السلام عليكم ورحمة الله
موضوع العفة وأشكالها موضوع واسع يحتمل الكثير من الأخذ والرد وقبل أن أخوض في هذا الأمر دعونا نؤسس أصوليا نقطة غاية في الأهمية يغفل عنها معظم المسلمين اليوم
لأن مفهوم الدين قد تمت محاولة تقزيمه للشعائر فقط (ومحاولات معاكسة متعنتة) فقد اختلط الأمر على معظم المسلمين اليوم بحيث أصبح هناك ربط خاطئ وجاهل بين إثم وعقوبة
في الإسلام هناك قوانين من بينها العقوبات التي تمس الحدود والحرمات المتعلقة بالمجتمع وهي واجب المجتمع أي المسلمين جميعا وحقه لصيانة نفسه واستمراريته وهذا يتأتى بصيغته التنظيمية بإسناد هذه المهمة إلى الإمام أو القاضي في الفقه الإسلامي
والجانب القانوني من الإسلام هنا هي إجراءات معيارية أي هناك سبب موصوف ونتيجة لهذا الوصف فثبوت الزنا يقتضي الجلد أو الرجم وثبوت السرقة تقتضي قطع اليد وهذه هي الحدود وهناك أشياء أوسع هي الحرمات ولكنها تبقى معيارية فانتهاك الحجاب هو اعتداء على حرمة بتقنينها ترتبط بعقوبة
ولكن ليس كل إثم يرتبط بعقوبة كما يتصور الكثير من المسلمين اليوم
فالرجل الذي يميز أحد أبناءه بمنحة "لا يستحقها" آثم ولكن المجتمع لا يستطيع أن يفعل شيئا وليس من حقه لدى الجمهور في الفقه الإسلامي لأن هناك حالات تجيز للأب إعطاء ابن دون آخر كأن يحون أحوج أو قد تكون إنصافا أي ردا لمنحة من الابن
فهذا الأمر إن لم يكن جائزا فهو إثم ولكن كل ما يستطيعه المجتمع هو النصح ((لا أشهد على زور))
نأتي إلى الجانب العملي
الإسلام ليس مجرد منظومة قوانين فهو هدى للناس بداية والقوانين هي لتنظيم الحياة الاجتماعية والإسلام بجانبه القانوني موجه لتنظيم المجتمع المسلم المهتدي (بالعموم) فالهداية تأتي أولا ثم يأتي القانون ليحمي هذا الهدى الاجتماعي ولهذا جاءت أوامر الله المتعلقة بالحدود والجهاد موجهة للمسلمين بمجموعهم (فاجلدوا.. فاقطعوا..)
أما إن كان المجتمع المسلم المهتدي غير موجود (وهي حالنا اليوم) فليس من المنطقي أن نستدعي المنظومة القانونية الإسلامية لنطالبها بحل المشاكل دون رؤية شاملة واضحة لآلية انتقال المجتمع إلى الهداية التي هي شرط للمنظومة القانونية
فالإسلام دين يختلف عن الدين الوضعي الذي يضع معايير ويبقى هناك ثغرات للتحايل عليها فهو أولا يطلب من رعاياه الالتزام والسعي للصلاح ولكن يبقى هناك احتمال لوجود الشاذين أو الخلاف والقانون هو لهذه الحالة
وإن نظرنا بعمق فهذه هي حال جميع المجتمعات المستقرة حتى الظالمة منها فهناك قدر من الالتزام الطوعي بمصلحة المجموع لدى الغالبية وهو في الغالب ينتج عن عقيدة أو مجموعة عقائد دينية وإلا لو كان الأمر هو للقانون فقط لانهار هذا المجتمع خلال فترة قصيرة
موضوع العفة وأشكالها موضوع واسع يحتمل الكثير من الأخذ والرد وقبل أن أخوض في هذا الأمر دعونا نؤسس أصوليا نقطة غاية في الأهمية يغفل عنها معظم المسلمين اليوم
لأن مفهوم الدين قد تمت محاولة تقزيمه للشعائر فقط (ومحاولات معاكسة متعنتة) فقد اختلط الأمر على معظم المسلمين اليوم بحيث أصبح هناك ربط خاطئ وجاهل بين إثم وعقوبة
في الإسلام هناك قوانين من بينها العقوبات التي تمس الحدود والحرمات المتعلقة بالمجتمع وهي واجب المجتمع أي المسلمين جميعا وحقه لصيانة نفسه واستمراريته وهذا يتأتى بصيغته التنظيمية بإسناد هذه المهمة إلى الإمام أو القاضي في الفقه الإسلامي
والجانب القانوني من الإسلام هنا هي إجراءات معيارية أي هناك سبب موصوف ونتيجة لهذا الوصف فثبوت الزنا يقتضي الجلد أو الرجم وثبوت السرقة تقتضي قطع اليد وهذه هي الحدود وهناك أشياء أوسع هي الحرمات ولكنها تبقى معيارية فانتهاك الحجاب هو اعتداء على حرمة بتقنينها ترتبط بعقوبة
ولكن ليس كل إثم يرتبط بعقوبة كما يتصور الكثير من المسلمين اليوم
فالرجل الذي يميز أحد أبناءه بمنحة "لا يستحقها" آثم ولكن المجتمع لا يستطيع أن يفعل شيئا وليس من حقه لدى الجمهور في الفقه الإسلامي لأن هناك حالات تجيز للأب إعطاء ابن دون آخر كأن يحون أحوج أو قد تكون إنصافا أي ردا لمنحة من الابن
فهذا الأمر إن لم يكن جائزا فهو إثم ولكن كل ما يستطيعه المجتمع هو النصح ((لا أشهد على زور))
نأتي إلى الجانب العملي
الإسلام ليس مجرد منظومة قوانين فهو هدى للناس بداية والقوانين هي لتنظيم الحياة الاجتماعية والإسلام بجانبه القانوني موجه لتنظيم المجتمع المسلم المهتدي (بالعموم) فالهداية تأتي أولا ثم يأتي القانون ليحمي هذا الهدى الاجتماعي ولهذا جاءت أوامر الله المتعلقة بالحدود والجهاد موجهة للمسلمين بمجموعهم (فاجلدوا.. فاقطعوا..)
أما إن كان المجتمع المسلم المهتدي غير موجود (وهي حالنا اليوم) فليس من المنطقي أن نستدعي المنظومة القانونية الإسلامية لنطالبها بحل المشاكل دون رؤية شاملة واضحة لآلية انتقال المجتمع إلى الهداية التي هي شرط للمنظومة القانونية
فالإسلام دين يختلف عن الدين الوضعي الذي يضع معايير ويبقى هناك ثغرات للتحايل عليها فهو أولا يطلب من رعاياه الالتزام والسعي للصلاح ولكن يبقى هناك احتمال لوجود الشاذين أو الخلاف والقانون هو لهذه الحالة
وإن نظرنا بعمق فهذه هي حال جميع المجتمعات المستقرة حتى الظالمة منها فهناك قدر من الالتزام الطوعي بمصلحة المجموع لدى الغالبية وهو في الغالب ينتج عن عقيدة أو مجموعة عقائد دينية وإلا لو كان الأمر هو للقانون فقط لانهار هذا المجتمع خلال فترة قصيرة
تعليق