
الأستاذة الفاضلة رنا خطيب
موضوعك الكريم حسّاس جداً في ظل معطيات كثيرة، أهمها:
1. الاتجاه الذي يتبناه الملتقى.
2. الاتجاه العام للمشاركين في الملتقى أدبياً وعقائدياً.
3. مدى شيوع الحرية المسؤولة التي يتحلّى بها الكاتب.
4. لكل من مفهوم الأدب ومفهوم الثقافة حدود أكبر من أية حدود أخرى، وكثيراً ما تتسع أو تضيق المفاهيم تبعاً لاختلاف العقائد، بل تبعاً لاختلاف تصور كل فرد من أفراد العقيدة الواحدة لعقيدتهم المشتركة.
إذا كان الملتقى يؤمن بحرية الرأي، ويؤمن بأن للثقافة والأدب مساحة مناسبة من التأويل والاستعارة والمجاز، والأهم من هذا كله الإيمان بمعنى المعنى، وعدم الالتزام دائماً بظاهر المعنى فقط، إلا في ما لا يمكن حمله على أي محمَل آخر؛ فإنّ الملتقى غير مُلام في هذا الصدد، ويجب البحث في الاحتمالات الأخرى.
وإذا افترضنا أن احتمالاً واحداً فقط من الاحتمالات الأخرى هي التي تؤثرفي سياسة الملتقى التي يظهر عليها، فإنّ هذا بلا شك مؤشّر غير صحّي، إذا استمرّ هذا التأثير.
ولكن، على الرغم مما مضى، فلا يمكن تبرير بعض النصوص التي يَعدّها القارئ معيبة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال تأويلها أدبياً أو فكرياً أو عقائدياً، بل لو شرح صاحب النص المعنى، فظهر طاهر المعنى، فإن اللوم أيضاً يقع عليه لانتقائه ألفاظاً أو تراكيبَ معيبة المعنى ظاهرياً، فلا يستوي هذان الوجهان أبداً.
نعم .. بالإمكان الاستعانة بألفاظ وتراكيبَ ومجازات غير مَعيبة لكنّها تؤدي إلى فكرةٍ محذورة، قد تكون جنسية أو سياسية أو دينية، لكنها تمرّ بسلام، لاختلاف المؤوّلين فكرياً في التحليل.
هذا التقديم النظري مؤسَّس على مشاركات واقعية في الملتقى، ومن الصعب وضع الحدود النظرية أو العملية للفصل بين الجائز وغير الجائز للاعتبارات المذكورة آنفاً.
وللأديبة خلود الجبلي هذان النوعان، ويبقى جرس الإنذار يدقّ ما دام (لا يمسّه إلا المُطهّرون) جزءاً منقولاً من آيةٍ، ولنقل اقتباساً بحسب وصف القدماء له، أو لنقل تناصاً بحسب وصف المحدثين، وكان الأَوْلى الابتعاد عن هذا التناص مراعاةً لأمرين:
1. إنّ تعبير (لا يمسّه إلا المُطهّرون) وصفٌ للقرآن الكريم، سواء بمعنى المس بمعنى اللمس، أو بمعنى الفهم الإدراكي له أو التطبيق العملي لأوامره ونواهيه. وهنا يشمئزّ المسلم المؤمن من استعمال هذا التركيب وصفاً لشيء آخر، وهو العشق في النص.
ولكن يُمكننا أن نستعله تناصاً مع وصف آخر غير هذا.
2. إنّ العبارة المشهورة (لكل مقام مقال) لهيَ من أفضل العبارات المبدئية، التي يمكننا الإفادة منها، فلا يمكنني أن أنشر في مكانٍ ما، وفيه مَن يرفض أفكاري وآرائي وتوجّهاتي !، فلابد من مراعاة ذلك، وإذا أصرّ فعليه أن يتحمّل وِزرَ نشره، وهذا كله بغض النظر عن سياسة المكان بل مراعاة لاتجاه المشاركين فيه.
عودٌ على بدء ...
ــ هل يحتاج النص ــ أي نص: جنسي، سياسي، ديني ــ إلى تشهير ؟ ! وجلبة وضوضاء ؟ !.
ــ أليس من الأفضل انتظار رأي الإدارة مثلاً ؟
ــ أليس من الأفضل محاولة فهم قصدية صاحب النص أو نُصحه على الخاص إذا أمكن أو المطالبة بحذف عبارة معينة أو تغييرها ؟ فإذا لم تقتنع، فاستعمل الوسائل الإدارية، من غير سخرية أو استهزاء أو تحريض. فإنك لم تدرِ ما تبعات نشر تعقيبك الاتهاميّ.
ــ الأخلاق محفوظة والدين محفوظ وكذلك السياسة في بلدك محفوظة ! فالتزم الهدوء، فليس الحفاظ على شيء يحتاج إلى مزايدات.
عملكَ الرصين في إدارة المشكلة هي مفتاح الحفاظ على كل شيء.
النصّ ــ أي نص ــ واحة فكرية وثقافية وأدبية، تجب صياغته بتأنٍ من غير ابتذال في الألفاظ والمعاني.
وقِس كل ما يُنشَر في أي ملتقى على ما تقدّم.
والشكر الجزيل لكم جميعاً.
موضوعك الكريم حسّاس جداً في ظل معطيات كثيرة، أهمها:
1. الاتجاه الذي يتبناه الملتقى.
2. الاتجاه العام للمشاركين في الملتقى أدبياً وعقائدياً.
3. مدى شيوع الحرية المسؤولة التي يتحلّى بها الكاتب.
4. لكل من مفهوم الأدب ومفهوم الثقافة حدود أكبر من أية حدود أخرى، وكثيراً ما تتسع أو تضيق المفاهيم تبعاً لاختلاف العقائد، بل تبعاً لاختلاف تصور كل فرد من أفراد العقيدة الواحدة لعقيدتهم المشتركة.
إذا كان الملتقى يؤمن بحرية الرأي، ويؤمن بأن للثقافة والأدب مساحة مناسبة من التأويل والاستعارة والمجاز، والأهم من هذا كله الإيمان بمعنى المعنى، وعدم الالتزام دائماً بظاهر المعنى فقط، إلا في ما لا يمكن حمله على أي محمَل آخر؛ فإنّ الملتقى غير مُلام في هذا الصدد، ويجب البحث في الاحتمالات الأخرى.
وإذا افترضنا أن احتمالاً واحداً فقط من الاحتمالات الأخرى هي التي تؤثرفي سياسة الملتقى التي يظهر عليها، فإنّ هذا بلا شك مؤشّر غير صحّي، إذا استمرّ هذا التأثير.
ولكن، على الرغم مما مضى، فلا يمكن تبرير بعض النصوص التي يَعدّها القارئ معيبة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال تأويلها أدبياً أو فكرياً أو عقائدياً، بل لو شرح صاحب النص المعنى، فظهر طاهر المعنى، فإن اللوم أيضاً يقع عليه لانتقائه ألفاظاً أو تراكيبَ معيبة المعنى ظاهرياً، فلا يستوي هذان الوجهان أبداً.
نعم .. بالإمكان الاستعانة بألفاظ وتراكيبَ ومجازات غير مَعيبة لكنّها تؤدي إلى فكرةٍ محذورة، قد تكون جنسية أو سياسية أو دينية، لكنها تمرّ بسلام، لاختلاف المؤوّلين فكرياً في التحليل.
هذا التقديم النظري مؤسَّس على مشاركات واقعية في الملتقى، ومن الصعب وضع الحدود النظرية أو العملية للفصل بين الجائز وغير الجائز للاعتبارات المذكورة آنفاً.
وللأديبة خلود الجبلي هذان النوعان، ويبقى جرس الإنذار يدقّ ما دام (لا يمسّه إلا المُطهّرون) جزءاً منقولاً من آيةٍ، ولنقل اقتباساً بحسب وصف القدماء له، أو لنقل تناصاً بحسب وصف المحدثين، وكان الأَوْلى الابتعاد عن هذا التناص مراعاةً لأمرين:
1. إنّ تعبير (لا يمسّه إلا المُطهّرون) وصفٌ للقرآن الكريم، سواء بمعنى المس بمعنى اللمس، أو بمعنى الفهم الإدراكي له أو التطبيق العملي لأوامره ونواهيه. وهنا يشمئزّ المسلم المؤمن من استعمال هذا التركيب وصفاً لشيء آخر، وهو العشق في النص.
ولكن يُمكننا أن نستعله تناصاً مع وصف آخر غير هذا.
2. إنّ العبارة المشهورة (لكل مقام مقال) لهيَ من أفضل العبارات المبدئية، التي يمكننا الإفادة منها، فلا يمكنني أن أنشر في مكانٍ ما، وفيه مَن يرفض أفكاري وآرائي وتوجّهاتي !، فلابد من مراعاة ذلك، وإذا أصرّ فعليه أن يتحمّل وِزرَ نشره، وهذا كله بغض النظر عن سياسة المكان بل مراعاة لاتجاه المشاركين فيه.
عودٌ على بدء ...
ــ هل يحتاج النص ــ أي نص: جنسي، سياسي، ديني ــ إلى تشهير ؟ ! وجلبة وضوضاء ؟ !.
ــ أليس من الأفضل انتظار رأي الإدارة مثلاً ؟
ــ أليس من الأفضل محاولة فهم قصدية صاحب النص أو نُصحه على الخاص إذا أمكن أو المطالبة بحذف عبارة معينة أو تغييرها ؟ فإذا لم تقتنع، فاستعمل الوسائل الإدارية، من غير سخرية أو استهزاء أو تحريض. فإنك لم تدرِ ما تبعات نشر تعقيبك الاتهاميّ.
ــ الأخلاق محفوظة والدين محفوظ وكذلك السياسة في بلدك محفوظة ! فالتزم الهدوء، فليس الحفاظ على شيء يحتاج إلى مزايدات.
عملكَ الرصين في إدارة المشكلة هي مفتاح الحفاظ على كل شيء.
النصّ ــ أي نص ــ واحة فكرية وثقافية وأدبية، تجب صياغته بتأنٍ من غير ابتذال في الألفاظ والمعاني.
وقِس كل ما يُنشَر في أي ملتقى على ما تقدّم.
والشكر الجزيل لكم جميعاً.
__________________
د. وسام البكري

تعليق