جذور الكتابة الشعرية المتحررة عن الوزن والقافية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    جذور الكتابة الشعرية المتحررة عن الوزن والقافية

    .
    .
    جذور الكتابة الشعرية المتحررة

    عن الوزن والقافية


    يقول الأستاذ د. على متقي : " لقد استمد الاتجاه الحداثي تصوره ومفهومه للشعر فعلا من اتجاهات متعددة منها ما هو فلسفي ويتجسد في الفلسفة الوجودية أساسا ، ومنها ماهو شعري ، إذ عاد إلى الاتجاهات الشعرية الحداثية الغربية وإلى كتاباتها النظرية فقد كان لبودلير ورامبو وروني شار وبول فاليري ... وغيرهم الاثر الكبير في بناء التصور الحداثي ،دون أن ننسى كتاب سوزان بيرنار قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا فمن روني شار مثلا اقتبسوا مقولة : الكشف عن عالم يظل في حاجة إلى الكشف . وقد ركزت على الفلسفة الوجودية لأنني حصرت موضوعي في الخلفيات الفلسفية دون الشعرية" .

    فأستاذنا توقف في بحثه في مرحلة تاريخية معينة واستمد منها تجربتها، وما اجتره العرب منها دون الغوص في بحر التاريخ للكشف عن رموزنا التي تناقلت شعرية النثر وكتبت فيه قبل الغرب بكثير.

    ابن البناء العددي المراكشي (71-21 هـ1321 م)صاحب التصانيف التي فاقت المائة رغم ما اشتهر عنه من إيجاز في كتابته:

    قصدت إلى الوجازة في كلامي*** لعلمي بالصواب في الاختصار
    ولم أحـــــذر فهوما دون فهمي*** ولكن خفت إزراء الكبـــــــــــار
    فشأن فحولة العلـمـــاء شأني *** وشـــــأن البسط تعليم الصغار

    ونقل عنه البروفيسور عبد الله الفيفي** عما يشبه الشِّعرية في مصطلح الحديث حينما قال:
    " المنظوم يكون شعرا وغير شعر، كما أن الشعر يكون منظوما وغير منظوم" (1)

    إذ يظهر أن كلامه هنا ليس إلا على " الشعرية " بما تتوفر عليه من خاصية "التخييل" لا الشعر بما هو جنس أدبي مقابل للنثر، بدليل عبارته الأخرى الصريحة : " أهل العرف يسمون المنظوم كله شعرا، ولا يسمون شيئا من المنثور شعرا" (2)

    ومن ثم فهو يستعمل "الشعر " بمعنى"الشعرية" أو "القول المخيل:" أو القول "الشعري" حسب شراح أرسطو من فلاسفة العرب.
    ذلك أن الشعر بما هو جنس أدبي، كثيرا ما كانوا يصطلحون عليه ب"النظم" و"المنظوم" كما يفعل ابن البناء نفسه، لقد كان ابن البناء يطلق في الغالب على صاحب النص الشعري "ناظما لا "شاعرا" (3)

    ومن هنا يكون استخدامه مصطلح " الشعر" بمعنى خاصية "التخييل" في النص، وإن لم يكن النص شعرا، من حيث بناؤه وجنسه.

    فالشعر (الشعرية) لديه: " الخطاب بأقوال كاذبة مخيلة على سبيل المحاكاة، يحصل فيها استفزاز التوهمات" (4) أ ما الشعر الحقيقي لديه فهو المنظوم "المخيل" معا (5)؛ بل أكثر من هذا يرى، ابن البناء أن مصدر الجمالية، لا تنبع من "الشعرية" و"التخييل"، وإنما مما يسميه صناعة البديع، ف "ما كان من كلام مضرّس الألفاظ، مجمّع الأجزاء، غير مسجوع،مختتم الأواخر بحروف متباينة، فهو خارج عن البديع، ولاحق بكلام العوام" (6).

    وقد سبق أيضا القرطاجني ابن البناء المراكشي،وتحدث أيضا عن الشعرية، وقبله أيضا الوليد ابن مغيرة وقوله في القرآن.

    ووضمن الحوار مع الأستاذ د.عبد الله الفيفي قال : " ولليونان عَروضٌ لبحور الشعر والتفاعيل عندهم تُسمّى الأيدي والأرجل." ومحدّد الجنس الشِّعري وفق هذا المنظور هو التخييل فقط، بقطع النظر عن الموسيقى الشِّعرية، وما كذلك هو الجنس الشِّعري وفق المزاج العربيّ منذ عرف العربُ الشِّعر، وإلاّ فإن كثيرًا من النثر العربي منذ العصر الجاهلي يُعدّ شِعرًا بحسب التوصيف السابق، ومنه سجع الكُهّان؛ لأن مقدّماته مخيّلة، بل فوق ذلك هو لا يخلو من التنغيم والإيقاع؛ كما أن نصوصًا إسلاميّة كالمواقف والمخاطبات لدى النِّفري- على سبيل المثال- محض شِعر إذن، وهو ما لم يزعمه النِّفري نفسه! بيد أن هناك من يزعمه اليوم، ويصرّ على فرضه، بل يصفه تطوّرًا جديدًا للشِّعر العربي، وربما قال: إنه يَجُبُّ ما قبله من شِعر! مع أنه موجود في تراث النثر العربي منذ القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي، وقبل ذلك، كما أشرنا!"

    ولهذا أقول لأستاذي الكريم د. علي متقي هذه جذور الشعرية المتحررة عن الوزن والقافية، فكيف بنا نقف عند من قلدوا ثقافتنا؟ ولو يأتونا بجديد سوى اسم "قصيدة النثر" والاسم ترجمة غير دقيقة لما جاء به الغرب. "Le poème en prose".


    ــــــــــــــ
    ** حداثة النص الشعري في المملكة العربية السعودية ص121 وما بعدها.
    1- في كتابه " أرسطوطاليس في الشعر" وانظر الحداثة لعبد الله الفيفي ص 127
    2- ابن البناء العدادي م.ن.
    3- وعن ابن البناء العدادي وكتابه ينظر: المانع ، سعاد بنت عبد العزيز،(1425هـ.محرم=2004 مارس)، وثنائية الشعر/غير الشعر في المنظوم عند ابن البناء العددي دورية جذور، النادي الأدبي الثقافي بجدة ج 16 م8 ص 277- 328)
    4- ابن البناء العددي، 81 . وهو ينظر إلى الشعرية نظرة أفلطونية، متنقصة، لاقترانها بالمغالطة، والخداع، والكذب، وخروجها عن باب العلم، ودخولها في باب الجهل، سواء وجدت في المنظوم أو المأثور (ينظر 81-82).
    5- وينظر المانع، سعاد.
    6- ابن البناء العددي 174.
    [/right]
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 30-12-2009, 21:51.
    http://www.mhammed-jabri.net/
  • علي المتقي
    عضو الملتقى
    • 10-01-2009
    • 602

    #2
    الأستاذ الفاضل محمد جابري : اسمح أن أبدي بعض الملاحظات حول ما ورد في موضوعكم .

    الجذر لا يسمى جذرا لساق وردة ما إلا إذا كان هناك تواصل بينه وبين هذا الساق. ولا يكفي التشابه بينهما حتى نجعل من الجذر أصلا للساق . فالشعراء الأوائل الذين نظّروا وكتبوا قصيدة الشعر الحر المتحررة من الوزن و القافية لم يكتشفوها في ثقافتنا العربية ، لا ولا تأثروا بما هو موجود من كتابات نثرية ذات نفس شعري في تراثنا العربي ، ولو فعلوا ذلك لكانوا مبدعين حقا وسجل لهم التاريخ إضافة شيء جديد إلى ما أبدعه قدماؤنا مشارقة ومغاربة .
    إن هؤلاء الشعراء والمنظرون وجدوا قصيدة الشعر الحر جاهزة إبداعا وتنظيرا في الثقافة الغربية ، فأعجبوا بها ، ونقلوها إلى الثقافة العربية . وبعد الانتقال والانتشار هنا ، ظهر نوعان من النقاد : نوع سلفي رافض لأن يكون للغرب ميزة علينا ، فلم يهتم بخلفيات هذا النوع من الكتابة ولا بالسياق الذي أنتجه ولا بالنظرية الفلسفية المحيطة به ، وإنما إالتفت إلى شكله ، فتفرغ للبحث عما يشبهه في ثقافتنا العربية الأصيلة ليواجه به المُتغربون ، ويقول إن هذا موجود عندنا أيضا، ولم نسمه شعرا . وهو نقد متهافت لا يهمه البناء بقدر ما يهمه التميز والسبق التاريخي والتفوق على الغرب . وليس ذاك همنا ولا خلفية من خلفيات قرائتنا وبحثنا في الموضوع .
    النوع الثاني حداثي ، فللرد على النقد السلفي و العروبي وعلى اتهاماته له بالتغريب و الخيانة لجأ إلى التراث باحثا عما يمكن أن نعتبره جذورا لهذا النوع من الكتابة ، وليؤكد أن ما قام به له أصل في ثقافتنا العربية، و ما جديده إلا تطوير وتركيب للأنواع الأدبية القديمة و ليس شكلا جديدا غريبا عن ثقافتنا العربية . وهو أيضا نقد متهافت .
    إن الشعراء المنظرون للشعر الحر ولغيره من الأشكال الشعرية التي جاءت بعده كقصيدة النثر والكتابة لم يكتشفوا ما في تراثنا من تنوع وإبداع إلا بعد اكتشافه في الغرب. من هنا فالجذور هي التي تسقي الساق وليس تلك المجاورة له و التي لا يربطها به إلا التولجد في الحقل نفسه . وقد صدق الأستاذ عبد الفتاح كليطو حينما قال إن دانتي أسبق تارخيا في وعينا من أبي العلاء المعري لأننا اكتشفنا قيمة رسالة الغفران بعد قراءة الكوميديا الإلهية . الرأي نفسه ذهب إليه أدونيس ، فقد اكتشف أبا نواس بعد قراءته لبودلير وما قاله النقد الأوروبي في بودلير فقال : أبو نواس بودلير العرب. ولو اكتشف أبا نواس قبل بودلير لقال : بودلير أبو نواس الغرب ، واكتشف قيمة أبي تمام بعد تعرفه على مالا رمي وما قاله النقد في مالارمي فقال أبو تمام مالارمي العرب. إذن فالغرب هو الأصل الذي فتح أعيننا على ما في التراث العربي من قيم ثقافية لا ينكرها إلا جاحذ . ولولاه ولولا مناهجه ودراساته وتحليلاته ما كنا لننتبه إلى ما في هذا التراث من أشكال إبداعية لا يمكن تصنيفها تصنيفين فحسب إما شعر وإما نثر على نحو ما فعل النقد العربي القديم .
    إن الحداثة العربية حينما نظّرت للشعر الحداثي كان همها إعلان القطيعة مع التصور السلفي ومع العقلية التراثية التي ترى في النموذج والقدوة الذي يجب أن نحدو حدوه لأنه ليس هناك أبدع مما كان ولا يمكن أن يكون ، والانفتاح على ما عند الآخر والاستفادة منه لإبداع أدب عالمي الصفة له بعد إنساني كوني .
    2 ـ إن الكتابات العربية النثرية ذات النفس الشعري لا علاقة لها بقصيدة النثر ، ولم يقل أحد من شعراء الحداثة ومنظروها على أن النفري في مواقفه أو غيره كتب قصيدة النثر .إنه كتب كتابة إبداعية أخرى لها مواصفاتها أبدعها المتصوفة للتعبير عن إشراقاتهم، وهي كتابة تتقاطع مع قصيدة النثر في الكثير من الخصائص ، لكنها ليست بالتاكيد قصيدة للنثر . ولما انتبه إليها أدونيس متأخرا أضفَتْ على شعره قيمة مضافة جديدة . فلا يكفي أن يكون هناك تخييل في الخطاب النثري لنسمية قصيدة نثر. فقصيدة النثر كما سبقت الإشارة نص شعري أولا يستخدم النثر لغايات شعرية يتميز ببنائه ووحدته العضوية وكليته وانغلاقيته وقصره وتخلصه من الزمان والمكان و المناسبة وتسلسل الأحداث. وفوق هذا وذاك إجابة عن سؤال معاصر صادر عن مجتمع يؤمن بالفردانية و التميز و الفوضوية الخلاقة و كتابة النص لا على مثال . أما الكتابات النثرية ، فحتى لو وظفت النفس الشعري فتوظفه لغايات نثرية ، إذ تتميز بالاسترسال في الكلام و الإطناب و تسلسل الأحداث وتعالق بعضها ببعض . وتجيب عن أسئلة مخالفة لأسئلة قصيدة النثر ، لذا نجد الكثير من المتصوفة يقومون بشرح نصوصهم بأنفسهم حتى يتم فهمها لأنهم محكومين بالوظيفة البيانية للغة على نحو ما فعل ابن عربي في شرحه لديوان ترجمان الأشواق .
    وفرق كبير بين أن نفكر من خلال الظاهرة وأن نفكر فيها . فلا يكفي أن يقول عروة بن الورد "
    أفرق جسمي في جسوم كثيرة """"" وأحسوا قروح الماء والماء بارد
    حتى نقول إننا أسبق إلى النظام الاشتراكي.
    تحياتي الصادقة
    التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 01-01-2010, 08:37.
    [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
    مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
    http://moutaki.jeeran.com/

    تعليق

    • وليد صابر شرشير
      عضو الملتقى
      • 21-10-2008
      • 193

      #3
      الأخ الأستاذ/محمد جابري
      الأخ الأستاذ/علي المتقي

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      الشكر لكليكما لإنارة الطريق نحو ما هو جماليّ،إنها لإشكاليّة صعبة نحو فهم الذوق ونحو الحزلقة الممعنة في الفوضى الدلالية،إن الشعر لهو فنٌّ مائز شديد الخصوصية؛ظهرت دعاوى للتماهي في الضبابية العالمية فلم يغنِ واضح ولم تعِ النخبة ما يهدد الذوق من أخطار..
      المشكل أننا نقلد دونما حرج بحجة مواكبة العصر ومسايرة النظام العالميّ وإنتاج موديلات غربية ؛فنحن نحتكم للغرب في كل شئ،وحتى صوتنا المائز (يشوشر)عليه قوم لا هم لهم إلا الافتتان بالغرب ،وكل ما هو واعٍ نيّر فقليل الذكاء(سلفيّ)وكأن الذوق لعبة،عدم الرؤية يؤدي إلى الخبال والفوضى..
      الشعر فن مخصوص في كل أمة؛فهكذا نشأ الذوق؛أما ضرب الذوق في مقتل العولمة فهو من الاحتجاجات التي تمعن في الجهل؛أساسيات الفن وجوهره لهى أسس للأمة لا يجب أن نتحزلق نقداً وتعالماً كي نظهر أننا مواظبون على عصرنة المجاهيل..
      التصورات الذوقية تقول أن الخروج على الخصائص يلزمه أن تلزمنا تخطئ تلك الخصائص؛وأما أن يصمد الشعر العربيّ ألفي عام أو ألف وستمائة عام على تقدير الحفريات في اليمن وشبه الجزيرة على هذا النمط،ثم يذهب التاريخ غرباً وشرقاً ثم يتقدم ويثبت ذلك الفن،ثم نختلق جذور لهلاميات فذلك أدعى للضحك،وذلك أدعى للألم من واقع أناس معروف أنهم أهل علم بالذوق وأهله....

      ولي عودة فابقيا بسلام

      أخوكم
      في هذا العالم..من أينَ؟!
      نحن أينَ؟؟!
      [URL="http://magmaa-as.maktoobblog.com"]http://magmaa-as.maktoobblog.com[/URL]

      تعليق

      • محمد جابري
        أديب وكاتب
        • 30-10-2008
        • 1915

        #4
        أستاذي الكريم د. علي متقي؛

        أشكر لك هذه المداخلة وما حملتك من عناء. فالفكرة الرئيسة لهذا الموضوع أخذتها من فمك، في حوارك مع الأستاذ د. ظافر العمري - على هامش موضوعي: " الشاعرية بين الشعر والنثر" وأنت توضح له بامتنان إن استطاع أن يجد في تراثنا القديم ما يعكس هذه الرؤى.

        وها أنا ذا أبنت بما فيه الكفاية، يا أستاذي الغالي، بأن من جاء بعد ابن بلدتك مراكش لم يأتنا أدونيس بشيء يفوقها إلا اسم سحبه على القصيد أما التوظيف الشعري فقد كفانا مؤونة كلام غيره والمصيبة عند العرب الناقلين لفكر أدونيس بأنهم لم يحسنواحتى ترجمة العبارة "le poème en prose" إلى : "قصيدة النثر".

        وهي ترحمة غير سليمة وتركت الفرصة للرجوع إليها في موضوع أخر.

        ولا أنسى أن أثني على الأستاذ د. عبد الله الفيفي الذي بحث عن جذور هذا الفن في أدبنا، وكشف عنه النقاب.

        وتنكر سيدي استعمالي لكلمة جذور، فكم تريد من الكفاءات التي اشتهر بها غربيون وسجلوا فيها السبق بأنهم أخذوها من لدن العرب وسجلوها بأسمائهم.

        ومن المضحكات المبكيات أنني كنت بصدد الدراسة مع أحد المعاهد الفرنسية لعلم النفس، فإذا بالمدرسة تعطينا نموذجا لحساب الجمل عند العرب وتطلق عليها اسم : "la methode de paris".

        وما موضوع الأستاذ عبد الله الفيفي " صخرة حائل.. وقانون نيوتن!" إلا نموذج مما نحن فيه والموضوع منشور في صالون الحوار الفكري والثقافي.

        لماذا لا نحتفي بتراثنا احتفاءنا بتراث الكفار، مع ما للكلمات من دلالات؟

        وحتى لا نستوي مع تغطيتهم للحق، كما يفعلون،فلا ننكر ما قدمته الدراسات الغربية الأدبية من خدمة جليلة للنهوض الحضري بالتراث القيم لأجدادنا.

        وأسألكم ماذا جاءنا به أدونيس بعد ما سطره ابن البناء المراكشي أو العددي كما يسميه أخرون.؟

        وأترك مناقشة تفاصيل هذا للمداخلة المقبلة رغم ما أبنته في أرضية الكلمة.

        وختاما أقول إن فكرتك هي التي دفعتني للاستفادة من كتاب الحداثة لد. عبد الله الفيفي ,أرى ثمرتها أينعت لتطرد مهيار بفكره العميل للسوفيات آنئيذ ليندحر ويموت بهدوء، ولنا وللشعراء أن يقتفوا أثر الأجداد الأفذاذ أ مثال ابن البناء والذي تعمدت الكلام عليه بشيء من التفصيل دون القرطاجني وابن النفري وغيره...

        فكرتك وجدت أذن واعية فناصرتها، وقدمت لك طبق شيق يبغي الافتخار به والاعتزاز به، ودفن ما فرضه علينا غيرنا من مقررات، وتعاليم...

        والخلاف على كل أحوال بنظري لا يزيد الموضوع إلا بحثا وتفجيرا للمظلم من الجوانب وتبيانا لها، ومحبتكم لا يخدشها الخلاف أو الالتقاء في الرأي أو عليه.
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 01-01-2010, 11:04.
        http://www.mhammed-jabri.net/

        تعليق

        • نورس يكن
          أديب وكاتب
          • 01-09-2009
          • 684

          #5
          بصراحة ان اضيف لفظ لا اقتنع به
          فقط لصحة النظم فهذا شرعي لدى العروضيين
          غير مقبول لدينا
          إشكالية الحداثة في الشعر
          لم تعد تحتمل كل هذه التأويلات
          اذا افترضنا انها غربية : فالغرب اخذ عنا الكثير
          لماذا نمتنع عن الاخذ عنهم
          لنفترض انها على اسس فلسفية وجودية
          واين الخطأ اذ لم تتعدى حدود المحرامات

          انا دائما لاحب الاطالة : ادرجت مقال في احد المرات
          يتحدث عن شاعر يسمى النفري
          ويلقب بشيخ قصيدة النثر العربية
          عاش في القرن الرابع الهجري
          سأعود لكم بالمقال بعد قليل مما يثبت حقيقتنا التاريخية

          ومع كل ماسلف من اراء ارى انه من العقل الابتعاد عن النقاش
          فالمنظوم محترم والمنثور محترم
          والموروث الشعري العربي محترم
          ولكن القصيدة الحديثة او قصيدة النثر
          اثبتت نفسها بشعراء واسماء وكتب وقصائد
          وعليكم التقبل

          تقبلوا مروري المتواضح
          وشكرا للاستاذ الجابري على الدعوة

          تحياتي للجميع
          نورس يكن
          (( انا اكبر من العروض ))

          تعليق

          • علي المتقي
            عضو الملتقى
            • 10-01-2009
            • 602

            #6
            الأستاذ الفاضل :
            هناك فرق شاسع بين السؤال الذي أسعى للإجابة عنه ، والسؤال الذي تسعى للإجابة عنه . و إذا كان هناك فرق في الأسئلة ، فطبيعي أن يختلف الجواب . أنا يا سيدي لاأبحث في من له حق الأسبقية في هذه الظاهرة أو تلك ، ولا يهمني أن أبحث فيه لأنه سؤال ميتافيزيقي أيديلوجي . فالفكر فكر إنساني ساهمت فيه كل الحضارات المتتالية بدءا من الحضارة الفرعونية مرورا بالحضارة اليونانية والعربية و انتهاء بالغربية . إنني أبحث في الظاهرة نفسها ، ومن أين استقاها هؤلاء الشعراء الذين دعوا إليها في ثقافتنا العربية في الثلاثينيات من هذا القرن مع أمين الريحاني ومن جاء بعده . فقلت إن هؤلاء تأثروا بثقافتهم الغربية و بالفكر الوضعي السائد في عصرهم ، ولم يعرفوا أن في التراث العربي الإسلامي ظواهر متميزة لأشكال شعرية جديدة إلا بعد الوعي بالظاهرة التي تعرفوا عليها في الغرب . أما هل الظاهرة انتبه إليه البلاغيون العرب أم لم ينتبهوا إليها ، فليس موضوع سؤال بالنسبة لي الآن . إنني أبحث في مصادر التنظيرات العربية المعاصرة .
            وها أنت يا سيدي تكتشف أن تراثك انتبه إلى هذه الأشكال مبكرا ، وماذا بعد ؟ هل نكتفي بقراءة ما ورد في التراث ولا نطلع على ما أنتجه الآخر . هل ندخل معه في حرب ديبلوماسية عمن له حق الملكية الفكرية .
            الفكر لا شرقي ولا غربي إنه فكر عالمي كل يضيف إليه لبنة و الذي جاء متأخرا يستفيد مما بناه الأوائل .
            ـ تصر على أن الحداثيين لا يحتفون بالتراث العربي كما يحتفون بالفكر الغربي . وهو كلام غير صحيح ، فاحتفاء الحداثيين بالتراث العربي و اكتشافاتهم لم يقم به أي اتجاه آخر ، فالنقد الحداثي هو الذي أبرز بشارا وأبا نواس وأبا تمام و المعري و النفري ... ورفعهم إلى مصاف الكتابة العالمية . و تحليلات كمال أبي ديب للنصوص القديمة في الرؤى المقنعة و جدلية الخفاء والتجلي وتحليلات أدونيس الشعرية لا ترقى إليها القراءات النقدية التي تنحو نحو النقد القديم وتعتصم به بدعوى الأصالة .
            ـ تصر دائما على أن تصف أدونيس بالماركسي و اليساري و السوفياتي . والواقع أن أدونيس لا علاقة له بكل هذا الفكر ، بل إن الحداثة كما نظر لها دخلت في صراع تاريخي مع الواقعية الاشتراكية العربية . ورفضت مفهوم الالتزام في بعده السارتري والماركسي . ودعت إلى الفردانية التي تناقض الفكر الماركسي .
            التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 01-01-2010, 18:49.
            [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
            مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
            http://moutaki.jeeran.com/

            تعليق

            • د. وسام البكري
              أديب وكاتب
              • 21-03-2008
              • 2866

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نورس يكن مشاهدة المشاركة
              بصراحة ان اضيف لفظ لا اقتنع به
              فقط لصحة النظم فهذا شرعي لدى العروضيين
              غير مقبول لدينا
              إشكالية الحداثة في الشعر
              لم تعد تحتمل كل هذه التأويلات
              اذا افترضنا انها غربية : فالغرب اخذ عنا الكثير
              لماذا نمتنع عن الاخذ عنهم
              لنفترض انها على اسس فلسفية وجودية
              واين الخطأ اذ لم تتعدى حدود المحرامات

              انا دائما لاحب الاطالة : ادرجت مقال في احد المرات
              يتحدث عن شاعر يسمى النفري
              ويلقب بشيخ قصيدة النثر العربية
              عاش في القرن الرابع الهجري
              سأعود لكم بالمقال بعد قليل مما يثبت حقيقتنا التاريخية

              ومع كل ماسلف من اراء ارى انه من العقل الابتعاد عن النقاش
              فالمنظوم محترم والمنثور محترم
              والموروث الشعري العربي محترم
              ولكن القصيدة الحديثة او قصيدة النثر
              اثبتت نفسها بشعراء واسماء وكتب وقصائد
              وعليكم التقبل

              تقبلوا مروري المتواضح
              وشكرا للاستاذ الجابري على الدعوة

              تحياتي للجميع
              نورس يكن
              الأديب الكريم نوس يكن
              أهلاً وسهلاً بك، لدينا ثلاثة ملحوظات على تعقيبك الكريم:

              1. قولك:
              ومع كل ماسلف من اراء ارى انه من العقل الابتعاد عن النقاش .

              إنّ الصالون للموضوعات الحوارية، ولا شيءَ غير قابل للحوار في الدراسات الانسانية، فلا يمكن الابتعاد عن النقاش كما تنصح به الباحثين.

              2. قولك:
              ولكن القصيدة الحديثة او قصيدة النثر
              اثبتت نفسها بشعراء واسماء وكتب وقصائد
              وعليكم التقبل

              لا يمكن قبول عبارة: (وعليكم التقبل) !، إذ لا اشتراطات ولا مُسلّمات نهائية في الحوارات ولا في البحوث والدراسات.

              3. يقبل الصالون بملخص المقالة مع التعقيب عليها من صاحب المشاركة، وولا يقبل بنقلها كاملةً.

              مع خالص التقدير.
              د. وسام البكري

              تعليق

              • محمد جابري
                أديب وكاتب
                • 30-10-2008
                • 1915

                #8
                الأستاذ صابر شرشير؛

                ما يمكنني أنأذود به عن الأستاذ د. علي متقي هو ما عرفته عنه من عمق في التفكير، ورزانة متأملة، وخبرةطويلةببعد درايتها، وقبل ذلك فهو رجل من آل البيت ذو أصالة ضاربة في العراقة جذورها، لكنني أختلف معه ومع أستاذي الأخر عبد العالي الوزاني الرجل الثاني والذي أراه أيضا شريف النسب من آل البيت، ذي عراقة في النسب أيضا لكنهما ينطلقان أحرارا في دراسة الشعر من أي وعاء وجد، مع عمقهما في التدين؟.

                وهذا ما لم أستطيع الغوص فيه لكون حواجز تمنع خطاي من المشي في أرض خالفت توجهي، وهذا ما جعلني أسمي الأشياء بمسمياتها.

                ولقد استدعيت مرة للمشاركة في مسيرة تأييدا للشعب الفلسطيني فأقسمت رجلاي بأنها خطى لا ترضي الله لما تلبس بالأمر من ملابسات، فمكثت مكاني.

                فحين ألبس أدونيس لباس الفكر الشيوعي فلا يعني هذا بأنه كان منخرطا في الحزب الشيوعي لكن قصيدة مهيار خدمت الفكر الشيوعي وابنه اليساري خدمة جليلة لا غبار عليها، ولا ينافح عنها منافح لرد شيوعية فكرها بدعوى أو بأخرى.

                فهذا التحرر من كل القيود ليرتموا في البحر الشعر وكلهم إحساس لينتشوا ما استطاعوه من رناة، أو لذة تصوير، أو خفقة قلب تجاوبت مع جديد تعبير، فلو كان الأمر مقتصرا على أحدهما لقلت هذه خصوصيته، لكن أن يشتركا في مواصفات معينة...!

                ولئن وجدت من فرق بينهما فكون الوزاني رجل ذا ثقافة عصامية، حتى لا نقول بأن المسألة مسلسلة بالمصافحة - كما يقول المحدثون-بينما د. علي متقي رجل أكاديمي التكوين والثقافي، فهل الفلسفة هي التي أفتت فتياها عليهما؟...

                الأستاذ صابر شرشير،
                أعلم غيرتك على الأصالة المستعلية على حطام الجاهلية، وزيفها، والأنفة للتميز بالعراقة الحقة، وأعلم أيضا بأن مراكش أثر فيها السلفيون تأثيرا بليغا الشيء الذي جعل أستاذنا د. علي متقي ينظر إلى المرء من زاوية تحرره فإما متحررا وإما سلفيا متزمتا.

                التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 01-01-2010, 21:03.
                http://www.mhammed-jabri.net/

                تعليق

                • وليد صابر شرشير
                  عضو الملتقى
                  • 21-10-2008
                  • 193

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                  الأستاذ صابر شرشير؛

                  ما يمكنني أن أدب به عن الأستاذ د. علي متقي هو ما عرفته عنه من عمق في التفكير، وقبل ذلك فهو رجل من آل البيت ذو أصالة ضاربة في العراقة جذورها، لكنني أختلف معه ومع أستاذي الأخر عبد العالي الوزاني الرجل الثاني والذي أراه أيضا شريف النسب من آل البيت، ذي عراقة في النسب أيضا لكنهما ينطلقان أحرارا في دراسة الشعر من أي وعاء وجد.

                  وهذا ما لم أستطيع الغوص فيه لكون حواجز تمنع خطاي من المشي في أرض خالفت توجهي، وهذا ما جعلني أسمي الأشياء بمسمياتها.

                  فحين ألبس أدونيس لباس الفكر الشيوعي فلا يعني هذا بأنه كان منخرطا في الحزب الشيوعي لكن قصيدة مهيار خدمت الفكر الشيوعي خدمة جليلة لا غبار عليها ولا ينافح عنها منافح لرد شيوعية فكرها بدعوى أو بأخرى.

                  فهذا التحرر من كل القيود ليرتموا في البحر الشعر وكلهم إحساس لينتشوا ما استطاعوه من رناة، أو لذة تصوير، أو خفقة قلب تجاوبت مع جديد تعبير، فلو كان الأمر مقتصرا على أحدهما لقلت هذه خصوصيته، لكن أن يشتركا في مواصفات معينة، ولئن وجدت من فرق بينهما فكون الوزاني رجل ذا ثقافة عصامية، بينما د علي متقي رجل أكاديمي التكوين والثقافي، فهل الفلسفة هي التي أفتت فتياها عليهما؟...
                  الأستاذ جابري

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  وهل تكلمتُ في التقليل من شأن هذين الجليلين؛إنما قصدي واضح وهو ألا نخرج عن الذوق بحجة التطوير،والتجديد جميل ولكن يلزمه حساب المحتسبين؛وإلا تكن قسمة ضيزى!..
                  عمود الأمر أن التفكير شئ والانخراط والهوس والمجون حد الابتداع الزاري كل الجماليات لشئٌ صعب وأليم؛وإن كان النثر من عناصر التعبير التي تسطّر البوح بلغة منسابة جلية ؛فهذا يلزم أن نزن النثر بميزان الزائقة،فهو في ذوق الأمة (كجنسٍ أدبيّ):مقامة أو خاطرة أو قصة أو مقالة او خطبة؛ونشأ الذوق(الجيّد)ودرب وتمرّس وخاض على هذا الأساس؛ويمكننا من الاحتكام إلى استقراء تاريخ ما يُدعي(صيدة النثر)أن هذا الأسلوب استجد في بيئة أعجمية(مخالفة لذوقنا)؛وحيث أننا نتبع ونقلد على الدوام لنشاكه السادة الغربيين فقد طلع علينا المتحللون بتطبيقات التقليد والتماهي في الآخر وتمويه الأسس الذوقية لدينا..

                  لسنا في سبيل مصادرة آراء الآخر وعصره وطرده،ولكن يجب أن نتناقش بكثير من الوعي ،وبروح الهوية ،وأن نجتلي ملامحنا ولا تجرفنا التيّارات الوافدة،علينا ألا نبخس من أراد رقيّاً بالأمة حقه،علينا أيضاً أن نزن من يدّعي الوصاية على الذوق وأهله..

                  لقد أدّى بعض من انتهجوا بعض سبل الحداثة ومناهجها دوراً قويّاً في رؤية ذوقنا من منظار تلك المناهج،وكان الدرس المقارن في تلك المحاور يعتني بتبيين أسس الصورة والتخييل والفلكلور المعيشيّ لشعراء الجاهلية من قبليين وصعاليك وشطار وغيرهم..
                  لكن وأكرر علينا ألا ننجرف،وألا نأول بعض النصوص التراثية تأويلا خاطئاً للاحتجاج على شئ مضطرب ذوقيّاً لدينا جميعاً؛لا يمثل((النفريّ))وغيره من رجال الطريقة الصوفية إلا أنفسهم لذا كان الاحتكام لهم في مستقبل الذوق لشئ غير مبرر،وكما فعل محمود الضبع في كتابه قصيدة النثر وتحولات الشعرية العربية وقد أجهد نفسه في لملمة مصادر تؤيّد ما يبحث فيه؛إن ادونيس ليس مرجعية بحال،وما عمله إلا نتيجة خاصة به وبكل من افتتنوا بالغرب ذوقاً ومنهاجاً.
                  لسنا ندعو للانغلاق والجمود ولكن للتروي حتى لا نضيع ذوقياً أكثر من ذلك،والوعي الضابط يرسم لنا منهجاً من المعايير النيّرة نراها ونسلم لها عقولنا ولكنا نهاب الغرب والنخبة الملتحقة بخدمته..

                  أخوكم
                  في هذا العالم..من أينَ؟!
                  نحن أينَ؟؟!
                  [URL="http://magmaa-as.maktoobblog.com"]http://magmaa-as.maktoobblog.com[/URL]

                  تعليق

                  • محمد جابري
                    أديب وكاتب
                    • 30-10-2008
                    • 1915

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة نورس يكن مشاهدة المشاركة
                    بصراحة ان اضيف لفظ لا اقتنع به
                    فقط لصحة النظم فهذا شرعي لدى العروضيين
                    غير مقبول لدينا
                    إشكالية الحداثة في الشعر
                    لم تعد تحتمل كل هذه التأويلات
                    اذا افترضنا انها غربية : فالغرب اخذ عنا الكثير
                    لماذا نمتنع عن الاخذ عنهم
                    لنفترض انها على اسس فلسفية وجودية
                    واين الخطأ اذ لم تتعدى حدود المحرامات

                    انا دائما لاحب الاطالة : ادرجت مقال في احد المرات
                    يتحدث عن شاعر يسمى النفري
                    ويلقب بشيخ قصيدة النثر العربية
                    عاش في القرن الرابع الهجري
                    سأعود لكم بالمقال بعد قليل مما يثبت حقيقتنا التاريخية

                    ومع كل ماسلف من اراء ارى انه من العقل الابتعاد عن النقاش
                    فالمنظوم محترم والمنثور محترم
                    والموروث الشعري العربي محترم
                    ولكن القصيدة الحديثة او قصيدة النثر
                    اثبتت نفسها بشعراء واسماء وكتب وقصائد
                    وعليكم التقبل

                    تقبلوا مروري المتواضح
                    وشكرا للاستاذ الجابري على الدعوة

                    تحياتي للجميع
                    نورس يكن
                    الأستاذ نورس يكن؛
                    كنت أترقب أن تعرف كيف تستوعب المخالفين، الذين لم يرتضوا تحرر القصيدة التفعيلة أو غيرها...

                    لكون هذا " التأصيل " لأصالة الشعر من غير وزن وقافية، له جذور ضاربة في القدم حتى ولو تأول أستاذنا د. على متقي قول حسان ابن ثابت رضي الله عنه حين دخل عليه ابنه عبدالرحمن ،وهو طفل يبكي فقال : له ما أبكاك؟ فقال : (لسعني طائر كأنه ملتف في بردي حبرة) فقال حسان : "يا بني قلت الشعر ورب الكعبة"، فهل وجد حسان في كلام ابنه وزنا أو قافية حتى يحكم عليه بأنه شعر؟!!!!

                    وها أنت أخي الكريم نورس يكن، تحتفي وتنتشي بما سماه العرب " قصيدة النثر" فإني أسألك: ما هي القيمة المضافة إلى ما كان لدى العرب وما جاءت به "قصيدة النثر"، لا أرى شيئا غير الاسم الفاتن.

                    أليس الجمع بين الخيرين أولى من التعلق بالغرب، ولست ضد جلب الصدف الغاليات إلى بلادنا، ولو بالعملة الصعبة، فالكمال لله، ولكنني ضد التنكر لما بأيدينا والاعتزاز بكل ما هو غربي أيا كان.

                    شكر الله لك استجابتك وبارك فيك.
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 01-01-2010, 21:42.
                    http://www.mhammed-jabri.net/

                    تعليق

                    • جلال الصقر
                      • 17-10-2008
                      • 409

                      #11
                      رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ




                      شكرا لكم جميعا وبارك الله فيكم
                      شكرا أخي محمد جابري

                      محاولة مني لمشاركتكم هذا الحوار الشيق
                      أقتبس هذه المشاركة التي سبق أن شاركت بها
                      كرد على سؤال طرحه أخ كريم:
                      هل ثمة فاصل بين الكتابة النثرية وأختها الشعرية؟
                      الفاصل واضح في السؤال نفسه ..
                      فالشعر شعر و النثر نثر و كل من يحاول اختراع مسميات جديدة
                      مثل القصيدة النثرية و الشعر المنثور ما هو إلا معول هدم في جسد الأدب..
                      و الدليل على كلامي هو هذا الأدب المريض الذي أدّى إلى انصراف المجتمعات العربية عن الشعر و الأدب و الأدباء بصفة عامة ..
                      لقد خلق هذا الأدب المريض الضارب في الغموض و الهلامية هوة سحيقة بين الأديب و مجتمعه ..
                      و إني هنا أتساءل لماذا يصرُّ بعض الناثرين أو الكسالى على أن يصبحوا شعراءَ بقوة السلاح الذي هو الإعلام طبعا ( نسأل الله أن يشفيه و يثيبه إلى رشده )؟

                      فالنثر أيضا فن أدبي متميز لا يقل تميزا عن الشعر و فيه آفاق واسعة للإبداع فلماذا الإصرار على هدم أسس الشعر العربي بنسب ما ليس منه إليه .. ؟؟
                      أعلم أن هذا الرأي لا يعجب كثيرين و قد يقال أني متعصب أو متحجر و لن أرد على هذا إلا بكلمة قالها الشاعر نزار قباني رحمه الله :
                      "إني لا أطالب بأن يبقى الشعر حجرا نتحلق حوله عشرين قرنا
                      و أنا مع التجديد شريطة أن يمنحني هذا التجديد أرضا جديدة أقف عليها لا أن يسلبني أرضي و يقطعَ شجرةَ العائلة التي أنتمي إليها" بتصرف .
                      فشعر التفعيلة مثلا قد لاقى قبولا و استحسانا و لكن أركانه
                      و دعائمه لم تثبت بعد و ما زال النقاش و الجدال دائرا حوله
                      و أنا شخصيا مع هذا التجديد و مع تثبيت دعائمه و حصر قواعده
                      لكن أن يأتينا جيل ينهل من تراث الآخرين و يريد أن يصنع مجدا مزعوما على جثة تراثنا و شعرنا مرة بالشعر المنثور و مرة بالقصيدة النثرية و مرة بالنثر الشعري .. هذا غير مقبول و هو مردود على أصحابه الذين ستسحقهم عجلة التاريخ و ترميهم في بؤرة النسيان و كأنهم لم يكونوا ..
                      و هذا ما بدأ بالفعل .. فالمجتمع رفضهم و انصرف عنهم و أصبحوا يتبادلون قصائدهم النثرية فيما بينهم كما يتبادلون القُبل .
                      لكن المصيبة أن المجتمع نفر عن الأدب والأدباء عامة ولا أعتقد
                      أن إعادته لسابق عهده مهمة سهلة بسبب استيلاء الثقافة البصرية
                      على قلوب و عقول الأجيال الجديدة..


                      وأود طرح سؤال على أنصار ما يسمى بقصيدة النثر:
                      لقد نفى الله عز و جل صفة الشعر عن كلامه العزيز
                      فهل هناك -مما يسمى بقصيدة النثر- ما يصل إلى مقدار القطمير من براعة القرآن في التصوير و التحليق بالنفوس و القلوب و التأثير عليها ؟؟
                      الجواب طبعا: لا ..
                      فكيف يقول إذن من يدعمون هذا التوجه عن كلامهم أنه شعر..(*)


                      النثر نثر مهما حاول حملة لوائه نسبَه إلى الشعر
                      فالقصيدة النثرية هي نتاج عقلية و فكر غربيين و كان الأجدر
                      بكتابنا -الذين ما مارسوا التفكير من قرون على رأي نزار قباني-
                      أن ينهلوا من تراثهم لا أن يستهلكوا ما ينتجه غيرهم بدعوى الحداثة ..

                      و لعلكم تعرفون إخواني أن الحداثة اليوم صارت موضة قديمة انتقل أصحابها من مدة إلى ما يسمى ب : ما بعد الحداثة (سبحان الله لم يجدوا اسما مناسبا)
                      والعجيب أن رواد -ولا نقول أدعياء- ما بعد الحداثة اليوم يحاولون العودة للوزن و الموسيقى..
                      "عهدٌ كامل حاربوا فيه الوزن واللحن في الشعر العربي و اتهموا الأوزان بالقصور و المحافظين عليها و المدافعين عنها بالتحجر و الجمود (وكل هذا تقليدا لحداثة الغرب)
                      وها هم اليوم يعودون عن معاداتهم للأصالة:
                      نقلاً عن الوحدة في سؤال لأدونيس(الرابط): "

                      س- وماذا عن الحركة الشعرية الحالية?‏
                      أدونيس : - في العالم اليوم ما يسمى ( ما بعد الحداثة ) وهي العودة إلى الوزن والموسيقى والصوت فإذا قرأت قصيدة بصوت عال فإنها ستختلف عن قراءتها بصمت
                      .
                      طبعا هذه العودة ليست توبة أو اعترافا بالخطأ و إلا لكنا فرحنا بها وإنما هي تقليد لما ظهر مؤخرا في الغرب حيث أن ما بعد الحداثة أيضا مفهوم غربي جديد يحمل هذا الفكر الذي يريد العودة لجذوره الكنسية التي تُعنى بالإنشاد والتغني (مثلما كانت الحداثة أيضا فكرا غربيا)..

                      و هنا لا يسعني إلا القول :
                      سبحان الله ..
                      حسان بن ثابت-رضي الله عنه- صار مرجعية حمَلَةِ لواء الحداثة و ما بعد الحداثة إذ يقول -رضي الله عنه-:
                      [poem=font="Traditional Arabic,6,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                      تَغَنَّ فِي كُلِّ شِعْرٍ أَنْتَ قائِلُهُ=إِنَّ الغِناءَ لِهَذَا الشِّعْرِ مِضْمارُ
                      يَميزُ مُكْفَأَهُ عَنْـهُ وَيَعْزِلُـهُ=كما تَمِيزُ خَبِيثَ الفِضَّةِ النارُ [/poem]



                      مع احترامي وودي لكل الأدباء أيا كانت آراءهم..
                      إنما هو النقاش وهو لا يفسد للود قضية .



                      -------

                      (*) ملاحظة:
                      أنا لا أقول هنا أن القرآن نثر و إنما هو كلام الله وهو أرفع من أن نؤطره ضمن تصنيفاتنا و تسمياتنا البشرية القاصرة لكني قصدت توضيح نقطة يتغافل عنها كثيرون و هي نفي الله عز وجل صفة الشعر عن كلامه برغم أنه يمثل أعلى درجات البلاغة و الفصاحة و لا يستطيع أي كلام منافسته في التأثير على النفوس و القلوب، إذ أنّ فيه من الإيقاع الداخلي ما يهز القلوب و يجعلها تتغير من النقيض إلى النقيض (الأقوم) وقد صدق الله عز وجلّ إذ يقول: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )..
                      حتى أن كثيرا من قصص الدخول في الإسلام (وهي حقائق) حيرت العلماء في سر تأثير القرآن حتى على القلوب التي لا يعرف أهلها العربية و لم يحتكوا بأهل لسانها من قبل..
                      التعديل الأخير تم بواسطة جلال الصقر; الساعة 10-01-2010, 11:58.

                      تعليق

                      • محمد جابري
                        أديب وكاتب
                        • 30-10-2008
                        • 1915

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركة
                        الأستاذ الفاضل :
                        هناك فرق شاسع بين السؤال الذي أسعى للإجابة عنه ، والسؤال الذي تسعى للإجابة عنه . و إذا كان هناك فرق في الأسئلة ، فطبيعي أن يختلف الجواب . أنا يا سيدي لاأبحث في من له حق الأسبقية في هذه الظاهرة أو تلك ، ولا يهمني أن أبحث فيه لأنه سؤال ميتافيزيقي أيديلوجي . فالفكر فكر إنساني ساهمت فيه كل الحضارات المتتالية بدءا من الحضارة الفرعونية مرورا بالحضارة اليونانية والعربية و انتهاء بالغربية . إنني أبحث في الظاهرة نفسها ، ومن أين استقاها هؤلاء الشعراء الذين دعوا إليها في ثقافتنا العربية في الثلاثينيات من هذا القرن مع أمين الريحاني ومن جاء بعده . فقلت إن هؤلاء تأثروا بثقافتهم الغربية و بالفكر الوضعي السائد في عصرهم ، ولم يعرفوا أن في التراث العربي الإسلامي ظواهر متميزة لأشكال شعرية جديدة إلا بعد الوعي بالظاهرة التي تعرفوا عليها في الغرب . أما هل الظاهرة انتبه إليه البلاغيون العرب أم لم ينتبهوا إليها ، فليس موضوع سؤال بالنسبة لي الآن . إنني أبحث في مصادر التنظيرات العربية المعاصرة .
                        الأستاذ د. علي متقي؛

                        أرجوك لا تنزعج، فأنت تلاحظ بأنني من معين صبك أملأ دلوي ومنه أناقش.
                        وصحيح أيضا ما قلته للأستاذ صابر شرشير، بأنني شكوت إليه الحواجز التي تعوقني عن مسايرتك مع الأستا> الوزاني في الانكباب على أي فن كان، فأنا لا أستسيغ قراءة فن بديئ، فضلا أن أتأمله، أو أتملاه، وأبحث عن مكنونه.

                        أرى فقيها يقول السبيل موصود ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح...

                        وحين أتكلم عن التميز بالأصالة وضوابط الشرع، رغبتي في ذلك أساسا حفظ الذوق السليم مما يمجه الطبع. فأي ذوق يبقى بعد اختلاط الذائقة، هل تحافظ بعد ذلك على لذة نسمتها ورقة مبناها ورفعة معناها، وخاصية نشوة حلالها.

                        لست هنا بصدد الاتهام، وإنما أبث ما تراءى لي علني أجد من يدرك علتي ويصف وصفة شفائي. - إن رأوا منهجي على غير صواب -.

                        بخصوص سؤالك أستاذي الكريم - والذي أثمنه- بحيث لولاه لمررت على النص مر الكرام دون أن يلفت انتبهي. ولعل الشيء بقرينه يذكر: (فموضوع الشاعرية بين الشعر والنثر بما تمخضت عنه من ردود زينتها مداخلتك ومداخلة أ.د. ظافر العمري. أصبح للونه بريقا يجذب المتخصصين.)

                        وما دعاني لاستحضاره ليس هو تبيين العثرة - إن كانت هناك عثرة- وإنما لبيان ما يستشفه الأديب من خلال الكلمات بعد أن أعربت النية وأفصحت بسلاستهافقد جاء في سؤالك: ما يلي :
                        الشاعرية بين الشعر والنثر مدخل: حرب المصطلحات بين خلط المفاهيم ودمج أوراق يحلو لبعض العابثين التستر وراء المصطلحات لقصف البنايات المحكمة وإزالة نقوش رونقها، وجمالية كمالها، لما أعوزتهم الحيلة لإدراك عليائها وبلوغ منتهاها، فعمدوا إلى رشقها، بأوصاف تباهي زينتها، دون موسيقاها، وإيقاعها، ونظم عباراتها. وأوصى القرآن الكريم

                        فالثقافات العالمية كلها تتطور بالتلاقح ،ولا شك أن الثقافة العربية أثرت هي الأخرى في ثقافات أخرى فساهمت في تطورها .

                        وإذا كان لكم نص قديم في نقدنا العربي يناقش الشعر العربي ويتصوره خاليا من الوزن والقافية فسأكون سعيدا بأن أتلقاه من أخ كريم فيقلب كل ما عرفته في هذا المجال من خلال دراستي الجامعية والشخصية ، إذا فهمت كلامي هذا فسيبطل العجب كل العجب .

                        مع حبي وتقديري الأخوي




                        [QUOTE=[font=tahoma][color=#8b0000]=وها أنت يا سيدي تكتشف أن تراثك انتبه إلى هذه الأشكال مبكرا ، وماذا بعد ؟ هل نكتفي بقراءة ما ورد في التراث ولا نطلع على ما أنتجه الآخر . هل ندخل معه في حرب ديبلوماسية عمن له حق الملكية الفكرية,
                        color]
                        [/font][QUOTE

                        في تعاملي مع الأخر لا أنغلق انغلاق الأسوار الفاصلة ولكنني أجلب العملة الصعبة والقيم المضافة، ولست بحاطب ليل أنقل كل ما احتوشته الأيدي.

                        بخصوص النزعة الفكرية وقدم السبق فقد سبق لي أن أثرتها لكونها تحق الحق، وتبطل الباطل. فحينما أكون باحثا في موضوع علمي وأجد من ينسب الفكرة له، ألا يدفعني ذلك الادعاء إلى تسجيل نقطة فضله؟ ؛ لكن إن وثقت بأن الدعاوي الكاذبة موجودة وقد استغلها الأدعياء فناولوا بها الجوائز واعتلوا بها المنابر، وشقت لهم بها السبل إلى التألق والطموح و... ألا يدفعني ذلك إلى البحث عن القيمة المضافة فإن لم توجد عمدت إلى فضح المدعي لتلبيسه الحقائق على الناس.

                        فأية قيمة مضافة جاء بها أدونيس بعد ابن البناء المراكشي؟

                        [QUOTE=
                        [font=tahoma]الفكر لا شرقي ولا غربي إنه فكر عالمي كل يضيف إليه لبنة و الذي جاء متأخرا يستفيد مما بناه الأوائل .[/font]

                        ـ تصر على أن الحداثيين لا يحتفون بالتراث العربي كما يحتفون بالفكر الغربي . وهو كلام غير صحيح ، فاحتفاء الحداثيين بالتراث العربي و اكتشافاتهم لم يقم به أي اتجاه آخر ، فالنقد الحداثي هو الذي أبرز بشارا وأبا نواس وأبا تمام و المعري و النفري ... ورفعهم إلى مصاف الكتابة العالمية . و تحليلات كمال أبي ديب للنصوص القديمة في الرؤى المقنعة و جدلية الخفاء والتجلي وتحليلات أدونيس الشعرية لا ترقى إليها القراءات النقدية التي تنحو نحو النقد القديم وتعتصم به بدعوى الأصالة . [QUOTE

                        لم أقرأ لأدونيس ما يكفي لموافقتك أو رفض استدلالك، لكون الحواجز السابق ذكرها صدتني عن باب ملوث فيا ليتني إن كانت هذه صفة الباب فما عسى ما بعد الباب؟ ورحم الله فقهاءنا فقد يحكمون على المضمون بحسن مطلعه أو سوءه؟

                        ومع هذا وذاك أجلك عن هذا الحكم.

                        فلنا شعراء يعتز بهم وليس أدونيس مثلا لأصبوعهم الصغير...

                        ولنكن أكثر صراحة ووضوحا لماذا اعتنوا بالشعراء العرب المنحرفين فقط؟ فهؤلاء لا أقرأ لهم غير أبي تمام و النفري فلم أعثر عن شيء لهما.
                        وما كان احتفاؤهم بنجيب محفوظ وغيره إلا...

                        المشاركة الأصلية بواسطة
                        [font=tahoma
                        ـ تصر دائما على أن تصف أدونيس بالماركسي و اليساري و السوفياتي . والواقع أن أدونيس لا علاقة له بكل هذا الفكر ، بل إن الحداثة كما نظر لها دخلت في صراع تاريخي مع الواقعية الاشتراكية العربية . ورفضت مفهوم الالتزام في بعده السارتري والماركسي . ودعت إلى الفردانية التي تناقض الفكر الماركسي .[/font]
                        سبقت الإجابة والبيان عن هذا في ردي على أستاذ صابر.

                        فائق احترامي ومودتي.
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 02-01-2010, 15:00.
                        http://www.mhammed-jabri.net/

                        تعليق

                        • محمد جابري
                          أديب وكاتب
                          • 30-10-2008
                          • 1915

                          #13
                          الأستاذ الكريم الوليد صابر شرشير؛

                          أود بادئ ذي بدء، أن أبين بأنني ما اتهمتك في ردي السابق وإنما شكوت إليك ما أجد من خلاف بيني وبين أساتذة أعزة من فرق. وبعبارة أخرى استنصحتك لحالي.

                          تحياتي وتقديري
                          http://www.mhammed-jabri.net/

                          تعليق

                          • علي المتقي
                            عضو الملتقى
                            • 10-01-2009
                            • 602

                            #14
                            الأساتذة الأفاضل :أولا :شخصيا لا يزعجني النقاش مهما احتد، و لا يقلقني أن يتمسك محاوري برأيه حتى ولو كان هذا الرأي في الطرف الأقصى من الرأي الذي أقول به . فنحن في مجال الأدب مجال الاختلاف بامتياز و الفردانية بامتياز و الذوق بامتياز . وليس نقصا أو عيبا في ثقافة باحث ما ألا يجد ذاته في أدب ما حديث أو قديم .
                            و ما يزعجني فعلا هو أن يصادر أحد حقي في الإعجاب بهذا الأدب أو ذاك ، دون أن ألزمه بأن يقول ما أقول . ما يزعجني فعلا هو أن يستعمل محاوري لغة غير لغة الحوار العلمي الأكاديمي النقدي ، فما معنى أن تصف محاورك بالكسل و الضلال ... وما يشبه هذه الكلام الذي يصنف ضمن الشتم والسب لا ضمن الحوار والنقد ، مع العلم أن هؤلاء الذين وصفوا بالكسل كتبوا القصيدة العمودية و التفعيلية و الشعر الحر وقصيدة النثر وما جاء بعدها من أشكال . مما يؤكد أن اللجوء إلى شكل جديد ليس مرده الجهل أو الكسل كم يتبادر إلى الذهن . فقصيدة النثر ليس شكلا يرتاده الكسالى ، وإنما شكل يكتبه المبدعون وهم قلائل ، فليس كل ما يكتب باسم قصيدة النثر هو قصيدة نثر أو حتى شعر أصلا .
                            إنني أختار كلماتي، و أنا أكتب في فضاء افتراضي ،فلا أوظف كلمة واحدة تجرح محاوري الذي أحفظ له مكانته .
                            ثانيا : إنني أومن بمبادئ الحداثة وليس بالضرورة أن أقبل بنتائجها سواء في الفكر الغربي أو الفكر العربي .و أعرف حدودها و أخطاءها .وحينما أقول : إنني أومن بمبادئ الحداثة ، فأنا أعي جيدا ما أقول ، أما تطبيق هذه المبادئ ، فيحتاج إلى دراسة هذا المبدإ وتبيئته ليكون ملائما لمجتمعنا العربي الإسلامي بكل قيمه و ثقافته.
                            وقد ساهمت خلال شهر نونبر الماضي في ندوة علمية بجامعة البتراء بالأردن ، فكنت إلى جانب الدكتور لؤي خليل من جامعة دمشق ممن انتقدوا أدونيس بعد دراسة شعره في ضوء تصوره النظري فخرجنا بخلاصة مركزية تقول : إن شعره ليس شعرا حداثيا بالمفهوم الذي يحدده هو نفسه للحداثة ، فهو شعر مفكر وليس شعر رؤيا .
                            ولنبق في الحداثة الشعرية لأؤكد أن الكتابات الحداثية لم ترفض الشعر القديم، ولم تقل إنه ليس شعرا ، بل اهتمت به ودرسته وحللته واهتمت بمكونات التحديث فيه . وإذا كان نموذجها هو أبو نواس ومن سار على هديه ، فليس لأنهم ماجنون، وإنما لأنهم شعراء جددوا وطوروا اللغة الشعرية . فقد احتفلت الحداثة بأبي تمام أيضا وهو شاعر غير ماجن وكل شعراء البديع بمفهوم القرن الثاني والثالث لهذا المفهوم . فالمبدأ الأساس في الحداثة هو أن نبدع كما أبدع أسلافنا لكن لا على مثال .
                            و إذا عدنا إلى ديوان الشعر العربي و إلى مقدمة للشعر العربي لأدونيس نجد أنه قدم قراءة للشعر العربي و لتاريخه تختلف عما سبقه من قراءات من العصر الجاهلي إلى النصف الأول من القرن العشرين .
                            ثالثا . القصيدة العمودية أيضا شكل ما زال له وجود ويحتاج إلى أقلام مبدعة لا إلى أقلام تنظم الكلام ;
                            فليس الوزن والقافية وحدهما ما يجعل من الشعر شعرا ، فقليلة هي النصوص العمودية التي تتجاوز النظم لتكون شعرا إبداعيا يهز المشاعر ، لكنها موجودة بالتأكيد .
                            في الختام اسمحوا لي السادة الأساتذة الأفاضل أن أقول . إننا اتخذنا هذا المنبر فضاء للحوار ، فليكن حوارا مبنيا على الحكمة أو الموعظة الحسنة أو المجادلة بالتي هي أحسن . فإن أقنع بعضنا بعضا فذاك المراد ، وإلا كلٌ يقول كلامه ويرحل كريما كما حل بيننا كريما . وأنا سعيد بصحبتكم و بحواركم .
                            التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 02-01-2010, 21:08.
                            [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                            مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                            http://moutaki.jeeran.com/

                            تعليق

                            • نجلاء الرسول
                              أديب وكاتب
                              • 27-02-2009
                              • 7272

                              #15
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              من وجهة نظر أدرجها كشاعرة فقط ...
                              ما قدمته لي قصيدة النثر أكثر بكثير مما قدمه لي أي إنسان
                              فالمبدع دوما يبحث ويسأل ويجرب ويحلق بفكره له أساس الرؤيا
                              التي يستند عليها في الشعر وهذه الرؤيا ممتدة من زمن الحضارات القديمة إلى الآن.
                              قصيدة النثر وعاء يمزج ويستوعب كل شيء بغض النظر من سكب أولا ولم سكب

                              قد أرجع الانبهار بقصيدة النثر إلى نمط التفكير والطبيعة التي أدت إلى تفجر المكنون في مسك زمام الرؤيا وقيادتها حيث تصل وما إن تصل تبدأ طريقا آخر .
                              هناك بعدا ميتافيزيقيا لا تحد عنه لمن كان يملك القدرة المسخرة

                              تحيتي للجميع ولأساتذتي الأفاضل
                              نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                              مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                              أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                              على الجهات التي عضها الملح
                              لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                              وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                              شكري بوترعة

                              [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                              بصوت المبدعة سليمى السرايري

                              تعليق

                              يعمل...
                              X