأقتناع أولا و محاولة أقناع الأمة ثانيا بما يلي ....
                  1- احترام رأي الاخر وتقبله ومحاولة التعايش معه وفهم أن له أسبابه وفلسفته ودوافعه المقنعة بالنسبة له ..ويجب أحترامها وعدم المساس بها , وأن مناقشتها ومحاولة تفنيدها هو من أهم أسباب التباعد ..
                  2- الأيمان بأن الاخر هو مسلم ولايجوز تكفيره واخراجه من دائرة الأسلام مادام يصرح بأسلامه ..
                  3- الأيمان بأن اسباب الخلاف هي سياسية وليست عقائدية ولاتتطلب تكفير الاخر .
                  4- الأيمان بأن كثرة التجادل والتحاور العقائدي ومحاولة أيجاد الثغرات في العقائد لا تقود الاّ الى الشقاق والتنافر والتباعد .

                  5- الألتفات الى التصارع مع عدو خارجي متنامي القوة , وهو تحالف الملحدين مع الحاقدين على الأسلام من الأديان الأخرى الذين يعزفون على وتر تخالفنا ويحاولون أدامته وتقويته بل يفرحون بذلك ..
                  6-الخروج من شرنقة تحاور المسلمين فيما بينهم ومدحهم لبعضهم أو أنتقادهم لبعض الى دائرة الرد المباشر على أعداء الأسلام والتحاور معهم عبر وسائل الأتصال المختلفة , خاصة وان توجه أعداء الأسلام هو توجيه أتباعهم لغزو المواقع الألكترونية المعروفة والسيطرة الفكرية عليها .
                  الأستاذ الفاضل محمود شاكر شبلي
                  نعم .. إذا عكسنا النقاط سنرى أهم الأمراض التي أصابت بعض المسلمين، التي أدّت إلى تناحرهم، وتكفير بعضهم بعضاً، وأعتقد أن التحاور والتجادل في العقائد بين المتخصصين مثمرٌ من غير شقاق، وأنك لم تقصد التحاور على إطلاقه.

                  وباعتقادي المتواضع أنه ينبغي على المفكرين والمثقفين جميعاً أن يتحمّلوا عبء التوعية الرشيدة ما داموا يؤدون رسالتهم الفكرية والثقافية.
                  * * *
                  أعتقد أن الموضوع سيتفرّع إلى الآليات التي تدفع إلى التقارب، ولا أعرف هل أدّت مجامع التقريب وظيفتها في هذا المجال ؟.
                  * * *
                  فكرٌ راقٍ ينبع من أصالة الحفاظ على وحدة المسلمين جميعاً.
                  بوركتَ وبورك قلمُك ... وأتمنى أن تزداد موضوعات التقريب بين المسلمين بجهود جميع المؤمنين بوحدة المسلمين.
                  د. وسام البكري

                  تعليق

                  • محمد جابري
                    أديب وكاتب
                    • 30-10-2008
                    • 1915

                    #10
                    الأستاذ د. وسام البكري
                    ثلاث رؤى، تتسارع في جذب الانتباه التجديدي، واهتمام المجديدين:

                    1- المصائب سياسية منها تسربت بقايا نفايات الأمراض، وهي التي عمقت الخلافات بين الإخوة، لكننا اليوم أمام دعاة التجديد للبناء على أسس لا تدرك إلا بهضم الانكسار التاريخي، وما جره من انفصام الكتاب عن السلطان يتساءل أحدهم:

                    "يهبنا الوهاب بفضله همة عالية لننظر إلى الواقع من أعالي التاريخ لا من أسافله، لنفهم من مكاننا العالي، بين يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يتلو علينا القرآن ويشفعه بالبيان، لم انحلت عرى الإسلام تباعا بانحلال العروة السلطانية ؟ لم سكت من سكت وقام من قام واختلف من اختلف ؟ لم مرضت الأمة المرض المهلك لما جاءت عهود الأغيلمة يسقون الأمة الحِمام بالسيف، يقتلون فيها الشهامة والمروءة ؟ لم طردت إرادة الأمة من التاريخ ؟ لم اغتيلت الشورى وتاهت على الكون إرادة المستبد ؟ لم غاب العدل وطغى المترفون ونشأت واستمرت واستفحلت في عصرنا تقاليد "ألف ليلة وليلة" ؟ لم تفتت الدين حتى بلغنا إلى درك الإسلام الفردي، إسلام "المتدين" لا يرى الدين شيئا آخر غير ركيعات ينقرهن إن كان أو رحلة يتمتع بعدها بلقب "حاج" ؟"( نظرات في الفقه والتاريخ للأستاذ عبد السلام ياسين)

                    إنها تساؤلات من يلتاع على ضياع قضايا الأمة المصيرية، حين ينظر من أعالي التاريخ، ويتتلمذ على فقه رسول كريم، ينادي باعتصام الناس جميعا بحبل الله، ولا يزيد شرخ المسلمين اتساعا بالتفريق بين السنة والشيعة.
                    آهات يطلقها من يلتاع لضياع قضية أمة وتتحشرج في عنقه فتكون لها دوي المدافع تهلع القلوب من جراء هول قوة الكلمة التي ألف الناس سماع رقتها وخضوعها للحاكم بأمره.

                    2- وآخر لا خبر عنده، وقد حلق حوله أميين يستمعون القول الجديد والجهر بالحق وجرأة الكلمة ليطلق عبيره ويندد بأكل الحلزون من غير دبح. وهو الأمي في اللغة، والفقه، وكل علمه حفظ كتاب الله وقراءته على الناس بحرقة المؤمن.

                    بين هذا وذاك بعد المشرقين:
                    فقه يعصر الدراسات التاريخية، واجتهاد قابع في ركن من الأركان يخرج بغرائب الأمور...

                    3- فقه يستقرئ السنن القرآنية درجات يقطعها المرء بخطوات يسبرها نور العهود الربانية التي لا تنخرم، ولا تتبدل ولا تتغير ولا تحول ولا تتبدل...ليبقى الكتاب جامعا للأمة شملها موحدا صفها صاقلا فقهها.
                    http://www.mhammed-jabri.net/

                    تعليق

                    • د. م. عبد الحميد مظهر
                      ملّاح
                      • 11-10-2008
                      • 2318

                      #11
                      [align=right]
                      موضوع التقارب مملوء بعدة اشكاليات:...

                      1) من ناحية التنظير: دينية ، وفكرية و ثقافية
                      2) من ناحية التطبيق ، و ربط التنظير و الفكر بالعمل ، و القدرة على الانجاز و التغلب على المعوقات.

                      فهل يمكن ان نعرض لملاح الإشكاليات التنظيرية للتقارب أولاً ، ومن ثم نبحث المعوقات العملية وكيفية العمل للتغلب عليها ثانيا؟

                      وهنا نحن فى حاجة لأصحاب الفكر الرصين و ممنوع دخول أصحاب التعبئة و أثارة الفتن الطائفية والدينية و غيرها، ومشجعي التشتت و التفرق و التمزق ، وهواة قص القصص و تكرار ما يشبه ذلك مما نجده مكتوبا فى الكثير من المنتيات والكتب و المقالات ، و نسمعه فى المحاضرات و الخطابات وبعض الأشرطة، وخصوصاً و نحن نواجه عدة ازمات عميقة تظهر بعض أعراضها على السطح ، مثل ما حدث قبل و بعد مبارة مصر و الجزائر!!!


                      وتحياتى
                      [/align]
                      التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 30-11-2009, 19:57.

                      تعليق

                      • د. وسام البكري
                        أديب وكاتب
                        • 21-03-2008
                        • 2866

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                        الأستاذ د. وسام البكري
                        ثلاث رؤى، تتسارع في جذب الانتباه التجديدي، واهتمام المجديدين:

                        1- المصائب سياسية منها تسربت بقايا نفايات الأمراض، وهي التي عمقت الخلافات بين الإخوة، لكننا اليوم أمام دعاة التجديد للبناء على أسس لا تدرك إلا بهضم الانكسار التاريخي، وما جره من انفصام الكتاب عن السلطان يتساءل أحدهم:

                        "يهبنا الوهاب بفضله همة عالية لننظر إلى الواقع من أعالي التاريخ لا من أسافله، لنفهم من مكاننا العالي، بين يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يتلو علينا القرآن ويشفعه بالبيان، لم انحلت عرى الإسلام تباعا بانحلال العروة السلطانية ؟ لم سكت من سكت وقام من قام واختلف من اختلف ؟ لم مرضت الأمة المرض المهلك لما جاءت عهود الأغيلمة يسقون الأمة الحِمام بالسيف، يقتلون فيها الشهامة والمروءة ؟ لم طردت إرادة الأمة من التاريخ ؟ لم اغتيلت الشورى وتاهت على الكون إرادة المستبد ؟ لم غاب العدل وطغى المترفون ونشأت واستمرت واستفحلت في عصرنا تقاليد "ألف ليلة وليلة" ؟ لم تفتت الدين حتى بلغنا إلى درك الإسلام الفردي، إسلام "المتدين" لا يرى الدين شيئا آخر غير ركيعات ينقرهن إن كان أو رحلة يتمتع بعدها بلقب "حاج" ؟"( نظرات في الفقه والتاريخ للأستاذ عبد السلام ياسين)

                        إنها تساؤلات من يلتاع على ضياع قضايا الأمة المصيرية، حين ينظر من أعالي التاريخ، ويتتلمذ على فقه رسول كريم، ينادي باعتصام الناس جميعا بحبل الله، ولا يزيد شرخ المسلمين اتساعا بالتفريق بين السنة والشيعة.
                        آهات يطلقها من يلتاع لضياع قضية أمة وتتحشرج في عنقه فتكون لها دوي المدافع تهلع القلوب من جراء هول قوة الكلمة التي ألف الناس سماع رقتها وخضوعها للحاكم بأمره.

                        2- وآخر لا خبر عنده، وقد حلق حوله أميين يستمعون القول الجديد والجهر بالحق وجرأة الكلمة ليطلق عبيره ويندد بأكل الحلزون من غير دبح. وهو الأمي في اللغة، والفقه، وكل علمه حفظ كتاب الله وقراءته على الناس بحرقة المؤمن.

                        بين هذا وذاك بعد المشرقين:
                        فقه يعصر الدراسات التاريخية، واجتهاد قابع في ركن من الأركان يخرج بغرائب الأمور...


                        3- فقه يستقرئ السنن القرآنية درجات يقطعها المرء بخطوات يسبرها نور العهود الربانية التي لا تنخرم، ولا تتبدل ولا تتغير ولا تحول ولا تتبدل...ليبقى الكتاب جامعا للأمة شملها موحدا صفها صاقلا فقهها.
                        ليسمح لي أساتذتي الأفاضل أن أقف إكباراً وإجلالاً لتعقيب الأستاذ الفاضل محمد جابري، وأثمّن شجاعته الإسلامية فيه، وحفظه من كل سوء.
                        لا أقول هذا عاطفياً، بل أقوله لأني نادراً ما أجد مَن يتحدث بهذا الوضوح عن المتديّن غير الواعي الذي لم يفقه من أصول دينه شيئاً، ويجعل أعداء الدين يكيلون الاستخفاف والذم فيه، نعم .. لقد ابتُلينا بشتى أنواع (الاستحمار)* ـ حاشاكم جميعاً ـ فَنَتِيهَ عن قضايانا المصيرية، إنّه لُعبة السياسات الخارجية والداخلية في بلداننا العربية والإسلامية، وأخطر ما فيه (أي الاستحمار) أنه ينخر العقول الفردية والجمعية أولاً، مما يؤدي إلى انفكاك العُرى، وهو ما أُسمّيه بـ (تفجير الدين من الداخل، أي بفعل أبنائه)، وليس بفعل هجوم عقائدي خارجي من دينٍ آخر بشكل واضح، ظاهر للعيان.
                        لا أنسى منهجك أستاذي الفاضل في استلهام السننّ الكونية الربانية والسير على هَديِها. فجزاك الله خير الجزاء.
                        مع خالص تقديري

                        * سنناقش كتاب (النباهة والاستحمار) للدكتور علي شريعتي إن شاء الله.
                        د. وسام البكري

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #13
                          [align=justify]الأستاذ الكريم محمود شاكر شبلي،

                          تحية طيبة وبعد،

                          شخصيا لا أحب الحديث كثيرا في المذاهب، وأفضل التعايش على التفلسف لأن التعايش هو الكفيل بمحاربة الطائفية. والتعايش كفيل أيضا برفع الحجاب عن النفوس وقياس النيات ولو بالتقريب. وشخصيا لا أطمئن إلى طرحك لأن في مقامتك المنشورة على الرابط التالي:



                          فكرا طائفيا مقيتا.

                          أخي الكريم: أنا مسلم سني ما كنت أعرف عن المسلمين الشيعة إلا ما نقرأ في كتب الملل والنحل للشهرستاني وغيره. ولما زرت العراق وأقمت برهة بين ظهراني أهله سنة 1979، كنت كثير الزيارة لمسجد الشيخ عبدالقادر الجيلاني وراء شارع الرشيد القديم، ثم لمسجد أبي حنيفة في الأعظمية ثم لمسجد موسى الكاظم في الكاظمية - رضي الله عنهما وأرضاهما. وأصبح لي أصدقاء كثيرون في الحيين اللذين يفصل بينهما جسر على دجلة. كنت أتعشى في الأعظمية وأذهب إلى الكاظمية لشراب "أستيكانة" من الشاي الثقيل .. كان الناس وقتها على الفطرة، وكانوا يتعايشون متآخين متحابين .. صحيح أن الخوف كان ملموسا لدى الشيعة بسبب اضطهاد نظام البعث البائد لهم، لكننا سنكون سذجا ونكذب على أنفسنا وعلى التاريخ عندما سنزعم أن اضطهاد نظام البعث كان مقتصرا على الشيعة فقط. بين أصدقائي بلجيكا عشرات العراقيين من السنة والشيعة لم يزوروا العراق ولم يروا أهاليهم فيه إلا بعد سقوط نظام البعث ..

                          الحديث في التقارب بين السنة والشيعة حديث يجب ألا يقدم عليه شخص لم يتحرر مائة بالمائة من الفكر الطائفي. وما قرأت لك في الملتقى يجعلني أجزم أنك متشبع بالفكر الطائفي .. ومشاكل أمتنا والتحديات التي تواجهها تقتضي بأن نتحرر من الفكر الطائفي المقيت. والتحرر من الطائفية لا يكون بالكلام العاطفي بل بوقفة جادة من ذوي الألباب من أبناء المذهبين.

                          وتحية طيبة عطرة.
                          [/align]
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • د. م. عبد الحميد مظهر
                            ملّاح
                            • 11-10-2008
                            • 2318

                            #14
                            [align=right]
                            أخى الفاضل والأستاذ الكريم محمود شاكر شبلي

                            تحية طيبة

                            ما طرحه الدكتور عبد الرحمن السليمان فى مداخلته السابقة ( رقم 12) هو من الإشكاليات الفكرية-العملية ( تطبيقاً للفكر) و التى تحتاج تأمل و تدبر

                            00- هناك من يعمل للتقارب حياتيا و لا يتكلم ولا يكتب عن التقارب.
                            00- و هناك من يدعو للتقارب قولاً و يعمل لتحقيقه فى الحياة عملاً.
                            00- و هناك من يدعو للتقارب كلاماً و لكنه يكتب لزيادة التباعد والفرقة.
                            00- و هناك من يكتب للتقارب أو التباعد و هو منعزل لا يعمل للتقارب أو التباعد.
                            00- و هناك من يعمل للتباعد قولاً وعملاً.
                            00- و هناك من يدعو للتباعد عملاً و لا يتكلم
                            00- وهناك تشكيلات متعددة من كل الأنواع...

                            فكيف نتعامل مع كل هؤلاء من أجل تحقيق ما جاء فى عنوان مقالتك؟

                            وتحياتى
                            [/align]
                            التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 30-11-2009, 19:22.

                            تعليق

                            • محمود شاكر شبلي
                              أديب وكاتب
                              • 30-09-2009
                              • 71

                              #15
                              الاستاذ الكريم عبد الرحمن سليمان المحترم ..
                              أشكرك على مداخلتك الكريمة وماذكرته من حقائق وميزات يمتاز بها شعبنا من ناحية التقارب والتوادد والتعايش بين مختلف المذاهب والملل والتي نفخر بها ونعتز بقوتها ..
                              ولكني أسأل الأستاذ الكريم عن المقالة التي أشار اليها وكيف أن فيها طائفية مقيتة .. ؟
                              انا قد تناولت فيها جرائم البعث والتكفيريين من تنظيم القاعدة ..
                              فأين الطائفية يا أستاذي الكريم ..؟
                              فحزب البعث كان حزبا علمانيا ولا علاقة للسنة أو الشيعة به .. فهو كان يخشى من كل مسلم ملتزم بدينه مهما كان مذهبه ..أما صدام فقد كان لا يثق الاّ بأقاربه من عشيرته وكان أبعد الناس عن الدين ..
                              وأما القاعدة وأفعالها تجاه العراقيين وتفجيراتها بالمفخخات فهي لاتفرق بين شيعي وسني , وقد هاجمت الشيعة لأنهم شيعة والسنة لأنهم سنة لايؤمنون بمنهجها الدموي ..
                              ولايمكن لأي عراقي شريف أن ينسى أن الصيحة والصحوة لبداية سقوط القاعدة وأنحسارها في العراق قد جاءت من محافظة الأنبار البطلة التي جميع سكانها هم من أهل السنة الشرفاء , وأن الأسد الضرغام الشيخ الشهيد عبد الستار أبو ريشة قائد الصحوة وقبله الشيخ الشهيد أسامة الجدعان هما من أهل السنة ..
                              وأنا أن أذكر الجرائم بحق شعبنا فأنما أذكر البعث والقاعدة وعصابات مقتدى ..

                              تعليق

                              يعمل...
                              X