حين تختزلك اللغة ..... كيمياء التحول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
    الصعلوك




    حين تختزلك اللغة ...... كيمياء التحول


    أتجلى متخفيا....
    أدخل من نافذتي إلى نافذتي
    كنت أراها ....
    تلك الأرواح التي ارتجفت في الخارج
    لم تكن بسبب الريح المنتشية
    أو بسبب العالم الذي يرهبها...
    بل بسبب الخواء هنا .......
    في داخل لوحتي
    حيث لا أحد ....
    فرشاة تلقي بجحيمها
    على طرف لون مريض
    اللوحة تعانق الخواء ، فتختزل اللغة رحابة الكون ، و اتساع أفق اللون فى الفرشاة ، تصير كيمياء ، تتخفى خلفها كطائر خف وزنه ، و عبر فى اللاحدود ، يبتغى فى اللون الحبيس اليتيم المعنى أبجدية تعاقر جحيمية الفرشاة
    رتوش و بعض دمعات .. وبحث عن طريق أقل مرضا !!
    فقط ...
    كان هواء اللغة
    يحاول الاختناق برئتي كي تنطلق
    و المطر ينهمر بعقلي
    ليملأ كأسي الأخيرة

    و كل ما فى الأمر ، أن هذه الزوبعة الغافية كانت حالة امن اختنق الرئة باللغة
    لتنطلق ، تخرج من واحدية اللون
    إلى بهاء الإقامة و التشظى
    فعقلى يمتلىء بمطر مسكر
    هذه اللحظة ، و لا استجابة .. ليس إلا .......

    كنت أعلم ....
    أن اسمي هو الذي يقتلني
    هو الذي يجعلني وحيدا

    أى هذا الخارج من بين الركام
    الخاسر فى جحيم اللون
    ما كان اسمك حدك الفاصل
    بين الواحدية و القتل
    أبدا .. و إن كان الأمر هنا غير هذا
    إنه الوجد يحترق بما يتطاير فى العقل
    و يأبى الرواح أو انهمار

    كنت أقول لنفسي
    لا خوف هنا ......
    إن قرص الموت حلمك
    لأني مت سلفا
    وها أنا أترك نفسي لنفسي
    أتركها لتسقط في الموت
    متخفية مني
    تسقط في تحولات بورخيس*
    تودِعُ المعنى في زجاجة القلق
    وترقص مع شبق يحيل
    الفراغ إلى الفراغ

    ياله هذا الموت المتربص دوما .. لم الخوف إذن .. و قد مت سلفا
    و هنا يبدو الانشطار واضحا بين نفس ونفس .. هى روح الشاعرة بين الخفاء ، و الاستلاب ، أم تسقط فى تحولات بورخيس .. فى المعنى ، و اللا معنى .. التوجه أو ..... القيمة .ز أين تكون ؟ فى اللوحة .. أم فى معناها
    فلتودع المعنى فى زجاجات القلق ، و ليكن الرقص هو مخلصك من براثن أوهامك ليصبح الفراغ مأهولا !!

    ولأني لم أكن مأخوذا
    برغبة العودة إلى نفسي
    كنت أترنح في اللامسمى
    آتيه بكل غيابي

    و كأن هذا الانشطار ، كان اراديا ،
    ومطلبا ، و لم يكن يشكل شيئا مرهقا
    فانا غير مهتمة بالعودة
    لتظل حالة التمزق بين نفس ونفس
    فليكن الترنح أروع ، حيث الغياب توهة كبرى
    وعالم فى اللاجاذبية

    فحين تختزلك اللغة
    في اسم يبددك....
    وينقلب عليك....
    تحاول أن تخرج من مسماك اللعين
    لكنه يظل جالسا في المعنى
    في مساحات الرعبِ
    يتربص بكَ
    خلف زجاج التفاصيل الجائعة

    يالهول الصورة هنا ، و قسوتها ، ووجعها
    حين تختزلنا اللغة فى مسمى ، و معنى
    فلا نكاد نرى أو نرى من نحن .. شديدة القتامة
    نراها كثيرا فى عالمنا المريض
    الغبى
    تحاول الخروج .. و لكن هيهات .. أصبح الامور عصية
    حد الاخفاق
    فى زجاج التفاصيل الجائعة

    ينظر إليك وأنت تعوي
    في داخلك
    ينظر إليك وأنت تعيد للموت
    روحه مرغما
    لتغرق في قاع اللامعقول
    واسمك يظل ضاحكا

    قسوة أشد و أنكى
    و محاولات مجهضة بلا معنى ،
    تخلف الموت .. ليعود متبرعما فيك
    و لكن هنا لمست من فرط القسوة و الألم هزلية الموقف ببراعة تحسد عليها الكاتبة
    الله يا نجلاء
    الله

    اسمك هو الذي يقتلك....
    يزرع نوافذ قلبك في كل زاوية
    مظلمة تقابل الجدار


    حثيثا ....
    لتحاولَ أن لا تفضح نفسك ...
    أوتستنساخها
    ودعك .....
    لا تتحرك ....
    لترقد العناكب على صدرك
    ودعك .....
    اترك اسمك للموت...
    فهو الذي يفهمه جيدا
    هو الذي يلتقطه بملقط الظلام
    وحاول أن تمسك نفسك المعلقة
    لتتأرجح معها
    وتسقط في أرض لا تسميك....

    ياربى .. ماهذا الجموح نجلاء .. هذا الاعتصار حد الجفاف و الموت
    فى هذه اللوحة المشنوقة الدماء ؟!

    تنزه مع ظلك الأبيض
    هذا الظل الذي لا اسم له
    فحين تكون مجهولا
    يصعب اصطيادك
    يصعب جمع بقاياك المتشظية

    و القفة كانت الأروع .. و كانت امتدادا و تقريرا جنايزيا
    لاستحالة الخروج من الحالة !!

    الله نجلاء .. أكانت هذه الروعة هنا ، و أنا لا أدرى بها ؟
    أكل هذا الاعتصار .. و بورخيس .. الذى سلك فى مسمى الأشياء
    بلا توقف ، فاصبح علما يشار له .. و علامة مميزة بدت من همجية
    الأرض , قبل هوميروس ، حرا .. لا تقيده الأشباح و المسافات !!

    خالص تقديرى نجلاء


    *"لا شيء يضيع، لا شيء يزيد، كل شيء يتحوّل"،

    كيمياء الكتب .... خورخي لويس بورخيس
    الله نجلاء .. أكانت هذه الروعة هنا ، و أنا لا أدرى بها ؟
    أكل هذا الاعتصار .. و بورخيس .. الذى سلك فى مسمى الأشياء
    بلا توقف ، فاصبح علما يشار له .. و علامة مميزة بدت من همجية
    الأرض , قبل هوميروس ، حرا .. لا تقيده الأشباح و المسافات !!

    خالص تقديرى نجلاء
    sigpic

    تعليق

    • أحمد النوباني
      أديب وكاتب
      • 26-08-2008
      • 527

      #17



      تنزه مع ظلك الأبيض
      هذا الظل الذي لا اسم له

      فحين تكون مجهولا
      يصعب اصطيادك
      يصعب جمع بقاياك المتشظية


      أخت نجلاء ...

      نص يأتي بالعوالم القديمة ... يخرج من بين رماد النار

      كثلج بارد

      تحيتي


      [flash=http://marinamool.com/pic/up/27272685020100501.swf]WIDTH=270 HEIGHT=270[/flash]

      تعليق

      • قاسم بركات
        أديب وكاتب
        • 31-08-2009
        • 707

        #18
        نقتحم أنفسنا ونسافر إلى الفراغ قد نعرف شيئا ونجهل أشياءا ولكنه يبقى السفر يغرد فينا ويبقى السؤال يغمرني حيث أرى اسمي معلقا أمامي ولا اعرفه وارى نفسي مكبا على نفسي دون أن أجيد قراءة مرآتي هناك الموت هنا الموت يسافر داخلي بومضة عود ثقاب هنا يختزلني الموت فلا اعرف أأنا أمام أم خلف أبواب السماء (نجلاء يغريني حديث الذات)
        قاسم بركات

        تعليق

        • شكري بوترعة
          أديب وشاعر <> مستسار ملتقى قصيدة النثر
          • 19-11-2007
          • 329

          #19
          الروح بأسرها تقف أمامنا شاحبة عبر عملية واعية لرموزها .. هنا ينشأ التوتر الدائم بين الذات و العالم و بين الفعل و الموت ..... هنا يكون المعنى الانقطاعي داخل المعنى الهادئ و المعلوم
          شكرا نجلاء على هذا التحليق الشعري .......
          محبتي
          لا أملك شئ و لا أنتظر شئ

          تعليق

          • طارق الايهمي
            أديب وكاتب
            • 04-09-2008
            • 3182

            #20
            لا أدري
            ربما كنت هنا
            وإن رحلت ..!
            لا يعني إني سارحل
            هل جاءت بي الصدفة ...؟
            أم جاء بي الجمال
            ركنٌ في زوايا الذات
            قد احتوى بقايا آلام جرح تمرد
            وجدت بين سطورك
            شيء يؤرقني
            فبت ساهد الليل
            أتسكع على أرصفة الحروف
            أبحث عن أبجدية أمسي
            لاكتني حداثة الزمن
            ويح الليل لِما لا يرحل
            بت أتشظى
            كما هي تشظية الحروف


            الأستاذة نجلاء المحترمة
            كنت هنا أتبختر على ساحل رائعتك
            فتعثرت حروف الكلم بوسائد الجمال
            أرق تحية وفائق التقدير



            ربما تجمعنا أقدارنا

            تعليق

            • أحمد عبد الشكور الطويل
              أبو مـؤنس
              • 17-11-2009
              • 16

              #21
              مرغمة أنتِ علي الروعة .. ممتلئة كبلادي الحبيبة .. كيمياء التحول (هاجس المخيلة)

              أبدعتِ ..
              بصدق أراني بقمة فرحي وأنا بينكم ..

              أخوكِ .. فلسطيني مغترب

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #22
                حين تختزلنى اللغة أود لو أحرقت العالم
                لو أزلت كل قمامته ،
                كل دعاة المرض و الخوف و الوثنية
                كل من تجرأ و اختزل رجلا بسيطا فى لقب أو لفظ !!


                تحيتى
                sigpic

                تعليق

                • الدكتور حسام الدين خلاصي
                  أديب وكاتب
                  • 07-09-2008
                  • 4423

                  #23
                  سأعود مساء الخير
                  عندي دهشة



                  كيف فاتني هذا القطار
                  [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

                  تعليق

                  • نجلاء الرسول
                    أديب وكاتب
                    • 27-02-2009
                    • 7272

                    #24
                    الله نجلاء .. أكانت هذه الروعة هنا ، و أنا لا أدرى بها ؟
                    أكل هذا الاعتصار .. و بورخيس .. الذى سلك فى مسمى الأشياء
                    بلا توقف ، فاصبح علما يشار له .. و علامة مميزة بدت من همجية
                    الأرض , قبل هوميروس ، حرا .. لا تقيده الأشباح و المسافات !!

                    خالص تقديرى نجلاء


                    أستاذي ومعلمي سيد ربيع
                    هذه اللحظات التي تقتلنا تكاد من فرحها أن
                    تعيدنا من جديد وتستنسخنا لتنال شرف القتل مجددا

                    شكرا لبهاء حضورك أستاذي وقراءتك التي أعتز بها
                    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                    على الجهات التي عضها الملح
                    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                    شكري بوترعة

                    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                    بصوت المبدعة سليمى السرايري

                    تعليق

                    • نجلاء الرسول
                      أديب وكاتب
                      • 27-02-2009
                      • 7272

                      #25
                      أستاذ أحمد النوابي
                      دوما لحضورك وتشرفك نصوصي بهجة الشعر
                      فشكرا لك
                      نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                      مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                      أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                      على الجهات التي عضها الملح
                      لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                      وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                      شكري بوترعة

                      [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                      بصوت المبدعة سليمى السرايري

                      تعليق

                      • نجلاء الرسول
                        أديب وكاتب
                        • 27-02-2009
                        • 7272

                        #26
                        سيد قاسم هناك موت يجاور وموت داخلي وموت ينتظرنا فأيهم سنختار !
                        شكرا لك ولتقديرك النص أخي الشاعر الكريم
                        نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                        مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                        أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                        على الجهات التي عضها الملح
                        لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                        وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                        شكري بوترعة

                        [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                        بصوت المبدعة سليمى السرايري

                        تعليق

                        • نجلاء الرسول
                          أديب وكاتب
                          • 27-02-2009
                          • 7272

                          #27
                          هو توحد الحب يميت كل لحظة

                          شكري
                          نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                          مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                          أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                          على الجهات التي عضها الملح
                          لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                          وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                          شكري بوترعة

                          [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                          بصوت المبدعة سليمى السرايري

                          تعليق

                          • وفاء الدوسري
                            عضو الملتقى
                            • 04-09-2008
                            • 6136

                            #28
                            القديرة/نجلاء
                            نقاوم دائما جمال الوهم لنعانق جمال الحقيقة..
                            في عودة البعد القريب خلف سفر مفقود الحكاية..
                            تقديري,,,
                            التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 24-11-2009, 01:49.

                            تعليق

                            • ميساء عباس
                              رئيس ملتقى القصة
                              • 21-09-2009
                              • 4186

                              #29
                              حين تختزلك اللغة ...... كيمياء التحول



                              أتجلى متخفيا....
                              أدخل من نافذتي إلى نافذتي
                              كنت أراها ....
                              تلك الأرواح التي ارتجفت في الخارج
                              لم تكن بسبب الريح المنتشية
                              أو بسبب العالم الذي كان يرهبها...
                              بل بسبب الخواء هنا .......
                              في داخل لوحتي
                              حيث لا أحد ....
                              فرشاة تلقي بجحيمها
                              على طرف لون مريض


                              فقط ...
                              كان هواء اللغة
                              يحاول الاختناق برئتي كي تنطلق
                              و المطر ينهمر بعقلي
                              ليملأ كأسي الأخير


                              كنت أعلم ....
                              أن اسمي هو الذي يقتلني
                              هو الذي يجعلني وحيدا


                              كنت أقول لنفسي
                              لا خوف هنا ......
                              إن قرص الموت حلمكِ
                              لأني مت سلفا
                              وها أنا أترك نفسي لنفسي
                              أتركها لتسقط في الموت
                              متخفية مني

                              نجلائي الحبيبة
                              الموت ..عند الشاعر المتمكن ..حياة
                              صدقيني شعرت بقمة الحياة في تفاصيل الموت الجائعة
                              في قصيدتك
                              رائعة يانجلاء
                              أنساااااااانة شااااااااعرة
                              كانت لوحتك جمالا بلون الخريف العريق
                              محبتي دااائما
                              ميساء
                              مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                              https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                              تعليق

                              • الزهراني
                                عضو الملتقى
                                • 24-11-2009
                                • 71

                                #30
                                يالها من لغـــــة

                                حروف تلامس فلسفه الخيال......
                                تنجلي في اعماقها مساحات
                                ..... من حرف ....

                                تنم عن عبقرية الصانع.....

                                الحرف حياة اشبعها الضمأ.....

                                لا تبحث في الوجوه عن شبع....


                                ..... من حرف....


                                لا يسعني الا أن اشكر الاخت نجلاء لان الثناء لا يفيها حقها

                                نص عميق ومتقن وفلسفي يجعل التفكير يصارع نفسه ليفكها نحو مفردات اللغة للجميع
                                التعديل الأخير تم بواسطة الزهراني; الساعة 24-11-2009, 02:27.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X