قصص قصيرة جداً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المشاركة الأصلية بواسطة د/ أحمد الليثي مشاهدة المشاركة
    أَظْهَرَتِ التَّحْقِيقَاتُ بَرَاءَةَ الرَّئِيسِ مِنْ تُهْمَتَيِّ سَرِقَةِ الشَّعْبِ، وَتَزْوِيرِ الانْتِخَابَاتِ؛
    فَحَكَمَتِ الْمَحْكَمَةُ بِبَرَائَتِهِ،
    وَسَجْنِ الشَّعْبِ
    لِمُدَّةِ رِئَاسَةٍ أُخْرَى.
    ربما الشيء الوحيد الذي بات ينافس الكرسي بقوة هو : الهامش
    الهامش يلغي التماس حين يكون على مقاس كرسي ورئاسة

    ثم
    هفوة سقطت منك هنا:
    بِبَرَائَتِهِ، ؟
    تحيتي وتقديري دكتور أحمد

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    قتلوا القتيلَ، وساروا في جنازتِه.
    وبعد أنْ دفنوه بأيديهم تحت مترينِ من الخراسانة، زارتْ شرطةُ الفجرِ شقيقَه، وهم يصيحون: ابن الفاعلة، ابن الفاعلة.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    أَظْهَرَتِ التَّحْقِيقَاتُ بَرَاءَةَ الرَّئِيسِ مِنْ تُهْمَتَيِّ سَرِقَةِ الشَّعْبِ، وَتَزْوِيرِ الانْتِخَابَاتِ؛
    فَحَكَمَتِ الْمَحْكَمَةُ بِبَرَائَتِهِ،
    وَسَجْنِ الشَّعْبِ
    لِمُدَّةِ رِئَاسَةٍ أُخْرَى.

    اترك تعليق:


  • سحر الخطيب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة د/ أحمد الليثي مشاهدة المشاركة
    خَرَجَ يَهْتِفُ بِسُقُوطِ كُلِّ شَيْءٍ ... سَقَطَ كُلُّ شَيْءٍ.


    وَعِنْدَمَا حَانَ وَقْتُ الْبِنَاءِ وَجَدَ أَنَّهُ لاَ يُتْقِنُ شَيْئًا سُوَى الْهُتَاف.
    جميلة دكتور الليثي
    كان عليه قبل أن يهتف يتعلم كيفية البناء
    يبدوا اننا ا زلنا نعزف بلا أوتار وإلا لكنا وصلنا منذ زمن
    ومضة في صميم الواقع

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    خَرَجَ يَهْتِفُ بِسُقُوطِ كُلِّ شَيْءٍ ... سَقَطَ كُلُّ شَيْءٍ.
    وَعِنْدَمَا حَانَ وَقْتُ الْبِنَاءِ وَجَدَ أَنَّهُ لاَ يُتْقِنُ شَيْئًا سُوَى الْهُتَاف.

    اترك تعليق:


  • هديل اليوسفي
    رد


    بسم الله الرحمن الرحيم

    جميل أن أتعقّبَ هذا الأثر ..
    بعض النقاشات مكتظّة بالفائدة على قلّتها

    د/ أحمد الليثي تحيّة و تقدير
    سأقتفي وهج هذا الإسم أنّا حلّ

    غاليتي الأستاذة آسية رحاحلية
    تحيّة إعجاب و محبّة لشخصكم و قلمكم الجميلين
    هناكَ أسماءٌ تفرض الحظر على الذّائقة .. بالأمس تركتُ الرّحال على ضفاف " أيّامي العجاف " و لا أدري متى سأتابع مسيري

    فخورةٌ لتواجدي بينكم

    تقديري

    اترك تعليق:


  • آسيا رحاحليه
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد خير الحلبي مشاهدة المشاركة
    ثمة طريفة لابد من العودة اليها ..وهي أن الأديبة أسيا وجدت في كتاب عتيق لاأسم لمؤلفه وعليه مزق من ورق ..ما معناه أن(ورود) جمع وردة...ولم يحدث أن ذكرها سوى هذا الكتاب أحد..
    عجبا..!!!!!
    الشاعر الرقيق محمد خير الحلبي..
    يسعدني أنّك وجدتَ في كلامي طرفة..أليس جميلا أن نجعل الآخرين يبتسمون..؟
    لم أقل أنّه لم يحدث أن ذكرها سوى هذا الكتاب..
    و لا يأخذك العجب..
    ذلك الكتاب العتيق هو أحد كنوزي التي لا أستغني عنها..
    أما الآن فقد عدتُ إلى قواميسي اللّماعة الأغلفة الحديثة و إليك ما وجدت ُ:
    - في معجم للدكتور .: جوزيف إلياس
    -معجم مدرسي./ المجاني المصوّر /
    -دار المجاني.
    -طبعة ثانية سنة 2000
    -بيروت..لبنان.
    -صفحة رقم884
    ما يلي :
    ال ورْد ...(واحدته وردة جمع وِرادٌ و وُرودٌ ...نبات شائك يزرع الخ..الخ )
    ربما لو سمح لي الوقت سوف أعود إلى قواميسي الأخرى..و صدّقني سعيدة جدا أن إستفزّيتني هذا الصباح فرُحت أفتح أبواب مكتبتي بحثا عنهم..
    تعلّمتُ الآن أن وِراد أيضا جمع ورد..كنت أجهل ذلك قبل الآن.
    شكرا لك.
    تحيّتي و..صباحك..ورْد . وُرود..
    التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 19-03-2010, 05:44.

    اترك تعليق:


  • محمد خير الحلبي
    رد
    ثمة طريفة لابد من العودة اليها ..وهي أن الأديبة أسيا وجدت في كتاب عتيق لاأسم لمؤلفه وعليه مزق من ورق ..ما معناه أن(ورود) جمع وردة...ولم يحدث أن ذكرها سوى هذا الكتاب أحد..
    عجبا..!!!!!

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    الحقيقة دكتورة رزان أن هناك عدة مستويات للنظر في أي عمل أدبي. واقتصار فهم القارئ على تفسير معين قد يسوغه السرد ليس أمرًا محبذًا وخاصة حين تسمح اللغة والسياقات بتفسيرات أخرى كلها مقبولة، ولو بدرجات متفاوتة. فلعل كل تلك التفسيرات قصد إليها الكاتب. ولا أدِّعي أني مدرك لأبعاد جميع التأويلات النصية؛ لأن كل قارئ يفهم النص بطريقته، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض طرق الفهم قد تخطئ، ولا تجد دعمًا لها من اللغة أو السياق أو حتى المنطق أحيانًا.
    وإذا أخذنا في الحسبان الجملة موضع السؤال فأنا قد تعمدت في الصياغة عدداً من الأشياء منها طريقة التكفين بحيث لا يقتصر الفهم على أن الميت مسلم مثلاً. فالعادة عند غير المسلمين أن الموتى يكفنون في ملابسهم. وفي كلامنا العادي نستخدم كلمة "ثوب" بمعناها الواسع فهي تعني الملبس بوجه عام، وفي أمور دفن الموتى يكفَّن الميت في ثلاثة أثواب، وهنا فكلمة ثوب لا تعني الملابس العادية. وقد قصدت إلى سعة المعنى في السرد بإضافة النساج وإتقانه للصنعة وأن عمله يدوي، على الرغم من وجود إمكانية التوسع في المعنى في تلك الجملة.
    وينطبق مثل هذا على الخاتمة فما يبقى للميت بعد موته هو ذكر الناس له بالخير، ودعاؤهم له، وعلم ينفع الناس، وصدقة جارية. فإن حدث العكس كان ذلك وبالاً على الميت. وأدنى هذه الأمور هو حسن الذكر. وهذا الميت لم يبق له مجرد حسن الذكر، بل بقي له العكس. هذا جانب. جانب آخر هو أن الثعالب والكلاب قد تكون رموزاً لأنواع من البشر، وقد تكون هي الحيوانات بذاتها، بمعنى أن الشرس من الحيوانات (الثعالب) والمستأنس منها (الكلاب) -وهي ترى ما لا نرى- لم ترع حرمة الأموات، بل نال الميت منهم أقذر ما يقدمونه. وكذلك فالكلاب منها الوفي ومنها غير ذلك، ولكنها جميعاً تتفق في نجاسة أصيلة. وهذا كله يدور في حين أن تدابير كثيرة قد اتخذها دافنوه حتى يكون ميتهم محفوظًا في بيئة يبدو في مظهرها أنها للتكريم. والناظر لا يعرف ما يحدث تحت الأرض، فقد تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة، ولا يمثل القبر المرمري أو النعش الأبنوسي بمزلاجه الذهبي أو الكفن الثمين أي فرق في مصير الميت عند لقاء بارئه.
    والسرد الموجز يحاول أن يحشد أكبر قدر من الصور والمعاني في ألفاظ قليلة ليسمح لخيال القارئ بالسباحة والسياحة دون قيود تُقصر المعنى على شيء بذاته، وهو حين يحدث يكون مقصودًا لخدمة غرض آخر في القصَّ.

    دمتِ في طاعة الله.

    اترك تعليق:


  • رزان محمد
    رد
    [align=right]
    السلام عليكم،

    الدكتور الفاضل أحمد ، أما وقد وُضعت قصتكم هذه تحت الميكروسكوب لتحليلها، فإني أنتهز الفرصة كذلك مع الأخوة الذين سبقوني، وقد أُشبعتْ تحليلًا من ناحية الصياغة، فأود أن أقول رأيي-كقارئة- في الخاتمة، أو ربما ما أحسسته حين قراءتي لها وطبعا نحن ندرك التوقيت الذي نشرت به القصة فقد

    فاجأتني الـ chute بالنهاية قليلًا، وأقصد فاجأتني كفكرة، وظيفة ( السقطة)في القصة مفاجأة القارئ نعم، ولكن كنت أنتظر أنها ستكون مثلًا متعلقة بروائح نتنة منبعثة من القبر ..إلخ أي أن البشاعة من داخل الميت ، لا" بالت على قبره الثعالب.."وهنا أظن المقصود سيرته بعد مماته. فماذا يهمنا من كلام الناس أحيانًا، على أهميته، وبخاصة أنه قد أفضى إلى ربه؟ فهل المراد كان أن هيبته قد زالت من القلوب بكل بساطة؟

    أم أن ما تفضلت به من خاتمة كان مقصودًا لإعطاء القصة بعدًا عاماً لا يتربط بحدث معين من جهة، ولعدم اعطائها صبغة دينية من جهة أخرى.

    أرجو أن تتقبل وجهة نظري دكتور، مع تقديري دائمًا.
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 15-03-2010, 00:14.

    اترك تعليق:


  • آسيا رحاحليه
    رد
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    واسمحي لي بالقول إن استشهادك "نحن نقول : إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف بيوت الناس بالحجارة / لا نقول..إذا كانت جدران بيتك من زجاج" تعوزه الدقة؛ لأن المقصود من القول هو البيت بكامله، أي بأعمدته وجدرانه وأساسه ... إلخ. فإذا ألقى الناس عليه الحجارة تهدم كله، وليس جزءًا منه. أما إذا كانت الجدران فقط من زجاج، ذهب المعنى إلى التخصيص بسبب التصريح بالجزء.

    أجل و لكننا حين نسمع المثل أو نطلقه لا نفكّر في أرضية البيت مثلا كيف يمكن أن تكون هي أيضا من زجاج ..هذا ما قصدته حين ذكرت حضرتك أمر أرضية القبر.
    ومن هنا فحين لا يكون القارئ (وأظن المقصود بعض القراء وليس جميعهم) مشغولاً بتفاصيل كذا وكذا، فإن الكاتب هو الذي ينبغي أن يكون منشغلاً بتلك التفاصيل إن رأى أنها تخدم غرضه.
    طبعا المقصود بعض القراء فهناك القارئ العادي و القارئ الذواقة و القارئ الناقد و غيرهم..
    فإن الكاتب هو الذي ينبغي أن يكون منشغلاً بتلك التفاصيل إن رأى أنها تخدم غرضه.
    أوافقك الرأي تماما هنا غير أنّ الكاتب لا يستطيع أن يعرف إذا كانت هذه التفاصيل مهمة عند أغلب القراء..أو أن هذا الغرض الذي رأى أنها تخدمه سيوافق قبولا عندهم جميعا..
    على أيّ حال..سعدت بتعقيبك سيدي..
    بارك الله فيك..وشكرا لك.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    وهذه الجملة "لأنّ القارئ -عموما-حين يقرأ عبارة قبر من مرمر لا يكون فكره مشغولا بتفاصيل القبر من جدران و سقف و أرضية ويتساءل يا ترى من أين سوف تدخل الحشرات ..و..و .. إنّما ..يهمّه أنّ القبر- على غير عادة القبور الأخرى- هو من مرمر.."
    فيها نقطة أخرى مهمة، وهي أن الكاتب لا يشغل نفسه كثيراً بما يفكر فيه القارئ لأنه في الأغلب لا يعلمه إلا حين يستقبل القارئ كتابته ويعلق عليها مثلاً، أما قبل ذلك فهو منشغل أكثر بفكرته والتعبير عنها واختيار أفضل طريقة لذلك. ومن هنا فحين لا يكون القارئ (وأظن المقصود بعض القراء وليس جميعهم) مشغولاً بتفاصيل كذا وكذا، فإن الكاتب هو الذي ينبغي أن يكون منشغلاً بتلك التفاصيل إن رأى أنها تخدم غرضه. وهذا فرق كبير ينبغي الانتباه له. فإذا شُغِل الكاتب عن أدق التفاصيل فالأغلب أنه لن يتمرس في صنعته، ولن يتميز فيها. بل هو حين يقرر التخلي عن تفصيل معين إنما يفعل ذلك عن وعي به، وليس عن سهو عنه. وهذا هو ما يفرق بين كاتب وآخر. ولا يتضح هذا إلا عند التحليل والتشريح.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    الأخت الفاضلة الأستاذة آسيا
    شكر الله مرورك وتعليقك.
    وأرى في تعليقك نقطة مهمة هي في صميم ما تناولتُه في تعليقي أعلاه على مداخلة أخينا الفاضل الأستاذ الحلبي، وهي تلك المتعلقة بفهم القارئ للنص من جهة، وما يقصده الكاتب من جهة أخرى. فما كتبته بيدي لم يكن يتعلق في أصل فكرته بدفن مسلم، ولذلك فإن كلمة ثوب فقط لا تفي بالغرض الذي قصدته. أما كلمة "تفرقوا" فإن كلمة "انصرفوا" حضرتني وقت الكتابة، ولكني عدلت عنها لأن القيام بفعل إهالة التراب بعد الدفن يتضمن أنه لم يبق شيء يفعلوه للميت بعد ذلك. وتأتي عبارة "لم يلبث" لتخبرنا بمرور فترة زمنية قصيرة جدًا. ومن هنا فإهالة التراب واللبث اليسير تغني عن "انصرفوا" أو تفرقوا، ومن هنا عدلت عنها.
    أما "الواوات" فكما أسلفت لها غرضها في اللغة ومنها انضمام الأفعال والتحامها بعضها ببعض، وليس على سبيل الانفصال أو التفريق أو التراخي. وهو غرض بلاغي، إن لم يتضح في ذهن القارئ من الناحية اللغوية فهذا لا يمكن لي أفعل له شيئًا. ويكفي في هذا المقام حديث أبي أمامة الذي اقتبست منه عبارتين أعلاه. وجاء فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    سبحان الله عدد ما خلق، وسبحان الله ملء ما خلق، وسبحان الله عدد ما في السماوات وما في الأرض، وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه وسبحان الله ملء ما أحصى كتابه، وسبحان الله عدد كل شيء، وسبحان الله ملء كل شيء" وجاء مثله في الحمد لله، في الحديث نفسه. وهنا تتضح الفائدة العظيمة من استخدام الواو، من إضافة كل عبارة ذكر إلى الأخرى على سبيل الانضمام وليس الانفصال. وهذا هو الغرض ذاته الذي قصدتُ إليه في سردي المتواضع. ومن ناحية أخرى فعدم وجود "الواو" في إعادة طرحك للسرد أعلاه قبل "لم يلبث" هو في الحقيقة خطأ لا مسوِّغ له. فحين تكون هناك حاجة وضرورة لوسيلة ربط بين أجزاء الكلام يصبح عدم وجودها نقص لا يمكن تبريره؛ لأن اللغة تدحضه. فالغرض من الروابط (حروف العطف وأشباهها) هو "ربط" الكلام حين توجد الحاجة لذلك. وبدونها يصبح الكلام منقطعاً، فينتفي الغرض من الخطاب.

    واسمحي لي بالقول إن استشهادك "نحن نقول : إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف بيوت الناس بالحجارة / لا نقول..إذا كانت جدران بيتك من زجاج" تعوزه الدقة؛ لأن المقصود من القول هو البيت بكامله، أي بأعمدته وجدرانه وأساسه ... إلخ. فإذا ألقى الناس عليه الحجارة تهدم كله، وليس جزءًا منه. أما إذا كانت الجدران فقط من زجاج، ذهب المعنى إلى التخصيص بسبب التصريح بالجزء. فتكون الجدران من الزجاج، ويكون الراجح أن الأعمدة والأساس من غير الزجاج. وحين يلقيه الناس بالحجارة لا تتهدم من البيت سوى الجدران، ويبقى الهيكل بأعمدته، والبيت بأساسه فيمكن إعادة بناء جدرانه ثانية إذ لم يتضرر سواها. وهذا المعنى الأخير غير مقصود في المثل. وكذا القبر، لا يكون من المرمر إلا إذا كانت القبور تُحفَر في قلب جبل من المرمر. وهذا غير صحيح. والحقيقة إني أردت معنى آخر أيضًا وهو عدم الكمال الإنساني حتى في أرقى صناعة. كأن يبني المرء بيتاً ويكلفه الملايين، ثم يترك فيه قدر قلامة ظفر دون طلاء مثلاً. وهذه المعاني والأفكار التي تتولد في ذهن الكاتب ليست كلها انفعالية، وإنما حين تنتقل الفكرة إلى منطقة الوعي الكامل بها تصبح المسألة هي مسألة اختيار للألفاظ وللقوالب اللغوية التي تعبر عن المعنى الدقيق في وعي الكاتب، أي مسألة نحو وصياغة. أما حين يكون التعبير نتيجة تولد المعنى في اللاوعي يصبح النقاش حولها غير ذي جدوى؛ لأن الكاتب نفسه لن يتمكن من الدفاع عن قالب فكرته. وما لا يمكننا إدراك كنهه بحيث نستطيع تكوين صورة ذهنية له يصعب التحدث عنه.

    دمتِ في طاعة الله.

    اترك تعليق:


  • آسيا رحاحليه
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد خير الحلبي مشاهدة المشاركة
    بما أن الأخت أسيا تتفق مع الدكتور أحمد في مسألة سلامة اللغة مع التكثيف والإيجاز
    فلاباس بان تخبرني هنا من من القاموسيين جمع وردعلى (ورود)...ثم لاباس أيضا بأن تبين لي عمليات التكثيف في هذا النص والإيجاز أيضا..
    (كَفَّنُوهُ فِي أَغْلَى ثَوْبٍ صَنَعَتْهُ يَدُ نَسَّاجٍ مُتْقِنٍ، وَعَطَّرُوا جُثَّتَهُ بِأَثْمَنَ أَنْوَاعِ الطِّيبِ، وَوَضَعُوهُ فِي نَعْشٍ مِنَ الأَبَنُوسِ، وَمِزْلاجُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، طُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ، وَأَنْزَلُوهُ فِي قِبْرٍ جُدْرَانُهُ مِنَ الْمَرْمَرِ، وَنَثَرُوا مِنْ حَوْلِهِ الْوُرُودَ. ثُمَّ هَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ. وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَتْ عَلَى قَبْرِهِ الثَّعَالِبُ وَالْكِلاَبُ.))

    ترى لو حذفنا مالوِّن بالأحمر..هل يحدث شطط أم يدخل الأمر مدخل الثكثيف، ثم ما الفائدة المرجوة من تكرار الواوات هنا
    مع جميل تحيتي ..

    أخي الشاعر القديرالرقيق محمد خير الحلبي..
    لستُ في قامة الدكتور اللّيثي و لا أجاريه تمكّنا من اللغة و مفرداتها ودلالاتها و لكن اسمح لي أن أوضّح ما يلي :
    -وُرود هو جمع ورْد كما أشار إلى ذلك الدكتور أحمد ..( أما وَرَدَ - يردُ -وَروُداَ و ليس وُروُدا )
    وجدتُ هذا مؤكّدا في قاموس في مكتبتي تآكل غلافه من فرط القِدم فلا أدري من مؤلّفه .
    - لازلت عند رأيي في أمر سلامة اللّغة و الإيجاز في كتابة الق-ق-ج .
    -أنا قرأتُ نص الدكتور و أوّل انطباع تملّكني هو اختلاف نصّه هذا عن نصوصه السابقة التي قرأتها له .
    فعلا ..وجدتُ فيه بعض الإسهاب..و تكرار الواو..
    الدكتور الفاضل شرح وجهة نظره و أوضح لنا قيمة كل مفردة جاءت في النص..و أنا أعتقد أنّه في الق ق ج كل كلمة لها وزنها بحيث لو حذفناها إختلّ البناء كلّه..لذا أنا أرى أنّ في النص حشوا كان يمكن الإستغناء عنه..
    مثلا ..
    في أمر الذهب..فقولنا مزلاج من ذهب كاف لإبراز المعنى دون إضافة ' الخالص '..ذهب 24 أو ذهب 18هذا غير مهم لكون النعش و مزلاجه أصلا لا يكونان من ذهب( على الأقل عندنا نحن المسلمون )..
    و لأن إذا كان النعش من أبنوس فلا غرابة أن يكون المزلاج من ذهب..خالص أو ردئ..لا يهم..'ذهب' تفي بالمعنى..
    مثل آخر..
    قبرٌ من مرمر أو قبرٌ جدرانه من مرمر..لفظة قبر من مرمر - في رأيي- موحية و وافية دون إضافة ' جدرانه '
    لماذا ؟
    لأنّ القارئ -عموما-حين يقرأ عبارة قبر من مرمر لا يكون فكره مشغولا بتفاصيل القبر من جدران و سقف و أرضية ويتساءل يا ترى من أين سوف تدخل الحشرات ..و..و
    إنّما ..يهمّه أنّ القبر- على غير عادة القبور الأخرى- هو من مرمر..
    نحن نقول : إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف بيوت الناس بالحجارة / لا نقول..إذا كانت جدران بيتك من زجاج..
    أخي محمد ..
    الدكتور الفاضل هو صاحب النص و صاحب الفكرة..
    و لو كنت أنا ( أعوذ بالله من أنا و من الأنانية )
    أقول لو..مع إحترامي الكبير للدكتور أحمد..
    كنت كتبته بهذه الصيغة :
    (( عَطَّرُوا جُثَّتَهُ .. كَفَّنُوهُ فِي أَغْلَى ثَوْبٍ ..وضَعُوهُ فِي نَعْشٍ مِنَ الأَبَنُوسِ، مِزْلاجُهُ مِنَ ذَّهَبِ و طُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ، أَنْزَلُوهُ فِي قِبْرٍ مِنَ الْمَرْمَرِ، وَنَثَرُوا مِنْ حَوْلِهِ الْوُرُودَ.
    هَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ و تفرّقوا.
    لَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَتْ عَلَى قَبْرِهِ الثَّعَالِبُ وَالْكِلاَبُ.))

    و بما أنّه لست أنا كاتبة النص فللدكتور الفاضل كل الحرية في ترك نصّه على حاله..
    المهم هنا هو هذا التحاورالراقي و النقاش الجميل مع أعزّائي الأدباء.
    تحيّتي و احترامي.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد خير الحلبي مشاهدة المشاركة
    شكرا لهذا الايضاح عزيزي أحمد
    لكن الحق في أن ((ورود))فعل ..أصله (ورد) ( يرد) ( ورودا)...وليس في العربية ما جمعته هنا وفي الأقل أرجوك لوكان ما يتقدم هنا له أصل أو جذر أو شاهد في التراث ..أرجوك إدراجه دفعا لنشر معلومة غير دقيقة..
    ثم ما أفصحتم عنه في التالي بخصوص الايجاز والتكثيف ..قرّب من باب وأبعد من ألف باب ..بخصوص ما ورد في قصتكم ...فالذي لونته بالأحمر زائد ولا يضيف للمعنى سوى زيادات ((الق - ق- ج) لاتحتمله..
    دام الود..وجزيتم خيرا..
    أخي الفاضل الأستاذ محمد خير الحلبي
    شكر الله مرورك وتعليقك.
    يوجد بالفعل في الموقع هنا نقاش في قسم العربية يناقش مسألة الجمع، وما هو على وزن فَعْل ويجمع على فُعول، مثل قبر ونجم وعقل ... إلخ، وهذه كلها مفرد. وهناك إشارة لطيفة لاسم الجنس (ورد) وجمعه، فلعلك أخي الكريم تعود إلى ذاك النقاش فلعل فيه جلاء بعض الأمر. فإن وُجد دليل على عدم صحتها غيرتُها إن شاء الله. والله عز وجل يقول "وفوق كل ذي علم عليم". فأسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا.
    أما "ورود" مصدر الفعل "وَرَدَ" فلا علاقة له بالنقاش. ومن ثم انقطع القول به. والقارئ يدرك هذا من أول وهلة.

    أما قولكم عن التكثيف والإيجاز إنه "قرّب من باب وأبعد من ألف باب"، فلعل هذا صحيح، ولعله غير ذلك. والسبب -كما أراه- هو عدم وجود رؤية واضحة يمكن للمرء الاعتماد عليها عند كُتَّاب القصة القصيرة جدًا. وكما أسلفتُ فالمسألة اجتهادية، بل وفي الكثير منها بصراحة شديدة "اعتباطية". ولعل هذا من سمات كل جديد حين يبغي المرء له تأصيلاً وتقعيدًا. فمفهوم القصة القصيرة جدًا يتفاوت بين كاتب وآخر. فقد رأينا من يقولون بأن أدناها كلمة واحدة -وهو أقل الكلام المفهوم- وتصل إلى 20 صفحة عند بعض الناس. وترانا كلما بعدنا عن الإيجاز كلما ضاعت صفة من صفات القصة القصيرة جدًا. إذ تضيع كلمة جدًا، ثم كلمة قصيرة. ولا يتبقى سوى كلمة "قصة".
    وفي قولكم عن الملون بالأحمر في مداخلتكم من أنه "زياداتٌ ((الق - ق- ج) لاتحتمله" يعني أن لديكم -أخي الكريم- معايير يُحتَكم إليها، ولكن هذا يتعارض مع الواقع فيما يبدو لي -ولعل مخطئ- لأن المعايير لم يُتَّفَق عليها في أي مرحلة من مراحل القصة القصيرة جدًا حتى هذه اللحظة. وما يتبقى لي شخصيًا كلغوي هو أن أحتكم إلى المعايير اللغوية والأدبية التي رَسَخَتْ قواعدُها في تعرُّف الإسهاب حين أراه، والإيجاز حين أراه، والبلاغة حين أراها، والتكثيف في المعنى حين أراه، وغير ذلك مما نعلمه جميعًا من دروس الفصاحة والبلاغة والنحو وغيرها، وللعرب والعربية فيه شأو بعيد. فالرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا أنه أوتيَ جوامع الكلم، وهو التعبير عن المعنى الكبير باللفظ القليل، وهذا باب في اللغة يمكن التيقن منه. ولكن التعليق بزيادات لا تحتملها القصة القصيرة جدًا هو من حيث المبدأ قول "قد" يصيب في وجود معايير واضحة، ولكنه لا يصيب على عدة مستويات أدناها حين يسمح حجم القصة القصيرة جدًا بما رأيتموه على أنه زيادات، وكان بالفعل قولاً مقصوداً من المؤلف. بالطبع هذا ما لم يكن الكلام مخالفًا للتقاليد والأعراف اللغوية الصحيحة.

    والحقيقة إني أفرِّق كثيرًا بين ما تقتضيه اللغة من حيث المعنى والاستعمال الصحيح، وبين ما تسوِّغ اللغة والاستعمال الصحيح حذفَه دون إضرار بالمعنى. فالنص -في الترجمة مثلاً- له صفة القدسية، بمعنى أنه لا يمكن للمترجم تغييره. ولكن عند الترجمة نجد المترجم يستعمل أدوات لغوية قد تكون في كثير منها مخالفة لأدوات النص الأصلي (المَصْدَر)، ونجده يقرر ما إذا كان في النص ما يمكن التغاضي عنه بالكلية عند الترجمة لأن حذفه ساعتها لا يؤثر في المعنى والتعبير عنه باللغة المنقول إليها (الهدف). ويعني هذا إنه لما كان لدى المترجم أدوات معرفية تمكنه من ذلك، فإن هذه الأدوات المعرفية متوفرة أصلاً ويتعلمها المرء في المدارس والجامعات ومن أهل الاختصاص والخبراء والعلماء، ولها شواهد في كل لغة وثقافة. ويوجب هذا توافرها ابتداءً عند الحكم على النصوص بغض النظر عن الترجمة. ومن هنا فحين يكون هناك لفظ "عمديّ" له غرض يخدمه في السرد مثلاً، تجده يفرض نفسه لوجود معنى مبنيِّ فيه، ولا تصلح الفكرة -في ذهن المؤلف ولا في "الواقع" المجازي الذي ينقله- بدونه. وقد تكون تلك الفكرة وذاك المعنى مخالفيْن لفهم القارئ أو توقعاته سلبًا أو إيجابًا. ولكن النقطة الفاصلة هي أن ما يعبر عنه الكاتب بوعي تام، وكان في بؤرة فكره عند الكتابة هو ما لا يمكن الاستغناء عنه. ولكن تأتي المشكلة حين تضعف الأدواتُ التعبيرية عند الكاتب -وخاصة كُتَّاب الإنترنت، أو كُتَّاب لوحة المفاتيح كما يسميهم بعض الناس- أو حين تتحكم فيه العاطفة وجيشان النفس فتطغى على الجانب اللغوي، بحيث لا يدرك -عن سهو أو عن جهل تام- بأن القوالب اللغوية التي هي ناقلة المعاني لا تنقل المعنى كما أراده. فحين يقول قائل مثلاً: أتستبدل الخمر بالماء، ويظن المتحدث أن المتروك هو الخمر، ينشأ من هنا خلط فكري لا علاقة له بالقوالب اللغوية. فاللغة تعمل بطريقة معينة، والمتحدث أو الكاتب أو القارئ في اتجاه آخر.

    وأراني بالفعل أقرأ ما كتبتُ بعد حذف ما تفضلتم باقتراحه، ومقارنته بالنص قبل الحذف، فأشعر في نفسي بأن النصين مختلفان، وأن الفكرة التي أردت التعبير عنها مختلفة أيضًا. وهذا الاختلاف في القراءة ناتج عن اختلاف الأذواق، ولا أظنه ناتج عن الاحتكام إلى معايير تفصل لنا بين ما هو هذا وما هو ذاك، أو بين ما هو غث وما هو سمين. ولكن قولك بكل تأكيد يستحق التوقف عنده؛ لأن أي كاتب قد لا يسعده الحظ أن يتوقف عند مرحلة معينة في عقل القارئ ليرى كيف ينظر القارئ إلى عمله وكيف يفهمه ويحلله. وأراني محظوظًا في هذه النقطة؛ لأن هذا يفتح مجالات للتفكير والنقاش، وهكذا تتبلور الأفكار، وتتشكل، حتى تترسخ وترسي قواعداها، وتصبح أفكار الأمس معايير اليوم التي نعود إليها كلما دعت الحاجة إلى الالتجاء إلى ركن شديد.

    وفي النهاية أرجو أن تغفر لي -أخي الكريم- استطرادي في بعض النقاط، ولكنها عادة "مهنية".

    دمتَ في طاعة الله.

    اترك تعليق:

يعمل...
X