رؤية تحليلية لأربع قصص محفوظية .../ ماجي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجى نور الدين
    مستشار أدبي
    • 05-11-2008
    • 6691

    رؤية تحليلية لأربع قصص محفوظية .../ ماجي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    كتب الروائي النوبالي الكبير " نجيب محفوظ "
    أربع قصص يعبر فيها عن المرحلة الواقعية
    في أدبه ..
    فهو ستمد مضمون أعماله من واقع الحياة الإجتماعية
    والسياسية للمجتمع .. ويطلق عليها مرحلة الواقعية
    النقدية عن نجيب محفوظ ..
    فقد قدم " القاهرة الجديدة " عام 1945 ، "وخان
    الخليلي" عام 1946 ، و " زقاق المدق " عام 1947
    و " بداية ونهاية " عام 1949 ..

    ــ*" القاهرة الجديدة " وقد تحولت إلى فيلم سينمائي
    بعنوان " القاهرة 30 " وقد ألقت الضوء على العديد
    من المساوىء الإجتماعية قبل الثورة وأزمة الشباب
    المثقف سواء كان شبابا يمينيا أو يساريا أو غير منتمي
    وغير ملتزم بتيار سياسي معين ..

    [BIMG]http://www.elcinema.com/photo/photolist/8724297/248832963960_576x432q100.jpg[/BIMG]

    وأبرز فيها محفوظ العلاقة السيئة بين الشباب المثقف
    والطبقة الحاكمة والعلاقة غير المتكافئة بين الطبقة
    الفقيرة والطبقة الأرستقراطية في مجتمع ماقبل منتصف
    الثلاثينات ..وكما تعرض أيضا أنماطا ً مختلفة للفساد
    المتفشي في المجتمع مثل : الرشوة والوساطة والمحسوبية
    والإنحلال السياسي الاخلاقي ....الخ

    وقد إختار محفوظ مجموعة من الشباب لتدور حولهم الرواية
    ومما لاشك فيه أنهم نماذج إجتماعية مختلفة في المجتمع ..فهم:
    " مأمون رضوان " الشاب النقي التقي الورع الذي أعلن صراحة
    يوم إفتتاح الملك للجامعة إستهانته برجال الدولة الذين حضروا
    الإحتفال ، وكان ينكر الاحزاب جميعا ويأبى الاعتراف
    بأي شىء إلا بقضية واحدة هي قضية الإسلام والعروبة ..
    وهو يمثل الإتجاه الإسلامي في مجتمع ماقبل الثورة ..
    أما " علي طه " فهو زميله ونقيضه تماما والذي لم يكتم إعجابه
    بــ مأمون رضوان لصدقه وشجاعته ولكنه إرتمى في أحضان
    الفلسفة المادية وآمن بالتفسير المادي للحياة ، وحلم بالجنة
    الأرضية حتى طاب له أن يدعو نفسه أنه إشتراكيا وهو يمثل
    الفئة اليسارية في مجتمع ماقبل الثورة ..
    أما الشخصية الثالثة هي " محجوب عبد الدايم " وهو بطل
    الرواية بلا منازع يمثل الجانب السلبي أو المنحل في المجتمع
    صاحب الثورة على جميع المبادىء .. ولا ننسى تعليقه الوحيد
    الأشهر طوال الفيلم الذي أخذ عن الرواية " طظ "
    وهو الذي قاده طموحه إلى أن يصبح قوادا ً لأحد أفراد الطبقة
    البرجوازية الكبيرة المتحكمة في الأرزاق وفي الأحزاب وفي
    الحكم ، فيتزوج من عشيقته ويعيش حياة الدنس والعار تحقيقا
    لفكرته الشيطانية وفوضويته التي بنيت على أساس فاسد
    في مجتمع فاسد الحكومة فيه تضحي بمصلحة الشعب
    إذا تعارضت مع مصلحتها ...
    أما الشخصية الرابعة " أحمد بدير " وهو صحي وفدي
    والوفد كان حزب رأسمالي برجوازي فهو يمثل فئة معينة
    من المجتمع ماقبل الثورة ..

    ومما لاشك فيه أن محفوظ لم يكن ليدين " محفوظ عبد الدايم "
    بقدر إدانته للمجتمع الفاسد الذي أفرز هذه الشخصيات ..
    فماذا يفعل محجوب الفوضوي أمام لقمة العيش وعدم إستطاعته
    العمل وكل باب يوصد في وجهه ليخبرهم أحدهم أنت قريب أحد
    بيدهم الأمر ؟؟ وأن كل فائدة بثمن فهناك مثلا "عبد العزيز راضي"
    له كلمة نافذة في العهد الحاضر ودائرة إختصاصه وزارة الداخلية
    ويأخذ ممن يعينه نصف راتبه لمدة سنتين بضمان ..
    والمطربة " دولت " ومنطقة نفوذها السكك الحديدية ووزارة
    الحربية وبعض الدوائر الكبرى ..والأسعار كما يأتي :
    الدرجة الثامنة ثلاتون جنيها ، السابعة أربعون ، السادسة مائة
    جنيها والدفع فورا ..
    فاستسلم " محجوب عبد الدايم " للفساد وتسلم في المقابل
    عشرين جنيها ثمن للقرنين كما صوره المخرج في لقطة
    بديعة تمثل هذا القواد وقد تلاحمت صورته مع تمثال له
    قرنين حتى بدى أنهما له هو ، معبرا عن لقطة عبقرية
    تترجم هذا الفساد الذي يعيشه ..


    هذا ماصوره " نجيب محفوظ " في مجتمع ماقبل الثورة
    وهذا مادعى محجوب عبد الدايم للقول :
    أن أصدق معادلة في الدنيا هي..:
    "الدين + العلم + الفلسفة + الأخلاق = طظ "

    /
    \

    وإلى لقاء مع القصة الثانية

    " خــــان الخليلـــي "

    ودائما لكم كل المحبة

    /
    /
    /





    ماجي
  • ماجى نور الدين
    مستشار أدبي
    • 05-11-2008
    • 6691

    #2
    الرواية الثانية " خان الخليلي "


    بسم الله الرحمن الرحيم

    أما الرواية الثانية فهي " خان الخليلي " 1946 "



    وتدور حول مأساة أسرة من الطبقة المتوسطة قبل الثورة
    ومما لاشك فيه أن نجيب محفوظ خير معبر عن فترة
    مابعد ثورة 1919 أو لنقل فترة مابين الحربين ، وقد
    إستطاع أن يوضح إنعكاسات الحرب على السكان الآمنين
    واضطرارهم للهجرة من المدن إلى الريف أو إلى الأحياء
    البعيدة عن المراكز العسكرية ، ومن هؤلاء أسرة
    " أحمد عاكف" بطل القصة ..
    وقد أكد فيها مدى وعيه بمأساة وقضايا وطنه خلال الحرب
    العالمية الثانية ، فالرواية سياسية إجتماعية في آن واحد
    فهي ساخطة على الحرب والإستعمار وعلى نظام المجتمع
    الإقطاعي والرأسمالي وهي تعد صرخة على الأوضاع السائدة
    في مجتمع الأربعينيات والتي يلخص بطلها " احمد عاكف "
    هذه الحقائق بقوله :
    " إذا أردت التفوق في مجتمعنا فعليك بالكذب والرياء
    ولاتنسى نصيبك من الغباء والجهل .."
    وأيضا :
    " الحياة مأساة والدنيا مسرح عمل "
    لقد كانت الرواية مفجعة مليئة بالتفاصيل المحزنة لما آلت
    إليه الأوضاع السياسية والإجتماعية خلال الحقبة الزمنية
    التي رصدتها الرواية بكل أحداثها وتحولاتها الفكرية
    والإجتماعية..

    لم تكن رواية خان الخليلي نقطة فاصلة في أدب
    "نجيب محفوظ " من حيث الفترة الزمنية التي تدور فيها
    الرواية فقط، بل من حيث الأسلوب والاتجاه الأدبي أيضا،
    فقد تابع محفوظ التيارات الفنية الحديثة في أوربا في ذلك
    الوقت، وأهمها تيار الوعي، لكنه عندما بدأ يكتب اختار
    الاتجاه الواقعي؛ لأنه كما قال:
    "بالنسبة لي، وللواقع الذي أعبر عنه، لم يكن قد عولج معالجة
    واقعية بعد حتى أقدم على استخدام الأساليب الأدبية الحديثة
    التي كنت أقرأ عنها وقتئذ، كيف أغوص إلى واقع لم يوصف
    في ظاهره، ولم ترصد علاقاته".

    وقد قدمت السينما هذه الرواية كمعظم أعمال محفوظ
    في فيلم سينمائي ، نال النجاح المأمول .

    وإلى لقاء









    ماجي


    تعليق

    • عبدالرؤوف النويهى
      أديب وكاتب
      • 12-10-2007
      • 2218

      #3
      [align=justify]
      كنت متابعاً جديداً وقارئاً محترفاً لأعمال نجيب محفوظ ..وأمتلك كل ماكتبه والكثير مما كُتب عنه .
      كنت ضابطاً إحتياطياً فى الجيش فى أواخر سبعينيات القرن الماضى ..وكتبت دراسة عن ملحمة الحرافيش ،هذا العمل الملحمى الفذ فى القص العربى ، فملحمة الحرافيش .كتابة جديدة وتحليق فكرى فذ فى المعالجة القصصية لواقعنا الإجتماعى والسياسى والفكرى والإقتصادى ..ضاعت منى ..وحزنت حزناً شديداً ولم أحاول الكتابة عنها مرة ثانية .

      أتصورها معالجة جديدة لأولاد حارتنا ،هذا العمل الذى نال هجوماً بشعاً وظالماً حتى اليوم .


      وبدا لى ملحظ هام فى أعمال نجيب محفوظ ..ألا وهو فلسفة الأسماء لشخصيات رواياته وقصصه.

      فمثلاً.. القاهرة الجديدة وبطلها محجوب عبد الدايم ..أزعم أن نجيب محفوظ ، كان عبقرياً فى انتقاء هذا الاسم ف"محجوب" صفة فيها الحجب وقياساً على وزن مفعول ..بل لم يكتف نجيب محفوظ بالحجب والإقصاء ، فألحق به صفة الدوام "الدايم ".

      فشخصية محجوب عبدالدايم ..الشخصية المطرودة والبعيدة عن حركة المجتمع ،والتى لم تنل أى رعاية من مجتمع يتحلل رويداً رويداً من كل القيم والمبادىء .

      فلم يجد سوى المشاركة فى مسيرة هذا المجتمع القاسى والطارد له ،فتزوج إمرأة ..كان محجوباً عنها ،لاحتلال السلطة الفاسدة مكانه الشرعى مغتصبة إياه رجولته وعرضه وكرامته.


      فهناك إحتلال إنجليزى شرس ينتهك عرض الوطن بأكمله ورجال السلطة الوطنية،أذيال الاحتلال !!!ينتهكون عرض وشرف أبناء وبنات الوطن.




      شكراً ..نجمة الملتقى .

      وفى انتظار ماتجودين به علينا من دراسات وأبحاث قيّمة .
      [/align]

      تعليق

      يعمل...
      X