تحذير
( الكلمات هى عالم الكاتب الذى يخلقه بنفسه ومن حق الكاتب أن يغير فى الأحداث وان يخلق الأشخاص فى عالمه كما يريد
فالكاتب يخلق عالم كامل (قد يكون له أساس وقد لا يكون ) ليكون إطارا يعرض من خلاله فكرته
أتمنى ألا يشغلنا الإطار عن الجوهر )
هروبا من الحر الخانق وأخبار السياسة والحروب والمذابح ومشاكل الحياة بكل ما فيها
كان الهروب إلى الساحل الشمالى بمصر
وهكذا وجدت نفسى وسط مجموعه من الأصدقاء الرجال فقط الذين أصروا على أن يتم الهروب من أعباء الأسرة أيضا
وكان أكثر ما اسعدنى هو أن أجد صديقى العجوز على راس الهاربين وهو طبيب اعتزل الطب لكبر سنه ولكنه أكثرنا شبابا فهو يرى أن الشباب حاله نفسيه لا علاقة لها بسنين العمر
وفى تمام الثانية من بعد الظهر أعطى صديقى العجوز إشارته لينطلق الموكب فى رحلته
وسط دهشتى فالمنطق أن نتحرك فى الصباح الباكر أو مع مقدم المساء لنتجنب السفر فى الحر
وجاء رد صديقى العجوز قائلا وما هو المنطقى فى حياتنا اليوم حتى نلتزم المنطق فى توقيت السفر ؟؟
وأضاف قائلا وبعدين يمكن أنا عايز افكرك بزمان
ألا يذكرك هذا التوقيت بشيء ما ؟
فقلت له وبعدين أنت واخدنى تنسينى ولا تفكرنى ؟
فقال ضاحكا أنا حانسيك اسمك
فقلت متسائلا لماذا يصر الجميع على أن ينسونى أسمى ؟؟
هل أصبح اسم جمال مكروها إلى هذا الحد ؟؟ ( الله يرحمك يا عبد الناصر )
فضحك العجوز وقال لا هم بس مش عايزين فى مصر إلا جمال واحد وطبعا مش أنت
وكنا قد اقتربنا من مقصدنا بعد رحله شاقه استغرقت ثلاث ساعات
قرية ....
أحدى القرى السياحية بالساحل الشمالى فى مصر
واستعدت ذكرياتى القديمة بها
كان أكثر ما يميز هذه القرية هو اللون الأخضر وانتشار الحدائق بها ولمسه الجمال الراقى فى كل شىء بها
وطابعها المصري الصميم فى تصميم مبانيها وانتشار التراث المصرى بها فقد حرصت الشركة على نشر كل ما يمت للتراث المصرى بأركانها
فتجد النورج ( وهو مقعد خشبى يجهز بسلاح لحرث الأرض وتجره المواشى وكان يستخدمه الفلاح المصرى قديما فى حرث الأرض وبعد انتشار الميكنة الزراعية اختفى النورج من حياه المصريين وحرصت الشركة على نشر أعداد كبيرة منه لتؤكد مصريه المكان ) فقد كان اغلب ملاك الوحدات السكنية من أبناء الطبقة المتوسطه فى مصر من الأطباء واساتذه الجامعات ورجال الأعمال الشرفاء الذين كونوا ثرواتهم وتبوأوا مراكزهم العلمية ومكانتهم الاجتماعية باجتهادهم فى تحصيل العلم واجتهادهم فى العمل عندما كان العلم والعمل قيم لها مكانتها المحترمة فى مصر بوصفها الطريق الوحيد للترقى فى المجتمع
ولهذا كان من المنطقى أن يكون أول ما تم بناؤه فى هذه القرية هو مسجدها الكبير الذى يقع فى مدخل القرية
وكان أكثر ما يعجبنى فى هذه القرية هو طابعها الأسرى الجميل
فالكل يعرف بعضه وكانت الأسر تجتمع على شاطىء البحر لتتمتع بجمال البحر فى جو راقى يظلله الاحترام وطبعا كان الحجاب والجلباب أو البنطلون وعليه بلوزة طويلة هى الأزياء الرسمية لنزول النساء إلى البحر وكان من الطبيعى أن تجد النقاب أيضا بينما يحرص الرجال على لبس مايوه طويل ( شورط ) وعليه تيى شيرت طويل حفاظا على طبع الأسر المصرية فى الحشمة
كانت القرية نموذجا رائعا لمصر الطيبه
وشعر صديقى العجوز بما يدور بداخلى
فقال انتبه لقد تغيرت القرية كثيرا فلم تعد كما كانت
اليوم هى من اكبر القرى فى الساحل الشمالى وأصبحت قرية للكبار فقط
وأمام اندهاشى وعدم فهمى قال
الشركة فشلت فى إدارة القرية
وفشلت فى تسويق عدد كبير من الوحدات السكنية فأجرتها لإحدى شركات الفنادق العالمية فعرف الكبار طريقها وانبهروا بجمالها فاتوا إليها حتى أصبحت قرية للكبار فقط ونحن نحمد الله أنهم مازالوا يتركوننا بها
فقلت انتم أصحابها
فقال لا كان زمان اليوم نحن ضيوف بها
واقتربنا من بوابه القرية الكبيرة
وفوجئت باختفاء العلم المصرى من فوقها وارتفاع علم الشركة العالمية فوقها
وقال شقيقى كل واحد يجهز الكارنيه بتاعه يا جماعه
واكتشفت أن الشركة قامت بعمل كارنيهات لملاك الوحدات السكنية ليتاح لهم الوصول إلى مساكنهم
فقلت متسائلا وماذا عن رواد شركه الفنادق العالمية ؟؟
فقال شقيقى لا دول بيدخلوا على طول وأضاف ضاحكا بيعرفوهم من ماركه العربيات
فقلت ولكن أنا ماليش كارنيه
فقال صديقى العجوز ضاحكا حنقول لهم انك سفير الغلابة فى الساحل الشمالى
ودخلنا إلى القرية
( الكلمات هى عالم الكاتب الذى يخلقه بنفسه ومن حق الكاتب أن يغير فى الأحداث وان يخلق الأشخاص فى عالمه كما يريد
فالكاتب يخلق عالم كامل (قد يكون له أساس وقد لا يكون ) ليكون إطارا يعرض من خلاله فكرته
أتمنى ألا يشغلنا الإطار عن الجوهر )
هروبا من الحر الخانق وأخبار السياسة والحروب والمذابح ومشاكل الحياة بكل ما فيها
كان الهروب إلى الساحل الشمالى بمصر
وهكذا وجدت نفسى وسط مجموعه من الأصدقاء الرجال فقط الذين أصروا على أن يتم الهروب من أعباء الأسرة أيضا
وكان أكثر ما اسعدنى هو أن أجد صديقى العجوز على راس الهاربين وهو طبيب اعتزل الطب لكبر سنه ولكنه أكثرنا شبابا فهو يرى أن الشباب حاله نفسيه لا علاقة لها بسنين العمر
وفى تمام الثانية من بعد الظهر أعطى صديقى العجوز إشارته لينطلق الموكب فى رحلته
وسط دهشتى فالمنطق أن نتحرك فى الصباح الباكر أو مع مقدم المساء لنتجنب السفر فى الحر
وجاء رد صديقى العجوز قائلا وما هو المنطقى فى حياتنا اليوم حتى نلتزم المنطق فى توقيت السفر ؟؟
وأضاف قائلا وبعدين يمكن أنا عايز افكرك بزمان
ألا يذكرك هذا التوقيت بشيء ما ؟
فقلت له وبعدين أنت واخدنى تنسينى ولا تفكرنى ؟
فقال ضاحكا أنا حانسيك اسمك
فقلت متسائلا لماذا يصر الجميع على أن ينسونى أسمى ؟؟
هل أصبح اسم جمال مكروها إلى هذا الحد ؟؟ ( الله يرحمك يا عبد الناصر )
فضحك العجوز وقال لا هم بس مش عايزين فى مصر إلا جمال واحد وطبعا مش أنت
وكنا قد اقتربنا من مقصدنا بعد رحله شاقه استغرقت ثلاث ساعات
قرية ....
أحدى القرى السياحية بالساحل الشمالى فى مصر
واستعدت ذكرياتى القديمة بها
كان أكثر ما يميز هذه القرية هو اللون الأخضر وانتشار الحدائق بها ولمسه الجمال الراقى فى كل شىء بها
وطابعها المصري الصميم فى تصميم مبانيها وانتشار التراث المصرى بها فقد حرصت الشركة على نشر كل ما يمت للتراث المصرى بأركانها
فتجد النورج ( وهو مقعد خشبى يجهز بسلاح لحرث الأرض وتجره المواشى وكان يستخدمه الفلاح المصرى قديما فى حرث الأرض وبعد انتشار الميكنة الزراعية اختفى النورج من حياه المصريين وحرصت الشركة على نشر أعداد كبيرة منه لتؤكد مصريه المكان ) فقد كان اغلب ملاك الوحدات السكنية من أبناء الطبقة المتوسطه فى مصر من الأطباء واساتذه الجامعات ورجال الأعمال الشرفاء الذين كونوا ثرواتهم وتبوأوا مراكزهم العلمية ومكانتهم الاجتماعية باجتهادهم فى تحصيل العلم واجتهادهم فى العمل عندما كان العلم والعمل قيم لها مكانتها المحترمة فى مصر بوصفها الطريق الوحيد للترقى فى المجتمع
ولهذا كان من المنطقى أن يكون أول ما تم بناؤه فى هذه القرية هو مسجدها الكبير الذى يقع فى مدخل القرية
وكان أكثر ما يعجبنى فى هذه القرية هو طابعها الأسرى الجميل
فالكل يعرف بعضه وكانت الأسر تجتمع على شاطىء البحر لتتمتع بجمال البحر فى جو راقى يظلله الاحترام وطبعا كان الحجاب والجلباب أو البنطلون وعليه بلوزة طويلة هى الأزياء الرسمية لنزول النساء إلى البحر وكان من الطبيعى أن تجد النقاب أيضا بينما يحرص الرجال على لبس مايوه طويل ( شورط ) وعليه تيى شيرت طويل حفاظا على طبع الأسر المصرية فى الحشمة
كانت القرية نموذجا رائعا لمصر الطيبه
وشعر صديقى العجوز بما يدور بداخلى
فقال انتبه لقد تغيرت القرية كثيرا فلم تعد كما كانت
اليوم هى من اكبر القرى فى الساحل الشمالى وأصبحت قرية للكبار فقط
وأمام اندهاشى وعدم فهمى قال
الشركة فشلت فى إدارة القرية
وفشلت فى تسويق عدد كبير من الوحدات السكنية فأجرتها لإحدى شركات الفنادق العالمية فعرف الكبار طريقها وانبهروا بجمالها فاتوا إليها حتى أصبحت قرية للكبار فقط ونحن نحمد الله أنهم مازالوا يتركوننا بها
فقلت انتم أصحابها
فقال لا كان زمان اليوم نحن ضيوف بها
واقتربنا من بوابه القرية الكبيرة
وفوجئت باختفاء العلم المصرى من فوقها وارتفاع علم الشركة العالمية فوقها
وقال شقيقى كل واحد يجهز الكارنيه بتاعه يا جماعه
واكتشفت أن الشركة قامت بعمل كارنيهات لملاك الوحدات السكنية ليتاح لهم الوصول إلى مساكنهم
فقلت متسائلا وماذا عن رواد شركه الفنادق العالمية ؟؟
فقال شقيقى لا دول بيدخلوا على طول وأضاف ضاحكا بيعرفوهم من ماركه العربيات
فقلت ولكن أنا ماليش كارنيه
فقال صديقى العجوز ضاحكا حنقول لهم انك سفير الغلابة فى الساحل الشمالى
ودخلنا إلى القرية
تعليق