قصص وتجارب من ايام طبيب مسلم...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #16
    عمق متشبع بأحاسيس وعواطف الكاتب
    تحية للجمال والخير
    شكرا لك استاذنا الفاضل
    نتابع مذكراتك دوما ان شاء الله
    تذكرت طبيبا فلسطينيا للأطفال هنا في السعودية اسمه(محمد سرحان)
    وكأنك تتكلم عن شخصيته..كان أبا وطبيبا في آن واحد
    تحيتي ومودتي
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • وضاح محمد فؤاد
      طبيب وكاتب
      • 31-10-2009
      • 198

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة م. زياد صيدم مشاهدة المشاركة
      ** اخى الراقى د. وضاح فؤاد.......

      مزيد من التحليل للنص الراقى حول علاقة الطفل بالطبيب.. ولماذا هذا الجزع والخوف بالرغم من انه سيشفى ويعالج الطفل المريض ؟؟!! اهو نقص فى التوعية له من الاهل؟؟ ام جهل قد اطبق على الجميع قصمت..!!

      قضية رائعة جائت فى سرد بديع..

      تحايا عطرة........................

      نعم يا أخي.. لا أدري سبباً لهذا الخوف


      ربما كان سببه تنشئة الطفل على الخوف من الكبار بشكل عام...فعندنا الطفل يشعر باحتقار الكبير وتسلطه .. وربما يكون الطبيب الذي يعتبره الكبار في موقع مرتفع.. ربما يكون أكثر رهبة في عيني الطفل..

      هل ستتغير هذه النظرة؟؟؟؟ لا أدري. وهذا يعتمد على تصرفات الطبيب وعلى ثقافة المجتمع بشكل عام

      شكراً لمشاركتك الهادفة


      تعليق

      • وضاح محمد فؤاد
        طبيب وكاتب
        • 31-10-2009
        • 198

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة غسان إخلاصي مشاهدة المشاركة
        أخي الكريم د، وضاح المحترم
        مساء الخير
        إن الأحاسيس المضمخة بالنبل والسمو لا تترك دون إشادة ، وخبرات البشر في الحياة لا تأتي من فراغ أو عبث .
        ذكرياتك مؤثرة ، مشاعرك سامية ، رؤاك فاضلة ، تطلعاتك محلقة .
        لا يستطيع الإنسان العادي أن يصل للرقي السلوكي والأخلاقي بسهولة ، وخاصة الذين ينشرون المحبة والراحة لدى الذين ابتلاهم الله بالمرض .
        كثير من الأطباء أعماهم الجشع فسد آذانهم عن سماع صوت المعذبين ، وأعماهم عن رؤية العذاب بين براثن المرض .
        هات ما عندك ، فهو نفثات حارة .
        تحياتي وودي لك .
        دمت بخير .
        أخي غسان إخلاصي

        دمت بخير يا أخ...

        أكرمك الله

        ستأتي يا أخي بعض المقالات التي سأضع فيها ما رأيت من جشع بعض الأطباء وخسة نفوسهم.. وهذا للأسف أمر واقع حقيقي.. خاصة في غياب الرقابة الأخلاقية والوعي الديني وعدم جود آلية لعقوبة رادعة لا علاقة لها بالقانون الذي للأسف لا إنسانية فيه.
        ستأتي المقالات تباعاً بإذن الله..

        تعليق

        • وضاح محمد فؤاد
          طبيب وكاتب
          • 31-10-2009
          • 198

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة دكتور مشاوير مشاهدة المشاركة
          [align=center]
          استاذي دكتور وضاح.
          ما تكتبة من احاسيس صادقة ليست إلا ما يشعره الأطباء عن غيرهم من المهن الأخرى.
          اما عن حالة الخوف عند الأطفال دائما من الطبيب.
          الإرث التاريخي لخوف الأطفال من الأطباء أو لمجرد رؤيتهم إلى الرداء الطبي الإبيض مشحون بالصور والتفسيرات الشديدة الإزعاج والمثيرة للنفور والخوف لدى الطفل ومن حوله .
          ولا شك في أن بعضاً منها لا زال يقبع في عقول الأطفال في مجتمعنا ، ويتحكم في نظرتهم بخوف عند اقترابهم وتعاملهم معه .
          وإذا كنا نتوقع من تطور الثقافة الصحية أن نغير الكثير من هذه الأفكار وندعو لذلك ، إلا أن علينا أن نكون متفهمين للواقع وندرك أن موضوع خوف الأطفال بالذات قد يكون معقداً بعض الشيء يبقى فيه مجال لعدم الوضوح
          دمت بخير طبيبنا الغالي وفي انتظارك يومياتك دائما
          [/align]

          باركك الله أخي الدكتور مشاوير.
          ليتك تضع شيئا من خبرتك وتجربتك

          ربما يستطيع الطبيب أن يخلص الطفل من هذا الخوف ببعض التبسط والعفوية والمحبة واللطف.

          وتبقى نظرة الطفل الخائفة تجرح القلب بل تدميه

          شكراً لك يا أخي

          تعليق

          • وضاح محمد فؤاد
            طبيب وكاتب
            • 31-10-2009
            • 198

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
            الأستاذ د. الوضاح محمد فؤاد،

            لسلاسة قلمك جاذبية، وحكاية أحاسيس النفس فن، لا يتذوقه إلا الشعراء، ذوي الإحساس الرفيع بالخلجات النفسية، وما يوحيه إليهم خيالهم الموار، من صور تعددت مشاهدها وتداخلت مراميها.

            اقترح أستاذنا الموجي - حفظه الله- بإدراجها في قسم الخاطرة، وما هي بالخواطر؛ وإنما هي عزف على المشاعر، ودغدغة للأحاسيس، ونبش للخيال ليستفبق من سكرة لم يذق خمرها.

            عن مثل هذه المشاعر كتب أستاذ اسباعي تجاربه في ملاحظات قيمة تحت عنوان " هكذا علمتني الحياة ".

            وأقترح عليك وهذه الخواطر تعزف على العواطف لتسيل رقة وحنانا أن تجمعها تحت عنوان " فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ " الأية 50 من سورة الروم، على أن تنشرها ضمن الق. ق. جدا لتجد نقادا هوايتهم الأحاسيس والمشاعر وإرهافها.

            أخي الحبيب محمد.

            كم يسعدني تواجدك حيث أكون.. فهو يمنحني الأنس والاطمئنان... وكم أعتز بتقييمك وكلماتك.. فهي تدل على محبتك ورقة روحك...

            قرأت كتاب السباعي منذ زمن بعيد... وهو كما تفضلت من أحلى الكتب.. وأسلوب السباعي فريد مفيد لم يسبقه فيه أحد.. كم خسرنا بموت هذا الرجل.. خسرناه شاباً.. وكم هو مؤلم موت العلماء الشباب.. خسرنا بموته الكثير ما كان يقوم به من خير عميم...

            أتمنى لو تتابع معي هذه الخواطر وألاّ تتردد بوضع ملاحظاتك الغنية.. تؤنس بها قلبي وروحي..

            بارك الله بك وجزاك عني كل خير

            تعليق

            • وضاح محمد فؤاد
              طبيب وكاتب
              • 31-10-2009
              • 198

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة آمنه الياسين مشاهدة المشاركة
              الدكتور المحترم



              (( وضاح محمد ))

              لن آلومك فيما كتبت ...
              كثيراً ما مررت بنفس شعورك ...
              اتعلم استاذنا الكريم ... ان ما كتبه اعلاه له اهميه بالغه في حياتنا اليوميه
              اكثر من اى موضوع زواره 20 واكثر وقد لايساوي قيمة حرف من حروفك ... اهنىء نفسي بما قرأت واستفدت من هذه المشاركه الرائعة ككاتبها ...





              لك وافر التقدير



              ر

              ووو
              ح



              أهلاً بالأخت الفاضلة آمنة الياسين..

              لي صديق حبيب هو الدكتور ملهم الياسين كلما قرأت اسمك تذكرته.. كان معي على مقاعد الدراسة ثم سافر لألمانيا للدرس والتخصص ولم أره منذ أكثر من خمس وعشرين سنة

              وضعت موضوعي وانتظرت يوماً وبعض اليوم فلم تزد القراءات على العشر.. ولم يقرءه ولا عضو واحد .. فتوقعت أن الموضوع لا يلفت الأنظار.. أو أنني أسأت العنوان.. أو ربما لست ممن يهتم الإخوة للقراءة لهم..
              وأنا إنسان واقعي... أقبل الأمر الواقع لذلك رأيت أن حذفه قد يكون الأفضل.. لكن الأستاذ الموجي حفظه الله تدخل وقام برفع قدر الموضوع وكاتبه وزكاه للناس فدخلوه وأغنوه بما وضعوا..

              بارك الله بك..

              وأشكرك على كلماتك الطيبة المحببة


              وضاح
              التعديل الأخير تم بواسطة وضاح محمد فؤاد; الساعة 20-11-2009, 01:05.

              تعليق

              • وضاح محمد فؤاد
                طبيب وكاتب
                • 31-10-2009
                • 198

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة رحاب فارس بريك مشاهدة المشاركة
                دكتور وضاح محمد


                سنكون من المتابعين لكل ما يخطه حرفك النبيل
                ولا تطلب القهوة يا أخي ...
                فالقهوة ستكون على حسابي , لك ولكل من يزور هذا الموضوع .
                قهوة عربية أجهزها على فرن الحطب وأطحنها بنفسي والكثير
                الكثير من الهال ..
                سأعود فيما بعد لتعليق يليق
                متابعون ..............

                تقدير واحترام


                أهلاً بالأستاذة الفاضلة رحاب

                شكراً للقهوة.. وأنا من المدمنين عليها..

                أذهب لدمشق كل صيف.. أشتري عشر أكيال من القهوة مع الكثير من الهال وأحضرها معي لفرنسا... رغم أننا هنا لا نشربها إلا أنا وزوجتي في الصباح والمساء.. لكن الأكيال العشرة تنتهي قبل نهاية العام... ونجد أنفسنا نبحث عمّن يتحنن علينا بالقليل مما بقي عنده.. أو نضطر لشراء القهوة من المحلات الشرقية ولن تكون بجودة ما نحضره من دمشق...

                بانتظار التعليق..

                شكراً لك

                تقديري واحترامي..

                تعليق

                • وضاح محمد فؤاد
                  طبيب وكاتب
                  • 31-10-2009
                  • 198

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة قاسم عزيز مشاهدة المشاركة
                  الصديق الودود / د. وضاح
                  من أبكر ما قرات أدبا كانت " يوميات نائب فى الأرياف " للعملاق توفيق الحكيم , فلا تستهين أيدا بما تكتب , فهى تجارب ثمينى وغالية وانتم سيدى الكريم من القلة التى توفرت على مقدرة الحكى فى مجالك المهنى , وربما معينك الذى يتجدد بالممارسة اليومية يكون مجالا لغبطتك بها , فانا شخصيا اغبطك " أحسدك " عليها ؛ لأنك تجد فى كل يوم حكاية وقصة وفكرة تصنع منها نصا أدبيا فريدا . .
                  واصل يومياتك بهمة وأفض فى سكب مشاعرك لدى كل حالة , ولو سرقت منك فكرة لعمل سوف اعلمك وأشركك فى صنعه " ههه "
                  بالمناسبة ؛ قصتك مع هذا الطفل خامة ممتازة لعمل أدبى أعلمك من الآن بانها شغلتنى , وربما تجدها فى ملتقى القصة القصيرة غدا أو بعد عام .
                  تقبل تحياتى ورجائى بالمواصلة .
                  أهلاً بالصديق الحبيب قاسم عزيز..

                  شكراً لقرن اسمي مع عملاق الأدب بلا منازع توفيق الحكيم..

                  قرأت كتابه في بدايات شبابي كأنت. كما قرأت حكايات طبيب لنجيب الكيلاني.. وربما تكون هذه الكتب القيمة سبباً لدفعي لتقليدها مع فارق المكانة والمقدرة والأدب لمن يكتب وما كتب..

                  أسعدتني بأن ما قرأته هنا سيدفعك لتطويره بأقاصيص.. وهذا شرف لي وسعادة كبيرة وأنا أنتظر مشاركاتك بشغف وسرور..

                  بارك الله بك

                  تعليق

                  • وضاح محمد فؤاد
                    طبيب وكاتب
                    • 31-10-2009
                    • 198

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                    عمق متشبع بأحاسيس وعواطف الكاتب
                    تحية للجمال والخير
                    شكرا لك استاذنا الفاضل
                    نتابع مذكراتك دوما ان شاء الله
                    تذكرت طبيبا فلسطينيا للأطفال هنا في السعودية اسمه(محمد سرحان)
                    وكأنك تتكلم عن شخصيته..كان أبا وطبيبا في آن واحد
                    تحيتي ومودتي

                    تحية لك يا أختي الفاضلة مها راجح ولكلماتك الفاضلة..

                    ما أجمل أن يتذكر الناس الخير إذا قرؤوا ما كتبت..

                    محبتي ومودتي للطبيب الأخ الكريم محمد سرحان وأتشرف بتشبيهي به.. وأتمنى أن أكون كما تتفضلين.. أخاً وأباً وصديقاً قبل أن أكون طبيباً..

                    سأضع اليوم إن شاء الله مقالة لي كتبتها منذ عوام عن تجربة فريدة لطيفة.. لم تتكرر للأسف منذ ذلك اليوم..

                    بارك الله بكم

                    تعليق

                    • وضاح محمد فؤاد
                      طبيب وكاتب
                      • 31-10-2009
                      • 198

                      #25

                      ماذا؟؟؟؟
                      مريضة من مواليد 1907؟؟؟؟ من الذي أرسلها لي في العيادة؟؟
                      نظرت لي السكرتيرة باستغراب!!! إنه مأوى العجزة يا دكتور... يقولون أنها مصابة بقصور كلوي...

                      أربكني هذا الموعد... رأيت العديد من المسنين منذ وصولي لفرنسا ، حتى أن بعضهم قد تجاوز المئة من السنين ، لكنهم كانوا يأتون للقسم والاستشفاء وليس العيادة..

                      فُتح الباب وولجت منه سيدة صغيرة الجسد نحيلة تسير بهدوء وعلى رأسها قبعة في منتهى الأناقة ، لا تكاد تتكئ على عكازها ، رداء نظيف ونظرة ثابتة

                      -صباح الخير يا دكتور

                      -صباح الخير يا سيدتي، أنت السيدة كامو؟
                      -نعم يا دكتور...

                      تفضلي بالجلوس..

                      جلست السيدة كامو.. وكانت جلستي معها من أمتع ساعات عمري، فأنا أعشق الحديث مع المسنين واستخراج كنوز المعرفة والتجارب عندهم... كيف بسيدة عاشت الحرب العالمية الأولى وتذكر تفاصيلها ، متزنة واعية هادئة ذكية، عمرها قد تجاوز الخامسة والتسعين .

                      تكلمنا عن التاريخ والحرب والمجتمع والشرق الأوسط، فتحت عينيها باستنكار وقالت بلهجة حازمة هادئة: أتتصور يا دكتور... هذه الدولة العنصرية إسرائيل... وكيف يساعدها الأمريكان والأوروبيون.. وفلسطين وكيف يعيش أهلها في الويلات والشدة..
                      شعرت أنني تلميذ مبتدئ يجلس بين يدي استاذه.. بل أمام التاريخ والانسانية.. نسيت أنني الطبيب وأن السيدة كامو أتت لتراجعني..

                      عيادتي مع السيدة كامو استمرت أكثر من ساعة.. وأسفت على انتهائها،

                      أنا يا دكتور وُلدت في هذه المدينة وغادرتها وأنا شابة.. وأعود إليها الآن بعد أربعين سنة ، أتدري لماذا؟؟؟ لأن كل أصدقاء طفولتي وشبابي كانوا فيها.. ولأنهم ماتوا ودُفنوا في مقبرتها.. وأريد أن أموت في مدينتي وأن أدفن بجانبهم..

                      داريت عبرة انفلتت من مقلتي... أين أنا من مسقط رأسي دمشق وأين جسدي من ترابها..

                      مدام كامو... ستعودين بعد شهرين مع نتائج الفحوص التي وصفتها لك..

                      كنت أنتظر موعد السيدة كامو... كطفل ينتظر الفسحة.. أجلس معها لتحدثني عن آخر الأخبار.. عن عقلية الفرنسيين وعيوبهم، عن نظرتهم للإسلام والعرب وأسباب تدهورها... أنا يا دكتور مؤمنة بالله... الله الواحد... لا أؤمن بهذا الثالوث الغريب..
                      لم أجرؤ على عرض الإسلام عليها صراحة فهذا ممنوع أثناء العمل واكتفيت بالحوار وشرح العقيدة عند المسلمين وكأنني أناقش أمراً عاما معها..

                      السيدة كامو، هل كانت المراجعات ضرورية؟؟ ربما لو كان مريضا غيرها لأطلت الأمد بين المراجعات قليلا...

                      موعدها الآخير... قارب عمرها المئة... لم تحضر السيدة كامو...
                      نظرت لعقرب الدقائق.. وشعرت بالقلق يتسلل لنفسي..

                      لا... لا... إنها بصحة جيدة.. لا بد أن شيئاً أخرها..

                      أرجوك يا فرانسواز أن تتصلي بمأوى العجزة... تأخرت السيدة كامو... لمست السكرتيرة أزرار الهاتف... سألت عنها...

                      لن تحضر السيدة كامو يا دكتور...

                      وجدوها على كرسيها وفي يدها كتاب وأعينها مغمضة..

                      ماتت السيدة كامو..

                      تعليق

                      • اسماعيل الناطور
                        مفكر اجتماعي
                        • 23-12-2008
                        • 7689

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة وضاح محمد فؤاد مشاهدة المشاركة
                        موضوع جديد أكتبه كما قلت لكم لأضع فيه خواطر وذكريات... قصص وحكايات....

                        أنقل لكم بعض المشاعر التي اختلجت في نفسي و بعض الصور التي سمعت فيها نبضات قلبي أو التي ذرف لها دمعي

                        أو قصص أخرى جعلتني أبتسم وأفرح وأرى الدنيا كلها خير وكلها أمل وكلها حياة..

                        قصص ومواقف... طرائف ... ربما مآسٍ وربما مفاجآت...
                        قصص حصلت معي منذ ذلك اليوم الذي أحمد الله عليه رغم أنني أتردد بوصفه...
                        هل كان يوماً مشؤوماً أم سعيداً؟؟؟؟
                        ذلك اليوم من شهر أيلول سنة 1979 عندما توجهت لمبنى كلية الطب لأول مرة في حياتي وعمري لم يبلغ بعد السابعة عشر... ولم أكن أدري وأنا لازلت في أواخر سني المراهقة أنني أخط مستقبلاً وأكتب لنفسي مصيراً قد قدّره الله عليّ...


                        هي بعض مما رأيت... أحببت أن أشرككم فيه.. لتروا ما رأيت وتعيشوا شيئاً مما عشت ثم لتحكموا بأنفسكم ، هل تحسدون الطبيب على حياته ومهنته أم تحمدون الله أن عافاكم ....
                        الأخ وضاح
                        موضوعك جديد بالنسبة لي
                        ويثير إهتمامي
                        فالتجارب الإنسانية
                        هي ما نحتاج
                        سأتابعك

                        تعليق

                        • شذى عيسى
                          عضو الملتقى
                          • 09-01-2009
                          • 52

                          #27
                          الطبيب الكريم وضاح
                          وفقك المولى لطاعته

                          جذبني العنوان مع انني من المقلين في قراءة الموضوعات على المنتدى لانني اجد صعوبة لاقتطاع وقت للقراءة

                          والحق ما ان بدات اقرا حتى اندمجت مع النص لانه حاكى الواقع ...
                          فانا طالبة في السنة الخامسة في كلية الطب ...
                          وحاليا نداوم في قسم الاطفال ...

                          و كنت متشوقة جدا للدوام في قسم الاطفال لاني انوي ان اتخصص في طب الاطفال ...

                          حاولت هذا الاسبوع ان اخذ القصة المرضية واقوم بالفحص السريري لاح
                          ى الحالات
                          ولانني في كل مرة تكون حالتي طفل عمره شهر او شهرين استبشرت هذه المرة لان الطفلة عمرها سبع سنوات وقلت ساتمكن من فحصها ...
                          لكن وحين كنت اتحدث الى جدتها والتي الحت بالسؤال عن يوم الخروج اذ ان الطبيب اخبرها انها بحاجة الى اسبوع ، ثم حاولت بعدها ان اتحدث الى الطفلة واذ بها تبدء بالبكاء ، ولم تبقى ام في الغرفة الا تدخلت لتراضيها ، شعرت وقتها بالم شديد ، وان محاولتي كانت فاشلة واضطررت لترك الغرفة ، لكنني قررت في اليوم التالي ان اربح الجولة ، وحاولت ان اتودد للطفلة حتى صارت تمازحني وتلاعبني ثم تمكنت من فحصها بسلام والاجمل ان الطبيب قرر ان تخرج اليوم من المشفى وزال كابوس البقاء المشفى عنها ....

                          ام عن ماسي الاطفال ، فلازالت تارقني صورة ذاك الطفل ذو العينان الزرقاوتان الجميلتان والذي جاءت به امه تشكو من انه مصاب في الاسهال ..
                          ولكن من خلال الفحص السريري تبين ان لديه( ميرمير ) واحتاج لعمل ايكو
                          وكانت النتيجة وجود تبديل في مواضع شراين القلب (الاورطى والشريان الرؤي ) مع وجود ثقب بين البطينين ، وانه سيحتاج لعملية جراحية ...

                          و لن انسى منظر الام الصامتة المستغربة ، والتي جاءت بمشكلة عارضة لتكتشف ... امرا اخر ، وتدخل في سلسلة من دخول المشافي و هم العمليات الجراحية ...


                          اطفال تمرح وتلعب وتبتسم او تصرخ وتبكي ولكل منهم حكاية ...

                          بارك الله فيك واعانك على طاعته
                          [SIZE="3"][URL="http://www.rajyataljannah.blogspot.com/"]يشرفني زيارتكم مدونتي المتواضعة... راجية الجنة[/URL][/SIZE]

                          تعليق

                          • وضاح محمد فؤاد
                            طبيب وكاتب
                            • 31-10-2009
                            • 198

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
                            الأخ وضاح
                            موضوعك جديد بالنسبة لي
                            ويثير إهتمامي
                            فالتجارب الإنسانية
                            هي ما نحتاج
                            سأتابعك
                            شكراً لك يا أخي

                            أتمنى لو تضع ما يمر بخاطرك من أفكار ومشاعر عند قراءتك مقالاتي

                            تعليق

                            • وضاح محمد فؤاد
                              طبيب وكاتب
                              • 31-10-2009
                              • 198

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة شذى عيسى مشاهدة المشاركة
                              الطبيب الكريم وضاح
                              وفقك المولى لطاعته

                              جذبني العنوان مع انني من المقلين في قراءة الموضوعات على المنتدى لانني اجد صعوبة لاقتطاع وقت للقراءة

                              والحق ما ان بدات اقرا حتى اندمجت مع النص لانه حاكى الواقع ...
                              فانا طالبة في السنة الخامسة في كلية الطب ...
                              وحاليا نداوم في قسم الاطفال ...

                              و كنت متشوقة جدا للدوام في قسم الاطفال لاني انوي ان اتخصص في طب الاطفال ...

                              حاولت هذا الاسبوع ان اخذ القصة المرضية واقوم بالفحص السريري لاح
                              ى الحالات
                              ولانني في كل مرة تكون حالتي طفل عمره شهر او شهرين استبشرت هذه المرة لان الطفلة عمرها سبع سنوات وقلت ساتمكن من فحصها ...
                              لكن وحين كنت اتحدث الى جدتها والتي الحت بالسؤال عن يوم الخروج اذ ان الطبيب اخبرها انها بحاجة الى اسبوع ، ثم حاولت بعدها ان اتحدث الى الطفلة واذ بها تبدء بالبكاء ، ولم تبقى ام في الغرفة الا تدخلت لتراضيها ، شعرت وقتها بالم شديد ، وان محاولتي كانت فاشلة واضطررت لترك الغرفة ، لكنني قررت في اليوم التالي ان اربح الجولة ، وحاولت ان اتودد للطفلة حتى صارت تمازحني وتلاعبني ثم تمكنت من فحصها بسلام والاجمل ان الطبيب قرر ان تخرج اليوم من المشفى وزال كابوس البقاء المشفى عنها ....

                              ام عن ماسي الاطفال ، فلازالت تارقني صورة ذاك الطفل ذو العينان الزرقاوتان الجميلتان والذي جاءت به امه تشكو من انه مصاب في الاسهال ..
                              ولكن من خلال الفحص السريري تبين ان لديه( ميرمير ) واحتاج لعمل ايكو
                              وكانت النتيجة وجود تبديل في مواضع شراين القلب (الاورطى والشريان الرؤي ) مع وجود ثقب بين البطينين ، وانه سيحتاج لعملية جراحية ...

                              و لن انسى منظر الام الصامتة المستغربة ، والتي جاءت بمشكلة عارضة لتكتشف ... امرا اخر ، وتدخل في سلسلة من دخول المشافي و هم العمليات الجراحية ...


                              اطفال تمرح وتلعب وتبتسم او تصرخ وتبكي ولكل منهم حكاية ...

                              بارك الله فيك واعانك على طاعته
                              أهلاً بك يا ابنتي الفاضلة

                              سأضع بضع مقالات عن ذكرياتي في كلية الطب بإذن الله

                              تعليق

                              • وضاح محمد فؤاد
                                طبيب وكاتب
                                • 31-10-2009
                                • 198

                                #30
                                هذه من أوائل القصص التي كتبت.. ربما منذ ستة أعوام

                                هي قصة واقعية حصلت مع أحد الأطباء...


                                السيدة مادلين سيدة مسنة ..جاوزت الخامسة والسبعين ..دوماً مبتسمة.. متفائلة رغم تعب الأيام وحصاد السنين..هي سيدة قوية كما يقولون عنها..كيف لا وقد ربت أولادها الثلاثة وحدها..فقد هرب زوجها مع امرأة أخرى منذ خمسين عاما.. .لا أسف عليه فقد كان سكيرا بشع الطبع.... وهذا حال أغلب الناس في هذا البلد الأوروبي..سريعاً ما ينهار الزواج لأتفه الأسباب. . .

                                هي قوية حقًا..فقد غادر أولادها الثلاثة المنزل منذ سنوات..وهي تتابع عيشها بنفس الوتيرة...في بيتها الكبير...وقد اعتادت على هذا..

                                (هذا ثمن الحضارة )..قالت في نفسها وهي تعود لمنزلها بعد زيارتها المعتادة للمركز الطبي...( العلاج عندنا مجاني...نحن قوم متحضرون..)..
                                ولكن زفرة طويلة أفلتت منها رغماً عنها..فهي تعرف أنها لن تشفى أبداً..أخبرها الطبيب بذلك.. .
                                ستكون محتاجة طوال حياتها لتلك الجلسات العلاجية...ثلاث مرات في الأسبوع ، ومنذ تلك اللحظة تحس أنها أمضت عمرها غافلة عن شيء ما .. .

                                وصلت سيارة الأجرة للبيت.. نامت السيدة مادلين كعادتها لتمضي أيامها القادمة في أعمالها الروتينية. ..تقرأ الجرائد على مقعدها الكبير.. تأكل في مواعيد منتظمة..تتكلم بالهاتف ثلاث مرات : مع أختها..مع ابنتها ومع صديقتها جولييت..تأتي المساعِدة الصحية لترتب لها أغراضها ..
                                ويمر اليوم ثم اليوم..والبيت الكبير مظلم رغم نوافذه...والهواء خانق خانق... ...



                                (صباح الخير يا دكتور)..
                                (صباح الخير يا سيدة مادلين...نتائج الفحوص المخبرية مطمئنة..الجلسات تقوم بعملها)..
                                (شكرا يا دكتور)..الدكتور عبد الله هذا الأجنبي..أتى من بلد فقير..يقولون أنه من أصل عربي.. لكن له هيبة في القلوب و وجه منير.. النور . ..النور....
                                ( لاتتكلمي مع الدكتور يا سيدة مادلين.. هو لا يكلم أحداً فهو صائم ..يقول أننا في رمضان..) قالت الممرضة ذلك بخبث. .وابتسم الدكتور دون أن ينظر للممرضة لأنه يعرف استفزازات الناس للمسلمين في هذا البلد.. ويعرف تحرشات الممرضات. .فيجب أن لا يدع الممرضة تتمادى...فهو يحتاط لكل شيء..
                                (نعم يا فرانسواز..أنا صائم..وأحترم تعاليم ديني في رمضان وغيره كما تعرفين..)

                                مرت في خاطر السيدة مادلين صورة قديمة عندما سمعت كلمة دين..
                                كانت في العاشرة من عمرها..ذهبت بها أمها للكنيسة كالعادة... وتكلم الكاهن كلاماً غير مفهوم كالعادة. .عند الخروج رآها الكاهن فناداها:الصغيرة مادلين.. خذي هذه الورقة..أعطاها ورقة رسم عليها شيطان يهاجم إنسانا... قال لها هذا الشيطان يهاجم الرب..
                                ابتسمت السيدة مادلين عندما تذكرت هذه الكلمات.. أي سخف. .. أي رب هذا...منذ ذلك اليوم قررت الفراق بينها وبين الدين..لن تعترف برب بعدها..

                                هذا الدكتور المتخلف يتكلم عن الدين..ما حاجتنا للدين..
                                (أنا أمضيت عمري أعمل الخير مع الناس.... الضعفاء.. والأطفال.. والآن وأنا على مشارف الموت.....)
                                توقف كل شيء عندما ذكرت الموت...الموت .. وماذا بعد الموت.. .
                                (هل كل ما عملته من خير في حياتي دون مقابل...عنايتي بأطفال المدرسة...دفاعي عن العمال الأجانب... تبرعي بالأموال لكل محتاج.... والكلب الصغير التائه الذي كاد يموت جوعا...أخذته وأطعمته...هل كل هذا دون معنى.....)

                                ولمعت في ذهنها فكرة.. (لماذا لا أتسلى وأرى ما هذا الإسلام)...
                                (قبل أن تذهب يا دكتور...هل عندك شيء عن الإسلام).. (نعم يا سيدتي ..عندي ترجمة القرآن..سأحضره لك..اقرئيه وأعيديه لي فهو النسخة الوحيدة المترجمة عندي)...

                                مضت أيام والسيدة مادلين تقرأ هذا الكتاب العجيب. .بسم الله الرحمن الرحيم...هي أيضا رحيمة..وتحب من يرحم..
                                الحمد لله رب العالمين...مالك يوم الدين.... يوم الحساب. ... إذن ما نفعله له معنى.. له نتيجة..الله لا إله إلا هو الحي القيوم....خالق.. حي.. قوي... الله نور السماوات والأرض...نور ..نور...وأضاء في قلبها مصباح صغير خافت.. ..

                                (أتستطيع أن تزورني في بيتي يا دكتور فقد نسيت أن أحضر لك الكتاب وأتمنى أن تمر لأخذه هناك...) تردد الطبيب فهذا طلب غير عادي من امرأة مسنة.. ..(حسنا يا سيدة مادلين لكني سأحضر معي زوجتي وهي مسلمة محجبة...أرجو أن لا يزعجك ذلك )...

                                (على العكس أبداً ..أبداً..)

                                كان يشعر أنها ستتكلم عن الإسلام..فالمصحف عندها منذ مدة وهي امرأة خاصة..قوية الشخصية..تعرف ما تريد..
                                (يا ترى ماذا ستقول..وكيف سأرد عليها....)



                                جلس الطبيب وزوجته أمام المرأة المسنة المبتسمة...

                                ما هو دينك يا دكتورفالكتاب كبير وأريد أن أعرف منك الخلاصة .. .

                                هو الإسلام يا سيدتي ..نؤمن برب واحد خالق عادل قوي كريم رحيم...أرسل محمداً الصادق الأمين لينشر نور الإسلام في الدنيا..

                                (وهل هو للعرب فقط يا دكتور). .(أبداً يا سيدة مادلين..الله خلق الكون كله ..ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى..)
                                وماذا يحصل لمن يدخل فيه مسناً. .) . .(يغفر الله له كل ما مضى..يعود كمن ولدته أمه..فالإسلام يجب ما قبله..) وبدأ القلب يخفق بشدة في صدر الطبيب وزوجته...

                                (وكل ما عملته في حياتي يا دكتور..أقصد ما يخالف دينكم...



                                (اسمعي يا سيدتي ..التائب المؤمن له جائزة خاصة..وهي أن الله يبدل سيئاته حسنات ..ستصبح كل أعمالك قبل الاسلام كنزا إضافيا لك..)

                                (وبعدها يا دكتور... بعد الموت... ) . .(الجنة يا سيدتي... ندعو الله أن نكون جميعا من أهلها..).. ..

                                (كيف أدخل في دينكم يا بني..)..... ...(تقولين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله...)...

                                (أشهد.....أن...ل...ا..إله ...إلا. .. الله .. وأن . ..... مهمد... لا لا ممممحححمممدا...... رسول الله ....)

                                ابتسمت السيدة مادلين. .....البيت أصبج مضيئا. ....النور في كل مكان . ..والمصباح يتوهج في قلبها. ...هو مصباح قديم جديد..... وضعه الله في قلوب كل الناس ...ولكنها أوقدته بعد سنين وسنين لأن فيها خيراً لا يضيع أبداً..وأحست أن الهواء نقي نظيف... وأن كل ما حولها يردد معها كلمات الشهادة.. .المنزل... السماء ... الطير ..... الشجر ... ونظرت إلى الدكتور وزوجته فرأت على وجه كل منهما دمعتين تسيلان ببطء..

                                تعليق

                                يعمل...
                                X