عمدة كفر البلاص ( نزف قلم : محمد سنجر )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أميمة عبد الحكيم
    محرر مترجم
    • 15-10-2009
    • 555

    #16
    قرأت حتى المشهد الرابع .. للأسف لم أرها إلا الآن .. إن شاء الله سأعود لأكمل
    كم هو ثري نزفك ..مميز فكرك
    تقديري واحترامي

    أميمة

    تعليق

    • محمد سنجر
      عضو الملتقى
      • 27-09-2008
      • 165

      #17
      شكرا جزيلا لك
      الأخت الفاضلة
      الاستاذة
      أميمة عبد الحكيم

      إليكم الجزء الحادي عشر

      تعليق

      • محمد سنجر
        عضو الملتقى
        • 27-09-2008
        • 165

        #18
        عمدة كفر البلاص ( 11 )

        ( جلس العمدة يرتشف الشاي ،
        طرق الباب ،
        صاح العمدة )
        ـ مين ؟
        ـ الطاهر أبو حماد .
        ـ تعال ادخل يا شيخ الغفر .
        ( يدخل الطاهر على العمدة مترددا خجلا ، عندها يصيح العمدة )
        ـ تعالى يا طاهر ، ادخل ، انته مكسوف و إلا إيه ؟ لا ، خلي بالك بقى ، الكسوف و الخجل ده مش ها ينفع في الشغلانة دي ، ده انته ها تتعامل مع مجرمين و قلالات أدب ، يعني لازم بنظرة واحدة منك تخليهم يكشوا و يموتوا في جلدهم .
        ـ و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك يا حضرة العمدة ، ربنا يقدم اللي فيه الخير إن شاء الله .
        ـ إن شاء الله ، على فكرة أبوك الله يرحمه كان حبيبي ، أكلنا سوا و شربنا سوا و تعلمنا سوا و كافحنا سوا و اعتقلونا سوا و حاربنا سوا ، عشرة عمر يعني ، كانت أيام بصحيح ، الله يرحمه و يحسن إليه .
        ـ و يرحم أموات المسلمين جميعا .
        ـ اللهم آمين ، صحيح انته كنت فين ؟ ما شفناكش في صلاة العشا .
        ـ صليتها في الدار ، أصل كنت عامل إجتماع للغفر .
        ـ إجتماع إيه ؟ خير ؟
        ـ ما هو لازم يا عمدة نحط النقط على الحروف من أولها ، و لازم كل واحد يعرف اللي ليه و اللي عليه برضك .
        ـ اللهم صل ع النبي ، أيوة كده ، الظاهر إنك مش سهل زي ما أنا كنت فاكر يا طاهر .
        ( يضحكون )
        ـ لا أبدا يا أبا العمدة ، بس إن شاء الله ها تنبسط مني آخر انبساط .
        ـ إن شاء الله .....
        ( يطرق أحدهم الباب )
        ـ إتفضل .
        ( يدخل أحد الخفر ، يؤدي التحية العسكرية لشيخ الخفر )
        ـ تمام يا حضرة شيخ الغفر .
        ( عندها ينتفض العمدة ممسكا بخيزرانته )
        ـ تمام يا حضرة شيخ الغفر ؟ ( يضرب الغفير ) لوح قزاز قاعد قدامك ؟
        الواد يا أخويا و لا كأن فيه عمدة قاعد .
        ( يصرخ الخفير )
        ـ يعني أقطع نفسي أني بقى ؟ مش دي أوامرك يا شيخ الغفر ؟
        ( عندها يوجه العمدة كلامه لشيخ الخفر )
        ـ نعم نعم نعم نعم ، انته قايل لهم إيه بالظبط يا شيخ الغفر ؟
        ـ ثواني بس يا حضرة العمدة ، ( يوجه كلامه للخفير ) أي حاجة أقولها لك تطبق على البلد كلتها إلا حضرة العمدة يا بقف ، ( ينظر إلى العمدة ، يغمز له بعينه ) بعد إذنك يا حضرة العمدة ، ( يوجه كلامه للغفير ) يلا غور انته دلوقتي ، أنا ليا حساب تاني معاك بعدين .
        ( يخرج الخفير ، و يذهب شيخ الخفر يمسك بيد العمدة يجلسه )
        ـ إتفضل أقعد بس انته يا أبا العمدة و هدي نفسك كده و أني ها أفهمك .
        ـ تفهمني إيه بالظبط يا شيخ الغفر ؟
        ـ بص يا عمدة ، حضرتك عارف طبعا اللي بين عيلة أبو شقفة و بين ولاد التهامي ؟
        ـ طبعا عارف ، و دي حاجة بتستخبى ؟ المهم يعني .
        ـ عبد الوهاب أبو التهامي و الخضري أبو شقفة ، شوكتين في ضهري يا أبا العمدة ، و الصراحة كده إذا ما كنتش أبقى شديد معاهم و مع الغفر كلهم من أول يوم ، يبقى الأمور كلتها ها تفلت من إيدي و مش ها أقدر ألمهم بعد كده .
        ـ عليا النعمة ما أني فاهم حاجة .
        ـ كل واحد فيهم واخد له غفير أو اتنين في صفه و عامل لي فيها شيخ غفر .
        ـ إحنا بدأنا العوج من أولها ؟
        ـ مش بأقولك يا أبا العمدة أهو ؟ يبقى لازم من الأول أشد ع الغفر كلهم و إلا لأ ؟
        ـ معاك حق و الله ، عين العقل .
        ـ عشان كده أنا كنت عامل لهم إجتماع من شوية ، و قلت لهم إن ما فيش في البلد دي غير شيخ غفر واحد ، هو أني ، و نبهت عليهم واحد واحد إن ما حدش ياخد أوامر إلا م العبد لله ، و حسهم عينهم أشوف حد يدي التحية غير لشيخ الغفر و بس ، طبعا ما أقصدكش انته م الكلام ده يا أبا العمدة .
        ـ معاك حق و الله يا طاهر ، إيوة كده الله ينور عليك .
        ـ عشان كده مش عايزك تزعل مني يا أبا العمدة لو سمعت حاجة كده و إلا كده ( يقبل رأس العمدة ) ما هو أني لازم أمسكهم بإيد من حديد من أولها ، و إلا قول ع البلد دي يا رحمن يا رحيم .
        ـ لأ ، معاك حق طبعا ، بجد ؟ الله ينور عليك ، هي دي شياخة الغفر يا بلاش .
        ـ و بعد إذن حضرتك يا عمدة ، ( و الله لا يستحي من الحق ) ، و بصراحة كده اللي قبلينا قالوا إن المركب اللي عليها ريسين بيحصل لها إيه يا أبا العمدة ؟
        ـ بتغرق طبعا ، و دي عايزة كلام .
        ـ الله ينور عليــــــــك ، يبقى لازم ننظم العملية بينيأنا و انته ، و إلا مش ها نخلص يا أبا العمدة .
        ـ تقصد إيه يا وله .
        ـ لو اديت لحد فيهم ودنك مش ها تخلص ، و خد عندك بقى ، ها أبقى أنا زي المعدية و كل واحد فيهم ها يطلع فوق قفايا عشان يقولك كلمتين عشان يتقرب لك ، و عشان كده أرجوك يا عمدة ما تسمحش لأي حد فيهم إنه يجي يقولك ده عمل و ده سوى ، و أنته كمان بعد إذنك يا أبا العمدة ، يا ريت لو عايز أيتها حاجة من أي غفير فيهم تقولي أني عليها ، و أني اللي أكلفه بيها بنفسي .
        ـ اللهم صل على النبي ، مش بأقولك اللي خلف ما ماتش ، تلاتة بالله العظيم كأني واقف قدام أبوك الله يرحمه ، اللهم صل على النبي ، ألف رحمة تنزل عليك يا حاج إسماعيل ، نفس كلامه نفس حركاته نفس طريقته ، بسم الله ما شاء الله ، بسم الله ما شاء الله ،
        خلاص يا شيخ الغفر و أنا معاك في كل كلمة قلتها ،
        الله ينور عليك بجد ، و اللي قلته ده هو عين العقل ،
        على بركة الله .
        ـ يعني مش زعلان مني يا أبا العمدة ؟
        ـ و هو الحق بيزعل يا وله .
        ـ معلش و بلاش يا وله دي يا أبا العمدة الله يخليك .
        ـ دي بس بيني و بينك ، لكن قدام البلد ، لا طبعا انته حضرة شيخ الغفر .
        ـ ما هي المشكلة إن لسانك ها ياخد عليها يا أبا العمدة و ممكن لا مؤاخذة يعني تفلت منك كده و إلا كده ، و أني أحب الصراحة أبقى قدام الكل شيخ الغفر ، و كل ما ترفع من مقامي قدام البلد ، كل ما ها تثبت رجليا أكتر و تثبت الأمن و الحزم و الربط في البلد اكتر و اكتر .
        ـ أوامرك يا حضرة شيخ الغفر ، مبسوط كده ؟
        ـ ربنا يخليك لينا يا أبا العمدة .
        ـ ما بلاش بقى يا أبا العمدة دي كمان ، خليها يا حضرة العمدة بقى .
        ـ لا فيه فرق بين دي و دي .
        ـ فرق إيه بقى إن شاء الله ؟
        ـ العمدة أبو البلد كلها لازم الناس تحبه و تقرب له و كل واحد يحس ناحيته بحب ، لكن شيخ الغفر لا ، لازم الناس كلها تحترمه و تخاف منه ، يعني العلاقة اللي بين البلد و العمدة لازم تبقى علاقة حب ، أما العلاقة اللي بين البلد و شيخ الغفر لازم تبقى علاقة احترام و خوف ، ماشي يا أبا العمدة ؟
        ـ و لو إني مش معاك في موضوع الخوف دي ، بس الباقي ماشي يا حضرة شيخ الغفر .
        ـ تأمرني بحاجة يا أبا العمدة ؟
        ـ شكرا يا شيخ الغفر .
        ـ السلام عليكم .
        ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، صحيح اللي خلف ما ماتش .
        ( يخرج شيخ الخفر بينما تحمل الذكريات العمدة على جناحيها ، تحط به بين حقول أيام الزمن الجميل )


        ( يتبع )

        تعليق

        • د/ أحمد الليثي
          مستشار أدبي
          • 23-05-2007
          • 3878

          #19
          أخي الفاضل الأستاذ محمد
          المتابع لموضوعك هنا يجد شيئاً جميلاً وهو أن مستوى السرد لم تختلف قوته منذ البداية وحتى آخر كلمة، وهو سرد طبيعي في غير تكلف، أو اصطناع. ويذكرني بفيلم الأرض. ومن اللمحات الجميلة أيضًا في السرد هنا اختيار الأسماء، ودلالاتها على البيئة والثقافة، بل والشخصية وإن كان وضوحها في الشخصية لم يتخمر بعد. ولكنها بكل تأكيد أسماء ممتعة، وشخصيات حية، مرسومة بدقة وبراعة.

          صحيح أن هناك مسحة مثالية في طريقة المعالجة لبعض الأمور، وربما يكون السبب فيها هو الميل إلى الاعتقاد بوجود بقايا من الفطرة الطيبة هي أكثر تجذراً في المجتمعات الريفية عموماً، ومن ثم فالمشاكل لا تتعدى الحدود المرسومة لها، ويقبل الجميع بالحل رغم أن القارئ قد يحس بأن قابل الأحداث سيبين لنا بعض مظاهر التمرد التي لا يمكن أن تنفع معها المثالية؛ لأننا نعيش في واقع مادي جاف في أغلبه. ونعلم جميعاً -بما في ذلك عمدة كفر البلاص نفسه- أن الاحترام فقط لا يحل المشاكل. صحيح قد يتغلب عليها لبعض الوقت، ولكنه لا تكون له صفة الدوام خاصة حين يتشبث المرء برأيه أو حقه أو تكون له وجهة نظر مخالفة وكلا الرؤيتين على صواب رغم تعارضهما. فمن يريد أن يقتل قاتل ابنه وهو في سجن العمدة وينتظر المحاكمة مثلاً هو على صواب في إراداته للقصاص، ومن هنا فدافعه معروف، بل وحين يتأخر تطبيق العدالة قد ييأس المرء منها ويأخذ حقه بذراعه كما نقول، في حين أن السلطة التنفيذية ترى أن هناك إجراءات معينة ينبغي العمل بمؤداها قبل تطبيق أي قصاص. فالرؤيتان -من الناحية الواقعية- صحيحتان.
          وما أقصده هو أن الواقع الفعلي يتغلب على المثالية في كل مرة، حتى ولو كان الواقع على خطأ؛ لأن الاعتماد إنما هو على أن الأفراد سيسلكون سبيلاً مستقيمًا في تعاملاتهم، بينما نعلم جميعاً أن هذا أمر غير واقعي لاختلاف الأهواء والرغبات، بل وأحياناً تضطر الحاجة بعض الناس للقيام بما لا يرغبون في فعله في أوقات أخرى.
          ومما نعلمه أيضًا أن الريف عموماً على بساطته الغالبة إنما يحتشد بنفوس يعتمل فيها بعض المكر، وشيء من الخبث، ومحاولة لتحقيق المصلحة اليسيرة حتى وإن نتج عنها الضرر الكبير. ونلمح في تصرفات العمدة وشيخ الخفر الجديد أنهما يدركان هذه الصفات، وإن لم يأتِ لنا السرد بعد بما يعالج هذه النقاط في صراحة ووضوح.

          أستاذ محمد
          تأكد أننا -إن شاء الله- لإبداعك متابعون، كلمة كلمة، وزفرة زفرة.
          ومع تشوقنا لحلقاتك القادمة إلا أننا لا نريد استعجالك.

          دمت في طاعة الله.
          د. أحمد الليثي
          رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
          ATI
          www.atinternational.org

          تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
          *****
          فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

          تعليق

          • محمد سنجر
            عضو الملتقى
            • 27-09-2008
            • 165

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة د/ أحمد الليثي مشاهدة المشاركة
            أخي الفاضل الأستاذ محمد
            المتابع لموضوعك هنا يجد شيئاً جميلاً وهو أن مستوى السرد لم تختلف قوته منذ البداية وحتى آخر كلمة، وهو سرد طبيعي في غير تكلف، أو اصطناع. ويذكرني بفيلم الأرض. ومن اللمحات الجميلة أيضًا في السرد هنا اختيار الأسماء، ودلالاتها على البيئة والثقافة، بل والشخصية وإن كان وضوحها في الشخصية لم يتخمر بعد. ولكنها بكل تأكيد أسماء ممتعة، وشخصيات حية، مرسومة بدقة وبراعة.

            صحيح أن هناك مسحة مثالية في طريقة المعالجة لبعض الأمور، وربما يكون السبب فيها هو الميل إلى الاعتقاد بوجود بقايا من الفطرة الطيبة هي أكثر تجذراً في المجتمعات الريفية عموماً، ومن ثم فالمشاكل لا تتعدى الحدود المرسومة لها، ويقبل الجميع بالحل رغم أن القارئ قد يحس بأن قابل الأحداث سيبين لنا بعض مظاهر التمرد التي لا يمكن أن تنفع معها المثالية؛ لأننا نعيش في واقع مادي جاف في أغلبه. ونعلم جميعاً -بما في ذلك عمدة كفر البلاص نفسه- أن الاحترام فقط لا يحل المشاكل. صحيح قد يتغلب عليها لبعض الوقت، ولكنه لا تكون له صفة الدوام خاصة حين يتسبث المرء برأيه أو حقه أو تكون له وجهة نظر مخالفة وكلا الرؤيتين على صواب رغم تعارضهما. فمن يريد أن يقتل قاتل ابنه وهو في سجن العمدة وينتظر المحاكمة مثلاً هو على صواب في إراداته للقصاص، ومن هنا فدافعه معروف، بل وحين يتأخر تطبيق العدالة قد ييأس المرء منها ويأخذ حقه بذراعه كما نقول، في حين أن السلطة التنفيذية ترى أن هناك إجراءات معينة ينبغي العمل بمؤداها قبل تطبيق أي قصاص. فالرؤيتان -من الناحية الواقعية- صحيحتان.
            وما أقصده هو أن الواقع الفعلي يتغلب على المثالية في كل مرة، حتى ولو كان الواقع على خطأ؛ لأن الاعتماد إنما هو على أن الأفراد سيسلكون سبيلاً مستقيمًا في تعاملاتهم، بينما نعلم جميعاً أن هذا أمر غير واقعي لاختلاف الأهواء والرغبات، بل وأحياناً تضطر الحاجة بعض الناس للقيام بما لا يرغبون في فعله في أوقات أخرى.
            ومما نعلمه أيضًا أن الريف عموماً على بساطته الغالبة إنما يحتشد بنفوس يعتمل فيها بعض المكر، وشيء من الخبث، ومحاولة لتحقيق المصلحة اليسيرة حتى وإن نتج عنها الضرر الكبير. ونلمح في تصرفات العمدة وشيخ الخفر الجديد أنهما يدركان هذه الصفات، وإن لم يأتِ لنا السرد بعد بما يعالج هذه النقاط في صراحة ووضوح.

            أستاذ محمد
            تأكد أننا -إن شاء الله- لإبداعك متابعون، كلمة كلمة، وزفرة زفرة.
            ومع تشوقنا لحلقاتك القادمة إلا أننا لا نريد استعجالك.

            دمت في طاعة الله.
            أستاذنا الفاضل
            دكتور / أحمد الليثي
            تحية طيبة و بعد
            صراحة
            لا أعرف بما أرد على هذه المقالة التي توجت بها متصفحي
            و حقيقة فأنا عاجز عن شكركم بالكلمات
            فمهما حاولت لن أوفيكم حقكم من الرد
            و لقد سعدت جدا بما نثرتموه هنا من طيب عبق متصفحي
            و بالفعل معكم كل الحق فيما قلتم
            و أرجو أن تعذروني على تأخري في نشر الحلقات
            فلقد أحببت أن تأخذ حقها من القراءة
            خاصة و أنها تنشر في أكثر من موقع و في بعض الصحف
            فأرجو منكم أن تلتمسوا لي عذرا على تأخري

            أستاذنا الفاضل
            دكتور / أحمد الليثي
            أرجو أن تتقبلوا مني محبتي و مودتي و تحيتي و تقديري لشخصكم الكريم
            و دمتم بحفظ الله و أمنه

            تعليق

            • محمد سنجر
              عضو الملتقى
              • 27-09-2008
              • 165

              #21
              عمدة كفر البلاص ( 12 )

              ( دخل شيخ الخفر مسرعا ،
              وجد عبد الجبار جالسا ،
              سأله في عجالة )
              ـ فين أبوك العمدة يا عبد الجبار ؟
              ـ بيصلي .
              ـ هو لسه ما صلاش العشا لغاية دلوقتي ؟
              ـ بيصلي السنة .
              ـ طب نادي بسرعة على بهانة و خليها تقوله إن شيخ الغفر عايزك ضروري ....
              ( عندها ينفتح الباب الداخلي للقاعة و يدخل العمدة )
              ـ السلام عليكم .
              ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، حرما يا حضرة العمدة .
              ـ جمعا إن شاء الله ، خير ؟
              ـ عاوزك في كلمتين يا حضرة العمدة .
              ( ينظر العمدة لعبد الجبار )
              ـ روح خلي البت بهانة تعمل لنا اتنين شاي يا عبد الجبار ، و أقف انته بره لغاية أما أناديلك .
              ـ أمرك يا حضرة العمدة .
              ( يخرج عبد الجبار )
              ـ خير يا شيخ الغفر .
              ـ لا مش خير أبدا يا أبا العمدة .
              ـ ليه بس حصل إيه ؟
              ـ السل بينهش في الكفر يا أبا العمدة .
              ـ سل ؟ أعوذ بالله ، سل إيه يا شيخ الغفر ؟
              ـ يعني هو الدكتور عادل ما قالكش ؟
              ـ و لا قال لي أيتها حاجة .
              ـ العيال قرايبه اللي جم امبارح الصبح م البندر و قعدوا عنده في الدار .
              ـ مالهم يا وله ؟
              ـ اللهم احفظنا عيانين بالسل ، و أهي العدوى انتشرت في الكفر كله .
              ـ مين اللي قالك الكلام الفارغ ده يا شيخ الغفر ؟
              ـ أني اللي بأقولك أهوه ، و ابعت هاته كده خليه يكذبني .
              ( يصرخ العمدة مناديا )
              ـ عبد الجبار ، وله يا عبد الجبار .
              ( يدخل عبد الجبار يحمل الشاي )
              ـ أمرك يا حضرة العمدة .
              ـ حط الشاي اللي في إيدك ده ، و روح بسرعة هات لي الدكتور عادل دلوقتي حالا ، قوله أبويا العمدة عاوزك ضروري ، و ما تجيش إلا معاه .
              ـ فوريرة .
              ( يخرج عبد الجبار مسرعا )
              ـ معقولة الكلام ده ؟
              ـ و مش معقولة ليه ؟ مش هو برضه اللي موت خالتي الحاجة زهرة مراتك الله يرحمها ؟
              ـ إيه الكلام الفاضي ده يا طاهر ؟ لا كله إلا كده ، حرام عليك ما تفتريش ع الراجل ...
              ـ و ها أفتري عليه ليه إن شاء الله ؟ مش هو برضه اللي اداها حقنة غلط بدل ما يوطي لها الضغط علاه ؟
              ـ كلام إيه ده يا شيخ الغفر ؟
              ـ ده مش كلامي ، ده الكلام اللي البلد كلتها بتقوله يا أبا العمدة .
              ـ و انته ها تسمع لكلام الناس .
              ـ ما فيش دخان من غير نار يا أبا العمدة .
              ـ طب دول عالم فاضية بيقولوا أيتها حاجة و خلاص ، و بعدين ما حدش بيموت ناقص عمر .
              ـ أيوة بس فيه أسباب برضك .
              ـ على العموم خلينا دلوقتي في المصيبة اللي احنا فيها ، الكلام ده لو صحيح يبقى على الدنيا السلام ، الدكتور عادل ؟ معقولة ؟ بالذمة ده كلام برضه ؟
              ( يدخل عبد الجبار و معه الدكتور عادل )
              ـ السلام عليكم .
              ـ روح انته يا عبد الجبار ، و عليكم السلام .
              ـ خير يا حضرة العمدة ؟
              ـ إيه حكاية قرايبك اللي عندك دول يا دكتور عادل ؟
              ـ مالهم يا حضرة العمدة ؟
              ـ صحيح عيانين بالسل ؟
              ( ينظر الدكتور لشيخ الغفر )
              ـ هو حضرتك عرفت يا حضرة العمدة .
              ـ و هو فيه حاجة بتستخبى ع العمدة برضك يا دكتور عادل ؟
              ـ لو لك قرايب عيانيين و جم واقعين في عرضك يا حضرة العمدة عشان تشوف لهم حل ها تعمل إيه ؟ حتى لو مش قرايبي ، من واجبي أعالجهم و أراعيهم لغاية ما يقوموا بالسلامة ، مش دي الأصول برضه ؟
              ـ أيوة بس ده سل يا دكتور عادل ،عارف يعني إيه سل ؟
              ( فجأة يدخل الخفير التوابتي يلهث ، يحاول التقاط أنفاسه )
              ـ ..... إلحقونا يا عالم ، إلحقنا يا دكتور عادل أنا ف عرضك ، الواد حمودة ابني بيكح دم ....
              ( عندها يصرخ شيخ الغفر )
              ـ مش قلت لك يا حضرة العمدة ؟ أهوه ، آدي البشاير ظهرت أهي ،و الواد ابن حسان أبو شوشة كمان لسه سامع أمه بتصوت عليه و انا جايلك ...
              ( صرخ العمدة في وجه الدكتور عادل )
              ـ ينفع الكلام ده يا دكتور عادل ؟ أهي العدوى انتشرت في البلد أهي ..
              ( ينكب التوابتي على كف الدكتور عادل يقبلها )
              ـ أبوس إيدك يا دكتور عادل ، تلحق الواد ابني بسرعة ...
              ( يصرخ شيخ الخفر )
              ـ ها يلحق مين و إلا مين ؟ روح منك لله يا شيخ ، ما كنا قاعدين كافيين خيرنا شرنا ، لازم يعني تدخل لنا السل البلد ؟
              ـ ما تحترم نفسك يا شيخ الغفر ؟
              ( يمسك الدكتور عادل شيخ الغفر من ملابسه ،عندها يجذبه العمدة بعيدا )
              ـ سيب شيخ الغفر دلوقتي يا دكتور عادل و روح إلحق المصيبة اللي وقعتنا فيها إنته وقرايبك ، يلا بسرعة ...
              ( يخرج الدكتور و التوابتي )
              ـ مش قلت لك يا أبا العمدة ؟ مش قلت لك ؟
              ـ و العمل إيه دلوقتي يا شيخ الغفر .
              ـ عمله اسود بعيد عنك ، لازم دلوقتي حالا نعمل حظر على البلد كلتها .
              ـ حظر ؟
              ـ إيوه ، لا حد يخرج من بيته و لا حد يدخل لغاية لما نشوف حل في المصيبة دي .
              ( يصرخ العمدة مناديا )
              ـ عبد الجبار ، عبد الجبار ...
              ( يدخل عبد الجبار )
              ـ بسرعة يا وله لم لي الغفر كلهم دلوقتي حالا .
              ( يخرج عبد الجبار مسرعا )
              ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، كنا ناقصين الدكتور عادل كمان ؟
              ـ لازم تكرشه م البلد يا عمدة الليلة هو وقرايبه .
              ـ و البلد تقعد كده من غير دكتور ؟
              ـ و هو الدكتور عمل إيه يعني للبلد ؟ ما هو قدامك أهوه ، هو اللي جاب لنا الخراب أهوه ، و من بكره الصبح نبعت شكوى للمديرية يبعتوا لنا حد غيره ، تلاتة بالله العظيم الواد (أنتي بيوتك) برقبته ، قلت إيه ؟
              ـ أيوه بس على الأقل نخليه لغاية لما المديرية تبعت لنا دكتور تاني .
              ـ موت يا حمار ، طول ما هو موجود عمرهم ما هيسألوا فينا ، لكن لما يروح لهم هناك مكروش م البلد ، و يعرفوا إن البلد من غير دكتور ، ها يبقى وضع تاني ، خاصة لما يعرفوا كمان إن السل انتشر في البلد ، ده مش بعيد يبعتوا لنا دكتورين تلاتة على الأقل .
              ـ خلاص ، بس لما الغفر يوصل نبعت واحد منهم يمشيه هو و قرايبه .
              ـ و نستنى ليه ؟ أني ها أروح أكرشهم حالا دلوقتي ، و إلا يعني نستنى لما الفاس تقع في الراس و يعدوا البلد كلها ، ده سل يا أبا العمدة ، سل ، استر يا رب ...
              ( يخرج شيخ الخفر مسرعا ، و يجلس العمدة حائرا يكلم نفسه )
              ـ معقولة ؟ الدكتور عادل ؟ اللي تحسبه موسى يطلع فرعون ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، استر يا رب ، يا لطيف يا لطيف يا لطيف ....
              ( يدخل عبد الجبار و معه الغفر ، يؤدون التحية العسكرية )
              ـ أفندم يا حضرة العمدة ؟
              ـ دلوقتي حالا أبو شقفة و التهامي يلفوا على كل بيوت البلد دار دار ، تنبهوا عليهم ممنوع حد يدخل أو يخرج ، و اللي ها يخرج من داره يقول على نفسه يا رحمن يا رحيم ، و انته يا عوادلي ، تاخد دلوقتي حالا جردل البوية الحمرة و كل دار فيها حد تعبان أو بيكح تحط لي على بابه علامة غلط ، و حسك عينك انته و هوه تخلي حد يخرج من بيته أو يدخل لغاية لما المديرية تبعت لنا حد يشوف المصيبة السودة اللي احنا فيها دي ،
              ( يصرخ فيهم ) يلا بسرعة مستنين إيه ؟
              ـ أوامرك يا حضرة العمدة .
              ( يخرج الخفر مسرعين يتخبطون ببعضهم البعض ،
              يجلس العمدة على كرسيه يضرب كفا بكف )
              ـ حسبي الله و نعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل .
              ( يتبع )

              تعليق

              • د/ أحمد الليثي
                مستشار أدبي
                • 23-05-2007
                • 3878

                #22
                والله يا أخانا الكريم شوقتنا نعرف كيف يتصارع الجهل والعلم، والقول بالظن والإشاعات والأفكار المسبقة مع واقع الحال.
                ونحن في الانتظار.
                دمت في طاعة الله.
                د. أحمد الليثي
                رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                ATI
                www.atinternational.org

                تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                *****
                فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                تعليق

                • محمد سنجر
                  عضو الملتقى
                  • 27-09-2008
                  • 165

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة د/ أحمد الليثي مشاهدة المشاركة
                  والله يا أخانا الكريم شوقتنا نعرف كيف يتصارع الجهل والعلم، والقول بالظن والإشاعات والأفكار المسبقة مع واقع الحال.
                  ونحن في الانتظار.
                  دمت في طاعة الله.
                  أستاذنا الفاضل
                  د/ أحمد الليثي
                  ما زالت هناك مفاجآت عديدة في كفر البلاص

                  فأرجو منكم ألا تبتعدوا كثيرا
                  فلكم يسعدني متابعتكم

                  دمتم بحفظ الله و طاعته

                  تعليق

                  • محمد سنجر
                    عضو الملتقى
                    • 27-09-2008
                    • 165

                    #24
                    عمدة كفر البلاص ( 13 )
                    [align=right]
                    ( الصمت يخيم على بيوت القرية ،
                    صوت الضفادع يأتي من بين الحقول الغارقة في الظلام ،
                    الخفر يجلسون حول إبريق الشاي الذي وضعوه فوق بعض الحطب المشتعل ،
                    الخفير (التوابتي) يحمل كوبا يصب به بعض الشاي و يأخذه لشيخ الخفر الذي يجلس بعيدا )
                    ـ الشاي يا شيخ الغفر .
                    ـ شكرا يا توابتي .
                    ـ هي المديرية مش ها تبعت دكتور بدل اللي راح يا شيخ الخفر ؟
                    ـ و هو انته فاكر إن كفرنا دي على بال البهوات القاعدين في المديرية ؟ موت يا حمار .
                    ـ أمال ها نعمل إيه في المصيبة اللي احنا فيها دي ؟
                    ـ آدينا مستنين الفرج .
                    ( شبح يخرج من بين بيوت القرية ، يتجه ناحية الخفر ،
                    يصرخ أحد الخفر )
                    ـ مين هناك ؟
                    ( الشبح لا يتكلم ، يصرخ الخفير و قد صوب بندقيته ناحيته )
                    ـ بقول مين هناك ؟
                    (يصرخ شيخ الخفر و هو يجري ناحية الشبح )
                    ـ مين هناك إيه يا طربش ؟ نزل البندقية الله يخرب بيتك ، انته اتعميت خلاص ؟ ده أبويا العمدة يا بجم .
                    ـ حضرة العمدة ؟
                    ( يصل شيخ الخفر إلى العمدة ، يسلم عليه )
                    ـ أهلا وسهلا حضرة العمدة ....
                    ( يقف الخفر يؤدون التحية العسكرية ، يذهب شيخ الخفر و العمدة يجلسان بعيدا عن الخفر )
                    ـ سلام عليكم .
                    ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
                    ـ اقعدوا اقعدوا ، إيه آخر الأخبار يا شيخ الغفر ؟
                    ـ كله تمام يا حضرة العمدة ، لا حد دخل و لا خرج من داره زي ما حضرتك أمرت ، و كل بيت فيه حد تعبان عملنا على بابه علامة بالبوية الحمرة .
                    ـ و بعدين يا شيخ الغفر ؟ إيه العمل ؟
                    ـ العمل عمل ربنا يا عمدة ، ربنا يعديها على خير .
                    ـ و ها نقعد كده لحد إمتى ؟
                    ـ أنا رأيي إن التهامي و أبو شقفة ينزلوا البندر م الفجر و يروحوا المديرية ....
                    ـ مش ها ينفع ، لازم أروح أنا بنفسي .
                    ـ و إيه المانع ؟ أكيد برضك ها يعملوا لك ألف حساب و يتصرفوا .
                    ـ خلاص ، بكرة إن شاء الله تبعت معايا اتنين غفر ، و آدي انته تبقى مكاني لغاية لما آجي .
                    ـ برقبتي يا حضرة العمدة .
                    ـ التوابتي فين ؟
                    ـ أهوه ( ينادي ) يا توابتي ، تعال كلم أبوك العمدة .
                    ( يجري التوابتي إلى العمدة ، يؤدي التحية العسكرية )
                    ـ أفندم ؟
                    ـ أخبارك ابنك إيه دلوقتي ؟
                    ـ سألت عليك العافية يا حضرة العمدة ، لا ده خف و بقى عال العال ، مش طلع لا عنده سل و لا حاجة .
                    ـ أمال إيه الدم اللي نزل منه ده ؟
                    ـ لا ، ما هو الدكتور عادل لما شافه قبل ما يمشي ، قال إن الدم ده من سنانه .
                    ـ الحمد لله .
                    ( يقاطعه شيخ الخفر )
                    ـ خلاص روح انته يا توابتي ، و حمد الله على سلامة ابنك .
                    ( يذهب التوابتي يجلس مع الخفر ، يكمل العمدة حديثه مع شيخ الخفر )
                    ـ الواد ابن أبو شوشة أخباره إيه ؟
                    ـ لسه جاي من عندهم دلوقتي ، الواد السخونية مسكاه و بيخرف ، منه لله بقى الدكتور عادل ، تلاتة بالله العظيم ، الواد ده لو جرى له حاجة ذنبه ها يبقى في رقبته ، و ساعتها بقى أبو شوشة مش ها يسكت .
                    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .
                    ـ طب الواد ( أنتي بيوتك ) ما بيوريناش همته ليه و يعالجه ؟
                    ـ ما هو لولاه كان الواد راح في شربة ميه ، ده لما لقى السخونية مسكاه ، جري بيه ع الترعة و قعد يغطسه فيها لغاية لما راحت ، و ادى له إبرة مخدر ما عرفش و إلا إيه ، الواد بعدها بقى عال العال ، بس يدوبك ساعتين تلاتة ، و السخونية رجعت تاني و حالته بقت حاله .
                    ـ ما تيجي لما نعدي عليه نشوفه .
                    ـ لا يا عمدة ، كله إلا انته ، البلد مش مستغنية عنك ، و بعدين أنا لسه جاي من عندهم أهوه .
                    ـ طب خلي حد م الخفر ياخد لهم شوال رز و شوال دقيق و زيت و الذي منه .
                    ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة ، حاضر من عينيه .
                    ـ و تخلي الواد (أنتي بيوتك) ما يسبوش .
                    ـ ما هو عندهم في الدار من ساعتها ، الشهادة لله ، الواد مش مقصر .
                    ـ ربنا يعديها على خير .
                    ـ و صاحبك مشي ؟
                    ـ غار في ستين داهية هو و العيانين قرايبه ، داهية لا ترجعه .
                    ـ قال لك إيه لما قلت له يمشي م البلد ؟
                    ـ و هو قدر ينطق بحرف واحد ؟ ما هو غلطان و الغلط راكبه من ساسه لراسه ....
                    ـ أنا خايف لنكون ظلمناه يا وله .
                    ـ ظلمناه ؟ ليه إن شاء الله ؟ ده يظلم بلد بحالها ، و إلا يعني كنا نستنى لما قرايبه يعدوا البلد كلتها ؟ و ساعتها بقى قول على البلد يا رحمن يا رحيم .
                    ( صرخات عالية تأتي من القرية ، يقف العمدة و شيخ الخفر )
                    ـ إيه ده ؟
                    ـ الظاهر الواد ابن أبو شوشة مات ، الصويت جاي من ناحية دارهم .
                    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، يلا بينا يا شيخ الغفر .
                    ـ اتفضل يا حضرة العمدة .
                    ( يسرع العمدة و شيخ الخفر في اتجاه الصوت )
                    ـ اسبقنا يا غفير انته و هوه شوف فيه إيه بسرعة .
                    ( يجري الخفر ناحية دار أبو شوشة )
                    ـ الله يقطع الدكاترة كلهم في ساعة واحدة قادر يا كريم ، آدي آخرة الدكاترة و اللي بيجلنا من ورا الدكاترة ، منك لله يا دكتور عادل ، بس هازز لي طوله في الرايحة و الجاية بالبالطو الأبيض و السماعة ، حسبنا الله و نعم الوكيل ، حسبنا الله و نعم الوكيل .
                    ـ استر يا رب ، يا رب استرها لجل حبيبك النبي .
                    ( يعود التوابتي مسرعا ، يقابل العمدة و شيخ الخفر ، يلهث )
                    ـ فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق .
                    ـ ده الواد توفيق بيضرب مراته .
                    ـ الله يقطعه و يقطعها في ساعة واحدة ، و ده وقته ؟
                    ( يلتقط العمدة أنفاسه )
                    ـ خضنا الله يخضه ، لا إله إلا الله ، خلاص خليك انته بقى يا شيخ الغفر .
                    ـ أوصلك يا أبا العمدة ؟
                    ـ توصلني إيه ؟ عيل صغير قدامك ؟
                    ـ العفو يا حضرة العمدة ، بس اتشرف بالمشي معاك مش أكتر و الله .
                    ـ لا ، خليك انته شوف شغلك ، سلام عليكم .
                    ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
                    [/align]
                    ( يتبع )

                    تعليق

                    • محمد سنجر
                      عضو الملتقى
                      • 27-09-2008
                      • 165

                      #25
                      عمدة كفر البلاص ( 14 )
                      [align=right]

                      ( صوت طلقات نارية تشق سكون الليل ،
                      استيقظ الأهالي مذعورين ،
                      أسرع الرجال بالخروج ،
                      النساء ينظرن من خلف النوافذ ،
                      يتساءلون )
                      ـ فيه إيه ياد يا توفيق ؟
                      ـ شايفني يعني باشم على ضهر إيدي ؟ الله أعلم .
                      ـ يا ساتر استر يا رب .
                      ( يشاهدون شبحا يجري مبتعدا في الظلام ، يدخل مسرعا بين أعواد الذرة ، صوت طلقات نارية تدوي )
                      ـ ده مين ده يا وله اللي دخل في الدرة ؟
                      ـ فيه إيه ياعم الحاج ؟ هو انته فاكرني مين بالظبط ؟ شايف نظري سته على سته ؟
                      ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .
                      ( يمر عليهم أحد الخفر ، يلتقط أنفاسه ، يسألهم )
                      ـ ما شفتوش الواد سليمان جري منين ؟
                      ـ سليمان مين يا حضرة الغفير ؟
                      ـ الواد سليمان أبو سليمان الغفير اللي اتعرض للبت خضرة و العمدة طرده م البلد .
                      ـ و ده راجع ليه إن شاء الله ؟
                      ـ المهم حد فيكم شافه ؟
                      ـ إيوه شفناه ، كان جاي من هناك هناهو ، و قام جاري و داخل مستخبى جوه الدرة اللي هناك دهوه بتاع أبويا العمدة .
                      ـ طب كل واحد فيكم يدخل داره عشان ما يتعورش ، لأن الواد ده معاه سلاح و لسه ضارب علينا النار دلوقتي .
                      ( يجري الأهالي إلى بيوتهم ، يتابعون ما يحدث من خلف النوافذ )
                      ـ الله يعمر بيتك يا شيخ الغفر .
                      ـ طول ما الراجل ده موجود يبقى نامي في العسل يا بلد .
                      ـ ده ما بيسبش كبير و إلا صغير إلا ما يسأل عنه .
                      ـ ده كفاية انه كرش الدكتور عادل و قرايبه بتوع السل م البلد ، الله يسترك دنيا و آخرة يا شيخ الغفر .
                      ( صوت طلقات نارية متتابعة هنا و هناك ،
                      أحد الغفر يجري إلى اليمين ،
                      يتبعه آخر يجري إلى اليسار ،
                      يصرخ أحد الغفر )
                      ـ الله أكبر ، جبت لك أجله يا شيخ الغفر .
                      ( يصرخ آخر )
                      ـ تلاتة بالله العظيم ما حد جاب داغة إلا اني .
                      ( يصرخ ثالث )
                      ـ إلحق يا شيخ الغفر ، حضرة العمدة عاوزك بسرعة .
                      ـ و ده وقته ؟ طيب ، حاضر ( يوجه حديثه للخفر ) إياكم حد فيكم يسيب مكانه لغاية لما أرجع .
                      ( يذهب شيخ الغفر مسرعا إلى دار العمدة ،
                      يجد العمدة في انتظاره ممسكا ببندقيته )
                      ـ فيه إيه يا شيخ الغفر ؟
                      ـ الواد سليمان أبو سليمان اللي كان غفير و انته طردته م البلد ...
                      ـ ماله ؟
                      ـ لامم لي شوية قلاضيش و عاوزين يقتلوك يا عمدة .
                      ـ يقتلوني اني ؟
                      ـ التحريات اللي عملناها كلها كانت بتأكد الموضوع ده ....
                      ـ و لما انته عامل تحريات ، سايبني على عمايا يا شيخ الغفر ؟ ليه ما نبهتنيش من بدري ؟
                      ـ ما حبيتش أقلقك بس يا أبا العمدة .
                      ـ ابقى هاتهولي هو و القلاديش اللي مسكتوهم معاه عشان ما حدش ها يحقق معاهم إلا اني .
                      ـ لا ، هو انا ماقولتلكش ؟ ما هم هربوا لما عرفوا إن عينينا مفنجلة و قاعدين لهم .
                      ـ هربوا منكم ؟
                      ـ و هو إحنا كنا مسكناهم و هربوا مننا ؟ احنا أول ما شفناهم ضربنا عليهم نار ، و همه ردوا علينا ، بس الواد العوادلي بيحلف إنه ضرب أبو سليمان بالنار و جت في رجله اليمين و الناس شايفينه و هو بيجري بيزك ، و الواد التوابتي كمان بيحلف إنه ضربه بالنار في راسه ، بس لما رحنا ندور عليه في الدرة لقيناه فص ملح و داب .
                      ـ أيوة بس كده ممكن يرجعوا تاني ، و طبع اللي اتجرأ و عملها مرة ، يبقى أكيد ها يعملها تاني و تالت و رابع .
                      ـ ما هو عشان كده بعد إذنك يعني ، ها أعمل بعض الحاجات كده عشان نقدر نشتغل صح بقى .
                      ـ حاجات إيه دي ؟
                      ـ يعني بعد إذنك يا حضرة العمدة ،
                      أولا : ما حدش يمشي في البلد بعد صلاة العشا إلا اما يكون معاه تصريح مني شخصيا ،
                      ثانيا : ما حدش يخرج م البلد و لا يدخل إلا لما أبقى عارف الخارج خارج ليه و الداخل داخل ليه ،
                      ثالثا : أي غفير له الحق انه يمسك و يحبس أي حد في البلد للاشتباه فيه....
                      ـ أيوة بس ده احنا ما صدقنا الناس شمت نفسها حبتين بعد الحبسة بتاع موضوع السل ده .
                      ـ ما هو حضرتك شايف أهو بمجرد ما هوينا لهم الحبل شوية إيه اللي حصل أهو ، و بعدين الصراحة بقى أنا مش مستعد أدخل عليك في مرة ألاقيك واخد لك عيارين لا قدر الله يا أبا العمدة .
                      ـ أيوة بس براحة على أهالينا يا شيخ الغفر .
                      ـ ما تقلقش يا أبا العمدة ، دول أهلي و ناسي ، و عشان كده عندي اقتراح كده ها يبسط البلد و يا ريت حضرتك توافق عليه .
                      ـ خير إن شاء الله ؟
                      ـ طبعا إحنا لما نضيق على الناس بالشكل ده ، فياريت برضه نبحبحها عليهم من الناحية التانية .
                      ـ عروستي ؟
                      ـ كنت بأقول يعني نخلي التليفون للأهالي مجانا يتكلموا براحتهم .
                      ـ تليفون إيه ؟
                      ـ تليفون العمدة .
                      ـ نعم ؟ تليفون العمدة ؟
                      ـ لا ، ما هو احنا ها نجيب لهم عدة تانية نحطها في القاعة و هانخلي واحد م الغفر قاعد عليه عشان الناس تتكلم بالدور .
                      ـ آه ، بحسب ، و ماله ، ما عنديش مانع ، بس هي دي البحبحة اللي تقصدها ؟
                      ـ يعني ، أهي حاجة برضه تسعدهم و توسع عليهم .
                      ـ الأهم من كده تنبه على الغفر ما حدش يضايق الناس .
                      ـ لا ، من الناحية دي اطمن ، طول ما أنا موجود و لا يكون عندك أيتها فكرة ، أنا عاوزك انته بس كده تنام و تمدد رجليك و تشخر براحتك خالص و على كيف كيفك يا أبا العمدة .
                      ـ حسك عينك أسمع أيتها شكوى من أي حد في البلد يا شيخ الغفر .
                      ـ برقبتي ، و لا تشغل بالك انته يا أبا العمدة .
                      ـ مش عارف كنت ها أعمل إيه من غيرك يا وله يا طاهر ، قصدي يا حضرة شيخ الغفر .
                      ـ إحنا مش عاوزين غير رضاك علينا يا أبا العمدة .


                      [/align]
                      ( يتبع )

                      تعليق

                      • د/ أحمد الليثي
                        مستشار أدبي
                        • 23-05-2007
                        • 3878

                        #26
                        خليك مع طاهر لحد باب الدار. هذا كله تمهيد لثلاثين سنة طوارئ، الله يستر. ههههه
                        د. أحمد الليثي
                        رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                        ATI
                        www.atinternational.org

                        تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                        *****
                        فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                        تعليق

                        • محمد سنجر
                          عضو الملتقى
                          • 27-09-2008
                          • 165

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة د/ أحمد الليثي مشاهدة المشاركة
                          خليك مع طاهر لحد باب الدار. هذا كله تمهيد لثلاثين سنة طوارئ، الله يستر. ههههه
                          لم أتمالك نفسي من شدة الضحك


                          دمتم بحفظ الله
                          أستاذنا الفاضل
                          دكتور / أحمد الليثي

                          تعليق

                          • محمد سنجر
                            عضو الملتقى
                            • 27-09-2008
                            • 165

                            #28
                            عمدة كفر البلاص ( 15 )

                            [align=right]
                            ( اجتمع أهالي القرية عن بكرة أبيهم أمام دار العمدة ،
                            كل منهم يريد أن ينال دوره للتحدث من خلال هاتف العمدة المجاني ،
                            وقف الخفر يصفون الناس ،
                            بينما أخذ الخفير التهامي يصيح بالجموع )
                            ـ عمرنا ما ها نتعلم النظام أبدا ؟
                            ما تقف صف واحد ياله انته و هوه ،
                            حازي ، و الا احنا يعني ما نمشيش غير بالعصاية ؟
                            مش كفاية العمدة الله يعمر بيته خلاكم بني آدمين و عملكم التليفون مجانا ؟ دي فين تلاقوها دي في العالم كله يا ناس ؟
                            سبحان الله ، عليا النعمة خدمة عشر نجوم ،
                            ـ نرجع نأكد ـ كل واحد فيكم ياخد دوره ،
                            جاتكوا داهية ، الستات في ناحية و الرجالة في ناحية ، كلكو زي بعض ،
                            ارجع يا راجل انته هناك ، ها ناخد واحدة ست و بعدين راجل و بالدور ، و اللي يدخل عشان يتكلم ما يعوقش ، يعني تتلقح تقعد تطرش الكلمتين و تفز تقوم على طول ، رغي النسوان ده مالوش لازمة ، أني بأنبه اهوه ، عشان ما حدش يقول (التهامي) ما حذرناش .
                            انته ياد يا حسونة ، جاي تتكلم من هنا ليه ؟ مش عندك تليفون ؟ و الا أبو بلاش كتر منه ؟
                            ـ هو أني مش زي الناس دي و الا إيه يا ( تهامي ) ؟
                            ـ و التهامي ده كان بيلعب مع أبوك في الشارع ؟ أما تيجي تكلمني يا وله تقول حضرة الغفير التهامي ، فاهم و إلا لأ ؟ و بعدين ، لأ طبعا إنته مش زي الناس ، مش عندك تليفون في بيتكم ، يبقى تروح تتكلم منه ؟
                            ـ مش ماشي يا حضرة الغفير ، زيي زيهم .
                            ـ طب تلاتة بالله العظيم ما انته متكلم لو على جثتي ...
                            ( يجذبه من جلبابه بعيدا ، يحاول التخلص من بين يديه و لا فائدة ، يذهب الرجل بعيدا و هو يصيح )
                            ـ و الله لاني قايل لحضرة العمدة ، إشمعنى اني يعني ؟
                            ( يدخل ( التهامي ) إلى داخل دار العمدة بينما وقف الخفر بالخارج يصفون الأهالي بنظام ، نسمع صوت ( التهامي ) ينادي من الداخل )
                            ـ دخلي أول واحد يا ( عوادلي ) .
                            ـ يلا ادخل انته يا حسن يا بو خميس .
                            ( يصرخ أحد الرجال )
                            ـ اشمعنى أبو خميس يعني ؟ أني جاي قبله ، و الا عشان قريبك ؟
                            ( يصرخ الخفير العوادلي في وجهه )
                            ـ هوه كده ان كان عاجبك ، عافية بقى ، و عليا النعمة كلمة تانية ما انته شايف التليفون ده شكله إيه ، إيه رأيك بقى ؟
                            ( عندها يتراجع الرجل ، لكنه يتكلم بصوت خفيض بكلام غير مفهوم )
                            ـ بتبرطم تقول إيه يا ابن هنومة ؟
                            ـ بادعي لك ، الحق عليا ؟
                            ـ باحسب ، عارف لو كنت بتبرطم كده و الا كده ؟
                            ( يتحرك شاب من بين الجموع يقترب من العوادلي ، يهمس في أذنه )
                            ـ أمي بتقولك انته ما عديتش عليها ليه عشان تاخد صينية البطاطس اللي عاملاها لك ؟ و بتقولك هي عايزة تكلم اخويا في العراق .
                            ( يلتفت العوادلي إليه يهمس في أذنه )
                            ـ قولها حاضر بس شوية كده عشان زحمة دلوقتي ( يغمز بعينه ، ثم يرفع صوته ) أنا ما عنديش خيار و فاقوس ، أنا باقولك اهوه ، كل واحد في دوره ، يلا من هنا .
                            ( ينصرف الولد ، يشير العوادلي بعصاه لإحدى النساء الواقفات )
                            ـ الست اللي هناك دي ، إنتي مين يا ست انتي ؟
                            ـ أني من أبو زعيبل .
                            ـ نعم ؟ زعيبل مين يا أم زعيبل ؟ يلا امشي مششت ركبك من بدري ...
                            ( يذهب إليها يدفعها بقوة فتقع المرأة أرضا ، عندها تحدث ضجة بين الجموع )
                            ـ ما تسيبها يا عم عوادلي .
                            ـ يعني هي ما لهاش نفس زينا ؟
                            ـ يعني التليفون ها يخس ؟
                            ( عندها يصرخ فيهم العوادلي )
                            ـ إياك أسمع نفس حد فيكم انته و هوه ، كل واحد فيكم ينقطنا بسكاته ، اللي متعاطف معاها يوريني نفسه ، الخدمة دي لأهالي كفر البلاص و بس ، يلا غوري في ستين داهية من هنا ، و أديني بانبه اهوه ، أي حد من أبو زعيبل أو أبو حطب يمشي من سكات أحسن له و إلا ها أسود عيشته و عيشة اللي جابه .
                            ( تقف المرأة و ترحل و هي تبكي ، بينما ينسحب بعض الرجال و النساء من بين الصفوف ، و يعود العوادلي لينظم الصفوف )
                            ......................
                            ( بعد المغرب جلس الخفير ( التوابتي ) مع شيخ الخفر )
                            ـ كله تمام يا شيخ الغفر .
                            ـ عملت إيه النهاردة ؟
                            ـ زي ما أمرت بالظبط ، و كل حاجة متسجلة هنا في الورق ده .
                            ( يخرج التوابتي بعض الأوراق و يناولها لشيخ الخفر )
                            ـ إوعى يكون حد شافك و انته بتكتب ؟
                            ـ هو أني أهبل ؟ أنا كنت باصنت من التليفون اللي جوه .
                            ـ طب اقرا لي اللي انته كاتبه كده .
                            ـ الواد حسن ابو خميس طلق مراته و كلم أهلها في البندر عشان يجو ياخدوا حاجاتها .
                            ـ و طلقها ليه ؟
                            ـ عشان ما خلفتش لغاية دلوقتي .
                            ـ و العيب من مين ؟
                            ـ كل واحد فيهم بيقول العيب م التاني .
                            ـ غيره .
                            ـ البت نحمده بنت أبو إسماعيل جاي لها عريس من أبو حطب .
                            ـ و اتلمت عليه فين الواد ده ؟
                            ـ كان معاها في المصنع بتاع المركز ، و جاي هو و أهله يوم الاربع عشان يطلبوها من أبوها .
                            ـ غيره .
                            ـ الواد حسان أبو جمعة أخوه باعت له ألفين جنيه من بلاد برة مع واحد صاحبه ، و ها يجيب له الفلوس بكرة الظهر .
                            ـ هو أخوه بيشتغل إيه هناك ؟
                            ـ بيقولوا مبيض محارة كبير قوي هناك ،
                            على فكرة الواد حسونة كان جاي النهاردة عشان يتكلم من عندنا ، بس التهامي طرده .
                            ـ طرده ليه إن شاء الله ؟
                            ـ عشان عندهم تليفون و جاي يتكلم من تليفون العمدة .
                            ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، و هو أنا قعدت أتحايل على العمدة لغاية لما عمل التليفون مجانا ليه ؟ بعد ما تخرج من عندي تروح تقطع السلك بتاع تليفون الواد حسونة ، و أني ها أنبه على التهامي إنه يسيبه يتكلم من عندنا .
                            ـ أمرك يا شيخ الغفر .
                            ـ و بكرة ها أخلي واحد م الغفر يعملهم شاي كمان .
                            ـ ما نجيب لهم سحلب و طاولة أحسن ؟ ( يضحكان ) أموت و أعرف لزمتها إيه المصاريف دي كلها ؟
                            ـ عمدة و عاوز يريح أهل بلده يا أخي ، و إلا يعني الكحكة في إيد اليتيم عجبه ؟ و بعدين ده كفاية إننا نعرف كل كبيرة و صغيرة في البلد .
                            ـ طب و التقارير اللي أني قاعد أكتبها دي ، أبويا العمدة عنده خبر بيها ؟
                            ـ لأ طبعا ، دي حاجة بيني و بينك بس ، و حسك عينك حد يعرف الموضوع ده ، و بعدين ما هو إحنا لازم نعرف كل كبيرة و صغيرة في البلد يا وله ، أمال ها نحافظ على أمن البلد دي إزاي ؟
                            ـ معاك حق و الله يا شيخ الغفر ، عاوز الصراحة يا شيخ الغفر ؟
                            ـ لا بنت عمها .
                            ـ كان نفسي دماغي تبقى و لو نص دماغك .
                            ـ ياد قول بسم الله ما شاء الله ، يلا روح عشان تنام ( يخرج بعض النقود من جيبه و يدسها في جيب التوابتي ) و بكرة إن شاء الله تطرطق ودانك على الآخر .
                            ـ مطرطقة و سالكة و مية مية إن شاء الله يا شيخ الغفر ، سلام عليكم .
                            ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .


                            [/align]
                            ( يتبع )

                            تعليق

                            • د/ أحمد الليثي
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 3878

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد سنجر مشاهدة المشاركة
                              عمدة كفر البلاص ( 15 )

                              [align=right]

                              على فكرة الواد حسونة كان جاي النهاردة عشان يتكلم من عندنا ، بس التهامي طرده .
                              ـ طرده ليه إن شاء الله ؟
                              ـ عشان عندهم تليفون و جاي يتكلم من تليفون العمدة .
                              ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، و هو أنا قعدت أتحايل على العمدة لغاية لما عمل التليفون مجانا ليه ؟ بعد ما تخرج من عندي تروح تقطع السلك بتاع تليفون الواد حسونة ، و أني ها أنبه على التهامي إنه يسيبه يتكلم من عندنا .
                              =========
                              ـ كان نفسي دماغي تبقى و لو نص دماغك .
                              ـ ياد قول بسم الله ما شاء الله ، يلا روح عشان تنام ( يخرج بعض النقود من جيبه و يدسها في جيب التوابتي ) و بكرة إن شاء الله تطرطق ودانك على الآخر .


                              [/align]
                              ( يتبع )
                              سبحان الله على هذا المزج، وهذا التضاد الرائع؛ فهنا نجد قسم التجسس ولكن فرع مشيخة الأزهر!!!

                              أخي الفاضل الأستاذ محمد
                              سرد رائع، ولغة محكية سلسلة، ونقل محكم لثقافة نعيشها مهما اختلفت الألسن والألوان، وواقع مر تنسج خيوطه بذرة سوداء متشعبة الأغصان حين تخرج براعمها من الأرض.
                              أخشى أن يعم الظلام كفر البلاص، ونفقد بصيص النور. ولكن لعل الواقع أشد إظلامًا مما نعتقد، ولعل نقله لنا بيدك الخبيرة، وقريحتك الواعية هو ما نحتاجه. وأيًّا كان اتجاه كفر البلاص فنحن متابعون للرحلة.
                              دمت في طاعة الله.
                              د. أحمد الليثي
                              رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              ATI
                              www.atinternational.org

                              تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                              *****
                              فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                              تعليق

                              • يسري راغب
                                أديب وكاتب
                                • 22-07-2008
                                • 6247

                                #30
                                [align=center]
                                الاديب الروائي
                                الرائع الراقي
                                الاستاذ محمد سنجر الموقر
                                تبدا الحياة من القرية
                                هناك نتعلم السياسة
                                ونستمد جذور الشورى والديمقراطية الانتخابية
                                ونتعلم حل خلافاتنا القبلية فتكون اذا كنا معينا للقادرين فينا
                                اسلوب في اللغة وتحكم في الحدث من خلال حوارية روائية فيها الاجتماعي سياسي
                                اسجل مروري بكل اعجاب وتقدير
                                [/align]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X