ريثما ينتهي
في سواقي الليل
في القفص ِالذي يرابض’
خلفَ قضبانِهِ العشّاق
وفي برهة ِانتباه الكنار إلى نجمةِ فجرٍ لا باردٍ
لا وتزِّمله’ ملاءة’ عاشقة
أتسكعُ كشحادٍ يهمله المارة..
يهمله الفنانون والكتاب..
حتى سائقو سيارات الأجرة ،
لا يرمون عليه التحية.
الفرانون..ورعاة الماشية....
الغانيات ورواد المقاهي..
أئمةُ الصلوات..
ومحاسبو البلديات..
أساتذة الجغرافيا
ورسامو الأرصفة..
كتّابُ المعلقات
.وناشرو الإعلانات..
الموحّدون.والمثنويون..والمثلثون
حتى عبدة الكواكب
..والوثنيون القدامى جداً جدا ..
المتبقي منهم ..ومن باد..
المدافعون عن الماركسية..
قبل بضعةِ أعوام؛
كانوا أشدّ وطأةً من سجانٍ
تمرَّس على ضربِ رعاياه بالأزاميل
وان استشاط غضبا
..ألقى عليهم حنينَهُ جميعا
وتركهم في ظلماتِ الوحدةِ كديدان.
الآن هم ..عبيدُ الضّد.
جميع من رحل وصدقَ ما عاهدَ عليه
ومن لم يفعل
وكذبَ ما عاهدَ عليه
من عرفني ومن ألقى حبله على غاربه..
من سيعرفني اليوم
ومن سيراني البارحة ..
الصبايا..
ونساء سالت أعوامهن
على أرصفة التمني..
كبُرن كبرن وعجزنّ
ومازالت تخامرهنَّ الرغبة
في أن يأتي من لا يشبهني..
ويلقي عليهن عبوسَ قلبه.
وبياضَ فرجتي حصان ٍ
يقرعُ بقائمتيه الأرض..
ويوزع ُغبارَ الفروسية فوق تضاريسهن..
القططُ المتمردات على حاويات القمامة ‘ والمقيمات في البيوت خلسة..
كلابُ الصيد ..
والكلاب الشاردة..
الصراصير ..وسكان مجاري الصرف الصحي..
رواد الفضاء..
ولاعبو السيرك
حتى التجار ‘
ومنهم بائعُ أوراق اليانصيب هذا
لايلقي عليّ التحية..
إذاً ..
سوف أرصفهُم جميعا..ههنا..
في ساقيةِ الليل هذه..
وأرشُ عليهم زجاجةَ العطر التي ورثتها
عن صديق ٍقديم ..
كانت له عشيقة يحبها أحدُ أجدادي..
وهي تحب من يقصفُ قصبةَ الناي بصمته.
ثم أقلبُ هذه الصفحة..
وأنهضُ عن رصيفي..
أسأل شرطيَ المرور ذاك..
عن طريقة أعبر بها هذا الزحام..
لعله يلقي تحيته علي..
ويُفسح لنوافذي الطريق..
حتى تتسربَ إلى ذبولي
شمسُ عشيةٍ أكثرُ دفئا
وتعبرَ عرباتٌ من الياسمين..
فأنشر شرا شفي
وأعيد سقاية أزهاري
وعلى المسمار الذي علّقت’ عليه
قميصَ ذكرياتي..
في جيبه الناهض ِ كفرعون
الممتلئ كقبرةٍ
لا تجيدُ الغناء..
الشاردُ كمراهق ..
قلمٌ مازالت الخضرةُ تكاشفُه وجدَها
ينقط على الأوراق حروفا
تجرفُ مرارة َهذا السواد
ثمَّ أبحثُ عن دمشق بين غبار مكاتيبي.
وأرسم على تجاعيد وجهها..
هلالين وصليب
كذلك سوف أرسم ..
طائرةَ ورق
..وخزنةً شديدةَ الحساسية
طفلا ًلا يحلمُ أبداً..
إمرأة ًلا تحيضُ أبدأً
فتىً لا يموتُ أبدا..
كهلاً لا يحتاج لنظارة ٍ وعكازين...
راقصة ًلا تهُّزُ خصرها للغرباء
وطرقات تتسع ُ لملايين المارة ..
أرصفةً لا شحّاذون يزيّنون نواصيها
وسوف أرسمُ أيضا
علماً ‘ بياضُهُ أشدُ ضجيجا..
والحمرةُ التي توشِّح زاويتَهُ
لا تشيرُ إلى دماءِ من ماتوا..
والسّوادُ الذي يكتنفُ طرفَ رفيفه‘
لا يرصدُ عصورًا مظلمة ثابتة في سمائه
وسأترُكه بلا خشبة..
هكذا سائحا في الفضاء كمثلي..
وللتي تنتظرُ رقبتي
كي أعلقها شمعةً في ظلام ِغربتها
سوف أجلدها بقصائدي
لاكسجان وإنما كعاشق..
لايرمي عليه المارة ُ..أحزانهم..
ولا يتركونه يعبرُ السيّاج.
دون أن يطربهم أنينه..
أو تُغلقُ دون هذا الليل
جميع النوافذ........
وتسدلُ عليه ستائِركِ ..
ثم تكفّين عن البكاء
وهو يفرط ما تبقى من حبّاتِ نجومه
ولا تصنعي من أشواقي ..
صليبًا أنزفُ فوقه ُكلماتي ..
ياسيدةَ جميع من سبقني..إلآّي..
وجميع من سيجيء من بعدي..
ويحصدُ ذكرياتي ..
الشام الشريف
فجر
.{22\12\2004}
تعليق