هذا أو الطوفان (ملحمة شعرية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أيمن عبد العظيم
    أديب وشاعر
    • 01-08-2009
    • 141

    هذا أو الطوفان (ملحمة شعرية)


    كارثة تسونامي كانت سبب كتابة هذه القصيدة المطوَّلة التي تقارب أبياتها الأربعمائة بيت، والتي سأحاول، إن شاء الله، كتابتها في هذا المنتدى الأنيق مجزَّأة، مع وضع عناوين جانبية لها.
    لقد جال في خاطري قول حافظ إبراهيم، رحمه الله، في كارثة:
    نبئاني إن كنتما تعلمانِ = ما دها الكون أيها الفرقدانِ؟
    غضب الله أم تمردت الأر = ض فأنحت على بني الإنسان
    ليس هذا، سبحان ربي!، ولا ذا = ك ولكن طبيعة الأكوان


    فقلتُ:

    صدِّقاني يا أيها المشرقانِ = أنتما تنظران ما تفعلانِ
    لا أقول الغداةَ ما قيل قَبْلاً = من سؤال يحتاج للتِّبيان
    (نبئاني إن كنتما تعلمان = ما دها الكون أيها الفرقدان؟)
    فالجوَاب الأكيدُ فاض وضوحاً = ليس يحتاج قطُّ للبرهان)
    (غضب الله (إذ) تمرّدت الأر = ضُ فأنْحَتْ على بني الإنسان)
    حمَلَتْهم في ظهرها دون كَلٍّ = ورَعَتْهم فيه بكل حنان
    ثمّ لما صاروا شباعا عليها = أرهقوها بالجور والطغيان
    منَحَتْهم من منحة الرحمان = فأبـَوا غير محنة الشيطان

    من المآسي والحروب:

    فالعُتاةُ البُغاة من ملّة الكفـ = ـر جميعاً في قمة العصيان
    وجراحٌ أنّتْ بأرض (فلسطيـ = ـنَ) وأرض (العراق) و(الأفغان)
    يُذْبَح المسلمون من غير جرم = في بلاد (البلقان) و(الشيشان)
    وبـ (بورما) وبـ (الفلبينَ) وانظر = وتأمّلْ في محنة (السودان) !
    ثمّ في كلها حروبٌ ضخامٌ = خافياتٌ ما أُعْلنَتْ في بيان
    من خلافٍ يُزْكَى، وإعلامِ سوءٍ = وبنشر الإفقار والحرمان
    نبشوا عنصريةًً من قبورٍ = دُفِنَتْ قبلُ من قديم الزمان
    والرسول الكريم حذّرَنا قا = ل : دعوها شديدةَ الإنتان
    وحروبٌ قد أُلبسَتْ ثوبَ حسنٍ = في دعاوى التحديث والعمران
    أبْعَدونا عن نبع ماضٍ فصرنا = مثلَ نبْتٍ مُضَيَّعٍ شيطاني
    كلّ أرضٍ فيها حياةٌ توارتْ = تحت قاسٍ من عاتيات المباني
    ليُضيع الأنامُ حرفاتٍ خيرٍ = ويصيروا في قبضة السلطان
    طلبوا الرزق من يديه وفيراً = ثم باءوا بالخِزْي والخذلان
    شرَكٌ أوقعوا به ولقد كا = نوا قديماً في سالف الأزمان
    في اكتفاءٍ من المعاش فعاشوا = في رخاءٍ ووفرةٍ وأمان

    التغريب:

    تَخِذوا الغرب كي يكون دليلاً = فأضاعوا تراثنا النوراني
    ثم لم يجلبوا من الغرب ما فيـ = ـه منَ اْسْباب رفعة الإنسان
    كاحترام للوقت، والإنسان = واجتهادٍ وخدمةٍ وتفانِ
    جلبوا خِزيَه من الرقصِ والعرْ = يِ وتقديس ذلك (الفنان)!
    فغدَتْ دولة الوظيفة ميْتاً = فاح عطرا من ناصع الأكفان!
    خذ مثالا بدولة السودانِ = دولةٌ أعطِيَتْ كثيراً، تعاني
    قد حباها الرزاق ما فاض عنها = من مَعاشٍ في الضرع والأقطان
    وتضيع الجهود فيها اجتلابا = للحليب المصنوع والقمصان
    التغريب والعلمانية:
    لا تظنوا أن التقدمَ وقْقٌ = باتباع الغربي والنصراني
    إنه أحرز التقدم لَمّا = أبطل الدينَ المنهجُ العَلماني
    إن ديناً يدعو إلى الجهل دينٌ = عائقٌ للتقدم الإنساني
    فاقرؤوا كتْبهم ففيها افتخارٌ = بغباءٍ، والجهل بالصُّلبان(1)
    رغم هذا فالمنهَج العلماني = ذو احتياجٍ للمنهَل الروحاني
    ولهذا في الغرب تلقى انتحاراً = بالزَّرافاتِ ثَمَّ والوُحدان
    إننا قبْلُ قد حكمناه لمّا = كان فينا التقاةُ، بالقرآن
    عالمٌ بين مَعْمَلٍ والمُصَلّى = هل كمَن بين معمل والحان؟
    ولهذا كنا سعيدين روحاً = ونهضنا في الزرع والعمران
    ولهذا انتحارهم زاد، فاحكم = في المعاشين، هل سيستويان؟
    هل كان المستعمرون هم السبب؟
    لا تقولوا (المستعمِرون) استطاعوا = أن يُعيقوا التقدمَ الإنساني
    لسواهم، لو أن هذا صحيح = لم تقم بعدُ دولة (اليابان)
    ضُرِبَتْ منهمُ بقنبلة الذرّ = فقامت في التوِّ دون توان
    ليس فيها وقتٌ يضيع هباءً = في كلامٍ، فأصبحَتْ ذاتَ شان
    نحنُ ما عندنا فعالٌ ولكن = فرقعاتٌ نصوغها باللسان
    في خطابٍ ضافٍ وصوتِ هتافٍ = أو برجمٍ من قاذفات الأغاني!
    إنْ يكونوا ألقَوا بذور شقاقٍ = وسقَوها بالزور والبهتان
    فلماذا لم نقتلعْها وقد مرّ = زمانٌ من بعدُ إثرَ زمان؟
    هل الحكام هم السبب؟
    لا تقولوا الحكام قد قيّدونا = ذا مقالٌ لليائس الحيران
    (كيفما كنتمُ يُولَّى عليكم)(2) = ألَهُمْ كوكبٌ أتَوا منه ثاني؟
    خبّروني، هل في الحكومات من قد = صدّكمْ عن إغاثة اللهفان؟
    إنما تُمْنَعون حين تُقادو = نَ بجهلٍ للفتك بالسلطان
    ثم تبكون حين يمضي عليه = لتنوحوا على الزمان الفاني
    وهو لو كان في يد الشيطان = هل سيقْوَى على اليد المعوان؟
    ربّما تُكرمون منه إذا لم = تقعوا في يد امرئٍ خوّان
    ثم لو كان فوقكم شيطانٌ = ومشيتُمْ بخطة الرحمان
    كابتين النفوس عن كلّ ما تهْـ = ـوَى غدا دميةً بلا شيطان
    أو اسيراً، من فوقُ مطرقة الشرّ = وأنتم من تحتُ كالسندان
    صدّقوني، لستم تُعانون من فرْ = عونَ فيهم، كلا، ولا هامان!

    واجب المحكومين تجاه الحكام:

    فعليكم أنْ لا تثوروا عليهم = ما علا في الفضاء صوتُ الأذان(2)
    وعليكم أن تُبطلوا شائعاتٍ = لا تكونوا كالببّغاء في اللسان
    إنما الشائعات داءٌ خبيثٌ = يتفشّى في الناس كالسرطان
    وعليكم أن تسمعوا وتطيعوا = لا يُبيح الإسلامُ من عصيان(2)
    لهمُ غيرَ أن ترَوا منهمُ الكفـ = ـر بَواحاً قد قام بالبرهان(2)
    وعليكم أن تُصبحوا مثل سدٍّ = خلفهم ضدّ سائر العُدوان
    لا أقول الكلام هذا نفاقاً = إنه أمر ربّنا الرحمان
    فانظروا في (الصومال) كيف تَداعَى = وانظروا في (العراق) و(الأفغان)
    إن هذي الشعوبَ خالفت الأمْـ = ـرَ فذاقتْ نار الأسى والهوان
    يتمنّون من أزاحوه أو لم = يسندوه لو كان في الإمكان
    أن يعود المساء هذا إليهم = ليناموا لصبحهم في أمان
    إن يكن مسلماً يُقيمُ صلاة = فامسكوا باليدين والأسنان!
    وعليكم أن تنصحوهم، ولكن = ليس أن تجرحوهمُ باللسان
    إنْ تولّوا أدوا حقوقكمُ أنـ = ـتمْ وفرّوا من بطشة الصولجان!
    إنْ ثبتُّم فذاك أفضلُ، حتى = لو قُتِلْتُمْ فسادةٌ في الجنان

    واجب الحكام تجاه المحكومين:

    وعليهم أن يستجيبوا لنصح = ذا دليلٌ للعقل، لا النقصان
    وعليهم أن يرحموكم بحدٍّ = ليس أدنى عن حاجة الإنسان
    أنا أدري، على الحكومات عبءٌ = وثقيل لرفعة الأوطان
    وهي سقفٌ للبيت والشعب فيه = كالأساس المتين والعمدان
    فعليهم أن يعلموا أنّ أنتم = تحتهم قوةٌ لهم ذاتُ شان
    فعليهم أنْ لا يُقيموا بجهلٍ = فجوةً عن شعوبهم، في ثوان
    لَتطيرَنّ ريحُ غدرٍ بسقفٍ = فيه فصل عن سائر البنيان
    ولهذا ما للأعاديّ شغلُ = غير فصل السقوف والجدران
    يوهمون السقوف: أنتم ثقالٌ = فاستزيدوا في الثِّقْل بالطغيان
    إننا صانعوا سقوفٍ، وأدرَى = ويبثّون في الشعوب الأماني
    سوف تبنون بعدُ أجمل سقفٍ = فهم السوسُ، ناخرٌ للمباني
    كم وكيلٍ لهم بكل مكان = في النوادي وحضرة السلطان
    ثِقَلُ السقفِ هادمٌ، وكذا نخـ = ـر المباني، فكيف إذ يُجمَعان؟
    إنّ (صدّاما) الذي قد أضاعوا = وأضيعوا به، لَبالبرهان
    فعليهم أن يأخذوا كل حذْرٍ = من عدوٍ، مكراً، شديدُ الدهان
    أوَما كان قد تدلّل (صدا = مٌ) زماناً على يد (الأمريكان)؟
    ثم لمّا غفا تنبَّه من آ = لامِ سمٍّ من عضة الثعبان؟
    أوحقا هذا! ولم أر منه = غير جلدٍ مثل الحرير سباني؟
    فيَد الحاكمين فوق أيادي = شعبهم فوقها يد الرحمان
    في اتحادٍ للخير يُفضي لخيرٍ = ويسدّون ثغرة الشيطان

    واقع المسلمين اليوم:
    وحّد الشرُّ نفسه ليبيد الدِّ = ينَ دينَ الإصلاح والإيمان
    وغثاءُ السيول من إثر (فلمٍ) = للمباراة حيةً، للأغاني


    يتبع إن شاء الله
    (1) من رسالة بولس لأهل كورنثوس: (نحن جهال من أجل المسيح)، (صرت غبيا وأنا أفتخر.....).
    (2) معانٍ لأحاديث صحيحة.
    التعديل الأخير تم بواسطة أيمن عبد العظيم; الساعة 23-12-2009, 08:23. سبب آخر: محاولات تنسيق فاشلة
  • أيمن عبد العظيم
    أديب وشاعر
    • 01-08-2009
    • 141

    #2
    وعيون الغثاء جادتْ بدمعٍ = حزَناً، من مسلسلٍ، هتّان
    ثمّ لمّا شيخاً قتيلاً رأوه = رُفِعتْ منه للعدوّ اليدان
    طالباً رحمةً بمسجدهم لم = تبْكِ منهم لكلِّ ذا عينان



    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة أيمن عبد العظيم; الساعة 06-07-2010, 06:12.

    تعليق

    • أيمن عبد العظيم
      أديب وشاعر
      • 01-08-2009
      • 141

      #3
      طُفْ معي، إنّ ذاك جمعٌ غفيرٌ = ينشرون الخطا بكل مكان
      قلتُ: ما بالُكم وجمتم ذهولا = وتشيرون كلكم بالبنان
      فأجابوا جميعهم باندهاشٍ = أوَلم تحتفي بذا (الفنّان)؟
      أولم تعرف الممثّل هذا؟ = إن هذا هو (الفلان الفلاني)
      من قديم الزمان مثّل لصا = ورئيسا، إذ ذاك بالألوان!
      ثم أدى دور الصحابيّ (زيدا) = والمغني (عَمرا) بـ (ستّ الحسان)!
      قلتُ: قدّستم الممثل لكن = قد جهلتم (زيدا) رفيع الشان
      صاغ (زيد) تأريخنا دون أجر = كان فذا وعاملا بتفانِ
      ما تفكّرتمُ بأفعاله قطُّ = ولا غصتمُ بحور المعاني
      بل جريتم وراء هذا، وهذا = أنتمُ تعرفون هذا الجاني
      قبُلاتٍ يبثّها ساخناتٍ = بين شرب الخمور والأحضان
      قبض الأجر ثم (سجّل فِلْماً) = كدليل الإثبات والبرهان
      إن هذا كتابُه قد رآه = قبل يوم الحساب والميزان
      وثَناً أصبح الممثل، تمثا = لا تطوفون حوله بامتنان
      قلتمُ (معبودُ الجماهير) قَبْلاً = لقَباً قد جرى بكلّ افتتان
      ربما كلمة يفوه بها المر = ء بجهل ترديه في النيران
      هو نجمٌ يهديكمُ؟ ضلّ قومٌ = هديهم صار في يد العُميان

      (يتبع)
      التعديل الأخير تم بواسطة أيمن عبد العظيم; الساعة 27-07-2010, 13:44.

      تعليق

      • مكي النزال
        إعلامي وشاعر
        • 17-09-2009
        • 1612

        #4
        الأخ الشاعر المتمكن أيمن عبد العظيم
        أحييك على هذا النبض الشعري المدوّي
        ومتابع معك ما (يتبع) من إبداعك الثرّ
        بارك الله فيك ولا فضّ فوك

        .

        واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ

        تعليق

        • أيمن عبد العظيم
          أديب وشاعر
          • 01-08-2009
          • 141

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مكي النزال مشاهدة المشاركة
          الأخ الشاعر المتمكن أيمن عبد العظيم
          أحييك على هذا النبض الشعري المدوّي
          ومتابع معك ما (يتبع) من إبداعك الثرّ
          بارك الله فيك ولا فضّ فوك

          .
          سعدت بمرورك وشرفت به أستاذي الشاعر مكي النزال

          تعليق

          • أيمن عبد العظيم
            أديب وشاعر
            • 01-08-2009
            • 141

            #6
            ثم إني رأيتُ بعدُ شباباً = وشيوخا في ثورة البركان
            قلتُ ما بالهم؟ فقالوا جماهيـ = ـيرُ فريقٍ قد حاز كأس الرهان!
            أوَهذا فلاحُكم؟ ليتكم كنـ = ـتم فلحتم في العلم، أو في الطعان
            في صدور الأعداء في ساحة الحر = ب مكان الشجعان والفرسان
            لا جماهيرَ في المدارج للجا = رينَ خلف (الهوا) على الميدان!

            وتأمل هذا شبابٌ بغالٌ = إن تضع عقلهم على ميزان
            لم تجد فيه أي شيء، فمهلا = هؤلاء الجموع في هيجان
            وهمُ يحملون شخصاً كما القشـ = ـة محمولة على طوفان
            ما الدي قد دهاهمُ؟ إن هذا = (سوبرُ استارَ) رفعة الأوطان
            قلتُ: هل تعلمون ما حدث اليو = م بأرض العراق من مهرجان؟
            يُذبح المسلمون فيه بأيدٍ = قاسياتٍ بالجمع والوحدان
            إنني قد حسبتُ هذا صلاح الد = ين قد جاء بعد طول زمان


            (يتبع)
            التعديل الأخير تم بواسطة أيمن عبد العظيم; الساعة 27-07-2010, 13:45.

            تعليق

            • أيمن عبد العظيم
              أديب وشاعر
              • 01-08-2009
              • 141

              #7
              ثم إني رأيت هذا حسوداً = إن نجاح أحلّ بالجيران
              ثم هذا لصٌّ، وهذا حقودٌ = ثم هذا زانٍ وهذا أناني
              ثم هذا للمال جريا ورصداً = مثل قطٍّ على خطى فيران
              ثم إني رأيته ذات يوم = وهو يتلو في مصحف القرآن
              قلتُ قد ملّ من حياة لهاث = فهو كالخيل في سباق رهان
              قلت يرتاح، قال لي: سورة الوا= قعة الرزق دون كدٍّ تعاني!
              ألهذا قراءة القرآن؟ = فالعبادات أُفْرِغَتْ مِ المعاني
              أصبح الحج نزهةً، والليالي = قمة اللهو قبلُ في رمضان
              والذي كان مُفطراً فيه أقوى = فرحاً في عيدٍ من الصبيان!

              (يتبع)
              التعديل الأخير تم بواسطة أيمن عبد العظيم; الساعة 27-07-2010, 13:46.

              تعليق

              • أيمن عبد العظيم
                أديب وشاعر
                • 01-08-2009
                • 141

                #8
                ثم هذا يجوع إذ كلّ ما يأ = تيه يمضي سُدىً بشرب الدّخان
                جاء ليلا يدقّ بابيَ يرجو = بعض دَينٍ لطفله الجوعان
                ووَربّي! دخانه كان أضعا = فا لسعر الحليب في الحسبان
                فاقْتصِدْ في موارد العيش يا هـ = ذا إذا لم تخَفْ من السرطان

                وتأمل بناتنا سارحات = هائمات في التيه كالقطعان
                دون راعٍ واعٍ ومن غير داعٍ = أين في الناس نخوة الإيمان؟
                لا زواجا يلمّهم، قد جريتم = خلف خطْو الشرور والشيطان
                زوّجوهم بأي شيء، ألستم = قد علمتم حوائج الإنسان؟
                ذا صحيحٌ، جيل الشباب يعاني = من نظام التعليم طول زمان
                عمره ضاع، لم يحز أيّ علم = أو له حرفة لجور الزمان
                إذ أردتم للكل يغدو طبيبا! = ها همُ يجلسون في الحيطان!
                أنقذوا ذلك الشباب فحتما = هو إحدى المصيبتين يعاني
                فهو إما مِ الكبت، وهو أليمٌ = كيف تكوونهم بذا الحرمان
                أو منَ الام ذنبه وضميرٍ = منه قاسٍ يفتّ نفس الزاني
                ثم أنتم ستنقصون عدادا = وتصيرون نهبة للجاني
                رب أنثى منكم ستنجب يوما = منقذيكم من شر هذا الهوان
                من يخاف الأعداءُ منهم ، لهذا = حدّدوا نسلكم بكل المعاني
                شبّهوا ظلما الزواج بسجنٍ = ذهبيّ مزيّن القضبان
                حاربوا جدا الزواج بسنّ = ذات خصبٍ ، في قمة الفوران
                شهوةً، منذرين بالخطر الدا =هم فيها ، أجروا بكل لسان
                أن الانثى لم تبلغ النضج فيها = أوَ الانثى أغبى من الحيوان؟َ!
                خالفوا فطرةً، بذا طعَنوا في = حكمة الله خالق الإنسان
                ضيّعوا عمرها بدعوى الدراسا = ت، فصار الحنين للعرسان
                كاويا قلبها، فقد ضاع عمرٌ =عبثا في وساوس الشيطان
                التعديل الأخير تم بواسطة أيمن عبد العظيم; الساعة 27-07-2010, 13:46.

                تعليق

                • أيمن عبد العظيم
                  أديب وشاعر
                  • 01-08-2009
                  • 141

                  #9
                  وهمُ في وثائقٍ كُشفتْ قد= أمروا بعضهم بفرط أمان
                  لزواجٍ مبكِّرٍ إذ عسى أن = يقلبوا منه كفة الميزان!
                  قلِّدوا الغرب في الزواج! فما فيـ = ـه سخافات تلكم النسوان!
                  تأخذون الأرجاس منه ولكن = كل خير فيه بغير توان
                  فإلى العرف ترجعون إذا فيـ = ـه فسادٌ، وتلك قاصمتان
                  إنْ تُضِف بُعدكم عن الدين عرفا = فستلقى مجامع الأدران
                  قلّدوا سنة النبي، أطيعوا = زوّجوهم بأبخس الأثمان
                  ستحلون مشكلات ضخاما = نتجت عن إضاعة الشبان
                  فتأمّل بناتنا! لا حياءٌ = تتأذّى من ثوبها العريان
                  لحمها معرض كلحم الجزارا = ت يراه القاصي قُبَيْل الداني
                  لملموا ذلك القطيع الضاني = من تعدّي اللصوص والذؤبان
                  أين منهم (نُسيبةٌ)؟ واللواتي = خضن حربا، والحرب للفرسان
                  بائعاتٍ للدين كلَّ متاعٍ = عاملاتٍ لرفعة الإنسان
                  من على حضنهن قد جاء نصرٌ = برجالٍ قد أُرضعوا بلبان
                  من صدور لنسوة مؤمنات = لا دمىً في معارض الخسران
                  كيف نأتي نصراً بطفلٍ تربَّى = بلبان الدمى، ودَين الدخانيّ؟
                  نبئاني، إن كنتما تعلمان = ما دها المسلمين يا فرقدان؟
                  هم بلَيْلٍ داجٍ بهيمٍ يُغنو = ن جميعا فيه بكل لسان
                  ولقد أُركبوا على حمُر النو = م فيهذون أيما هذيان
                  (رب ليل كأنه الصبح في الحسـ = ـن وإن كان أسود الطيلسان)

                  يتبع
                  التعديل الأخير تم بواسطة أيمن عبد العظيم; الساعة 27-07-2010, 13:47.

                  تعليق

                  • أيمن عبد العظيم
                    أديب وشاعر
                    • 01-08-2009
                    • 141

                    #10
                    ليس حالُ النِّيام فينا بأسوا = حالةًً من مُفاقِ ذا اليقظان
                    فانتبه! إنّ ذا تيقَّظ، لكن = سار أيضا على خطى الشيطان
                    فجّروا الفاسقين بعد انتحارٍ = إنّ هذي شهادة الخذلان
                    خالفوا، ظلماً، الكتاب فصدّوا = عن سبيلٍ لقادرٍ رحمان
                    فتحوا ثغرةً ليفذ منها = كلُّ شرٍّ لمسلمٍ، فتّان
                    وتأمّل هذا! لحفظ حديثيـ = ـن ولكن من دون فقه المعاني
                    ظنّ في رأسه علوماً ضخاماً = وسواه جهلا له قدَمان
                    وتأمل في ذلك الشاب صلى = بعض وقتٍ في الليل كالرهبان
                    ثم لَمّا رأى الجميع نياماً = ظنّ أنّ الجميع كالشيطان
                    ليته لم يُصلّ! إذ ظنّ خِطْئاً = أنّ فيه نبيَّ هذا الزمان!

                    (يتبع)
                    التعديل الأخير تم بواسطة أيمن عبد العظيم; الساعة 27-07-2010, 13:48.

                    تعليق

                    • أيمن عبد العظيم
                      أديب وشاعر
                      • 01-08-2009
                      • 141

                      #11
                      وتأمل هذا تمطـّط َ شدقا = هُ بقول مُزيّــــنٍ رنّان
                      داعيا لليقين والصبر في العيـ = ش مع الزهد، فهو في الحرمان
                      وتأمل سيارة يمتــطيـــــها = ولها ما لــها من الأثــــــــمان
                      ثم يمضي لقصره الفخم يدعو = بطــــــــعام منــــــوع الألوان

                      ثم إني سمعتُ صوتا قويا = قد أذاني إذ فــَتّ في آذاني
                      قلتُ : ماذا؟ قالوا جماهير حزبٍ = في هتافٍ إلى الزعيم الفلاني
                      فهو في الناس ملهم ربه فضـ = ـلهُ عنهمُ بفصـــل البيان
                      فهو في الحرب لو رأيتم علمتم = أن (عَمرا) ما كان في الشجعان
                      وهو في الجود إن تروا فيقينا = (حاتمٌ) لم يكن لديه يدان
                      وهو في الحلم إن تروا فيقينا = (أحنفٌ) لم يكن من الأرزان
                      ما (إياسٌ) له ذكاءٌ إذا ما = قيس يوما بذلك العقلاني
                      كل شخص تظنه عبقريا = غيره عاطل عن الأذهان
                      فهو نور المسترشدين، ونَورٌ = قلّ أن جاء مثله في زمان
                      قلتُ : أنتم جئتم لـ (مصلحة) قد = صيّرتكم بوقا بفضل لسان
                      أم جُننتم كي تحسبوا كَوْنَ هذا = وحده حاميا حمى الأوطان؟
                      فـ (أتاتوركُ) قبلُ صوّرتموه = كملاكٍ وبعدُ كالشيطان
                      فخذوا حِذْركم، وقَرّوا ثُبوتاًُ = ربّ ذئبٍ في مسحة الرهبان
                      (يتبع)

                      تعليق

                      يعمل...
                      X