قضية للحوار: هل تعتقد أن القلم سلاح؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. م. عبد الحميد مظهر
    ملّاح
    • 11-10-2008
    • 2318

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    أستاذي د. عبد الحميد مظهر

    أما من حيث "أمة اقرأ" فالمعروف أن "الغالبية لا تقرأ" ( يمكن مراجعة عدد العناوين التى تنشر كل عام من دور النشر و عدد النسخ و الأسعار) ، أما أختيار الكتب الجيدة للقراءة و جودة ومستوى القراءة فيمكن تبينه من مراجعة المنتديات العربية على النت ، وما يعرض فيها موضوعات و مستوى النقاشات، بالإضافةإلى مستوى خريجى المدارس والجامعات ( ترتيب الجامعات العربية معروف عالمياً)، وعدم اهتمام الحكومات باللغة العربية ومناهج وتدريسها ، و تقليد الأجانب فى البعد الإستهلاكى فقط ، وعدم وجود كتب فى العلم بأقلام عربية تدرس فى الجامعات ، وندرة الكتب ذات المستوى المترجمة ، وعدد رواد المكتبات للقراءة ، و...

    و هنا المهمة الصعبة....
    كيف يمكن لأمة أقرأ أن تقرأ؟

    قبل مواصلة مداخلتي الأولى أردت أن أبدي رأي في ما تفضلت به
    أنا أتفق معك تماما في أننا أمة إقرأ لا تقرأ و لا بد من البحث عن الأسباب و معالجة أصولها قبل فروعها

    أمرنا بالقراءة و لا نستطيع أن نكتب قبل أن نتعلم القراءة السليمة و القراءة ليست تلك التي تفك رمز الحرف و الكلمة فقط بل القراءة التي تفك رمز المعنى و ما وراء الكلمة فلظاهر اللغة باطن معنى إذا لم نتوصل الى قراءته قراءة سليمة استبطنا معاني منقوصة تبنيناها و أضفنا عليها و النتيجة ما بني على غلط فهو غلط أو ناقص يمكن أن يؤدي الى تحريف مسار الفكر و كتابة أشياء مشوهة و لقيطة ليست لها مرجعية سليمة تكون كغثاء السيل
    و القراءة لها عدة مستويات يمكن أن يقرأ نص من عدة أشخاص و كل يكون له إدراك سليم مختلف عن الآخر و الشاطر هو من يختزل إدراكه الأبعاد الأربعة أو الخمسة للنص و يبني عليها و يكتب هكذا فقط يمكن أن نضيف للعلوم الإنسانية علما يستفاد منه

    لا نستطيع أن نكتب و ننتج علما مفيدا حتى نتعلم القراءة السليمة لتراثنا أولا حتى نستوعب ما فيه ثم لما أنتجته الحضارات الأخرى و أن لا نتبنى ما فيها إلا بعد أن نعمل فيها الفكر النقدي ونتعرف على إيجابياته و سلبياته
    و الدليل على أننا لم نتعلم بعد القراءة لقد ذكرت حضرتك الرافعي و العقاد من يعرفهم من العامة يعني الطلاب و حتى شريحة المدرسين و المثقفين العاديين ؟ و من الكتاب من تبنى أسلوبهم في الكتابة و التفكير و أضاف عليه ؟مع إحترامي الشديد لكل قلم ملتزم

    الفكر الجيد كما الأسلوب يفرض نفسه و لو بعد سنوات على ساحة العلوم الإنسانية لكننا أمة لم نتعلم بعد القراءة
    مشكلتنا هي مشكلة قراءة و ليست مشكلة كتابة فمن لا يستطيع القراءة تستحيل عليه الكتابة و كما قلت حضرتك ما نراه في المنتديات لهو دليل واضح للعيان فأغلية ما نقرأ هو نقل و قص ولصق و مجاملات أو عكسها
    إننا أمة إقرأ لا تقرأ و عاجزة عن الكتابة بمفهومها الراقي الذي يدفعها إلى أن تكون فاعلة على الساحة العالمية
    لماذا أمرنا بالقراءة ؟ لأن كل العلوم الإنسانية كتب عنها التراث وهو القليل القليل و كتبت على صفحة الكون و على صفحات التاريخ البشري ما علينا الا أن نقرأها و نكتب عنها كتابة سليمة تنقل حقيقة الوجود و الحياة و تخطها بالقلم و الكلمة التي حررتها الحقيقة من الرق و العبودية للنفس و الفكر المحرف

    و قبل أن أختم أقول أن من يريد أن يقرأ في زمن كالذي نعيش لا يجب عليه أن ينتظر ذلك من المؤسسات الرسمية فالنهضة لا بد أن تكون من خارجها و أنا دائما أقول أنني عندما أقرأ فإني اسمع الأخر يفكر و عندما أكتب فإني افكر بصوت مسموع و أحاور الآخر بالكلمة
    مع تحياتي و تقديري

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأستاذة الفاضلة منجية بن صالح

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    جميل ما تفضلت به حول..

    كيف يمكن لأمة أقرأ أن تقرأ؟

    و كما قلت القراءة الجيدة هى اساس للكتابة الجيدة

    و هنا نحن نبحث عن

    1) مصادر القراءة الجيدة تأليفاً و ترجمة
    2) توفر هذه المصار للقارىء العربى
    3) وجود القارىء العربى
    4) جودة القراءة

    وهناك عدة أشكاليات فى النقاط الأربعة

    00- فالقارىء العربى ليس على إطلاع على ملايين العناوين الأجنبية و هناك فجوة كبيرة بين مستوى و تنوع ما يُنشر فى الخارج و ما ينشر فى العالم العربى.

    أزمة ترجمة...و يمكن ان يفيدنا هنا أخى الدكتور عبد الرحمن السليمان

    و بالتالى عندما لا يجد القارىء و الكاتب العربى الترجمات الجيدة للكثير مما يكتب و يُنشر فى الخارج ، سيعتمد على معرفته القديمة.وهذه لا تكفى فى ثورة المعرفة...أو يقرأ بلغات أجنبية

    وهذا تجدين أثره فى الكثير مما يكتب عن العلم الطبيعى و علوم الاجتماع ( مثل الأقتصاد والنفس) فيكتبون من مصادر قديمة و يناقشون أفكار قديمة.

    00- أما الجيد من التأليف العربى فهو قليل و أغلبه منقول الأفكار و ليس ابتكاراً فى العلم. أما من حيث كتب البحث العلمى وما يكتب فى العلم فلا توجد كتب علمية ذات مستوى باللغة العربية ، و إن كانت هناك بعض الكتابات عن تاريخ العلم و فلسفة العلم مثل كتب د. يمنى طريف الخولى...ولكنها أيضا ترجمات لأفكار مطروقة فى الغرب

    00- أما توفر المصادر من حيث التنوع والأعداد والاسعار و تعدد العناوين فى المكتبات فهى غير كافية بالنسبة لتعداد سكان العالم العربى . و إن كان هناك شىء جيد فهو ما تقوم به مكتبة الأسرة بمصر حيث توفر بعض المصادر للقارىء العربى بأسعار رخيصة

    00- وجود القارىء العربى للكتب يمكن معرفته من عدد الكتب التى تنشر وعدد مرتادى المكاتب العامة و الحكومية. و العدد قليل مقارنة بعدد السكان كما يمكن معرفة ذلك من سؤال العاملين فى المكتبات...أو زيارة الكتابات الحكومية و دور الكتب.

    و ربما ساعد وجود الأنتر نت على زيادة العدد، و لكن قارىء الأنترنت فى الغالب لا يبحث عن الكتب ولا الأبحاث والمقالات ، و لكن على أمور أخرى.

    00- جودة القراءة هى من المشاكل العويصة ، فيمكنك إدراك ذلك من العلاقة بين النص المكتوب و رد فعل القارىء له من دراسة رد فعل القارىء. و هذا يمكن ملاحظته على الأنترنت.

    مثلاً عندما أقول ماذا قدم القلم العربى للعلم ، لابد أن تكون الأجابة عن القلم العربى بلغة العرب فى العالم العربى و ليس من عرب يعيشون من زمن طويل فلى بلاد أجنبية و ينشرون بلغات غير عربية ، أو اساتذة جامعة فى بلاد عربية و اشتهروا بالكتابة فى العلم داخلياً و لكنهم فى الحقيقة لم يقدموا شيئا للعلم غير ترجمات أو مؤلفات تنقل ما انتجه الغرب من علم ، أو من مراجعة مستوى الأسئلة من عينات من امتحانات الجامعات ، أو من مراجعة اسئلة الثانوية العامة أو....

    و تحياتى
    التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 28-04-2010, 21:46.

    تعليق

    • يسري راغب
      أديب وكاتب
      • 22-07-2008
      • 6247

      #32
      الدكتور مظهر الموقر
      الاستاذة جلاديولس الموقرة
      احترامي
      القلم سلاح في يد مفكر اسلامي يعطي بلا حدود مثل الدكتور محمد سليم العوا
      يحتضن الشباب المثقف ويقوده الى حركة واعية ويعطيهم من وقته الكثير
      يخصص لهم لقاء اسبوعي ينقل اليهم خلاله من فكره وعلمه الغزير
      يوجه ويرشد ويقف خلفهم متراسا تاركا لهم القيادة الميدانية لحركة تنويرية وسطية تعمل على الاصلاح ثم الاصلاح وان لزم التغيير السلمي الرشيد
      هكذا يكون دور النخبوي راعيا ومرشدا ومعلما

      تعليق

      • منجية بن صالح
        عضو الملتقى
        • 03-11-2009
        • 2119

        #33
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        أستاذي القدير د.عبد الحميد مظهر

        شكرا على الرد القيم و الطيب و الذي أوافق حضرتك في كل ما جاء فيه من تقييم لوضع القراءة في عالمنا العربي و التي هي مطلوبة بكل أبعادها العلمية الثقافية الإقتصادية و العلمية كإستيعاب و إنتاج وترجمة و إطلاع يعطي للإدراك وسع موسوعي يجعلنا نرى المشاكل المطروحة على حقيقتها حتى نستطيع معالجتها و تقديم الحلول الناجعة

        هناك عائق وحيد و خطير يجعلنا نراوح مكاننا وهو ما تتعرض إليه المؤسسات التربوية من تدمير منهجي (وسوف لن أدخل في التفاصيل) و من يستطيع الإفلات من برامجها يجهز عليه الإعلام و الأقلام المأجورة و لا ينجو منها الا القليل القليل و هذا غير كاف للنهوض بالداخل و الإشعاع بالخارج لأن الأعباء جسيمة

        يبقى السؤال المطروح ما هو البديل ؟ و ما العمل ؟

        القراءة التي أدعو اليها قبل الخوض في الكتابة و الإنتاج على جميع مستوياته هي القراءة التي لا يمكن أن تطالها أيدي المؤسسات التربوية بما فيها و لا الإعلام بأقلامه المتفسخة على صفحات الجرائد

        نحن أمة إقرأ حبانا الله تعالى بكتاب فريد و برسالة عظيمة تواجدت مفرداتها في الكون و على سيمات الخلق و على صفحات التاريخ فالقراءة التي أدعو اليها هي التي تنتقل بك بين الجمال المنظور و الجمال المعقول بمعنى يكون القاريء همزة وصل بين الكلم القرآني و الكون ويختزل كل معاني الجمال في الكتاب و السنة و في الطبيعة الكونية و الإنسانية و يدرك القرآن من خلال القرآن نفسه لأنه يفسر بعضه و من خلال السنة الشريفة و ينظر إلى العالم الخارجي بعين و إدراك قرآني و يعيش الحقيقة و بالحقيقة مع نفسه و في محيطه الإجتماعي لا يوجد حقيقة على وجه البسيطة غير الحقيقة الربانية و التي تضمنها القرآن الكريم بين دفتي هذا الكتاب العظيم

        من عرف حقيقة وجوده و رسالته المطالب بأدائها لا يمكن أن تنحرف به السبل و لا أن يزيغ عن الحقيقة لأن من ذاق عرف و من خاض غمار القراءة العرفانية القرآنية لا يستطيع أن يحيد عن منهجها هكذا يصبح قادرا على أن يصحح المفاهيم و يضيف الى العلوم الإنسانية و يحل العديد من المشاكل و يجد لها المخرج المناسب بأقل الخسائر الممكنة

        العرفان القرآني وحده القادر على فسح مجال الإدراك و جعله متمكنا من الإستيعاب و الإنتاج في نفس الوقت فمن وسع فكره و عقله معاني القرآن الكريم كيف لا يستوعب معاني العلوم بأنواعها كالإقتصاد و السياسة و الإجتماع و الذرة .....؟

        هذا المنطق يجعلنا أمام مشكلة أخرى نعاني منها و لا نعيرها إهتماما وهي فصل العلم عن الدين و هذا الفصل يجعلنا نتعامل مع العقل المادي الذي لا يستوعب غير المعادلة الرياضية 1+1=2 و لا يصدق أن واحد مع واحد يمكن أن يساوي واحد و أن الله هو الأحد و هو خالق الكثرة و أنها خلقه و اليه ترجع فهذا العقل محدود جدا و غير قادر على أن يقدم للإنسانية شيئا يذكر فقط يكون قادرا على إعادة تناول العلوم و الإضافة اليها أشياء بسيطة سرعان ما يفندها بعد ذلك ليكون له طرح آخر لينقضه و هكذا دواليك و هذا لا ينفي التقدم العلمي الذي وصلت اليه البشرية بعد الهدم و البناء المضني و لكننا يجب أن نعترف أن هناك تقدم له سلبياته وكذلك إيجابياته الكثيرة و لكنه غير كاف لحل مشاكلنا المتفاقمة من جراء سلبيات العلم و الذي هو في نفس الوقت سبب التقدم .

        وحده العقل المستنير و القرآني المذهب قادر على إنتشال الإنسانية من مستنقع نفسها و تحديد طموحاتها المادية الهدامة و تقديم البديل الذي تمتلكه دون منازع الأمة الإسلامية عندما تتعلم قراءة كتابها و تستوعب ما فيه ثم تنتج البدائل و التي تكون بإذنه تعالى عديدة و متعددة و قادرة على مواجهة أعتى الطغاة و أكثر الأفكار و الأطروحات ظلمانية و ظلما لبني الإنسان

        لا بد للعالم المسلم أن يكون كالنحلة يمتص رحيق أجمل الزهور و أعطرها حتى يستطيع أن ينتج عسلا فيه شفاء للناس و إلا نكون كحشرات أخرى لا فائدة من ذكرها

        أستاذي الكريم أرجو أن أكون قد وفقت في طرح فكرة القراءة التي أدعو اليها نفسي أولا ثم غيري

        مع تحياتي و تقديري

        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



        تعليق

        • د. م. عبد الحميد مظهر
          ملّاح
          • 11-10-2008
          • 2318

          #34
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الأعزاء و العزيزات

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


          الرجاء المشاركة فى هذا الموضوع نظراً لأهميته الآن

          و تحياتى

          تعليق

          يعمل...
          X