عمر بن الخطاب والعام الجديد ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمر موسى
    أديب وكاتب
    • 24-12-2009
    • 158

    عمر بن الخطاب والعام الجديد ..



    عام مضى فأوصد الأبواب . وعام أتى ، لكنا نخشى الولوج .
    ما زلت كما أنا : شيطان لحظة اللعنة ، يستبيح الكبر , ويمتهن غواية نفسه والآخرين . يشتم ويسب ويرى عيوب العالم ، وتنهشه الحسرة على واقع فاسد أليم ، ووطن سرقه اللصوص ، ولم يكن له فيه نصيب .
    ما زال باب بيتي موصدا ، كي لا تهب رياح الصالحين ، فتكسر إثمي الجميل ، وذنبي الذي ما زال يراودني ، فأتمنى أن أمارسه حد الثمالة ، وبعد أن أ صحو فإن الله واسع الرحمة ، والذنب يغتفر .
    يوم مضى ، ويوم أتى ، والفرق بينهما عام .
    مفكرة سوف ألقيها في سلة المهملات ، ومفكرة أخرى تحمل أعباء مرتقبة ، وأحزانا غير واضحة المعالم .
    ما زال التلفاز ينساب في أذني خدرا لذيذا ، طالما أني حذفت الشريط الإخباري من قائمة اختياراتي . وانتبذت مكانا رخيا ، بين حديث الزاهدين ، وأطماع المؤمنين .
    تدهشني فيفي عبدو حين تتحدث عن رصيدها من الستر ، وحب الناس . وإليسا التي لا تطمع في غير رضا الجمهور ، وإضفاء السعادة على خصور نسيت الرقص على إيقاع لحن عذب بريء . وعمرو خالد الذي جعل من مواهبه الفنية شركا يصيد به غواية الشياطين .
    ما زلت أتحدث عن الفساد والمفسدين ، عن ظلم الحكام ،ومظلمة المحكومين . عن خليفتنا المعتصم : باني الأمجاد . وعن امرأة لم تصرخ
    بعد, وامعتصماه.
    أستقبل عامي الجديد بوصفة جديدة ، تجعل الأحلام أقل إيلاما ، والنفس أشد مراسا في التعامل مع الخيبات .
    أحلم أحيانا أن صدام حسين كان كابوسا ، مجرد كابوس ، لا يمت للحقيقة بصلة ، ولذلك لن يتم اجتياح العراق . وأن أسامة بن لادن أحد شخصيات ألف ليلة وليلة . وأن أفغانستان ، كذبة افتراها ابن بطوطة .
    وأحلم أن بحر البقر ، وقانا ، وتل الزعتر ، ومحمد الدرة ، رتوش في مؤامرة ، يقصد منها أن تلهينا عن ذكر الله وطلب طاعته .
    أحلم أن عمر بن الخطاب ما زال في الطريق إلى بيت المقدس ، وأن أهل القدس يشترطون على عمر أن تكون المدينة نظيفة من بني يعقوب . لكن شيوخ القبائل تسفه عمر لأنه يستجيب للشروط . فيقتلونه على الطريق . ويدخلون القدس عنوة . فيحرقون المدينة ويعيدون بناء الهيكل . ويوقعون حلفا مقدسا مع بني قريضة والتابعين .
    أحلم أن المفاهيم والمقاييس والجهات والأماكن , تم تزويرها . فالبوصلة لا تشير إلى القبلة، والنجوم لا تدل على السماء ، وسقوطي لن يأخذني إلى التراب . وأن المدن العربية لسبب غير واضح اختفت . والعرب يقطنون أقفاصا تصطف على امتداد الصحراء . وأنهم يستميتون في الدفاع عن أقفاصهم ، كي لا يسلبها الأعداء ، ويجعلون من الصحراء حديقة للحيوانات .
    تطحنني الكوابيس . لكن أقبح ما فيها : ذلك الجزء الذي لم يأت بعد .
    [align=center]الجنة والجحيم [/align]
    [align=center]يوما ما .. كنت هنا ..[/align]
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة عمر موسى مشاهدة المشاركة










    عام مضى فأوصد الأبواب . وعام أتى ، لكنا نخشى الولوج .



    ما زلت كما أنا : شيطان لحظة اللعنة ، يستبيح الكبر , ويمتهن غواية نفسه والآخرين . يشتم ويسب ويرى عيوب العالم ، وتنهشه الحسرة على واقع فاسد أليم ، ووطن سرقه اللصوص ، ولم يكن له فيه نصيب .



    ما زال باب بيتي موصدا ، كي لا تهب رياح الصالحين ، فتكسر إثمي الجميل ، وذنبي الذي ما زال يراودني ، فأتمنى أن أمارسه حد الثمالة ، وبعد أن أ صحو فإن الله واسع الرحمة ، والذنب يغتفر .



    يوم مضى ، ويوم أتى ، والفرق بينهما عام .



    مفكرة سوف ألقيها في سلة المهملات ، ومفكرة أخرى تحمل أعباء مرتقبة ، وأحزانا غير واضحة المعالم .



    ما زال التلفاز ينساب في أذني خدرا لذيذا ، طالما أني حذفت الشريط الإخباري من قائمة اختياراتي . وانتبذت مكانا رخيا ، بين حديث الزاهدين ، وأطماع المؤمنين .




    تدهشني فيفي عبدو حين تتحدث عن رصيدها من الستر ، وحب الناس . وإليسا التي لا تطمع في غير رضا الجمهور ، وإضفاء السعادة على خصور نسيت الرقص على إيقاع لحن عذب بريء . وعمرو خالد الذي جعل من مواهبه الفنية شركا يصيد به غواية الشياطين .



    ما زلت أتحدث عن الفساد والمفسدين ، عن ظلم الحكام ،ومظلمة المحكومين . عن خليفتنا المعتصم : باني الأمجاد . وعن امرأة لم تصرخ



    بعد, وامعتصماه.



    أستقبل عامي الجديد بوصفة جديدة ، تجعل الأحلام أقل إيلاما ، والنفس أشد مراسا في التعامل مع الخيبات .



    أحلم أحيانا أن صدام حسين كان كابوسا ، مجرد كابوس ، لا يمت للحقيقة بصلة ، ولذلك لن يتم اجتياح العراق . وأن أسامة بن لادن أحد شخصيات ألف ليلة وليلة . وأن أفغانستان ، كذبة افتراها ابن بطوطة .



    وأحلم أن بحر البقر ، وقانا ، وتل الزعتر ، ومحمد الدرة ، رتوش في مؤامرة ، يقصد منها أن تلهينا عن ذكر الله وطلب طاعته .



    أحلم أن عمر بن الخطاب ما زال في الطريق إلى بيت المقدس ، وأن أهل القدس يشترطون على عمر أن تكون المدينة نظيفة من بني يعقوب . لكن شيوخ القبائل تسفه عمر لأنه يستجيب للشروط . فيقتلونه على الطريق . ويدخلون القدس عنوة . فيحرقون المدينة ويعيدون بناء الهيكل . ويوقعون حلفا مقدسا مع بني قريضة والتابعين .



    أحلم أن المفاهيم والمقاييس والجهات والأماكن , تم تزويرها . فالبوصلة لا تشير إلى القبلة، والنجوم لا تدل على السماء ، وسقوطي لن يأخذني إلى التراب . وأن المدن العربية لسبب غير واضح اختفت . والعرب يقطنون أقفاصا تصطف على امتداد الصحراء . وأنهم يستميتون في الدفاع عن أقفاصهم ، كي لا يسلبها الأعداء ، ويجعلون من الصحراء حديقة للحيوانات .




    تطحنني الكوابيس . لكن أقبح ما فيها : ذلك الجزء الذي لم يأت بعد .
    أفهم من كلامك يا أستاذ عمر
    أنك تحلم بشيوخ قبائل اليوم وهم يمزقون " العهدة العمرية "
    ويستبدلونها بعهدة جديدة تلائم العصر .
    يا لها من سخرية توجع القلب
    صدقت يا أخي فيما كتبت
    وأحييك
    فوزي بيترو

    تعليق

    • مصطفى بونيف
      قلم رصاص
      • 27-11-2007
      • 3982

      #3
      سخرية مؤلمة !

      شكرا لقلمك الذي أبدع هنا البكاء .

      تقبل تحيتي
      [

      للتواصل :
      [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
      أكتب للذين سوف يولدون

      تعليق

      • عمر موسى
        أديب وكاتب
        • 24-12-2009
        • 158

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
        أفهم من كلامك يا أستاذ عمر
        أنك تحلم بشيوخ قبائل اليوم وهم يمزقون " العهدة العمرية "
        ويستبدلونها بعهدة جديدة تلائم العصر .
        يا لها من سخرية توجع القلب
        صدقت يا أخي فيما كتبت
        وأحييك
        فوزي بيترو

        شكرا لتواجدك أخ فوزي ..
        ربما نحن في زمن تبرأت فيه المفاهيم من الوضوح ، وباتت غامضة مرتبكة متداخلة . فأصبح العدو قلبي ، وسيف قاتلي : صاحبي الأثير ..

        مودة ووفاااء .
        [align=center]الجنة والجحيم [/align]
        [align=center]يوما ما .. كنت هنا ..[/align]

        تعليق

        • محمد زكريا
          أديب وكاتب
          • 15-12-2009
          • 2289

          #5

          ربَّ وامعتصماه اِنطلقت ....ملءَ أفواه البناتِ اليُتَمِ

          لامست أسماعهم لكنها ....لمْ تُلامسْ نخوة المعتصمِ
          نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
          ولاأقمار الفضاء
          .


          https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

          تعليق

          • عمر موسى
            أديب وكاتب
            • 24-12-2009
            • 158

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى بونيف مشاهدة المشاركة
            سخرية مؤلمة !

            شكرا لقلمك الذي أبدع هنا البكاء .

            تقبل تحيتي
            أخي مصطفى :

            كان مرورك لفتة كريمة ، تركت في نفسي عميق الأثر ..

            مودة وشكر .
            [align=center]الجنة والجحيم [/align]
            [align=center]يوما ما .. كنت هنا ..[/align]

            تعليق

            • عمر موسى
              أديب وكاتب
              • 24-12-2009
              • 158

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد زكريا محمد مشاهدة المشاركة

              ربَّ وامعتصماه اِنطلقت ....ملءَ أفواه البناتِ اليُتَمِ

              لامست أسماعهم لكنها ....لمْ تُلامسْ نخوة المعتصمِ

              أخي محمد :

              مرور جميل .. لك شكري ومودتي .
              [align=center]الجنة والجحيم [/align]
              [align=center]يوما ما .. كنت هنا ..[/align]

              تعليق

              يعمل...
              X