نقاشات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حامد السحلي
    عضو أساسي
    • 17-11-2009
    • 544

    #16
    السلام عليكم ورحمة الله
    موضوع العفة وأشكالها موضوع واسع يحتمل الكثير من الأخذ والرد وقبل أن أخوض في هذا الأمر دعونا نؤسس أصوليا نقطة غاية في الأهمية يغفل عنها معظم المسلمين اليوم
    لأن مفهوم الدين قد تمت محاولة تقزيمه للشعائر فقط (ومحاولات معاكسة متعنتة) فقد اختلط الأمر على معظم المسلمين اليوم بحيث أصبح هناك ربط خاطئ وجاهل بين إثم وعقوبة
    في الإسلام هناك قوانين من بينها العقوبات التي تمس الحدود والحرمات المتعلقة بالمجتمع وهي واجب المجتمع أي المسلمين جميعا وحقه لصيانة نفسه واستمراريته وهذا يتأتى بصيغته التنظيمية بإسناد هذه المهمة إلى الإمام أو القاضي في الفقه الإسلامي
    والجانب القانوني من الإسلام هنا هي إجراءات معيارية أي هناك سبب موصوف ونتيجة لهذا الوصف فثبوت الزنا يقتضي الجلد أو الرجم وثبوت السرقة تقتضي قطع اليد وهذه هي الحدود وهناك أشياء أوسع هي الحرمات ولكنها تبقى معيارية فانتهاك الحجاب هو اعتداء على حرمة بتقنينها ترتبط بعقوبة
    ولكن ليس كل إثم يرتبط بعقوبة كما يتصور الكثير من المسلمين اليوم
    فالرجل الذي يميز أحد أبناءه بمنحة "لا يستحقها" آثم ولكن المجتمع لا يستطيع أن يفعل شيئا وليس من حقه لدى الجمهور في الفقه الإسلامي لأن هناك حالات تجيز للأب إعطاء ابن دون آخر كأن يحون أحوج أو قد تكون إنصافا أي ردا لمنحة من الابن
    فهذا الأمر إن لم يكن جائزا فهو إثم ولكن كل ما يستطيعه المجتمع هو النصح ((لا أشهد على زور))

    نأتي إلى الجانب العملي
    الإسلام ليس مجرد منظومة قوانين فهو هدى للناس بداية والقوانين هي لتنظيم الحياة الاجتماعية والإسلام بجانبه القانوني موجه لتنظيم المجتمع المسلم المهتدي (بالعموم) فالهداية تأتي أولا ثم يأتي القانون ليحمي هذا الهدى الاجتماعي ولهذا جاءت أوامر الله المتعلقة بالحدود والجهاد موجهة للمسلمين بمجموعهم (فاجلدوا.. فاقطعوا..)
    أما إن كان المجتمع المسلم المهتدي غير موجود (وهي حالنا اليوم) فليس من المنطقي أن نستدعي المنظومة القانونية الإسلامية لنطالبها بحل المشاكل دون رؤية شاملة واضحة لآلية انتقال المجتمع إلى الهداية التي هي شرط للمنظومة القانونية
    فالإسلام دين يختلف عن الدين الوضعي الذي يضع معايير ويبقى هناك ثغرات للتحايل عليها فهو أولا يطلب من رعاياه الالتزام والسعي للصلاح ولكن يبقى هناك احتمال لوجود الشاذين أو الخلاف والقانون هو لهذه الحالة
    وإن نظرنا بعمق فهذه هي حال جميع المجتمعات المستقرة حتى الظالمة منها فهناك قدر من الالتزام الطوعي بمصلحة المجموع لدى الغالبية وهو في الغالب ينتج عن عقيدة أو مجموعة عقائد دينية وإلا لو كان الأمر هو للقانون فقط لانهار هذا المجتمع خلال فترة قصيرة

    تعليق

    • مصطفى شرقاوي
      أديب وكاتب
      • 09-05-2009
      • 2499

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة حامد السحلي مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله
      موضوع العفة وأشكالها موضوع واسع يحتمل الكثير من الأخذ والرد وقبل أن أخوض في هذا الأمر دعونا نؤسس أصوليا نقطة غاية في الأهمية يغفل عنها معظم المسلمين اليوم
      لأن مفهوم الدين قد تمت محاولة تقزيمه للشعائر فقط (ومحاولات معاكسة متعنتة) فقد اختلط الأمر على معظم المسلمين اليوم بحيث أصبح هناك ربط خاطئ وجاهل بين إثم وعقوبة
      في الإسلام هناك قوانين من بينها العقوبات التي تمس الحدود والحرمات المتعلقة بالمجتمع وهي واجب المجتمع أي المسلمين جميعا وحقه لصيانة نفسه واستمراريته وهذا يتأتى بصيغته التنظيمية بإسناد هذه المهمة إلى الإمام أو القاضي في الفقه الإسلامي
      والجانب القانوني من الإسلام هنا هي إجراءات معيارية أي هناك سبب موصوف ونتيجة لهذا الوصف فثبوت الزنا يقتضي الجلد أو الرجم وثبوت السرقة تقتضي قطع اليد وهذه هي الحدود وهناك أشياء أوسع هي الحرمات ولكنها تبقى معيارية فانتهاك الحجاب هو اعتداء على حرمة بتقنينها ترتبط بعقوبة
      ولكن ليس كل إثم يرتبط بعقوبة كما يتصور الكثير من المسلمين اليوم
      فالرجل الذي يميز أحد أبناءه بمنحة "لا يستحقها" آثم ولكن المجتمع لا يستطيع أن يفعل شيئا وليس من حقه لدى الجمهور في الفقه الإسلامي لأن هناك حالات تجيز للأب إعطاء ابن دون آخر كأن يحون أحوج أو قد تكون إنصافا أي ردا لمنحة من الابن
      فهذا الأمر إن لم يكن جائزا فهو إثم ولكن كل ما يستطيعه المجتمع هو النصح ((لا أشهد على زور))

      نأتي إلى الجانب العملي
      الإسلام ليس مجرد منظومة قوانين فهو هدى للناس بداية والقوانين هي لتنظيم الحياة الاجتماعية والإسلام بجانبه القانوني موجه لتنظيم المجتمع المسلم المهتدي (بالعموم) فالهداية تأتي أولا ثم يأتي القانون ليحمي هذا الهدى الاجتماعي ولهذا جاءت أوامر الله المتعلقة بالحدود والجهاد موجهة للمسلمين بمجموعهم (فاجلدوا.. فاقطعوا..)
      أما إن كان المجتمع المسلم المهتدي غير موجود (وهي حالنا اليوم) فليس من المنطقي أن نستدعي المنظومة القانونية الإسلامية لنطالبها بحل المشاكل دون رؤية شاملة واضحة لآلية انتقال المجتمع إلى الهداية التي هي شرط للمنظومة القانونية
      فالإسلام دين يختلف عن الدين الوضعي الذي يضع معايير ويبقى هناك ثغرات للتحايل عليها فهو أولا يطلب من رعاياه الالتزام والسعي للصلاح ولكن يبقى هناك احتمال لوجود الشاذين أو الخلاف والقانون هو لهذه الحالة
      وإن نظرنا بعمق فهذه هي حال جميع المجتمعات المستقرة حتى الظالمة منها فهناك قدر من الالتزام الطوعي بمصلحة المجموع لدى الغالبية وهو في الغالب ينتج عن عقيدة أو مجموعة عقائد دينية وإلا لو كان الأمر هو للقانون فقط لانهار هذا المجتمع خلال فترة قصيرة
      مرور طيب أستاذنا الكريم / حامد السحلي ,,

      وهل لنا أن نفهم مما ورد في مداخلتك أن على الجميع حاكما كان او محكوم إتباع الشرع وما نصته عليه قوانينه الإلزاميه بالحدود الشرعيه المتفق عليها المؤكد ثبوتها ,, ولكن لو كان هناك من لا يطبق هذه الشريعه ويدور كأس الظلم والإنتهاك دورته هذا فضلا عن التنازلات والتجاوزات في الأحكام فليس بن المدير في المحكمة = بن الخفير .. وليس الذكر كالأنثى ولكن هنا ليس المقصود به في الرزق ولكن المقصود به في الحكم , ولكن الشرع في هذه المسأله حكم وعدل .. وورد لنا في قصتي ماعز مع النبي والمرأه مع النبي والقصتان يؤكدان حقيقة التساوي بينهما في الحكم إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم نفذ لماعز رغبته في الرجم وكذا المرأه .. هذا عن شرعنا لا حياديه فيه ولا محاباه أما عن قوانينا الوضعيه فهذا هو القهر بعينه وأراه سببا رئيسا في مقولة الرافعي ... بتنفيذ عقوبتين علي المرأه لو ثبت أنها كانت متبرجه وليست على خلق ...... راق لي هذا المعنى فهل هناك ربط بينه وبين ردك عاليه ؟

      تعليق

      يعمل...
      X