كلمة صدق للكاتب السامق /ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن الشحرة
    أديب وكاتب
    • 14-07-2008
    • 1938

    #16
    والله أني أشعر بالفخر أستاذ ربيع بانتسابي لمدرستكم
    فقد تعلمت منك في هذا المنتدى الكثير
    وإجاباتك على الأسئلة أعلاه حققت لي ثراء لا يقدر بثمن
    لدي سؤال انقدح في ذهني الآن:
    هل يؤثر إدمان القراءة في الروايات والقصص وكتابتها على واقع الشخص
    أو بمعنى آخر
    هل واجهتك عقبة ما في هذا الشأن وكيف نتغلب على ذلك..
    دام عطاؤك
    http://ha123san@maktoobblog.com/

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
      - هل هناك مدارس في كتابة القصة والرواية وما هي؟
      2- هل يكتب الكاتب لنفسه وللمثقفين امثاله ام يكتب للناس
      لانه اذا كان يكتب للناس هل يجب ان يفهم الناس ما يكتب؟ ام يغرق في الرمزيات والخيال ( وعمرهم ما يفهموا)
      3- ما موقع نجيب الكيلاني- يرحمه الله - في القصة والرواية؟

      أستاذى الغالى جدا مصطفى
      أسئلتك صديقى ضخمة ، لن يشفع لى الرد عليها هنا ، لأنها تحتاج إلى كتب
      وهذه الكتب متوفرة ، و على الانترنت .. تسألنى عن المدارس الأدبية .. بالطبع هناك مدارس أدبية ، لم تصغ بمعزل عن حياة المجتمعات التى قامت فيها ، بل كانت وفق ضرورة ملحة ، و حاجة تطلبها المرحلة ، فالفن كل لا يتجزأ ، و إن تجزأت ، و اختلفت أشكاله بين كتابة أدبية ، و لوحة قنية ،
      و تكاد المدارس الأدبية ، لا تخرج عن كونها خرجت من رحم الرواية الأم ، لسرفاتنس (( دون كيشوط )) التى ظهرت فى القرن الخامس عشر أو أقرب قليلا ، على عكس الشعر الذى نجد له امتدادا ، فى تاريخ الشعوب و الأمم ، و الذى تمثل قديما فى الالياذة و الإوديسا لهومير ، وتمثل لدينا فى ما وصلنا من أشعار العرب فى الجاهلية ، و ما بعد ظهور الإسلام !!
      ربما كانت هناك بعض أعمال متفرقة ومتناثرة ، بين وقت و آخر ، و لكن لنقل أن بداية الرواية الحديثة ، كانت رهينة بتحول المجتمعات التى أنتجتها ،
      من عصرالإقطاع ، إلى الرأسمالية ، و ظهور الطبقة الجديدة التى بشرت بها الفلسفات !!
      و عبر هذا الوقت كانت المدارس الأدبية تتنامى وفق التغيرات ، بل كانت تسبق هذه التغيرات ، بحسها ، و ارتباطها بأرض الواقع و الناس ، فتدعو للثورة على الواقع ، فى قمة تجليها ، خروجا و متنفسا ، ورؤية لشكل أنضج للتعبير عن آمال و طموحات الطبقة الجديدة!
      و قبل أن ندخل إلى المدارس الأدبية و الفنية ، علينا أن نرى معا ، وظيفة الفن ، و من خلال هذه الرؤية التى طرحها فيشر فى كتابه الممتع (( ضرورة الفن )) يقول :" هل الفن مجرد بديل للحياة ؟ ألا يعبر أيضا عن علاقة أشد عمقا بين الإنسان و العالم ؟ بل هل يمكن أصلا تلخيص وظيفة الفن فى عبارة واحدة ؟ ألا يشبع الفن مجموعة واسعة ومتنوعة من حاجات الإنسان ؟ وحتى لو استطعنا أن نحدد الوظيفة الأصلية للفن - بدراستنا لنشأته - فهل نستطيع أن نقول أن تلك الوظيفة لم تتغير مع تغير المجتمع ؟ ألم تنشأ للفن وظائف جديدة ؟
      و لنذهب معه إلى تعبير أوضح ، أو أقرب إلى الذهن ، متحدثا أيضا فى وظيفة الفن " أنه وسيلة للاندماج فى الواقع ، وسيلة الفرد إلى الالتقاء بالعالم ، و التعبير عن رغبته فى التمرس بالتجارب التى لم يمر بها ".
      و هذا باعترافه تعريف رومانسى و هلامى ، و يؤكد على عنصر الرضى و المتعة ، ثم يذهب إلى الفنان ذاته :" لا بد للفنان حتى يكون فنانا ، أن يملك التجربة ، و يتحكم فيها ، و يحولها إلى ذكرى ، ثم يحول الذكرى إلى تعبير ، أو يحول المادة إلى شكل ، فليس الانفعال كل شىء بالنسبة للفنا ن ".

      و لى عودة
      و نستطيع أن نرصد حركة الفن و الأدب ، عبر العصور، بداية بكلاسيكيات النبلا ء ، وأنصاف الألهة من الملوك ، و الأبطال المزودين بالأسطورة ، و التى ما كان يعنيها الفرد أو جموع الشعب ، من قليل أو كثير ، بداية من إلياذة هومير ، و الملاحم الأخرى ، و كتابات القدامى الكبار الذين ساروا على نفس الطريق ، إلى أن ظهرت الرومانسبة كحركة احتجاجية على هذه العصور ، لتحدث طفرة فى الفن ، بنزولها إلى المجتمع ، و النهل منه ، و انتاج فن برجوازى ، يعبر عن آلام الناس ، و الفرد فى مواجهة عالم بغيض ، تنحت فى كيانه الرأسمالية بكل نهمها !
      يقول نوفاليس : إن الرومانسية تعنى إضفاء مغزى رفيع على الأشياء المألوفة ، و إلقاء مظهر باهر على الأشياء المعتادة ، و إسباغ روعة المجهول على ما نصادفه فى كل يوم ".
      كما يقول شيللى :" إن الشعر يجعل الأشياء المألوفة تبدو وكأنها غير مألوفة ".
      و نعود إلى فيشر ، و تعريفه للحركة الرومانسية فى الأدب و الفن :" الرومانسية لم تكتف بالوقوف ضد الكلاسيكية وحدها ، بل كثيرا ما وقفت أيضا ضد حركة التنوير ، و إن كانت تتخذ من هذه القضية موقفا ثابتا ".
      و فيشر هنا يؤكد على صعوبة التنوير ، مع إغراق العالم فى الأحلام الوردية ، و أنه ليس فى الإمكان أجمل مما كان ، فعليهم أن يحلموا مع القصة أو الرواية ، و أن ينتصروا على رغباتهم بالوهم الذى تستهلكه فى قراءة رواية أو ما شابه ، و مثلما عشنا طويلا مع عبد الحليم حافظ و قصص الحب الرومانسية ، ومحمد عبد الحليم عبد الله ، و الكتابات الكثيرة ،و نغرق فيها حد البعد عن العلة الحقيقة التى جعلت منا هؤلاء
      الحالمين و فقط ، بينما يمارس علينا الفقر و المرض و الجهل و التسلط بأفظع الأدوات .
      و نعود إلى فيشر مرة أخرى :" فبينما وقف شاتوبريان و بيرك و كولردج و شليجل و غيرهم - و خاصة من أبناء المدرسة الرومانسية الألمانية - وقفوا موقفا متزمتا ضد حركة التنوير ، نجد أن غيرهم من أمثال شيللى و بيرون و ستاندال و هايتى - ممن كانوا أنفذ بصيرة فى ادراك التناقضات الاجتماعية - قد اعتبروا عملهم مكملا لعمل حركة التنوير ".
      و لكنه برغم هذا ، مع أو ضد أدباء أو كتاب بعينهم من الرومانسيين ، نجده مع اكتشافه تناقض البرجوازية يقول :" هناك أشياء مشتركة بين الرومانسيين جميعا فى مقدمتها كراهية الرأسمالية ".
      ومن رحم الرومانسية ظهرت حركات التعبيرية و المستقبلية و السريالية ، و الانطباعية ، و الطبيعية التى تجاوزت إلى حد بعيد الرومانسية ، لكنها لم تتفوق عليها كثيرا ، و كان من روادها " أميل زولا ". ، فقد اقتربت من الناس و المجتمعات ، و نقلت الواقع نقلا أمينا ، و لم تسع إلى حلول ، أو بث روح الأمل فى النفوس التى تتشوق إلى يوم ترى فيها أحلامها محققة ..أو مجرد التفكير فى تغيير الأوضاع الراهنة .
      ثم ظهرت الرمزية ، بعد أن طوردت الطبيعية بنقلها الواقع بكل ما يحمل ، و الرمزية حركة أكثر ثورية ، و سخطا على الواقع ، بعد كميون باريس و انقلاب الثورة ، و مطاردة أعدائها أو ما يتصور أنهم أعداؤها .. و أنجبت الرمزية الكثير و الكثير من الكتابات الكبيرة ، لكنها كانت تدور فى حلقة الشتات و الغربة ، و انتهت إلى العدمية تلك التى سبقت ظهور الواقعية الاشتراكية ، التى سادت كثيرا ، و ماتزال بقيام حركة الديسمبريين فى روسيا القيصرية ، التى بشرت بالثورة البلشيفية !!
      ثم ظهور ما يسمى بالواقعية السحرية ، و التى ارتبطت بكتاب أدباء أمريكا اللاتينة ، و إن رأيت جذورها ممتدة عند فوكنر فى الأدب الأمريكى ، و هى محاولة معالجة الواقع ، و ضخه بالأسطورة .,. أعنى جعله أسطورة لم تكن ، و إن كان واقع الحال ، و كأنه يخلق ذاكرة ، و ذاكرة مغايرة ، عصية على النسيان .. و حملت الواقعية السحرية الكثير من المتعة و الدهشة للمتلقى ، و مازالت تنجب الكثير فى بلداننا العربية ، لنرى لها روادا هنا و هناك !!

      فى عجالة سريعة جدا جاوبت على سؤالك الأول سيدى ، و أعلم أنه ممتلىء بالثقوب ، و لكن عذرا فأنا أتحدث دون إعداد !!

      محبتى
      sigpic

      تعليق

      • مصطفى الصالح
        لمسة شفق
        • 08-12-2009
        • 6443

        #18
        والله ما قصرت يا استاذي

        تابعت كل كلمة بشغف ونهم

        وانا اسف جدا ان ازعجتك هذا الازعاج الكبير ( كنت اود رؤوس اقلام فقط)

        كي اعوض ما فاتني

        فاذا بكم تغوصون الى لب الموضوع

        فاصبح مرجعا اعتز به

        بعد اذنكم

        لو جمعنا هذه المعلومات القيمة وثبتناها في موضوع ليستفيد منه الجميع هل في ذلك حرج؟

        واعتذر من بقية الاخوة اذ كان لا بد ان نستقي العلم من منبع نثق به


        والف شكر
        لا مليون شكر

        كل الشكر

        تحياتي
        [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

        ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
        لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

        رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

        حديث الشمس
        مصطفى الصالح[/align]

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
          و نستطيع أن نرصد حركة الفن و الأدب ، عبر العصور، بداية بكلاسيكيات النبلا ء ، وأنصاف الألهة من الملوك ، و الأبطال المزودين بالأسطورة ، و التى ما كان يعنيها الفرد أو جموع الشعب ، من قليل أو كثير ، بداية من إلياذة هومير ، و الملاحم الأخرى ، و كتابات القدامى الكبار الذين ساروا على نفس الطريق ، إلى أن ظهرت الرومانسبة كحركة احتجاجية على هذه العصور ، لتحدث طفرة فى الفن ، بنزولها إلى المجتمع ، و النهل منه ، و انتاج فن برجوازى ، يعبر عن آلام الناس ، و الفرد فى مواجهة عالم بغيض ، تنحت فى كيانه الرأسمالية بكل نهمها !
          يقول نوفاليس : إن الرومانسية تعنى إضفاء مغزى رفيع على الأشياء المألوفة ، و إلقاء مظهر باهر على الأشياء المعتادة ، و إسباغ روعة المجهول على ما نصادفه فى كل يوم ".
          كما يقول شيللى :" إن الشعر يجعل الأشياء المألوفة تبدو وكأنها غير مألوفة ".
          و نعود إلى فيشر ، و تعريفه للحركة الرومانسية فى الأدب و الفن :" الرومانسية لم تكتف بالوقوف ضد الكلاسيكية وحدها ، بل كثيرا ما وقفت أيضا ضد حركة التنوير ، و إن كانت تتخذ من هذه القضية موقفا ثابتا ".
          و فيشر هنا يؤكد على صعوبة التنوير ، مع إغراق العالم فى الأحلام الوردية ، و أنه ليس فى الإمكان أجمل مما كان ، فعليهم أن يحلموا مع القصة أو الرواية ، و أن ينتصروا على رغباتهم بالوهم الذى تستهلكه فى قراءة رواية أو ما شابه ، و مثلما عشنا طويلا مع عبد الحليم حافظ و قصص الحب الرومانسية ، ومحمد عبد الحليم عبد الله ، و الكتابات الكثيرة ،و نغرق فيها حد البعد عن العلة الحقيقة التى جعلت منا هؤلاء
          الحالمين و فقط ، بينما يمارس علينا الفقر و المرض و الجهل و التسلط بأفظع الأدوات .
          و نعود إلى فيشر مرة أخرى :" فبينما وقف شاتوبريان و بيرك و كولردج و شليجل و غيرهم - و خاصة من أبناء المدرسة الرومانسية الألمانية - وقفوا موقفا متزمتا ضد حركة التنوير ، نجد أن غيرهم من أمثال شيللى و بيرون و ستاندال و هايتى - ممن كانوا أنفذ بصيرة فى ادراك التناقضات الاجتماعية - قد اعتبروا عملهم مكملا لعمل حركة التنوير ".
          و لكنه برغم هذا ، مع أو ضد أدباء أو كتاب بعينهم من الرومانسيين ، نجده مع اكتشافه تناقض البرجوازية يقول :" هناك أشياء مشتركة بين الرومانسيين جميعا فى مقدمتها كراهية الرأسمالية ".
          ومن رحم الرومانسية ظهرت حركات التعبيرية و المستقبلية و السريالية ، و الانطباعية ، و الطبيعية التى تجاوزت إلى حد بعيد الرومانسية ، لكنها لم تتفوق عليها كثيرا ، و كان من روادها " أميل زولا ". ، فقد اقتربت من الناس و المجتمعات ، و نقلت الواقع نقلا أمينا ، و لم تسع إلى حلول ، أو بث روح الأمل فى النفوس التى تتشوق إلى يوم ترى فيها أحلامها محققة ..أو مجرد التفكير فى تغيير الأوضاع الراهنة .
          ثم ظهرت الرمزية ، بعد أن طوردت الطبيعية بنقلها الواقع بكل ما يحمل ، و الرمزية حركة أكثر ثورية ، و سخطا على الواقع ، بعد كميون باريس و انقلاب الثورة ، و مطاردة أعدائها أو ما يتصور أنهم أعداؤها .. و أنجبت الرمزية الكثير و الكثير من الكتابات الكبيرة ، لكنها كانت تدور فى حلقة الشتات و الغربة ، و انتهت إلى العدمية تلك التى سبقت ظهور الواقعية الاشتراكية ، التى سادت كثيرا ، و ماتزال بقيام حركة الديسمبريين فى روسيا القيصرية ، التى بشرت بالثورة البلشيفية !!
          ثم ظهور ما يسمى بالواقعية السحرية ، و التى ارتبطت بكتاب أدباء أمريكا اللاتينة ، و إن رأيت جذورها ممتدة عند فوكنر فى الأدب الأمريكى ، و هى محاولة معالجة الواقع ، و ضخه بالأسطورة .,. أعنى جعله أسطورة لم تكن ، و إن كان واقع الحال ، و كأنه يخلق ذاكرة ، و ذاكرة مغايرة ، عصية على النسيان .. و حملت الواقعية السحرية الكثير من المتعة و الدهشة للمتلقى ، و مازالت تنجب الكثير فى بلداننا العربية ، لنرى لها روادا هنا و هناك !!

          فى عجالة سريعة جدا جاوبت على سؤالك الأول سيدى ، و أعلم أنه ممتلىء بالثقوب ، و لكن عذرا فأنا أتحدث دون إعداد !!

          محبتى
          و نأتى إلى بقية أسئلتك أستاذى وهى
          - هل يكتب الكاتب لنفسه وللمثقفين امثاله ام يكتب للناس
          لانه اذا كان يكتب للناس هل يجب ان يفهم الناس ما يكتب؟ ام يغرق في الرمزيات والخيال ( وعمرهم ما يفهموا)
          3- ما موقع نجيب الكيلاني- يرحمه الله - في القصة والرواية؟

          أقول لك سيدى هنا ، و بعد رحلة طويلة ، فى الكتابة بين نجاحات قليلة و تعثرات كثيرة ، أنا ضد أدلجة الأديب ، ضد أن يصبح صوتا للأنا الجمعية
          التى تجعل من الأديب مجرد رقم أو حالة تمتد فى نسيج ما ، لترسيخ قيم بعينها ، سواء كانت مع أو ضد !
          أنا مع حرية الأديب ، أن يكتب ما يراه ، برؤيته الخاصة ، هو .. فقد نصل من خلال الرؤى هذه إلى صياغة أروع و أدهش للواقع ، و نرى حلولا لأزماتنا المزمنة التى ترسخ بقوة على صدر الأدب العربى !
          فليكتب الأديب لنقسه .. ليكتب سيدى ، بحثا عن سعادة مفتقدة ، عن حلم ضائع ، يأمل أن يتحقق ، ليسعد نفسه أولا .. لكى يسعد الآخرين .. ليكتب لكل الناس ، دون أن يتوجه إلى فئة بعينها ، أو طبقة ما ، و أن يضع فى اعتباره تباين طبقات المجتمع ، و هذا الاتجاه الأشمل سوف يؤتى ثماره يانعة ، و تجعل حركته متسعة ، و خصبة إلى أبعد حد !!
          اه .. الرمزية .. الرمزية أخى الفاضل كان لها ضرورة ما ، حين أطلت برأسها ، من أجل حماية الذات من العسف البوليسى ، و محاكم التفتيش ، سواء كانت محاكم أهلية أو حكومية ، فلجوء الديب أو الشاعر إلى التورية أو المجاز أو الرمز كان لجوءا ضروريا حتمته حالة التخلف و العسف التى تسيطر على المجتمع .. أما أن يكون الرمز من أجل الرمز ، فهذا لا أميل إليه ، بل أمقته ، و لا ألتفت إليه إلا من المنطلق السابق !!
          أكتب لنفسى أولا ، و أزعم أنى أتوجه للناس كافة ، و هذا مجرد رأى شخصى أؤمن به بعد رحلة طويلة !!

          و السؤال الأخير الخاص بنجيب الكيلانى
          و أستميحك عذرا فى عرض عن الكاتب

          نجيب الكيلاني ( 19311995م) أديب إسلامي مصري.
          استطاع الأديب الراحل نجيب الكيلاني أن يقدم صورة للأدب الإسلامي المنشود، وأثبت أنه وثيق الصلة بواقع الحياة، ويقف شامخا في مواجهة الآداب الأخرى، ويرد علميًّا على الإبداعات التافهة، عبر حياة جادة كانت حافلة بالعطاءات الأدبية كما قال العلامّة "أبو الحسن الندوي".
          ومعروف عنه أنه الأديب الوحيد الذي خرج بالرواية خارج حدود بلده، وطاف بها ومعها بلدانا أخرى كثيرة، متفاعلا مع بيئاتها المختلفة، فكان مع ثوار نيجيريا في "عمالقة الشمال" وفى أثيوبيا في "الظل الأسود"، ودمشق في "دم لفطير صهيون" ، و"على أسوار دمشق"، وفي فلسطين .. "عمر يظهر في القدسوإندونيسيا في "عذراء جاكرتاوتركستان في "ليالي تركستان" والتي تنبأ فيها بسقوط الشيوعية منذ أكثر من ثلاثين عاما. والأديب عامة إن لم يملك تلك القدرة على الاستشراف والتنبؤ بجوار الرؤية الفنية فلا خير في كثير من أعماله.
          يرى د. جابر قميحة أن الكيلاني لديه إحساس عميق بتكثيف الجمال الفني المرتبط بالغموض أحيانًا في بعض أعماله، إلا أنه لا ينسى مسئوليته تجاه القارئ، وخوفه من أن يقع في براثن الفهم الخاطئ، فتراه في كل أعماله ينبض بخيوط الوعي المتيقظ، التي تجعل من كتاباته الروائية متعة خاصة وقتًا مكتملاً.
          كما يؤكد د. حلمي القاعود على أن نجيب الكيلاني كان فريدًا في فك الفضاءات المكانية والمجالات الزمانية في أعماله عبر احترافه وحفاوته بالتحليل الدقيق والمنمنمات، واستطاع أن يملأ الساحة بالبديل الصحيح؛ حيث يعتبر أغزر الكتاب إنتاجًا على الإطلاق، بينما يأتي "نجيب محفوظ" والسحار في المرتبة الثانية من حيث الكم!
          حيث قال عنه نجيب محفوظ في عدد أكتوبر عام 1989: "إن نجيب الكيلاني هو منظّر الأدب الإسلامي الآن"؛ ذلك لأن مقولاته النقدية، وأعماله الروائية والقصصية تشكل ملامح نظرية أدبية لها حجمها وشواهدها القوية، التي عززتها دراساته حول "آفاق الأدب الإسلامي" و"الإسلامية والمذاهب الأدبية"، و"الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق" ومدخل إلى الأدب الإسلامي"، وتجربتي الذاتية في القصة الإسلامية"…
          النغم في شعره

          بينما يرى د. محمد حسن عبد الله أن كل إنتاج الكيلاني ذو هادفية مؤمنة، وعمق وشفافية متصوفة تبدو كومض الخاطر بين السطور، وهو جاد وعميق ومؤثر، ومتصل أوثق الاتصال بروح هذا الشعب، ويملك التأثير في حياة قومه التي كان واحدًا من أفذاذها المتفردين.
          والكيلاني في شعره لا يقل منزلة عن قصصه ورواياته، فهو شاعر "الأمل الطريد"، الذي يمتلك ناصية الإيقاع والإبداع عبر دواوينه الثمانية، التي تنطق بالفن الأصيل، ذي الضوابط والغايات، عبر اللفظة الموحية، والنغمة الربانية، والتلمس الراهف لقواعد الفن الجميل… حيث يقول:
          أنا لست أرضى أن أعيش بشاطئ الدنيا غريب
          في معقل الصمت الكئيب على ثرى واد رهيب
          الحزن أغنيتي وأحلامي يوشيها الشحوب
          أنا لست أرضى أن أكون صدى هزيلاً في الدروب
          إن الحياة على الغريب أشق من هول الممات
          مضجوعة النجوى معذبة الخواطر والسمات
          وشروقها مثل الغروب، وشدوها لحن النعاة
          فهي الفراغ المدلهم ومدفن للأمنيات
          القصص الشعري

          استطاع الكيلاني ـ رحمة الله ـ أن يوظف كثيرًا من آليات الفن القصصي في شعره، فاستخدم الرمز والقناع والحوار والسرد والتعبير المتلاحق، والارتداد (تذكّر الماضي والرجوع للوراء) والمفارقة، واللقطات المقتطعة من خلال الأشكال والمضامين التعبيرية المتفردة، كما يرى د. جابر قميحة أول دواوين "نحو العلا" عام 1950 وهو طالب بالمرحلة الثانوية، وآخرها "لؤلؤة الخليج" وهو الديوان الذي لم يكتمل، مرورًا بـ "كيف ألقاك" و"عصر الشهداء" و"أغنيات الغرباء" و"مدينة الكبائر"، و"مهاجر" ، و" أغنيات الليل الطويل".
          تزوج الراحل الكبير د. نجيب الكيلاني عام 1960 من الأديبة الإسلامية "كريمة شاهين" شقيقة الأديبة الإذاعية المصرية "نفيسة شاهين" ورزق بثلاثة ذكور هم الدكتور جلال، والمهندس حسام، ومحمود المحامي، كما رزق بأنثى واحدة هي د. عزة.
          الكيلاني والإعلام
          آخر إبداعاته الروائية "ملكة العنب"، واعترافات عبد المتجلي" "وحكاية جاد الله"، وقبل رحيله ترك ثلاثين فكرة لثلاثين رواية إسلامية، ودونها في مفكرة صغيرة عن مشكلات المجتمع المسلم. في أيام الرحيل أبدع مسرحية "حبيبتي سراييفوا" التي لم ينتبه إليها القرّاء والنقّاد، فلم يذكرها كاتب أو ناقد حتى الآن وهي تعالج الأوضاع المأساوية في البوسنة والهرسك، وتقدم الأمل من خلال رسالة التبشير والتطهير التي يحملها الفن الإسلامي.
          تحول الكثير من أعماله الروائية إلى أعمال فنية، حيث فاز فيلم "ليل وقضبان" عن روايته "ليل العبيد" بالجائزة الأولى لمهرجان طشقند السينمائي عام 1964، كما تحولت رواية "الليل الموعود" إلى مسلسل إذاعي وتليفزيوني إنتاج مصري ليبي مشترك قدّم في شهر رمضان باسم (ياقوتة ملحمة الحب والسلام) عام 1973.
          ترجم الكثير من أعماله إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والأردية والفارسية والصينية والإندونيسية والإيطالية والسويدية. الأديب د. نجيب الكيلاني 64 عام رحل عنا في 7 مارس [عام[1995]].

          و قد قرأت له فى قراءاتى الأولى بعض الأعمال التى كانت بالفعل
          ترضى خيالى ، و جموحى ، و حبى للقراءة ، لكنى لم أعاود قراءته
          و ذلك لتخطى هذه المرحلة الهامة فى الأدب ، و فى تكوينى الأدبى !!

          شكرا لك أخى العزيز ، و آسف على التأخر عليك ، و أشكرك مرة أخرى على غنى ما طرحت !

          محبتى
          sigpic

          تعليق

          • أسماء رمرام
            أديب وكاتب
            • 29-07-2008
            • 470

            #20
            مساء الخير،،
            سعيدة جدا لموضوع كهذا ،،ولديّ سؤال واحد فقط:

            تقول أحلام مستغانمي في ذاكرة الجسد"ولكن العربية هي لغة قلبي،ولايمكن أن أكتب إلا بها،نحن نكتب باللغة التي نحس بها الأشياء".
            يمكن للكاتب أن يكتب بأي لغة،باعتبار أن الإبداع هو موهبة ،،يمكننا بالتالي عرض أفكارنا ومانريد قوله بأي لغة،،هناك كتاب في الجزائر مثلا ،،يكتبون بلغة أجنبية،ويتعرضون لانتقادات حول هذا الشأن.
            سؤالي هو:هل يمكن أن تكتب بأي لغة أخرى،،وبهدف إيصال أفكارك فقط؟أم أن علاقتك باللغة العربية هي كعلاقة مستغانمي بها "لغة قلب"؟وهل الكاتب العربي ملزم بالكتابة فقط بلغته وإلا اعتبر ذلك عدم وفاء لها؟

            تعليق

            • حسن الشحرة
              أديب وكاتب
              • 14-07-2008
              • 1938

              #21
              متابع..
              بإصغاء
              واهتمام
              ليت زملائي الأعضاء ينتهزون الفرصة
              ويقدمون أسئلة مختلفة لنستفيد من علم أستاذنا الغزير
              محبتي واحترامي
              http://ha123san@maktoobblog.com/

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة مهتدي مصطفى غالب مشاهدة المشاركة
                [align=center]
                تحية للأديب المبدع ربيع عقب الباب
                أنت من الأدباء القلائل الذين تعرفت عليهم من خلال النص المسرحي المكتوب للأطفال ... قبل أن أتعامل مع النت ثم تعمقت المعرفة بعد أن تعاملت مع النت ...فأصبحت المعرفة أكثر عمقاً ... إذ تلاقت الهموم و الطموحات ..لدي سؤال واحد :
                ماهو واقع النص المسرحي العربي ... هل هو عاجز عن تقديم رسالته الحياتية ...أم أن العجز المسرحي بكليته هو الذي استبعد النص المسرحي ليحتل مكانه (المخرج - المؤلف) أو ( العرض الذي لا يعتمد على نص مكتوب من قبل كاتب) ...
                لك محبتي و مودتي و الشكر لهذه الفكرة الخلاقة
                [/align]
                ماهو واقع النص المسرحي العربي ... هل هو عاجز عن تقديم رسالته الحياتية ...أم أن العجز المسرحي بكليته هو الذي استبعد النص المسرحي ليحتل مكانه (المخرج - المؤلف) أو ( العرض الذي لا يعتمد على نص مكتوب من قبل كاتب) ...

                آسف طار الحديث .. سأعود .. معك سيدى
                sigpic

                تعليق

                • مصطفى الصالح
                  لمسة شفق
                  • 08-12-2009
                  • 6443

                  #23
                  كل التحايا الطيبة لعيونك استاذنا
                  التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 18-12-2009, 05:16.
                  [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                  ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                  لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                  رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                  حديث الشمس
                  مصطفى الصالح[/align]

                  تعليق

                  • مهتدي مصطفى غالب
                    شاعروناقد أدبي و مسرحي
                    • 30-08-2008
                    • 863

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                    ماهو واقع النص المسرحي العربي ... هل هو عاجز عن تقديم رسالته الحياتية ...أم أن العجز المسرحي بكليته هو الذي استبعد النص المسرحي ليحتل مكانه (المخرج - المؤلف) أو ( العرض الذي لا يعتمد على نص مكتوب من قبل كاتب) ...

                    آسف طار الحديث .. سأعود .. معك سيدى
                    ... شكرا لك صديقي
                    لقد وصلني الجواب ...واقع المسرح ... قد طار و ... سيعود ...؟؟!!
                    لك محبتي و مودتي و تقديري
                    ليست القصيدة...قبلة أو سكين
                    ليست القصيدة...زهرة أو دماء
                    ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
                    ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
                    القصيدة...قلب...
                    كالوردة على جثة الكون

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                      ماهو واقع النص المسرحي العربي ... هل هو عاجز عن تقديم رسالته الحياتية ...أم أن العجز المسرحي بكليته هو الذي استبعد النص المسرحي ليحتل مكانه (المخرج - المؤلف) أو ( العرض الذي لا يعتمد على نص مكتوب من قبل كاتب) ...

                      آسف طار الحديث .. سأعود .. معك سيدى
                      أقول أولا .. إن أهم ما يصنع المسرح ، فى جمهوره ، خاصة المسرح الذى يحترم عقل و ذائقة الناس ، و تراثهم و تاريخهم بكل ما يعنى لديهم .. أن يحدث حالة من الجدل الإيجابى ، و أن يساهم فى بلورة الأمر أو الدرس الذى طاله ، أثناء العرض ، نعم أنا مع العروض التى تتبنى وتأخذ منحى المليو دراما ، و على اشعال مشاعر الجمهور ، بالفرح أو البكاء ، و لكن فى حال ترك لى مساحة أتحرك فيها ، و اقترب من وجعى ، و ما أعانى .. سواء عن طريق التراث أو الآنى من إحداث ، و مشكلات تهمنى بالدرجة الأولى .. و لكنى أكون أكثر استمتاعا حين يشركنى الكاتب و الممثل و المخرج فيما يقدم .. و يرغمنى على التفكير ، حتى و لو خرجت على انشغالى ، و جدلى ، و رحلت به إلى بيتى أو مصنعى أو الشارع ، وهذا قمة ما يسعى إليه المسرح الجاد !!

                      و نتيجة لهذا ، و لأنهم فى بلداننا يعوون الدرس جيدا ، و ما تعنيه كلمة مسرح ، تخلت الدولة عن دورها ، فى المساهمة فى بناء ذائقة ، و عقل ، قد يكيل لأدواتها الكثير من النقد و الانتقاد ، و ربما أدى إلى بذر ملامح تمرد فى العقول ، و الرأسمالية تعى هذا جيدا ، و تخافه و تتعامل معه بحساسية شديدة ، و لذا سرعان ما أنتجت لنا ما يسمى بلغة الجسد ، تلك العروض القائمة على حركة الجسد ، التى تصل إلى حد العرى ، ليعيد على الأذهان ، مأساة تحول المسارح إلى بيوت دعارة .. و إن كانت قديما دعوة للتمرد و الاحتجاج فى فترات ضاعت فيها البوصلة !!
                      و لذا أصبح النص لا يعنى المخرج أو الممثل ، إلا بقدر اقترابه أو بعده من الناس .. و المخرج الذى يعمل اليوم أو يعطى شريحة مسرحية ، غير قادر على المقامرة أو التمرد ، فهو يؤدى .. نعم محبة ، و لكن ليحصل على الفتات الذى قرروه له كمخرج يعمل تحت مظلة هيئة حكومية تتحكم فى مسارها الدولة .. و حين يختار فهو يختار المضمون له ، كورقة رابحة ، نص سبق انتاجه لعشرات السنين ، و رآه الناس لعشرات المرات ، فأى مسرح هذا سيدى ، و قد أصبحت سبوبة عيش لا أكثر ، لا ابتكار ، و لا بحث عن جديد ، و لا تمرد كما هو معروف فى عالم المسرح .. !!
                      النصوص كثيرة ، و منها المطبوع ، و أيضا المنسوخ .. و لكن من يعمل .. من عنده الجرأة ليتبنى نصا جديدا ، و اسما لمؤلف حديث ، ليس له رصيد ، وكل ما يحتاجه بعض المغامرة .. !!
                      نعم هناك نصوص جديدة تنتج ، و لكنها تنتج بعلاقات مشبوهة ، و اتفاقات لا تمت لعالم الفن بأية صلة ، الرشوة ، المحسوبية ، الغش .. و كل يقامر بمستقبل أمة ، مستقبل مؤلفيها ، و ممثليها ، ومخرجيها .. والتى تتضمن المقامرة أيضا بذائقة كانت مؤسسة على القيم الرفيعة ، و النهوض الثورى !!
                      sigpic

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد صوانه مشاهدة المشاركة
                        [align=right]صديقي ربيع..[/align]

                        [align=center]* كيف تتشكل الرؤية عندك في النص قبل أن تطلقه من عِقاله؟![/align]

                        لنتفق أولا ، على اختلاف النص المسرحى ، مع لغة القص أو الروى ، فأنا فى الكتابة المسرحية ، أركز على المشهد الذى يعطى متعة متعددة الجوانب ، من حيث الكلمة ، و المنظر ، و الحركة ، و توزيعها على الخشبة أى متعة سمعية و بصرية و تشكيلية ،ووجدانية و التى قد تصل إلى حد الابهار و الدهشة فى تجليها ،ووصولها إلى الكمال الذى ننشده !!

                        و المادة قبل ارتكاب حالة الكتابة ، تخضع أولا لجدل ، مع كاتبها ، مع ما يصح و مالا يصح ، ليست بكامل مفرداتها كما الحال مع القص أو الروى
                        و لكن كخطوط عريضة ، و بنى مشهدى متكامل ، تنتهى عنده الأحداث ، و تتلوه مشاهد ، أيضا لها نسقها ، و لا بد أن تكون فى حالة تصاعد درامى .. و صراعية مع الحدث .. النص المسرحى الجيد لا يعتمد على التوفقية فى الحوار ، و لكن على جدلية الصراع و تناقض المواقف و الآراء .. من هنا يبنى النص المسرحى ذاته ، متقدما صوب درسه المعلن ، و أيضا بأقل الكلمات ، و أقربها إلى الجمهور !!

                        هل قلت أن الرؤية حاضرة قبل الشروع فى الكتابة ؟
                        نعم قلت .. الرؤية متوفرة للعرض ، كعمل متكامل ، أحداث تاريخية مثلا ، حدثت بالفعل ، فأين يكون اجتهاد المؤلف هنا ؟
                        يكون فى المبنى ، و توليفته التى ارتضاها ، فى احكام الصراعية خلال المشاهد أو المناظر أو فصول العمل ؛ فنحن حين نقرر كتابة عمل قصى أو روائى ، يكون العمل مختمرا ، دون تفاصيل ، فقد نعتمد كما قلت على حدث تاريخى ، أو حدث فى جريدة ، أو نقلا عن أحد ، و هذا ما يحدث فى معظم الأحيان ، و عليك أن تهدم هذا ، و تعيد بناءه ، مع احترام الأحداث الحقيقية تاريخية كانت أو غير .. و لك أن لا تعتمد النهاية ذاتها ، إن كان بعيدا عن كونه حدثا تاريخيا للأمانة لضمير التاريخ !!
                        sigpic

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                          [align=right]
                          أيهما أفضل من وجهة نظركم وهل التالي يعد من العيوب في كتابة النص القصصي :

                          1ـ عند كتابة النص و بعد مشاكسة و معاكسة طويلة مع الفكرة .. من وجهة نظركم هل تكون كل الخيوط مكتملة و متشابكة في رأس الكاتب ؟؟

                          2 ـ أم أنه يبدأ و لا يعلم كيف ستذهب به الخيوط التي يجهلها ؟؟

                          مثال للتوضيح :

                          هل تكتب القصة و جميع أجوائها و مجمل الحدوتة مكتملة في رأسك أم تبدأ و تتركها لبركة الموهبة و القلم ؟؟

                          أشكرك لأنك هنا ستكون المعلم عن جد .. و لأن هذا السؤال يؤرقني كثيراً و لا أخفيك سراً جميع ما أكتبه يندرج تحت البند(2) ..

                          محبتي لك و قبلاتي
                          [/align]
                          هل تكتب القصة و جميع أجوائها و مجمل الحدوتة مكتملة في رأسك أم تبدأ و تتركها لبركة الموهبة و القلم ؟؟

                          أشكرك لأنك هنا ستكون المعلم عن جد .. و لأن هذا السؤال يؤرقني كثيراً و لا أخفيك سراً جميع ما أكتبه يندرج تحت البند(2) ..

                          سفاح الصعيد فى الستينات على سبيل المثال !
                          كان خبرا فى جريدة
                          التفاصيل التى تحدثت عن السفاح لم تكن ذات بال
                          و لكن حين استقبل محفوظ ( يرحمه الله ) الخبر
                          كتب نصه الرائع المدهش ( اللص و الكلاب ))

                          يوسف إدريس حين كتب روايته الأروع ( الحرام )
                          و كان الموضوع عبارة عن حدث موت لامرأة من عمال
                          ورضيع مقتول !!
                          و عندما استقبل إدريس الحدث ، كيف شكله ، و بنى تفاصيله
                          لقد أحدث ثورة فى موضوع عمال التراحيل الذين كانوا يعاملون باستهانة و قسوة وتجويع و مرض و فقر !!
                          فى مسرحية البئر مثلا .. التى قامت على حدث معروف ، وهو نكبة البرامكة .. الموضوع متكامل شكلا ، و الحادثة معروفة .. ما الذى أضيفه هنا و قد كتبت كثيرا ، للمسرح و كرواية .. ما الجديد أو الملح الذى أريده حين أعيد كتابتها ؟
                          هنا يكون الأمر صديقى .. الحاضر عنوان ، و المبنى و النسج و الحالة لك أنت .. افعل ما تشاء بها ، قدمها كما تحب .. مع عدم مس التاريخ أى الحفاظ على احداثه إلا إن كانت متواترة ، أى عند مؤرخ غير الثانى ، غير الثالث .. وهذا يحدث كثيرا !!

                          مرات كثيرة نعم ، نبدأ بنقطة أو كلمة ، تكون الشخصية على سبيل المثال هى الدافع ، و لكن معالم ما لا بد أن تكون حاضرة .. نحن هنا لا نكتب الشعر الذى يقوم على الكلمات .. و لكن نكتب القص و الروى و المسرح القائم على الحدث الممنطق فنيا المقنع لوجدان و عقل و ذائقة القارى ء !!

                          محبتى محمد سلطان
                          sigpic

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #28
                            هل يؤثر إدمان القراءة في الروايات والقصص وكتابتها على واقع الشخص
                            أو بمعنى آخر
                            هل واجهتك عقبة ما في هذا الشأن وكيف نتغلب على ذلك..

                            أستاذى حسن .. لا بد أن تؤثر حالة الإدمان للقراءة ،
                            لا بد .. ليكون مغزى القراءة واضحا ، و هدف الكتابة محققا
                            و هو بناء ذائقة حضارية ، و تحقق ذلك من خلال تربية السلوك
                            و التعبير ، و الأسلوب الذى يتعامل به الشخص مع الآخر .. لا بد أن تؤثر ، و إلا ما جدوى أن نكتب .. القراءة تعطيه اجابات عن معضلات فى الحياة ، و قد تذهب إلى تثويره ، و تمكين حالة من التمرد نتيجة لقراءات بعينها ، و قد تذهب إلى تغيبه ، و سجنه فى رومانسية مضللة ، كما تفعل الأنظمة الحاكمة ، و أدواتها ليل نهار ، باتخامنا بالأعمال الفنية التى تردد مقولة تستهدفها الرومانسية ليس فى الإمكان أجمل مما كان !!
                            لنضع أيدينا على شىء مهم جدا ، و هو ما تفعله الأنظمة الآن ومنذ انتكاسات السلام ، إلى ما يسمى ثقافة السلام ، فهى تروج لها ليل نهار أيضا و بمختلف وسائل الاتصال لأنها تدرى أن هذا قادر على جعل الدفة فى يدها .. !!


                            نعم .. تصادفنى كثيرا ، و تعطينى حلولا فى كثير من الأمور الحياتية ، لأن ما أقرأ بشكل واضح هو نتاج تجارب لأخرين ، عبر حيواتهم .. و معضلات غاية التشابك ، هضمها الفنان الذى كتب !!

                            شكرا لك أستاذى حسن ، و أرجو أن أكون بالفعل أجبت عن السؤال !!
                            sigpic

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #29
                              سؤالي هو:هل يمكن أن تكتب بأي لغة أخرى،،وبهدف إيصال أفكارك فقط؟أم أن علاقتك باللغة العربية هي كعلاقة مستغانمي بها "لغة قلب"؟وهل الكاتب العربي ملزم بالكتابة فقط بلغته وإلا اعتبر ذلك عدم وفاء لها؟

                              أستاذة أسماء .. أهلا بك !
                              قرأنا الكثير من مؤلفات الكتاب العرب مترجمة عن الفرنسية أو الانجليزية ، و لم تفقد كنهتها ، أو متعتها ، وما تحمله من دهشة .. قرأنا لابن جلون ليلة القدر و غيرها ، و لكثير أيضا .. و لمصريين كتبوا بالانجليزية ، و لكان لكتاباتهم وقع و متعة
                              ما الفرق .. أظن لا فرق فى الأمر ، إن كان الكاتب يجيد اللغة التى يتحدث و يكتبها ، و يدرك أسرارها كما يدركها أصحابها
                              و ما دعوة أحلام إلا تمسك بلغتها ، و محبة للعربية .. و هذا اكبار للغتنا العربية .. نحسدها عليه ، و نغبط أنفسنا كثيرا به ومنه !!
                              عندما تطالعين جبرييال جارثيا ماركيز فى أى من أعماله
                              و مع اختلاف الترجمات ، و جمالها .. أترين نقص منه شىء ؟

                              كونى بخير عزيزتى
                              sigpic

                              تعليق

                              • حسن الشحرة
                                أديب وكاتب
                                • 14-07-2008
                                • 1938

                                #30
                                يا سلام عليك يا أستاذ ربيع

                                إجابات رائعة

                                بس فين الأسئلة؟
                                أقترح على الأخت سمية تعميم الرابط على بريد كل الأعضاء المهتمين بالسرديات
                                احتراماتي
                                http://ha123san@maktoobblog.com/

                                تعليق

                                يعمل...
                                X