صكوك الهوان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد غالمي
    عضو الملتقى
    • 22-10-2008
    • 64

    صكوك الهوان

    أزاحَ عنه اللحاف الرثَّ وبرحَ فراشَه، باتَ ليلته ساهرًا يُحصي النجوم، يَترقَّبُ بُزوغَ فجرٍ جديد يشيع في أركان البيت نورًا.

    يَبسط ضياءً مُزهرًا مَحمَّلاً بالمنِّ والسَّلوى، مُزيلاً بعضًا من غشاوة الضيم والبَلْوى.

    تَقدَّمَ خُطوات نحو الباب ووقف بُرهةً مُثقَل الرأس بالهموم، مُفعَم الذات بالأماني تروّعها رياحُ السَّموم.

    أمست حياته مَفازة جَرداء غَبراء، غزاها التَّصحُّر وأنهكتها الأنواءُ، ورغم قَسوة الجفاف نَشطَ محراث العزم.

    طوَّعَ التربةَ وبثَّ الروحَ في أوصالها المنهكة، وزَرعَ فيها بذورَ الفكر والأخْيلَة، وطال انتظار المطر، عزَّ المطر.

    توسَّلَ من بيدهم مَفاتيح المُزن، واجههم مُدجَّجًا بصكوك تَوَّج بها مَسِيرة عقود، وأدَّى في سبيلها ضرائبَ السعي والسهر ونكبة العوز.

    سأل - نظير صكوكه - جَرعةً من ماء يَعفر وجهَ صحرائه اخضرارًا يانعًا مُزهرًا، وتلقَّى وعدًا: أن سيُسْقَى ماءً سلسبيلاً يُعيد للشجرة العَطشى سالفَ رونقها، ويَمسح عنها بعضَ شحوبها.

    فتح الباب مُترقِّبًا طلائعَ الحياةتَتراقصُ أمام ناظريه في بريقٍٍ أخَّاذ، ارتعدتْ فرائصُه ورَقصَ فؤادُه نَشوةً من رؤيةِ السُّحب الرواحل تَزحف من الآفاق النائية، تَقترب رُويدًا رويدًا.

    لَبِثَ مصدومًا يعاينها تَعبرُ من فوقهمُستعلية، هازئة شامتة! ما يزال يلاحقُها بطرفه الجاحظ شَزْرًا، وازدادتْ حِدَّةُ الصدمةِ إذ عاينَ المُزْنَ يَحطُّ الرحال في حدائقَ غَنَّاء وضَيْعات شاسعة مِعطاء، عاد إلى دوية الهاجعين يَندبُ حظًّا عاثرًا ويُسبل دمعًا حارًّا، لم يُلْفِ غير صكوك الخُذلان والهَوان يَمسح بها مُخاطه ودُموعه.
    م.القصصية (رياح السموم)
    محمد غالمي
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد غالمي; الساعة 08-01-2010, 20:04.
    محمد غالمي ـ روائي
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    محمد غالمي
    نص غني زميلي
    بكل اغترابات الوطن ومواطنه
    مليء بهمومنا التي بتنا نحسها أكثر مما نحتمل
    هنا
    على هذه اللوحة
    صورة لكل من ضاع جهده هباء
    أفكاره
    تعبه
    يأخذ من لا يستحقون حق المستحقين
    غزير أنت بسردك
    قرأت لك سابقا
    وسأقرأ
    مادمت تنشر
    لكن
    بودي أن أعرف لم غيبتك
    ودي ومحبتي لك
    وليتك تعود لأنك فكر ومحبرة ورسالة
    كن بخير, عد بخير


    اليوم السابع

    اليوم السابع! تذكرني أمي دائما أني ابنة السابع من كل شيء! متعجلة، حتى في لحظة ولادتي! وأني أخرجت رأسي للحياة معاندة كل القوانين الفيسيولوجية، أتحداها في شهري السابع من جوف رحم أمي. في اليوم السابع من الأسبوع الساعة السابعة.. صباحا في الشهر السابع، من السنة! عقدة لا زمتني أخذت مني الكثير من بهجة حياتي، خاصة أن هناك سبع
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • عبدالرحيم التدلاوي
      أديب وكاتب
      • 18-09-2010
      • 8473

      #3
      قصة قصيرة عطرة، باسلوب عربي متين، يتقطر عذوبة كماء سلسبيل..
      رسم احباطا، يتكرر، لفلاح صغير و فقير، يعمل بجد لتسير مجهوداته الى الخواء، حتى الامطار خاصمته، فقد انتقلت لحقول الاخرين، الذين استولوا على كل شيء، و ما تركوا عليها شيئا صالحا لغيرهم..اقطاع و برجوازية، شاركا امتصاص امل الناس..
      مباركة اضمومتك، فهلا استطعت الحصول على نسخة ؟
      لا عليك، سابحث عنها في الاكشاك و المكتبات..
      مودتي

      تعليق

      يعمل...
      X