السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألأستاذ الكريم محمد برجيس جزاك الله كل خير على هذا العمل الطيب و القيم وما أحوجنا الى هكذا وعي و الى هكذا أعمال
وفقت و بوركت إن شاء الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و هو سلاح يستعمله ضد الفرد أو المجتمع على السواء استعماله ضد الفرد يكون بالتشكيك في عقائده و إيمانه باستعمال ثقافة الفرد نفسه في إضلاله و انحرافه بعيدا عن المنهج و هو يتمتع بقدر كبير من الثقافات و التي يعرفها و يتعلمها كل البشر و يختار السلاح المناسب حسب ثقافة من يريد غوايته و ضلاله و على صعيد الفرد يبدأ بإحكام قبضته على فكر و معتقد الفرد و يزين له الأفكار التي تنادي بالكفر و الإلحاد تحت مسميات مختلفة كحرية الرأي و حرية التعبير و يدخله في أتون الصراعات الثقافية بينه و بين أقرانه و زملائه و يبدأ بإشغاله بالمصطلحات التي تتنافى مع معتقداته و ثوابته و ما تم خلقه من أجله فنجد من يتبنى فكرة فصل الدين عن المجتمع و فصل الدين عن السياسة و فصل الدين عن الحكم و المبررات جاهزة و ردود الفعل تم إعداده سلفا باعتبار أن الدين يعيق حركة العقل و يضيق حلبة التفكير ناهيك عن أن الدين يقتل ما يسمى بالإبداع فنرى الشاعر يمعن و يسترسل في وصف و تعرية جسم المرأة بدعوى أنها خواطر و شعر و إحساس و مشاعر و ما إلى ذلك من المصطلحات التي يضحك بها إبليس على فريسته فيزين له الفكرة تلو الأخرى حتى لا يرى حرجا في التفوه بكلمات الفسق و الفجور علانية سواء قولا أو كتابة تحت مسميات عدة . و معتقدات مختلفة كالانطلاق الفكري و وهج المشاعر و يبدأ الشاعر في الهذيان بالمفردات الفاسقة و العبارات المثيرة مخاطبا شهوة الإنسان و نزواته تحت مسمى الشعر أو الغزل و ما هو في الحقيقة إلا كلام فاسق سيحاسب عليه . إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ( ق : 17،18) كذلك نرى تناول الفرد لكتب و مقالات و مجلات مليئة بالقبح و الفسق و النهل منها و الإعجاب بها تحت مسمى الثقافة و يقض الساعات و الأيام في قراءة ما لا ينفعه و يهدر وقته و ماله في شراء تلك الكتب و المجلات بدعوى الإطلاع و التثقيف و ما هي في حقيقة الأمر الا سلاح من أسلحة إبليس ليضل به الخلق عن قضاء وقتهم مع الخالق و التقرب إليه و كذلك تضييع وقتهم الذي سيحاسبون عليه و في أي شيء استثمروا أوقات عمرهم و مدة تواجدهم على الأرض . حتى يصرفهم عن الهدف الحقيقي من خلقهم و استخلافهم في الأرض . وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ( الذاريات : 56) و بذلك يكون قد وضع يده على بداية الطريق في و ضع الفرد أمام ثقافات كثيرة تبعده كثيرا عن الثقافة التي يجب أن يطلع عليها و تكون كفيله بأن تأخذه بعيدا عن كل طريق يقربه لله . و يتنقل من كتاب لكتاب و من أراء إلى أراء فكما أن هناك شهوة للطعام و للجنس و لباقي الملذات كذلك هناك شهوة للثقافات التي تتنافى مع تعاليم الأديان و الكتب السماوية فنجد من الناس من هم أشد حبا لتلك الثقافات الإلحادية بتزيين من إبليس لها في فكرهم و حياتهم لما فيها من جرأة في التعامل مع الله . و ليس أدل على ذلك من تأثر بعض مفكرينا و مثقفينا بثقافات بعض الشعوب الأخرى و التي تتنافى مع أسس و أصول الدين كتحرر المرأة و إلباس الباطل ثوب الحق في مسألة تحرير المرأة و كأنها كانت في سجن و سيتم تحريرها . ثم يأتي التحرير بمظاهره التي تبارز الله علانية كخروج المرأة عارية في كامل زينتها بما يستلزم تحرير المرأة من حرية في اختيار طريقة تعاطي المرأة مع المجتمع و ظهورها كشريك بناء في المجتمع . و كذلك المناداة بأنها نصف المجتمع على أساس بيولوجي باعتبار أن المجتمع نوعين فقط ذكر و أنثى و بالتالي فكلاهما يشكل منفردا نصف المجتمع . و لو كان الأمر كذلك لقلنا أن الماء نصف الأرض باعتبار أن الأرض قسمين يابس و ماء و كلاهما يشكل منفردا نصف الأرض . إنه تلفيق و تزوير ما بعده تزوير في ثوابت الكون . و ترويج لثقافات بإيعاز من إبليس لتدمير المجتمع . و الفسوق عن المنهج الذي رسمه الله لخلقه و الخلط بين ما هو موجود من حقائق كونية ثابتة أرسى الله دعائمها يوم خلق السموات و الأرض . و بعد أن تختمر تلك الثقافات جيدا في عقل المثقف أو الفريسة يبدأ إبليس في نشرها من فرد إلى آخر و تشيع في المجتمع كله فنرى كتب الفسق و مجلات الفجور يتم بيعها على الأرصفة و في المكتبات دون أدنى تعليق من المجتمع أو أي ردة فعل أو غيره تجاه دين الله و تعاليمه . وذلك لأن لبنات المجتمع الأساسية و المتمثلة في الفرد أصبحت مسخ بملامح إنسان يستسيغ الحرام و يرحب بكل إلحاد و شرك دون الانتباه أن ذلك مخالف لمراد الله في الخلق . كذلك ثقافة التحرر من كل ما هو قديم بدعوى الحداثة و ضرورة تجديد و تطوير الفكر فنرى الثورة على كل ما هو قديم سواء كان حقيقيا أو غير ذلك فالثورة على الموروث عموما أصبحت ثقافة خاصة و لها روادها و المؤمنين بها
و كذلك التشكيك في كل الثوابت و الرموز و الدعوة إلى إعادة النظر في الكتب السماوية و الأحاديث النبوية و ضرورة مراجعة تعاليم الديانات السماوية و أخذ ما يتناسب منها مع مقتضيات عصرنا و ترك كل ما لا يتفق مع مدنيتنا الحديثة و علومنا المستجدة فنرى ثورة الأبناء على الآباء و ثورة المثقفين على الموروث الديني و التنقيب فيه لإثبات عدم جدواه و خطأ الإيمان به . و كذلك الحملة الكبيرة على الصحابة و التابعين و تمتد إلى الرسل و الأنبياء و اتهامهم بالخطأ يتبع
العزيز والصديق الكريم الأستاذ محمد برجيس أعجبني طرحك وأسلوبك سينهزم إبليسٍ هذا مهما طوّر نفسه ولسوف يجني الفشل الذريع ويجر أذيال الخيبة طالما بقي في هذه الحياة من أمثالك الذين جنّدوا كتاباتهم وأقلامهم لمحاربة الخبث وأهله دمت عزيزًا راقيًا ودام عليك كرمك وإبداعك تقديري ومحبتي ركاد أبو الحسن
تعليق