أنا لا أكذب ولكني أتجمل ..( دعوة للحوار ) ...../ ماجي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجى نور الدين
    مستشار أدبي
    • 05-11-2008
    • 6691

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
    وحيث لا مجال من الكلام وهو قسمين ... كلمٌ طيب وكلمٌ خبيث .
    المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة

    والكلمة إن لم تكن بالصدق لن تكون طيبه إذ البر أصله الصدق ولن يُنال هذا البر إلا إذا طبقنا وكنا حيث أمرنا الله لما دعانا فقال " يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " ...وأنتي تتكلمين هنا عن كذبة بسيطه كما يزعم متلفظها أو بيضاء كما أرادوا تبييضها فأصل المعصية الخٌبث ولكن من أراد أن يعصي الله لابد وأن يرى هذا الخبيث مألوفا وكذا الأوهام يصيرها حقائق فلقد صارت الكذبه بيضاء حتى نكذب وصار العري والتفسخ فن وصارت الجعجعه طرب ... لما انقلبت الحقائق وسمي الباطل باسم الحق صرنا لا نفقه شئ.

    أصل لغز حواركم في نطق كلمة بيضاء حيث أننا تعلمنا أنه عند ذكر الكلمه يقوم العقل الباطن باستدعاء مكانها من العمق فحينما ذكر البياض صارت خاصية البحث في الداخل تبحث عن هذا البياض القامع فينا ... فيحدث التناقض وتحدث الصدمه عندما يصطحب البياض والنقاء كلمة الكذب , هكذا عندما نرى من توسمنا فيه البر والفلاح والنصح والرشاد عندما نرى قدواتنا أو يرى الطفل ابيه يأمره بشئ وهو لا يفعله أو ينهاه عن شئ هو آتيه يتعلم الطفل هذا التناقض ويختلط بياض فطرته مع سواد المعصيه فتصبح اللامبالاه عنوانا للحديث كما في وكالات كثيرة وصحف شتى نقرأ الكلام ونحن متأكدين أنه لن يتحقق لطالما سمعناه كثيرا قبل ذلك .

    الحل في الرجوع لفطرتنا النقيه , الرجوع لديننا الذي امرنا بالصدق ولو الظاهر أنه يضرنا والابتعاد عن الكذب وان كان الظاهر منه النجاه ... طرح قيم


    أخي الراقي الطيب أستاذ مصطفى

    شكرا لهذه القراءة التي مزجت بين القيمة الدينية

    والواقع في جديلة راقية تظهر ما قد يظنه البعض

    خافيا ..، فنعم أستاذي العزيز كيف سيكون الحال

    عندما تنهار القدوة ويصير المثل صورة باهتة متناقضة.؟!

    الأب حين يوبخ ابنه على الكذب وعندما يدق الهاتف

    يطلب من الابن أن ينكر وجوده لأن الطالب شخصية

    لايحبها مثلا ,,، وكيف ستكون القدوة مؤثرة والأستاذ

    يدرس مناهج تطالب بالصدق فيصول ويجول للطلبة

    وعندما يخرج من قاعة الدرس يتحول لإنسان عادي

    يتجمل ويتجمل ، عفوا أعني يكذب ويكذب ...

    وعلى هذا المنوال الكثير .. قادة ، ساسة ، رموز دينية

    أعلم أنه من الصائب أن تظل قدوتنا محصورة في شخص

    رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه إلا أن طبيعة الحياة

    تقتضي وجود قدوة أخرى وأخرى معاشة متمثلة في واقع

    نشأة الجيل الصغير الذي نربي فيه القيم وبدلا من ذلك نربي

    فيه التناقض الذي تحدثت عنه أخي فننتج جيلا من الكلمات

    الغريبة والتي تتوالد نتيجة تدني هذه القدوة وتفسخها ، يكمن

    خلفها فكرا منحدرا إلى قاع الإنسانية المشوهة ..

    شكرا لك أخي الفاضل هذا الحضور القيم الذي أثرى

    الحوار بالفكر الصادق ..

    كل الإحترام







    ماجي

    تعليق

    • ماجى نور الدين
      مستشار أدبي
      • 05-11-2008
      • 6691

      #32


      د.م . عبد الحميد مظهر

      الأستاذة العزيزة ماجى

      تحية طيبة

      ـ مرحبا بك دكتورنا الفاضل العزيز وشكرا لتلبية الدعوة
      والمشاركة بفكرك العلمي الراقي دائما ..

      القضية التى قمت بطرحها ليست سهلة الإجابة فى العالم الذى نعيش فيه ، و لكن الإجابة سهلة فى عالم مثالى تتحقق فيه قيم الإنسانية و العدل و المساواة ، ولكن هذا العالم المثالى لا يوجد على أرضنا هذه.

      ـ نعم القضية كبيرة ومتشعبة وصعب الوصول لحلول
      لها على مستوى الواقع المعاش حيث أن المجتمع المثالي
      الغزيرالقيم والمبادىء لم يعد له وجود سوى في
      المدينة الفاضلة لآفلاطون ..


      و لنبدأ بالقصة...قصة إحسان عبد القدوس الكاتب و أحمد زكى الممثل.....لماذا؟

      لأن هذه القصة هى التى بدأت بها و عرفنا من خلالها كلمات

      الكذب و التجمل

      ثم بعد ذلك قمت بتعميم السؤال حول الكلمات ...الكذب و التجمل ...

      وأردت الرأى.

      فى قصة إحسان مجتمع يقيس قيمة الشخص بمعايير حددها المجتمع ، وهى فى أحيان تتفق مع الإسلام و القيم الإنسانية و فى أحيان أخرى لا تتبع قيم إسلامية و لا إنسانية!

      أحمد ذكى فى القصة ليس جميلاً بمقاييس المجتمع.. بمعايير الناس التى تحدد قيمة الفرد ..أبن من؟ و كم تملك؟ و..إلخ.

      ومن هذا المنطلق فأحمد ذكى قبيح..بسبب وضع إجتماعى لوالده و هو وضع ليس قبيحاً بمقاييس الإنسانية و مقاييس الإسلام.

      و لكى يصبح جميلاً كذب... ليزيل القبح الإجتماعى الذى يُقاس به وضعه الإجتماعى

      إذن من هنا فنحن نحدد مقاييس القبح و الجمال و الكذب ( أحمد زكى فى قصة إحسان) إعتماداً على مجتمع لم يعتمد مقاييس إسلامية ولا إنسانية لتقييم الإنسان.

      ومن هنا نسأل فى مثل هذه المجتمعات ( القابض فيها على القيم كالقابض على النار) ماذا يفعل؟

      هذه قضية عملية حقيقة يحاول الإنسان فيها ان يوازن بين القيم الجميلة التى يقرأ عنها ولكنه يعيش فى مجتمع يتصرف الناس فيه بقيم أخرى!

      هناك ضرورات للحياة و هناك قيم مجتمعية و هناك أناس يتفاعل معهم كل انسان ، فماذا يعمل ليحقق حاجاته و أهدافه و طموحاته ؟

      ـ نعم أوافقك الرأي أستاذي الفاضل أن إختلاف المعايير بين
      القيم الجميلة والصادقة التي نقرأ عنها وبين التطبيق الفعلي
      في الواقع المعاش يخلق نوعا من التناقض الغريب تتشكل
      من خلاله نظرتنا الشمولية للحياة ، فتنشأ هذه الصور المهزوزة
      وهذه القيم الملتفة والمعوجة والتي تفرز هذا القبح الإنساني
      الذي يورث جيلا بعد جيل ..
      لذلك نجد ـ كلما تواترت الأجيال ـ تزايد صور القبح وتناقص
      صور الفضيلة حتى أصبحت بعض الكلمات ننظر لها من خلال
      ثقب ضيق وكأننا نرى شيئا لم نعتاده ولم ندركه مثل الشرف
      الفضيلة ، الصدق ، النبل ، الأخلاق ....الخ

      و الحل:..

      1) على مستوى الفرد

      فإذا كان من إولى العزم فعليه الصبر و المثابرة و إحتمال ردود الأفعال ممن حوله...و يتصرف لرضاء الله و رسوله. و الله سيجمله دون كذب

      أما إذا كان ضعيف العزم و الإيمان ، و لا يصبر لتحقيق الضرورات و يسمع لنصائح غالبية ما حوله من الناس فسوف يكذب ، ولكنه سوف يستمر فى الكذب و لكن لحين لأن كذبته ستنكشف ( كما حدث فى الفيلم).

      و لكن على كل حال فهناك بعض الحالات التى يفيد فيها الكذب كما ذكر فى بعض المداخلات السابقة...كذب جميل

      و لكن تبقى القضية ليست سهلة فى مجتمع حقيقى نعيشه كل يوم ، تتضارب فيه المصالح والأهواء و تتغير الاهداف ، و لا تستعمل القيم الجميلة إلا فى الكتابات.

      ـ نعم دكتور بالفعل لم يعد للقيم الجميلة مجالا إلا في كتاباتنا
      وهذه ليست نظرة تشاؤمية ولكنها واقعية جدا ، نظرة موضوعية لمجتمع أصبحت تلك القيم نادرة أو توصف
      على أقل تقدير أنها ضمن العبط الإنساني وأعتذر للكلمة
      ولكن القيم البديلة وإنهيارالقدوة وتواتر الأجيال
      جعل منها صورة للغباء الإنساني فلا وقت أمام أحد
      للتحلي بها وطبيعة الحياة السريعة تفرض
      تفتيح المخ ..،
      هذا هو واقع الحياة والكذب أول طرق الإنحدار
      فهو يجيز كل فعل قبيح ويجد له مبرراته ..

      2) على مستوى المجتمع

      لابد من وجود مصلحين يحاولون تغيير قيم المجتمع السيئة ، و قدوات تجذب الناس للإلتزام بقيم الإسلام الخاصة بكلمات

      جميل و كذب

      و الصالح هنا غير المصلح ، و الحاجة أشد للمصلحين فى المجتمعات التى أنقلبت فيها الموازيين فأبتكرت فيها معانى جديدة مثل..

      الكذب من مستلزمات التجمل حتى يقبلك المجتمع

      ـ يقول كاتبنا الساخر الجميل أحمد رجب :

      "لست أدري لماذا أصبحت حياتنا كذبا في كذب
      حكومة وأهالي ، ولأن كلنا كذابون لا يوجد في طول
      بلدنا وعرضها ولا حتى جهاز واحد لكشف الكذب ."

      و تحياتى




      شكرا لك دكتور لهذه الرحلة القيمة عبر واقعية مجسدة

      للحقائق وإضافة عميقة وموضوعية للصورة التي أصبحت

      عليها المجتمعات الإنسانية ...

      دائما دائما أسعد بمنطقك الراقي في تفنيد الأمور ونظرتك

      الثاقبة التحليلية التي تضيف لنا من فيض علمك فنستزيد ..

      شكرا وألف لحضورك المميز أستاذي العزيز ،،

      ولك دائما كل الإحترام مصحوبا بأرق التحايا








      ماجي

      تعليق

      • ماجى نور الدين
        مستشار أدبي
        • 05-11-2008
        • 6691

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة د. محمد الأسمر مشاهدة المشاركة
        القديرة ماجي نورالدين إحترامي وتحياتي

        المشاركة الأصلية بواسطة د. محمد الأسمر مشاهدة المشاركة

        أود الدخول في نقاش هذه المسألة ولو ببعض الكلمات البسيطة لأهمية الموضوع
        الكذب هو الكذب .. لا يمكن أن يسمى بغير إسمه وفعله ونتائج فعله
        هنالك شيئان مهمان يجب على كل إنسان أن يحتفظ بهما مدى حياته ألا وهما : الصدق والأمانة .. وإذا جرى الإخلال بأي منهما ، تقطعت الأوصال ما بين الشخص ومجتمعه ومن حوله.. لهذا ، يقدم بعض الأشخاص لظروف معينة - معذورين - بإستخدام لغة الكذب ببعض القضايا المهمة والملحة وبخاصة في مسائل الإصلاح ما بين متخاصمين لنقل صورة مشرقة وغير معطلة للصلح ، حيث يقوم هذا الشخص بتجميل العبارات والألفاظ والكلمات من طرف لآخر ، حتى يخفف من حدة المشكلة ، وحال فض الخصام تنتهي الأمور حتى لو أكتشف الأطراف أن ما قيل لهم هو غير حقيقي أو كذب. هنا الكذب ممكن إن تم إستخدامه في هذه الحالة بهدف الخير ، فلا بأس ، على أن لا نعطيه مسميات بيضاء أو أرجوانية أو غير ذلك. الكذب غير مستحب ، فحذار من الوقوع في شرك الكذب ، لأن الصدق من المراتب العليا للخلق الحميد . والكذب بمعظم حالاته يكون بعيدا عن المعاني الإنسانية والخلقية والإجتماعية. حياك الله ورعاك

        مرحبا بالدكتور العزيز الفاضل د. محمد

        أبهجني وجود حضرتك في حوارنا المهم حول الكذب

        كـ آفة أصبحت تأخذ حيزا كبيرا في تعاملاتنا الإنسانية

        وأتفق معك في أن الصدق والأمانة من أهم السمات التي

        يجب أن يتحلى بها الإنسان ليكون على فطرته التي

        أوجدها الله سبحانه وتعالى على الأرض ...،

        ولا أعرف أستاذي الفاضل هل بات حلمنا في عالم

        تحكمه القيم الإنسانية النبيلة كـ حلم أفلاطون

        في مدينته الفاضلة ،،

        أي مجرد أماني لا يمكن بلوغها ..؟؟!

        لا أنظر للخارج بنظرة تشاؤمية ولكن هو طابع الحياة

        وإندثار الموروث القيمي الذي كان لابد أن نتناقله جيلا

        بعد جيل ، حتى أصابت الهشاشة جميع المبادىء ..،

        فعكست وجها مترهلا للفكر الإنساني .. ، والآن سأنهي

        هذا الرد بهذه الجملة الرائعة والتي أقتبستها من ردك الراقي

        "فحذار من الوقوع في شرك الكذب ، لأن الصدق من المراتب
        العليا للخلق الحميد . والكذب بمعظم حالاته يكون بعيدا عن
        المعاني الإنسانية والخلقية والإجتماعية. "

        شاكرة لك هذه المعاني السامية والتي أتمنى أن تعود لقاموس

        لغتنا الجميلة ..

        وشكرا أخرى لحضورك الجميل ودائما أسعد به ،،

        كل الإحترام







        ماجي

        تعليق

        • ماجى نور الدين
          مستشار أدبي
          • 05-11-2008
          • 6691

          #34


          الأستاذة الفاضلة خلود ،،

          أضفت لكِ في ردي الأول هذا الجزء :

          هذا بالطبع خارج نطاق الحالات التي جاء ذكرها

          وقد أبيح فيها الكذب عن رسولنا الكريم

          صلوات الله وسلامه عليه ،،،

          وهنا المعنى الذي تفضلتي بإيضاحه

          مثل حالة الحرب كما ذكرتي ..

          أما في حالة أو موقف خارج الثلاثة

          وهم ..:

          1) بين الزوجين للود والمحبة

          2) حالة الحرب

          3) بين متخاصمين لإزالة الخلاف والخصومة

          خارج هذه الحالات فالإقتصاد أو إخفاء جزء

          من الحقيقة عن تعمد يعتبر كذبا وتدليسا ،،

          طالما يكمن خلفه غرض ما ..

          شاكرة لكِ سيدتي هذه العودة التي جعلتنا نستوضح

          أكثر هذا الموقف الذي يتضمن إفادة ..

          تقبلي كل الإحترام








          ماجي

          تعليق

          • ماجى نور الدين
            مستشار أدبي
            • 05-11-2008
            • 6691

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة صادق حمزة منذر مشاهدة المشاركة
            السيدة ماجي نور الدين
            المشاركة الأصلية بواسطة صادق حمزة منذر مشاهدة المشاركة

            لفت نظري العنوان الذي هو في الحقيقة يحمل كل الموضوع .. وهذا ما طرحه بل وتعمد طرحة إحسان عبد القدوس على لسان بطل القصة .. أنا أتجمل !!

            وبعيدا عن الفتاوي الدينية والتفسيرات المثالية و السفسطائية أقول لك :

            1- إن الكذب هو أحد أوجه النشاط الحيوي والسلوكي البشري والناتج أصلا عن الطبيعة التي خلق عليها الإنسان .. وبعيدا عن أي أساس ديني أو أديولوجي فإن الإنسان هو:

            2- طبيعتين متمازجتين بشكل عجيب :

            أ - جسدية ملموسة ( الإنسان الظاهري ) و تمثل هوية التعريف الشخصي الرسمي والاجتماعي التي يحملها الفرد فالشخص بالنسبة للآخرين هو فقط جسد تثبت أوصافه وصورته في جميع الأوراق الرسمية فإذا زال هذا الجسد يكون قد زال الأنسان لأن الجسد هو كل ما نراه ونلمسه من الإنسان

            ب- نفس وهو الجزء غير الملموس ( الإنسان الداخلي ) أو الطبيعة الأخرى والتي تحمل كل الصفات الغير مرئية في الإنسان مثل عاطفته و عقله وإرادته .. وكل هذه لا يمكن قياسها أو تحديدها


            ولقد اكتشف الأنسان منذ أيامه الأولى في هذه الحياة هذه الميزة بأن لا أحد يمكنه أن يرى نفسي أو( داخلي ) ولهذا فأنا دائما أمتلك مؤهلات الكذب بالطبيعة ..

            وكثيرا ما نرى الأطفال الصغار ينفون ما قاموا به وينكرون مشاعر أحسوا بها ويخفون بكل مكر واقتدار مشاعر الغيرة اتجاه إخوتهم الأصغر منهم ويبرعون بالتظاهر بمحبتهم لأخوتهم الأصغر ولا يتورعون عن اقتناص الفرص للانقضاض على هذا الأخ الأصغر الذي خلق لديه شعور عارما بالغيرة والحسد ..

            وعلى العموم يدأب الإنسان منذ حداثته على إخفاء مساوئه بل وأنكارها إحيانا ثم إظهار محاسنه بل وإدعائها إذا اقتضى الأمر وهذا هو لب الموضوع .. ( إنه يتجمّل فعلا ..)


            وهكذا فالكذب أصبح نشاط سلوكيا عاديا مثل أي سلوك آخر يحكم عليه بالعبرة أو النتيجة النفعية مثل أي سلوك آخر فإن كان الكذب نافعا فاكذب .. وحتى المناهج الدينية اعتمدت هذا التقييم كما رأينا ..

            وهكذا يمكن أن يصبح الكذب حصافة .. والاختلاس نباهة .. والحقد والعنصرية وطنية ..!!

            وقد يصبح أيضا الصدق إفشاء و الشجاعة تهور .. الطهارة غباء والوطنية والأنفة شعارات خشبية تستوجب اللعنات ..!!

            ذك هو الإنسان المعتم فلنتقدم به إلى النور ..

            تحيتي لك ولكل من أدلى بمساهمة في هذا الموضوع



            الأديب والشاعر الراقي الأستاذ صادق

            مداخلتك وصفت وحللت وأوضحت الصورة بكثير

            من الواقعية المطلوبة حينما نتعامل مع آفة تتداخل

            وتركيبة الإنسان وطبيعته الإنسانية ، وأتفق معك

            أن عادة يخفي الإنسان السيىء من صفاته

            ويحاول جاهدا وضع حواجز قوية

            حتى يخفيها عن أعين الجميع بل قد يظهر

            ويجمل صورته بإطار زائف بالعديد من الصفات

            والسمات الغائبة عنه ولكنه يستحضرها من واقع

            معايشته للمجتمع ومعرفة الصفات السائدة

            في كل مرحلة ، فكثيرا مانرى التناقض

            بين الأقوال والأفعال ..

            ويقول أ. د. محمد المهدي أستاذ الطب النفسي :

            هناك تناقضات كثيرة بين الأرقام، وهذا يعكس الاضطرابات القيمية الناتجة عن رسائل متعاكسة يتلقاها الناس، فمثلا تأتي رسائل من مصادر دينية تحرم الكذب، بينما تأتي رسائل من مصادر حياتية براجماتية تبرر الكذب بل وتزينه، والصورة في مجملها تعكس فجوة كبيرة بين القيم المعلنة والقيم السائدة في المجتمع ، وبمعنى آخر إذا راجعنا الكثير من الأرقام في هذه الدراسة وقارناها بما نراه في حياتنا اليومية لأدركنا بوضوح الكثير من التناقض بين ما أعلنه الناس في إجاباتهم وبين ما يمارسونه، ولو أن الاستبيان المطبق به معايير للكذب والتناقض (كما هو الحال في اختبارات نفسية مثل اختبار الشخصية متعدد الأوجه) لظهر هذا الأمر بوضوح يدعو إلى التأمل والعجب. وهذا أمر آخر في الشخصية حيث تعلمت من عصور الاستبداد الطويلة أن تقول ما يرضي أصحاب السلطة وأن تفعل هي ما تريد خلسة. وهناك ما يسمى بإجابات المرغوبية الاجتماعية حيث يقول الناس ما يعتقدون أن الرأي العام يحب أن يسمعه، والمرغوبية الاجتماعية هنا لن تكون طول الوقت في صف التعبيرات البراقة اجتماعيا كالصدق والأمانة والشفافية والوضوح وإنما قد تكون في الجانب الآخر تأسيا بصحف المعارضة التي تنتقد الأوضاع ليلا ونهارا ويبدو محرروها أنهم أبطال أو مصلحون اجتماعيون، وهذا يجعل بعض المفحوصين يتكلمون نفس اللغة الانتقادية تأسيا برموز المعارضة الصحفية، ويبقى في النهاية السلوك اليومي الملاحظ هو الحاكم على السلوك، ولهذا نتمنى أن تستكمل هذه الدراسة بدراسة أخرى لا تعتمد على الآراء بل تعتمد على الملاحظة الإحصائية المنضبطة للسلوك.


            أشكر لك مشاركتك القيمة وحضورك الطيب ودائما أسعد به

            كل الإحترام








            ماجي

            تعليق

            يعمل...
            X