الهروب شمالا ( للكبار فقط )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمال النجار
    عضو الملتقى
    • 24-10-2007
    • 162

    #16
    ونظرت فى أعماق عينيها لأجد البحر قد اختفى واختفت معه جزر الأزهار والورود
    وتحولت عينها إلى صحراء جرداء قاحلة
    وأبحرت طويلا فى تلك الصحراء القاحلة
    وهناك فى أعماقها وجدت عبد الناصر يجلس حزينا مطرقا برأسه وهموم الدنيا كلها بادية على قسمات وجهه وقد أحاط به الضباط الأحرار وقد نكسوا رؤوسهم

    وأمامهم يقف الشاب عبد الرحمن الابنودى يخاطب عبد الناصر هامسا
    وقدرت تموت يا عبد الرحمن
    وتفوت اللحم العارى المتهان
    فى المدن اللي معداش منها ريحه إنسان !!!

    وبجوارهم يقف سعد الشاذلى شاهرا مسدسه يطلقه فى كل اتجاه والغضب يتطاير من عينيه
    وعلى الجانب الأخر منهم يقف الشهيد إبراهيم الرفاعى غاضبا ثائرا يطلق نيران بندقيته فى كل اتجاه

    وخلفهم يقف البطل الشعبى المصرى ادهم الشرقاوى يطلق نيران بندقيته أيضا فى كل اتجاه
    وكأنهم يريدون أن يحرقوا الدنيا كلها

    ومن خلفهم كان يقف الزعيم المصرى مصطفى كامل يصرخ متحديا
    لو لم أكن مصرى لوددت أن أكون مصرى
    كان يكررها كثيرا وكثيرا وكأنه يريد أن ينحتها على وجه السماء

    ومن خلفه كان الزعيم المصرى احمد عرابى فوق ظهر حصانه يقف ثائرا غاضبا ومن حوله فرسانه يطلقون نيرانهم فى كل اتجاه ويوجهون طعنات سيوفهم إلى صدر هذا العصر الكئيب

    وأبحرت طويلا فى أعماق عينيها
    إلى هناك
    حيث كانت الجليلة النبيلة إيزيس تجلس حزينة وقد تحجرت الدموع فى عينيها
    وتحت أقدامها وجدته قد جلس واسند رأسه على قدميها
    انه الملك مينا موحد القطرين ومنشىء الدولة المصرية
    ونظر إلى باكيا
    ماذا فعلتم بهذا الوطن ؟؟

    تعليق

    • جمال النجار
      عضو الملتقى
      • 24-10-2007
      • 162

      #17
      وانتبهت على لمسه يدها وهى تنظر إلى الجمهور الذى كان يصرخ كفاية حرام
      عايزين تيتى ..عايزين تيتى

      ووقفت وهى تقول ضاحكه دقت ساعة العمل
      معلش أنا مضطرة ألبى صوت الجماهير

      وبابتسامه ساحرة قالت علشان خاطرى سيبك من سقراط وخليك شويه مع تيتى
      أنا حارقص ليك
      وسارت حتى وصلت إلى مكانها أمام الاورج ورقصت وأبدعت فى رقصها
      وفجرت فتنتها وأنوثتها كل البراكين التى كانت خامدة فى أجساد الجمهور
      وأخذت تقترب وهى ترقص حتى وصلت امامى وأخذت العصا من يدى ورقصت بها وهى تغنى
      يا بهية وخبرينى على اللى قتلوا ياسين

      ونظرت فى عينيها
      لأجد عبد الناصر يجلس وحده فى وسط الصحراء القاحلة بعد أن انتحر كل من كانوا حوله وتحت لهيب شمسها الحارقة
      يجلس صامتا حزينا
      ثم رفع رأسه فى اتجاهى وقد تحجرت الدموع فى عينيه وهو يسألنى
      إلى أين انتم ذاهبون بهذا الوطن ؟؟

      وانتبهت على يد عملاق تهزنى برفق
      عملاق بكل معنى الكلمة
      شاب مفتول العضلات يرتدى بدله كاملة فى هذا الحر الخانق
      وقد ظهر من تحتها رشاش ( عوزى ) اسرائيلى
      فى اشاره واضحة انه احد أفراد الحراسة الخاصة لشخصيه هامه
      ( شىء غريب ألا نجد ما نحمى به شخصياتنا الهامة سوى السلاح الاسرائيلى )
      وبحسم قال العملاق سعادة الباشا عازمك على فنجان قهوة

      نلتقى غدا فى رحاب دوله الباشا
      جمال النجار

      تعليق

      • جمال النجار
        عضو الملتقى
        • 24-10-2007
        • 162

        #18
        قالها بلهجة حاسمه أكدت لى انه ليس من حقى رفض العزومه أو مجرد التفكير فى ذلك
        فمن الواضح أن العملاق عنده أمر محدد أن يحضرنى إلى رحاب الباشا وانه سينفذ ذلك الأمر بارادتى أو رغما عنى
        واخترت أن اذهب بارادتى فلم تعد الصحة تساعد على غير ذلك
        ونهضت وطلبت من صديقى العجوز أن يصحبنى
        وأشرت إلى سقراط أن تعطينى عصاى أتوكأ عليها

        وسرت فى طريقى والعملاق امامى يدفع الأجساد العارية ليوسع لى الطريق
        وكانت سقراط مازالت تغنى وهى ترقص
        يا بهية وخبرينى على اللى قتل ياسين
        فنظر إليها صديقى العجوز وقال بصوت هامس أدى إحنا رايحين له اهو
        فقلت له متسائلا هو مين ؟؟
        فقال بهمس اللى قتل يا سين وكل يا سين وغمز بعينيه فى اتجاه الباشا

        ونظرت إلى الباشا صاحب الدعوة وذهلت
        وقلت لصديقى العجوز الله مش هو ده ....
        فقال العجوز بجديه وهو يضغط على ذراعى أبوس أيدك امسك لسانك شويه خلينا نروح
        الراجل ده ما بيرحمش

        ونظرت إلى الرجل بدقه
        رجل عجوز فى نهاية العقد السابع من عمره
        وشه احمر بلون الدم
        دم الغلابه فى بلدنا
        وشعره اسود مصبوغ بلون الليل
        اللى عايشه فيه ولادنا
        وصوته بيعوى زى الديب
        كابس علينا كأنه حلم كئيب
        وعرفت فيه فرعون بنفس خبث أنفاسه واستهتاره بشعبه وبناسه
        وألف هامان حوليه مستنظرين جاهزين وحواليهم ألف الف من حراسه
        قلت لنفسى وبعدين يا جمال حتواجه فرعون ده لوحدك ازاى ؟؟
        لا أنا موسى ولا معايا حتى هارون
        لكن أكيد هو ده نفس الفرعون
        وقلت لنفسى وبعدين
        لو جرى لى حاجه ولا اعتقلونى وأم العيال عرفت حتخلى ايامى سودة
        دى قالت لى ابعد عن السياسة والنسوان
        وأنا راجل غلبان
        لا فى ايدى سيف ولا ورايا جيش ولا تحت منى حصان

        وتجمد الدم فى عروقى أنا عارف نفسى لا حاقدر اسكت ولا حاقدر ما اردش عليه

        وقلت يا رب
        ومن رحم التاريخ جاءوا
        ملايين ملايين من المصريين البسطاء الطيبين مسلمين ومسيحيين
        عمال وفلاحين وطلبه وموظفين وثوار وفدائيين وعلماء وحرفيين وولاد وبنات وناس كتير تانيين حاربوا مع قطز فى عين جالوت وناس كانوا مع صلاح الدين فى حطين وناس حاربوا فى بورسعيد وناس حاربوا فى سينا وشهدا كتيير منسيين
        وأمامهم احمد عرابى وفرسانه النبلاء يقودهم النديم لسان المصريين البسطاء الطيبين
        وبجواره عبد الناصر حلم الغلابه والمساكين
        تقودهم جميعا إيزيس وقد جاءت فى ابهى صورة وقد طغى جلالها على جمالها فزاده بهاءا وضياء
        ووقفوا جميعا بجوارى
        ولقيت نفسى واقف وسط الملايين
        وبهدوء جاءت إيزيس ووقفت بجوارى وأمسكت بيدى
        وشعرت بالدماء تسرى فى عروقى
        وتقدمت

        تعليق

        • جمال النجار
          عضو الملتقى
          • 24-10-2007
          • 162

          #19
          ونظرت فى عينيه فوجدته يرنو بعينيه بنهم شديد إلى حيث كانت الراقصة ترقص بطريقه تستعرض بها كل كنوز فتنتها الطاغية

          ونهض مرحبا بى
          ولم أكن فى حاجه إلى اى ذكاء لأدرك أن سر حفاوته بى ليس منصبى المزعوم كسفير فمكانته تجعله لا ينهض لاستقبال وزير الخارجية نفسه
          وإنما يكمن ذلك السر فى تلك المكانة التى تصورها لى ذلك السفيه عند الراقصة
          وأكد هو ذلك بكلماته وهو يستقبلنى ضاحكا يا سعادة السفير وسع لنا مكان جنبك
          فقلت ضاحكا أيضا سعادتك صاحب المكان كله وكلنا ضيوف عليك
          فقال يبقى خلاص تتعشى معايا النهارده فى اليخت بتاعى وأشار بيده فى اتجاه مرسى اليخوت
          ونظرت لأجد مجموعه اعتقد أنها من افخر واثمن اليخوت فى العالم كله
          كيف لا وهى تساوى كل ثروة مصر وديونها وثمن ما بيع منها
          فقلت له أي يخت فيها ؟
          فقال بزهو اليخت ( صلاح الدين )
          فقلت مندهشا الله هو إحنا حنحرر القدس باليخوت !!
          فضحك كثيرا
          وكان من الواضح أن انشغاله بمتابعه الراقصة قد شغله عن القدس وفلسطين والدنيا كلها

          وكانت هى تتقدم فى اتجاهنا ببطىء مدروس
          ونظرت إلى عينيها فوجدت فيهما نظرة الأفعى الرقطاء التى تتقدم بهدوء استعدادا للانقضاض على فريستها
          وكان من الواضح جدا أنها كانت تنتظر تلك الفرصة بلهفة شديدة
          فالرجل بمكانته قادر على أن يختصر لها الطريق الذى قررت السير فيه
          فهو واحد من اكبر من البائعين بل هو من ابتدع فلسفه البيع نفسها
          وبإشارة واحدة منه تتحول تيتى الراقصة فى يوم واحد إلى نجمه النجوم فى ليالى مصر
          وتنفتح أمامها كل أبواب السينما والمسرح والتليفزيون
          وبإشارة واحدة منه تتحول تيتى الراقصة إلى سفيرة للنوايا ( لا يهم إذا كانت حسنه أو خبيثة ) بالأمم المتحدة علينا
          انه صاحب كل المفاتيح لكل الأبواب المغلقة فى هذا العصر

          ولا أجد كلمات يمكن أن تصف سعادة الرجل وهو يمد يديه مرحبا بالراقصة عندما وصلت إلى مجلسنا قائلا أهلا بالفنانة الكبيرة
          ولا توجد كلمات يمكن أن تعبر عن معانى السعادة التى غمرت وجهها
          وأدركت أنها دخل عالم الفن من أوسع أبوابه
          لم تجلس ولكنها بحركة مدروسة تقدمت نحوى وأعطت ظهرها للرجل وتصورت أنها تريد العصا لاستكمال رقصتها بها ولكنها بدلا من ذلك لوت رجلها وتهاوت لتسقط فى أحضان الباشا
          ومع صفير الجماهير وهتافها إعجابا بقدرة الباشا وشبابه وحيويته ولياقته وخوفه على كنوز الوطن وثروته الغالية من الفتنه والانوثه والجمال
          ر فع الرجل يده بعلامة النصر فى حركه ذكرتنى بابو عمار ( رحمه الله )
          ولكن فارق كبير بين رجال كان الوصول إلى أسوار القدس أغلى أمانيهم
          ورجال الوصول إلى مايوه الراقصة أجمل أمانيهم
          فارق كبير بين رجال كان الموت على صدر الوطن أغلى أمانيهم
          ورجال الوصول إلى صدر راقصه أغلى أمانيهم


          وحاولت هى النهوض بعد لحظات من الاستكانة ظهر فيها أنها فعلا استفادت كثيرا من علم النفس الذى درسته
          ومنعها الباشا من النهوض قائلا لا
          لازم ترتاحى شويه وأشار بيده إلى الفرقة أن تكف عن العزف وان تنصرف
          وسكنت بجانبه بهدوء وكأنها قطه سيامى تتمسح بصاحبها
          وتحدث احدهم ليبعد أنظارنا عن تلك اللقطه ليتيح لسعادته حرية أن يطمئن على ثروة مصر
          فسالنى وسعادتك سفير فى اى دوله ؟؟
          ونظرت إلى صديقى العجوز ( فهو من اخترع قصه سفير الغلابه تلك ) فإذا به يرفع الموابيل إلى أذنه وينهض مبتعدا وكأنه يتحدث فى التليفون
          ووجدت نفسى وحيدا إلا من هذه الجماهير القادمة من رحم التاريخ وقد وقفوا صامتين يشاهدون وينتظرون ( ولم يكن ممكنا أن اخذلهم وقد تركوا كل كتب التاريخ واتوا ليشاهدونى ويشاركونى فى ذلك الموقف )

          فقلت امرى إلى الله فلتكن مشيئة الله
          والتفت إلى الرجل وقلت ( بمنتهى الجدية ) أنا سفير دوله الغلابه فى دولتكم
          وأمام الغباء الكبير الذى ظهر على وجهه أكملت موضحا
          لقد أسقطتم التاريخ والجغرافيا من عالمكم فأصبحت الدول اليوم طبقات اجتماعيه وتكتلات اقتصاديه تنتمون إليها ولم يعد انتماؤكم الحقيقى للوطن بل لدولكم الجديدة التى بها مصالحكم

          ويبدو انه كان فى تلك الكلمات ما استرعى نظر الباشا فترك تلك الثروة التى كانت بيديه والتفت إلى
          ( ونظرت إلى عينى الراقصة فوجدتها تصرخ الله يخرب بيتك وبيت اليوم اللى شفتك فيه حتبوظ القعدة وتعكنن الراجل وأنا ما صدقت وصلت له )
          ونظرت إلى الباشا فسألنى مندهشا أنت شيوعى ؟؟
          فقلت لا يا سعادة الباشا أنت عارف الشيوعية راحت عليها خلاص
          فقال تبقى من بتوع الإخوان المسلمين !
          فقلت له لا يا سعادة الباشا أنا اخطر من كل دول
          (وظهر التحفز على قائد الأمن وهو يشير بطرف خفى لرجاله )
          فأكملت موضحا
          أنا مصرى من الغلابه بتوع العيش الحاف والموت فى الحرب والضرب بسن الكعب أنا مجرد واحد من الشعب

          تعليق

          • جمال النجار
            عضو الملتقى
            • 24-10-2007
            • 162

            #20
            ( وبعد لحظه صمت تصورت أنها لن تنتهى أبدا )
            ههههههههههههههههههه
            ههههههههههههههههه
            انه الباشا وقد أصيب بنوبة ضحك هستيرى ساخرة واخذ يشير إلى بيده وهو يضحك بشدة
            ههههههههههههههههههههههه
            وهكذا انطلقت الحاشية كلها لتشارك الباشا فى ضحكه الساخر
            ومع ضحكهم الهستيرى قفز سؤال إلى عقلى
            هل أصبح الشعب مصدر للضحك والسخرية إلى هذا الحد ؟؟
            ومع ازدياد ضحكهم الساخر
            اهتزت أشياء كثيرة بداخلى
            ورغم كل تلك الملايين التى أقف وسطها شعرت بوحدة شديدة فكلهم يقفون معى من رحاب كتب التاريخ
            أما على الأرض فقد كنت أقف وحدى لا اعلم من معى ومن ضدى
            وشعرت بيد إيزيس تضغط على يدى لتعيد بعض الأمن والأمان إلى نفسى

            وخرجت من شرودى على كلمات الباشا التى أطلقها من خلال ضحكه
            يا ابنى دى تهمه توديك للإعدام هههههههههههههههه
            وشعرت بغضب شديد
            فقلت له بهدوء
            يا سعادة الباشا إذا كنت ترى فى أبوتك لى شرف فأرجو أن تعفينى من هذا الشرف فانا ارفضه
            يكفينى شرفا أن أكون مجرد واحد من الشعب
            وماتت الضحكات على شفاههم
            ونظر الباشا إلى غاضبا وصرخ
            شرف إيه اللى بتتكلم عليه ؟؟
            اى شرف أن تكون فقير جعان متهان يدوس عليك الجميع بأقدامهم !!
            الشرف الحقيقى هنا ( وخبط بيده على صدره )
            الشرف الحقيقى أن تكون فى يدك السلطة التى تجعل الجميع يركعون لك وتجعل أحلامك أوامر للجميع وتجعل هلوستك تخطيط لمستقبلهم
            الشرف الحقيقى أن تكون فى يدك الثروة التى تجعلك تشترى كل شىء واى شىء ( قالها وهو يضغط بيده على جسد الراقصة ) النهارده كل شىء له ثمن ومادمت تمتلك الثروة تستطيع أن تشترى اى شىء حتى الشرف الذى تتحدث عنه

            ومع ازدياد ضغط إيزيس على يدى قلت له بهدوء وتحدى
            يا سعادة الباشا السلطة مسئوليه حملها لكم الناس وانتم قبلتموها لتديروا أمور حياتهم وتتحول فعلا إلى شرف كبير إذا اديتموهها كما بهذه الكيفية
            ولكنها تتحول إلى جريمة بشعة ترتبكونها إذا تحولت فى أيديكم إلى سيف على رقاب الناس أو تحولت إلى وسيله لإشباع الرغبات والنزوات على حساب الناس عندها تكون مجرد جريمة ترتكب وتحولكم إلى مجرد مجرمين لا شرف لهم
            أما الثروة فتكون شرف حقيقى إذا كانت نتاج علم وعمل جاد وجهد كبير يبذله الإنسان
            أما إذا كانت نتاج استغلال سلطه فتكون مجرد دليل ادانه على جريمة ترتكبونها باعتباركم مجرد مجرمين لا شرف لهم
            الثروة تكون شرفا حقيقيا عندما ينفقها الإنسان فيما يعود بالنفع على المجتمع الذى يعيش فيه وترسيخ القيم النبيله فى ذلك المجتمع ولكنها تتحول إلى أداه لارتكاب الجريمة فى يد السفهاء عندما تنفق فى هدم تلك القيم

            وفوجئت بنفسى أقول تحت تأثير ضغطات يد إيزيس
            يا سعادة الباشا الشرف الحقيقى أن يستطيع الإنسان أن ينظر على نفسه بدون أقنعه ويراها على حقيقتها ويكون راضيا بحق عما يرى
            ونظرت إلى عينى الباشا بتحدى وأنا أسأله
            تقدر يا باشا تعمل كده ؟
            وبعد لحظه صمت
            انطلق الباشا فى نوبة ضحك لم يشاركه فيها احد
            وفجأة صمت وهو يشير تجاهى قائلا
            أنت ولد متهور لكن بتتكلم كويس بس خلى بالك كلامك ممكن يكون خطر عليك
            وشعرت بالخطر فعلا وأنا أرى بعض الحرس يتأهبون للانقضاض ولكن الباشا أوقفهم بإشارة من يده فانصرفوا

            فقلت له يا سعادة الباشا ما عدش فاضل لينا غير الكلام حتمنعوه كمان ؟؟
            فنظر إلى عينى وقال بجديه بس كلامك من النوع الخطر وبطل استهبال أنت عارف اخطر شىء فى الدنيا هو الكلام
            الكلمة أقوى من اى سلاح
            كلمه واحدة يمكن أن تحرك ملايين الاسلحه
            ثم أردف بحسم أنا عمرى ما خفت من سلاح الخطر الحقيقى فى الكلمة التى تحرك هذا السلاح
            ( واندهشت فمن الواضح أن الرجل أذكى مما كنت أظن )
            فقلت له يا سعادة الباشا إحنا بنتكلم من غلبنا
            الجوع وعرفناه وأصبح رفيق أيامنا
            والذل وشربناه القهر وعرفناه
            السجن ودخلناه
            فقال بدهشة أنت دخلت السجن قبل كده ؟
            فقلت يا سعادة الباشا انتم حولت البلد كلها لسجن كبير كلنا عايشين فيه

            ثم أكملت بصدق يا سعادة الباشا الناس جاعت والجوع كافر
            لكن رغم كده لسه الناس بتحاول تتمسك بما بقى لها من شرف فكما قالت سقراط يوما تجوع الحرة ولا تأكل ب ....
            فقال مين سقراط دى ؟
            فقلت له دى واحدة ماتت أو بمعنى أدق اتقتلت دولتكم اغتالتها
            وفجأة صرخت الراقصة آه
            قالتها بطريقه تسقط معها كل حصون الفضيلة والحياء بداخل الإنسان
            والتفت إليها الباشا وهو يسارع بوضع يده على ساقها مالك
            ونظرت إليها وأدركت أنها تطلق أخر رصاصه فى معركتها لاستعاده الباشا إلى عالمها حتى لا تضيع منها الفرصة التى كانت تنتظرها
            وقالت رجلى شدت عليا أوى
            فقال ها نبعت نجيب دكتور
            فقالت وهى تشد يده على ساقها لا هى حتخف دلوقت

            ( انتم بعتم الأرض بفاسها

            بناسها

            وفى ميدان الدنيا فيكتوا لباسها

            بانت وش وظهر

            صدر وبطن

            ماتت

            والريحه سبقت طلعه أنفاسها

            انتم الخونة لو يصدق ظنى

            الله يجازيك يا عبد الرحمن يا ابنودى هو ده وقته مش ناقص إلا نزار قبانى ولا فاروق جويده وأبقى ضمنت الإعدام )

            تعليق

            • جمال النجار
              عضو الملتقى
              • 24-10-2007
              • 162

              #21
              ومع دهشتى التفت إلى الباشا قائلا
              أنت بتتكلم وكأننا دوله احتلال مش مصريين !!
              فقلت يا سعادة الباشا إحنا قضينا عمرنا كله شايلين روحنا على كفنا نواجه العدو الذى كنا نتصوره فى الشرق
              كنا نقف مستعدين لنفتدى الوطن بأرواحنا فى مواجهه العدو
              ولكن الطعنه جاءت لنا من الخلف
              التفتنا فوجدنا الوطن قد ذبح من خلفنا
              انتم فعلا دوله احتلال
              انتم دوله طفيلية احتلت بلادنا فى غفلة منا

              ونظر الباشا إلى مليا وقال أنت لسانك كويس إيه رأيك أعينك سفير فعلا
              بس سفير لدولتنا إحنا
              ودهشت فالرجل يتكلم بجديه
              ونظرت إلى عينى الراقصة فوجدتها تقول اقبل يا .... دى فرصه لن تتكرر فى عمرك كله
              فقلت بجديه بس أنا لا اعلم اى شىء عن العمل الدبلوماسى والعلاقات الدولية؟؟
              وفوجئت بالباشا يضحك بشدة
              عمل دبلوماسى إيه وعلاقات دوليه إيه أنت فاكر إن بتوع الدبلوماسية دول بيعملوا حاجه
              ولا فاكر إن فيه اى حد فى البلد دى بيعمل حاجه ولا يقدر يعمل حاجه ولا يفكر انه يعمل حاجه
              أنا اللى بعمل كل حاجه لوحدى الناس دى شويه عيال من ولادنا بنعينهم فى مناصب فخمه يقبضوا مرتب كبير ويطلعوا يتفسحوا بره واهو لما حد مننا يسافر يلاقى حد يستقبله ويفسحه ويكون مع الأولاد فى الشوبنج
              إحنا حنعينك معاهم بس بشرط لسانك وقلمك يكون فى خدمتنا

              ودهشت
              فقلت له يا سعادة الباشا أنت عارف أنا سفير الغلابة يعنى أنا من دوله غير دولتكم وعندنا لا يمكن للإنسان أن يتخلى عن جنسيته ولا نتقبل فى دولتنا ازدواج الجنسية
              فإما أن تكون من الغلابة أو لا تكون فماذا يحدث إذا حدث صراع بين دولتينا وهو حتما سيحدث فلمن يكون ولائي وقتها ؟؟
              يا سعادة الباشا أنا قلت لك يكفينى شرفا أن أكون من الغلابة

              وفجأة انفجر بركان غضبه وهو يقول
              اى دوله تلك التى تتحدث عنها ؟؟
              أنا اللى عملت الدولة دى
              فقلت له مؤمنا على كلامه نعم أنت من أقام للغلابة دوله فى بلادنا
              قبلك كان الوطن واحد شعب واحد ودوله واحدة
              اليوم أصبحت هناك فى الوطن دولتان
              دوله للغلابة ودوله ليكم

              فقال بغضب الوطن ده أنا اللى عملته
              قبلى مكانش فيه وطن ولا بعدى حيكون فيه
              بص حواليك
              شايف الجنة اللى أنت قاعد فيها أنا اللى عملتها قبلى كانت صحرا
              بص فى اى مكان فى مصر شوف الشوارع والكبارى والعمارات شوف التنمية الاقتصادية اللى عملتها

              فقلت بهدوء يا سعادة الباشا مصر موجودة قبلك بآلاف السنين وبعدك أتمنى تكون لسه موجودة
              يا سعادة الباشا الوطن مش عمارات وشوارع الوطن إنسان وانتم قتلتم فينا الإنسان
              التنمية الاقتصادية اللى بتتكلم عليها يمكن أن يدمرها الطيران الاسرائيلى فى يوم مثلما حدث فى لبنان
              يا سعادة الباشا المولى خلق الجنة من العدم وجعلها للمتقين
              لكن أنت خلقت جنتك من دموع الغلابة ولقمتهم وقهرهم وذلهم
              انظر إلى نظرات القهر فى عيون ملايين من المصريين
              انظر إلى موت الأمل فى بكره جواهم
              انظر إلى نظره الانكسار فى عنيهم
              هى دى جنتك وإحنا بنرفضها
              يا سعادة الباشا جنتك مش للمتقين لكن للمنافقين والأفاقين
              إحنا عايزين جنه بالإنسان وللإنسان
              عايزين الوطن يرجع تانى لينا بحدوده كلها لينا بتاريخه كله لينا
              يا سعادة الباشا لو كنا ساكتين دلوقت بكرة مع الوقت أكيد مننا حيجيى جيل أوصافه غير نفس الأوصاف إن شاف يوعى وان وعى ما يخاف

              فقال مقاطعا كلماتى
              حرب إيه اللى بتتكلم عليها إحنا اللى حاربنا وانتصرنا وإحنا برضه اللى عملنا السلام إحنا دلوقت فى عصر السلام إسرائيل دلوقت دوله حليفه وصديقه لينا
              فقلت له لا يا سعادة الباشا الحرب دى كنا إحنا وقودها عشرات الآلاف من خيرة ولادنا وزهرة شبابنا كتبوا حروف النصر بدمهم
              لكن الاستسلام انتم اللى اخترتوه إسرائيل لساها هى العدو لينا بينا وبينها بحور من دم ولادنا وجدودنا بينا وبينها بحر البقر ودير ياسين وقانا ولبنان وفلسطين
              فقال بحسم كلامك ده خطر عليك

              فقلت له يا سعادة الباشا مش قلت لك إن الغلابة اخطر من كل الشيوعيين والأخوان
              الغلابة طلع منهم قبل كده احمد عرابى وعبد الناصر وأكيد جواهم لسه حلم جديد
              فقال بغضب سيبك من الأوهام والأحلام والتاريخ والكلام الفاضى ده
              احمد عرابى أتهزم واتنفى ومات مأسور وعبد الناصر أتهزم ومات محصور

              ( ويهين المعنى الباشا

              ويدوس بالجزمه على الحلم

              ربنا رازقه بجهل غانيه عن كل العلم

              يا عبد الرحمن يا ابنودى سيبنى أكمل كلامى الله يخليك قبل ما أفوق فانصرف الابنودى حزينا صامتا )

              فقلت له يا باشا عرابى انتم اللى هزمتوه بخيانتكم لكنه لسه ما ماتش لساه جوانا حى
              وعبد الناصر لساه عايش فى وجدانا حلم جميل حنورثه لولادنا
              يا سعادة الباشا الأحلام لساها عندنا ما بتموتش
              وبحسم من ينهى النقاش صرخ الباشا وهو يستعد لالتهام طعامه
              تاخد كام ويكون قلمك سفير ليا ؟
              فنهضت لأنهى المهزلة ونظرت إليه وهو يلتهم قطعه اللحم الرخيص الموضوعة أمامه فى الطبق بمايوهها البكينى الأسود
              يا سعادة الباشا لسه فى دولتنا حاجات كتير غير قابله للبيع
              وشعرت بضمه إيزيس لى
              ورغم أنى لم أغادر المكان شعرت أنى عدت إلى الوطن
              تمت

              جمال النجار
              أتمنى أن أكون قد نجحت فى نقل المعنى إليكم وألا يكون الإطار قد شغلكم عن المعنى

              تعليق

              • لميس الامام
                أديب وكاتب
                • 20-05-2007
                • 630

                #22
                [B]رواية الكاتب الكبير \ جمال النجار – مصر
                الهروب شمالا... للكبار فقط..
                قراءة وتحليل بقلم : لميس الامام


                قصة تقع كلماتها واحداثها في ثلاثين صفحة من القطع المتوسط...
                جميع شخصيات الرواية رموز ..تدوراحداث الرواية في بقعة جغرافية محددة وغير محددة
                يحدها البحر شمالا والسماء عموديا,,
                احداثها وقعت لشخصية مرموقة في المجتمع المصري ينتمي الى زمن العهد الجميل قصد منتجعا
                في الساحل الشمالي في سرد تمحور حول القضايا الاجتماعية والسياسية والعلمية وقد حاد الى القضايا الفلسفية والنفسية....
                [/B]

                الاستاذ الفاضل جمال النجار

                اسمحلي ان انتهز الفرصة مرة اخرى لتسجيل ابحار وقراءة لهذه الرواية الرائعة
                والتي كنت قد نشرتها سابقا لحضرتك فوق ضفاف احد المنتديات الادبية التي انتمي اليها
                هي قراءة خاصة برؤيتي الشخصية
                وأقول خاصة لان النصوص تكتب ليراها كل من زاوية عينه
                وحينها نقول ان النص نجح في شحذ الاذهان وعملها لتقول بصدق ما ارتآته
                من خلال الغوص في اعماق العمل المكتوب ..والتي قد تختلف من قارئ الى آخر ..

                ارجو ان لا أكون قد تجاوزت حدودي في فهم النص وسرحت بأفكاري الى عوالم فهمي الخاص ..
                قد اكون مخطأة في فهمه وقد اكون مصيبة الى حد ما وقد لا اكون قد نجحت على وجه الاطلاق في رصد قراءتي .
                أرجو المعذرة للتطويل ولكني عندما اقرأ فإنني اغوص بكل امكانياتي في قاع محيط عميق ابحث فيه عن الدرر المكنوزة داخل تلك الاعماق وفي قوة مصداقيتها ..


                الشراعة الاولى:

                فتحتها فشدني وبدهشة عنوان اطلقه الكاتب على روايته يحمل نصفه حروفا جريئة " للكبار فقط .
                .فأنا لم اعتد من خلال قراءاتي الرقمية عبر هذا الجهاز الساحر وشبكته العنكبوتية- المترامية الأطراف ثقافة وعلما..ملتقايات ادبية و صفحات للمثقفين ..الخ
                اقول لم اعتد ان اقف مليا أمام نص بعنوان استثارني مثلما استثارني ذلك العنوان من قبل... خاصة وضع كلمة تحذير في بداية المقدمة وكأنها إنذار للقارئ بخطر قادم .. ..
                حينها تعاظمت دهشتي واشرأب عنقي وتفتحت مساماتي شوقا لان أسبر غور هذا النص حين ما عدت ادري كنه ظنوني ولا ادري
                أكان مبعثها الاثارة و التشويق ام الترهيب والتحذير من خطر جلل... ثم ليأتي من بعده الترغيب لفتح شهية القارئ واستمراريتة بقراءة بعبور تلك الساحة ا
                لبراح من سرد خلته شيقا لسبب من الاسباب لا ادريه اهو ايحاء ام ماذا؟؟؟..

                الشراعة الثانية:

                دخلت الى بهو الرواية فإذ بالكاتب يعطي نبذة عن مدلول الكلمات التي يخلقها المبدع في كتاباته ..
                وشرعيته ككاتب له كل الحق في ان يغير الاحداث الواقعية لروايته وان يخلق الشخصيات والمواقف فيها
                وان يطلق العنان لفكره كي يسبح في عالم المطلق من الخيال..... وهذا بحد ذاته تنويه فضي.. حتى لا تلتوي الاعناق
                وتبحث عن الشكل الظاهري للرواية ..وقد كان مصيبا في حدسه..

                الشراعة الثالثة:

                (ببراعة السهل الممتنع حشد الكاتب مقارنات مباشرة وغير مباشرة بين ما كان عليه المكان بجغرافيته الاصلية وزمانه
                وما آل اليه الوضع في هذا الحين فجاءت كما ارادها بهروب ثلة الاصدقاء –الي أمكنة جمعتهم من خلال صداقة وخلفية ثقافية
                واحدة ومناصب كانت لها مكانتها يوم كان العلم لا يقدر بثمن فوق ارض هذا المنتجع – الى مقارنات مشاهد صور موروثة كانت تحمل سمة

                االمجتمع المصري بدءا من نواته (الاسرة) انتهاءا بعظماء حكامه مرورا بالعصرنة التي أفرزت عصارة حضارات لا ندري كيف جاءت
                ولا كيف تسللت ولا كيف هيمنت بهذه الصورة السريعةعلى عقول فئة معينة من أفراد مجتمع مصر المتعارف عليها حينذاك
                ببساطتها ووصل أواصر صلة افرادها وطرق التمتع بالحياة –بالسليقة- مقارنة بدى فيها ما آل اليه الحال في طبيعة الاسترخاء وراحة الاذهان
                الان والتي اخذ شكلها مظاهر اخرى صورها الكاتب بشكل يروي الواقع القائم ضمن زمن القبه انا بزمن الحيتان.. )


                فتحتها وحلقت رويدا رويدا مع الكاتب وسرد نصه بداية من مدرج الرواية عبورا بسماء سواحل الشمال للبحر الابيض المتوسط
                هبوطا بمطار منتجعات راقية ترقد بإثارة ورقي فوق ضفاف تلك السواحل الخلابة يرتادها علية القوم ..
                هروبا من صخب المدينة ومنمعترك الحياة السياسيةوالاجتماعية التي بدت من خلال كلمات الكاتب محن وشدائد تلهب الساحة
                في الوقت الراهن ليكون المنتجع المذكور هو الواحة التي تستريح فيها العقول والاجساد من ذلك الانهاك اليومي في المدينة ..


                الشراعة الرابعة:

                مازلنا بالبهو وما يحتويه من مداخل رئيسية

                مفارقات بيّنها الكاتب بين سطور تحمل رواسب أسى عميق .. فحين كان يملك كل فرد من ثلة الاصدقاء ملكا في هذا البقاع ..
                اصبح مجرد حامل جواز زيارة فخري(كارنيه) عامدة دولة الكبار هناك الى ازاحة اتربة نسيان الماضي عن زمن وجغرافية حدود المنتجع الاصلي ببساطة
                لكي يمكنهم من الدلوف الى عالم سموه بدولة الكبار..دولة داخل دولة.. وجغرافية داخل جغرافيا.. أمكنة وأزمنة اضحت متمازجة
                بلا حدود كممالك وولايات تحت لواء امبراطورية واحدة عالمية..ولهم ان يقبلوا او لا يقبلوا بالوضع الجديد ولكنها سياسة.....
                جواز زيارة فخري يحملونه هو رمز الى اعترافهم بمكانتهم العلمية والثقافية.. يذكرني هذا الكارنية باعتراف الدولة العظيمة
                بنا كدول وحكام بمنحنا شهادات امتياز وتقدير على ما حبى الله بلادنا التي اصبحت مطمعا للتلك الممالك ...
                وماذا عن كاتبنا ؟ انه لا يحمل جواز المرور هذا الذي يخوله للدخول الى هذا العالم الجديد؟؟ فما كان اجدى به الا ان استحق لقب سفير الغلابة
                رمزا لحالة الذهول التي انتابته لمفارقات وغربة الهوية وحسرة على التفرقة لقب سفير هو المفتاح الساحر الذي فتح الابواب على مصراعيها لكي
                يدلف كاتبنا الى عالم افضى به الى عقد هذه الرمزية المطلقة ... ففتحت له به أبوابا..دلف من خلالها بإبداع الكاتب المقتدر ..
                فأمسك ريشة وقام برسم صورة لعالم خطى اولى خطواته الى عولمة لا ناقة لعروبتنا فيها ولا بعير.....


                حوار الدهشة بين سطور السرد كانت عرجا على تساؤلات تبحث عن اجابة بين الكاتب وصديقه العجوز
                الذي يتمتع بالظرف وسرعة البديهة (تمثل الروح المصرية المتعارف عليها بين سائر الامم )...
                وبين ناصرية الكاتب التي تجلت كشمس الأصيل من بدايات الولوج الى الرواية تصور استنكارا لمجريات سياسية آخذة في التحكم والتسلط بدون استئذان
                من دولة كبار من الذين يهمهم الامر؟؟؟ انتهاءا بمواربة الكاتب في درأ تهمة هو في غنى عنها ليقع في دحديرة اوسع؟؟؟؟
                فأي الجماليين صديقه العجوز يقصد؟ ..جمال ثورة يوليو جمال الزمن الجميل ؟ ام جمال الكاتب...؟؟؟


                الشراعة الخامسة:تراس عظيم يطل على:

                صور طفت على سطح فكر الكاتب وهامت في سحائب الذكرى والحال بحاضره، قام بوضع مقارنة بين فترتين
                لا تقاسا بالعهود الطويلة بين الامس واليوم... انها مقارنة جيولوجية زمانية بين ما كانت عليه الازمنة الغابــــرة
                ( ولا اعني غابرة مر عليها زمن طويل ولكن غابرة هنا بمعنى لا عودة لها) في زمن كان العلم فيه يقدر العلم والعلماء
                من أساتذة اروقة العلم العالي ومقارنة جيولوجية زمانية المضمون القومي الاجتماعي‘ الذي اضحى سمة الرقي والثراء
                مرموزا له بارتفاع علم غريب عن عروبة أصيلة يحمل عنوان عولمة بدأت يرفرف بحرية مطلقة وبلا قيود ولاهوادة لتغير
                هوية المواطن الاصيل الى مواطن يمت الى مجتمعات ليس ليس لها صلة بواقعنا العربي ...
                عولمة متسربة داخل المجتمع على جميع اصعدته.. يصورها الان كمدن فاضلة ..الحلم الذي راود العلماء والفلاسفة
                منذ اقدم العصور متمثلا بأعلام تخفق في المعالي يتصدرها علم دولة اضحت مركز السطوة والهيمنة الان...
                أضحت خرائطها على ارض الواقع مرسومة بجرأة لم ولن تقوى على رسمها فوق صفحات آطالس تدرس للطلبة في المدارس والجامعاتوإلا ستقوم الدنيا ولا تقعد..
                لقد اصبحنا رمزا لمحدثي نعمة يشار اليهم بالبنان وكأن مصرية المكان تاهت وسط هذا اليم الجارف من المظاهر الخيالية
                التي لا تهمنا من بعيد او قريب ..هيمنة داخلية على مجتمع كامل والمهيمن مصرامريكي او مصراوروبي؟؟؟؟؟؟ ولكن هيهات فمن فات قديمه تاه...

                الشراعة السادسة والاخيرة....

                (وهذه رؤيتي من زاوية ترميزية كما ارتئيتها)
                فتحها الكاتب لنطل على عالم الجمال والانوثة ( ورمزية فلسفتها كما ارتئيتها)
                صور الكاتب الفتنة والاغراء ممثلا في صورة انثى حذقة تجمع ما بين المفاتن والفكر الذي يفضي الى خلق كينونة لن تحظى بها بطريقة شرعية
                ( الانثى هي الرمز الذي يجر اعظم قدم الى الغريزة التي اخذت تشغل الفكر بديلا عن البحث عن الحقيقة باسلوب يلوي الاعناق
                عن ما يجول في الساحة من مجريات لا تهم شريحة بعينها ) لقد فلسفت هذه الفتنة الحياة بمنهجها الخاص الذي يجمع ما بين الفكر الذي وظفته وبجدارة ،
                وبين ما حبتها به الطبيعة من مفاتن لتبين وباحكام أن العمل على شغل ذهن الاخر بالغريزة هو استحلاب المادة من أصحاب عقول فارغة تملك الثراء ولا تملك الفكر...
                فلم لا تستحلب بجاذبيتها جيوبهم مقابل ساعات متعة لتحظى في النهاية وبصورة سريعة على ما خططت له من مقام يخولها الوصول الى ساحة الكبار
                ... هذه الرمزية التي ابدع الكاتب في تغليفها بسلوفان شفاف رمزت الى امرين:
                الامر الاول : هو اتخاذ سطحية العقل وسيلة الى التغلغل وبسهولة الى الهيمنة المطلوبة بدون كد او تعب ولكن بذكاء حاذق يحكمه عقل مدبر..عقل داهية..
                الامر الثاني : ان الطريق الى سد رمق الغريزة لا يقدر بمال ..حيث شغل العقول به هو الطريق الاسهل للهيمنة على الثروة المبتغاة
                ومن ثم دمج الثقافات الاجنبية بالثقافات العربية حتى تضمن الدول المارقة تسوير العالم بأكمله داخل قرية واحدة
                تحمل نفس الهوية الاخلاقية والتي بدأت بالفعل تتسرب تفعيلاتها الى داخل عوالمنا العربية بسهولة ويسر ...بدون معوقات
                الكاتب نجح وببراعة في تصوير ما سبق من خلال الغوص في عيون الحقيقة التي تشكلت بوجوه عدة..
                فتارة تراها تمسح جغرافية المكان ودراسة سكان البقعة بعين تقرأ وتستشعر فتوظف اماكانياتها وفتنتها لتوجهها التوجيه المطلوب
                وفي آن واحد ترصد ردات الفعل لتزيد من الفتنة او تكبحها باسلوب المتعايش المحترم لشرعية وتقاليد العقلية
                لابداء حسن النية والتعايش مع عقيدة الاخرين.. بين شد وجذب الماكرة الفاتنة ..
                نصل مع الكاتب وبانحباس النفس والشهقة الى المحاولات التي تقوم بها الفتنة ..
                لتكشر عن انيابها فيبدو لنا الوجه الحقيقي عند اندماج العقول المفكرة في نطاق عقول دولة الغلابة خوفا من صحوة لا يتناسب
                ومخططها المرسوم ...وحينها يبوء كل ما تم التخطيط له بالفشل الذريع وهذا غير مطلوب وغير مسموح به...


                ارجو ان اكون قد وصلت الى مرمى الفرس واشكر لك اتاحة الفرصة لي بنشر قراءتي المتواضعة..

                لميـــــس الامـــــــام

                تعليق

                • جمال النجار
                  عضو الملتقى
                  • 24-10-2007
                  • 162

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة لميس الامام مشاهدة المشاركة
                  [B]رواية الكاتب الكبير \ جمال النجار – مصر
                  الهروب شمالا... للكبار فقط..
                  قراءة وتحليل بقلم : لميس الامام


                  قصة تقع كلماتها واحداثها في ثلاثين صفحة من القطع المتوسط...
                  جميع شخصيات الرواية رموز ..تدوراحداث الرواية في بقعة جغرافية محددة وغير محددة
                  يحدها البحر شمالا والسماء عموديا,,
                  احداثها وقعت لشخصية مرموقة في المجتمع المصري ينتمي الى زمن العهد الجميل قصد منتجعا
                  في الساحل الشمالي في سرد تمحور حول القضايا الاجتماعية والسياسية والعلمية وقد حاد الى القضايا الفلسفية والنفسية....
                  [/B]

                  الاستاذ الفاضل جمال النجار

                  اسمحلي ان انتهز الفرصة مرة اخرى لتسجيل ابحار وقراءة لهذه الرواية الرائعة
                  والتي كنت قد نشرتها سابقا لحضرتك فوق ضفاف احد المنتديات الادبية التي انتمي اليها
                  هي قراءة خاصة برؤيتي الشخصية
                  وأقول خاصة لان النصوص تكتب ليراها كل من زاوية عينه
                  وحينها نقول ان النص نجح في شحذ الاذهان وعملها لتقول بصدق ما ارتآته
                  من خلال الغوص في اعماق العمل المكتوب ..والتي قد تختلف من قارئ الى آخر ..

                  ارجو ان لا أكون قد تجاوزت حدودي في فهم النص وسرحت بأفكاري الى عوالم فهمي الخاص ..
                  قد اكون مخطأة في فهمه وقد اكون مصيبة الى حد ما وقد لا اكون قد نجحت على وجه الاطلاق في رصد قراءتي .
                  أرجو المعذرة للتطويل ولكني عندما اقرأ فإنني اغوص بكل امكانياتي في قاع محيط عميق ابحث فيه عن الدرر المكنوزة داخل تلك الاعماق وفي قوة مصداقيتها ..


                  الشراعة الاولى:

                  فتحتها فشدني وبدهشة عنوان اطلقه الكاتب على روايته يحمل نصفه حروفا جريئة " للكبار فقط .
                  .فأنا لم اعتد من خلال قراءاتي الرقمية عبر هذا الجهاز الساحر وشبكته العنكبوتية- المترامية الأطراف ثقافة وعلما..ملتقايات ادبية و صفحات للمثقفين ..الخ
                  اقول لم اعتد ان اقف مليا أمام نص بعنوان استثارني مثلما استثارني ذلك العنوان من قبل... خاصة وضع كلمة تحذير في بداية المقدمة وكأنها إنذار للقارئ بخطر قادم .. ..
                  حينها تعاظمت دهشتي واشرأب عنقي وتفتحت مساماتي شوقا لان أسبر غور هذا النص حين ما عدت ادري كنه ظنوني ولا ادري
                  أكان مبعثها الاثارة و التشويق ام الترهيب والتحذير من خطر جلل... ثم ليأتي من بعده الترغيب لفتح شهية القارئ واستمراريتة بقراءة بعبور تلك الساحة ا
                  لبراح من سرد خلته شيقا لسبب من الاسباب لا ادريه اهو ايحاء ام ماذا؟؟؟..

                  الشراعة الثانية:

                  دخلت الى بهو الرواية فإذ بالكاتب يعطي نبذة عن مدلول الكلمات التي يخلقها المبدع في كتاباته ..
                  وشرعيته ككاتب له كل الحق في ان يغير الاحداث الواقعية لروايته وان يخلق الشخصيات والمواقف فيها
                  وان يطلق العنان لفكره كي يسبح في عالم المطلق من الخيال..... وهذا بحد ذاته تنويه فضي.. حتى لا تلتوي الاعناق
                  وتبحث عن الشكل الظاهري للرواية ..وقد كان مصيبا في حدسه..

                  الشراعة الثالثة:

                  (ببراعة السهل الممتنع حشد الكاتب مقارنات مباشرة وغير مباشرة بين ما كان عليه المكان بجغرافيته الاصلية وزمانه
                  وما آل اليه الوضع في هذا الحين فجاءت كما ارادها بهروب ثلة الاصدقاء –الي أمكنة جمعتهم من خلال صداقة وخلفية ثقافية
                  واحدة ومناصب كانت لها مكانتها يوم كان العلم لا يقدر بثمن فوق ارض هذا المنتجع – الى مقارنات مشاهد صور موروثة كانت تحمل سمة

                  االمجتمع المصري بدءا من نواته (الاسرة) انتهاءا بعظماء حكامه مرورا بالعصرنة التي أفرزت عصارة حضارات لا ندري كيف جاءت
                  ولا كيف تسللت ولا كيف هيمنت بهذه الصورة السريعةعلى عقول فئة معينة من أفراد مجتمع مصر المتعارف عليها حينذاك
                  ببساطتها ووصل أواصر صلة افرادها وطرق التمتع بالحياة –بالسليقة- مقارنة بدى فيها ما آل اليه الحال في طبيعة الاسترخاء وراحة الاذهان
                  الان والتي اخذ شكلها مظاهر اخرى صورها الكاتب بشكل يروي الواقع القائم ضمن زمن القبه انا بزمن الحيتان.. )


                  فتحتها وحلقت رويدا رويدا مع الكاتب وسرد نصه بداية من مدرج الرواية عبورا بسماء سواحل الشمال للبحر الابيض المتوسط
                  هبوطا بمطار منتجعات راقية ترقد بإثارة ورقي فوق ضفاف تلك السواحل الخلابة يرتادها علية القوم ..
                  هروبا من صخب المدينة ومنمعترك الحياة السياسيةوالاجتماعية التي بدت من خلال كلمات الكاتب محن وشدائد تلهب الساحة
                  في الوقت الراهن ليكون المنتجع المذكور هو الواحة التي تستريح فيها العقول والاجساد من ذلك الانهاك اليومي في المدينة ..


                  الشراعة الرابعة:

                  مازلنا بالبهو وما يحتويه من مداخل رئيسية

                  مفارقات بيّنها الكاتب بين سطور تحمل رواسب أسى عميق .. فحين كان يملك كل فرد من ثلة الاصدقاء ملكا في هذا البقاع ..
                  اصبح مجرد حامل جواز زيارة فخري(كارنيه) عامدة دولة الكبار هناك الى ازاحة اتربة نسيان الماضي عن زمن وجغرافية حدود المنتجع الاصلي ببساطة
                  لكي يمكنهم من الدلوف الى عالم سموه بدولة الكبار..دولة داخل دولة.. وجغرافية داخل جغرافيا.. أمكنة وأزمنة اضحت متمازجة
                  بلا حدود كممالك وولايات تحت لواء امبراطورية واحدة عالمية..ولهم ان يقبلوا او لا يقبلوا بالوضع الجديد ولكنها سياسة.....
                  جواز زيارة فخري يحملونه هو رمز الى اعترافهم بمكانتهم العلمية والثقافية.. يذكرني هذا الكارنية باعتراف الدولة العظيمة
                  بنا كدول وحكام بمنحنا شهادات امتياز وتقدير على ما حبى الله بلادنا التي اصبحت مطمعا للتلك الممالك ...
                  وماذا عن كاتبنا ؟ انه لا يحمل جواز المرور هذا الذي يخوله للدخول الى هذا العالم الجديد؟؟ فما كان اجدى به الا ان استحق لقب سفير الغلابة
                  رمزا لحالة الذهول التي انتابته لمفارقات وغربة الهوية وحسرة على التفرقة لقب سفير هو المفتاح الساحر الذي فتح الابواب على مصراعيها لكي
                  يدلف كاتبنا الى عالم افضى به الى عقد هذه الرمزية المطلقة ... ففتحت له به أبوابا..دلف من خلالها بإبداع الكاتب المقتدر ..
                  فأمسك ريشة وقام برسم صورة لعالم خطى اولى خطواته الى عولمة لا ناقة لعروبتنا فيها ولا بعير.....


                  حوار الدهشة بين سطور السرد كانت عرجا على تساؤلات تبحث عن اجابة بين الكاتب وصديقه العجوز
                  الذي يتمتع بالظرف وسرعة البديهة (تمثل الروح المصرية المتعارف عليها بين سائر الامم )...
                  وبين ناصرية الكاتب التي تجلت كشمس الأصيل من بدايات الولوج الى الرواية تصور استنكارا لمجريات سياسية آخذة في التحكم والتسلط بدون استئذان
                  من دولة كبار من الذين يهمهم الامر؟؟؟ انتهاءا بمواربة الكاتب في درأ تهمة هو في غنى عنها ليقع في دحديرة اوسع؟؟؟؟
                  فأي الجماليين صديقه العجوز يقصد؟ ..جمال ثورة يوليو جمال الزمن الجميل ؟ ام جمال الكاتب...؟؟؟


                  الشراعة الخامسة:تراس عظيم يطل على:

                  صور طفت على سطح فكر الكاتب وهامت في سحائب الذكرى والحال بحاضره، قام بوضع مقارنة بين فترتين
                  لا تقاسا بالعهود الطويلة بين الامس واليوم... انها مقارنة جيولوجية زمانية بين ما كانت عليه الازمنة الغابــــرة
                  ( ولا اعني غابرة مر عليها زمن طويل ولكن غابرة هنا بمعنى لا عودة لها) في زمن كان العلم فيه يقدر العلم والعلماء
                  من أساتذة اروقة العلم العالي ومقارنة جيولوجية زمانية المضمون القومي الاجتماعي‘ الذي اضحى سمة الرقي والثراء
                  مرموزا له بارتفاع علم غريب عن عروبة أصيلة يحمل عنوان عولمة بدأت يرفرف بحرية مطلقة وبلا قيود ولاهوادة لتغير
                  هوية المواطن الاصيل الى مواطن يمت الى مجتمعات ليس ليس لها صلة بواقعنا العربي ...
                  عولمة متسربة داخل المجتمع على جميع اصعدته.. يصورها الان كمدن فاضلة ..الحلم الذي راود العلماء والفلاسفة
                  منذ اقدم العصور متمثلا بأعلام تخفق في المعالي يتصدرها علم دولة اضحت مركز السطوة والهيمنة الان...
                  أضحت خرائطها على ارض الواقع مرسومة بجرأة لم ولن تقوى على رسمها فوق صفحات آطالس تدرس للطلبة في المدارس والجامعاتوإلا ستقوم الدنيا ولا تقعد..
                  لقد اصبحنا رمزا لمحدثي نعمة يشار اليهم بالبنان وكأن مصرية المكان تاهت وسط هذا اليم الجارف من المظاهر الخيالية
                  التي لا تهمنا من بعيد او قريب ..هيمنة داخلية على مجتمع كامل والمهيمن مصرامريكي او مصراوروبي؟؟؟؟؟؟ ولكن هيهات فمن فات قديمه تاه...

                  الشراعة السادسة والاخيرة....

                  (وهذه رؤيتي من زاوية ترميزية كما ارتئيتها)
                  فتحها الكاتب لنطل على عالم الجمال والانوثة ( ورمزية فلسفتها كما ارتئيتها)
                  صور الكاتب الفتنة والاغراء ممثلا في صورة انثى حذقة تجمع ما بين المفاتن والفكر الذي يفضي الى خلق كينونة لن تحظى بها بطريقة شرعية
                  ( الانثى هي الرمز الذي يجر اعظم قدم الى الغريزة التي اخذت تشغل الفكر بديلا عن البحث عن الحقيقة باسلوب يلوي الاعناق
                  عن ما يجول في الساحة من مجريات لا تهم شريحة بعينها ) لقد فلسفت هذه الفتنة الحياة بمنهجها الخاص الذي يجمع ما بين الفكر الذي وظفته وبجدارة ،
                  وبين ما حبتها به الطبيعة من مفاتن لتبين وباحكام أن العمل على شغل ذهن الاخر بالغريزة هو استحلاب المادة من أصحاب عقول فارغة تملك الثراء ولا تملك الفكر...
                  فلم لا تستحلب بجاذبيتها جيوبهم مقابل ساعات متعة لتحظى في النهاية وبصورة سريعة على ما خططت له من مقام يخولها الوصول الى ساحة الكبار
                  ... هذه الرمزية التي ابدع الكاتب في تغليفها بسلوفان شفاف رمزت الى امرين:
                  الامر الاول : هو اتخاذ سطحية العقل وسيلة الى التغلغل وبسهولة الى الهيمنة المطلوبة بدون كد او تعب ولكن بذكاء حاذق يحكمه عقل مدبر..عقل داهية..
                  الامر الثاني : ان الطريق الى سد رمق الغريزة لا يقدر بمال ..حيث شغل العقول به هو الطريق الاسهل للهيمنة على الثروة المبتغاة
                  ومن ثم دمج الثقافات الاجنبية بالثقافات العربية حتى تضمن الدول المارقة تسوير العالم بأكمله داخل قرية واحدة
                  تحمل نفس الهوية الاخلاقية والتي بدأت بالفعل تتسرب تفعيلاتها الى داخل عوالمنا العربية بسهولة ويسر ...بدون معوقات
                  الكاتب نجح وببراعة في تصوير ما سبق من خلال الغوص في عيون الحقيقة التي تشكلت بوجوه عدة..
                  فتارة تراها تمسح جغرافية المكان ودراسة سكان البقعة بعين تقرأ وتستشعر فتوظف اماكانياتها وفتنتها لتوجهها التوجيه المطلوب
                  وفي آن واحد ترصد ردات الفعل لتزيد من الفتنة او تكبحها باسلوب المتعايش المحترم لشرعية وتقاليد العقلية
                  لابداء حسن النية والتعايش مع عقيدة الاخرين.. بين شد وجذب الماكرة الفاتنة ..
                  نصل مع الكاتب وبانحباس النفس والشهقة الى المحاولات التي تقوم بها الفتنة ..
                  لتكشر عن انيابها فيبدو لنا الوجه الحقيقي عند اندماج العقول المفكرة في نطاق عقول دولة الغلابة خوفا من صحوة لا يتناسب
                  ومخططها المرسوم ...وحينها يبوء كل ما تم التخطيط له بالفشل الذريع وهذا غير مطلوب وغير مسموح به...


                  ارجو ان اكون قد وصلت الى مرمى الفرس واشكر لك اتاحة الفرصة لي بنشر قراءتي المتواضعة..

                  لميـــــس الامـــــــام
                  استاذتى الفاضله الاستاذه لميس الامام
                  لا اجد كلمات اشكرك بها على ذلك المجهود العبقرى
                  كثيرة هى الكلمات التى ظلمت وطواها النسيان لانها لم تجد عقل عبقرى مثل عقلك يغوص فى اعماقها ليفك طلاسمها ويعرضها للقارىء
                  لقد اعدت قراءه كلماتى فى ضوء دراستك العبقريه وكأنى اقراءها لاول مرة
                  واتمتع بها
                  الحقيقه ان ما قمت به فى تلك الدراسه عمل عبقرى فعلا
                  فالدراسات الادبيه احد ابواب الادب الهامه جدا ولا تقل فى اهميتها ابدا عن عمليه ابداع العمل الادبى
                  بل كثيرا كما حدث هنا ان تضيف الدراسه الادبيه الكثير للعمل الادبى بعدما يغوص الناقد الى اعماق العمل ويستخرج ما خفى خلف ستار الكلمات من معانى ويعرضها للقارىء فى سهوله ويسر
                  وللاسف كادت الدراسات الادبيه تختفى من الادب العربى مما ادى الى ان ظلمت الكثير من الادبعات الادبيه لانها لم تجد من يغوص فيها ويبذل الجهعد الكبير فى دراستها وشرح واجلاء معانيها
                  احييك بشدة على مثابرتك فى عمل الدرسات الادبيه وهو شىء يهرب منه الكثيرين لما يحتاجه منن رجاحه عقل وقوة فكر والمام كبير باسرار اللغه ومخزون ثقافى كبير يتيح للدراس ان يتابع فكر الكاتب وهو عمل صعب جدا
                  واحييك على مجهودك الكبير فى دراسه هذا العمل
                  وللاسف لا امتلك الكلمات التى تكفى لشكرك عليه
                  جزاك الله خيرا على مجهودك الكبير
                  جمال النجار

                  تعليق

                  • لميس الامام
                    أديب وكاتب
                    • 20-05-2007
                    • 630

                    #24
                    استاذنا الكبير جمال النجار

                    تحية واجلال لتواجدك الرائع

                    سيدي يبدو انها سمة من سماتي ..ان اغوص في أبحر النصوص
                    لكي استخلص فكرة الكاتب..انها قراءة موضوعية متواضعة الى جانب
                    الابداع الذي قام به فكرك وقلمك..
                    انني انظر الى التحليل من هذا المنظور ..التحليل الاسلوبي والموضوعي
                    دائما ما افتخر بردة فعلك يا سيدي ..فهي وسام ثقة اعتز به الى ابعد الحدود..

                    مودتي الخالصة وارجو ان تتاح لي الفرصة لقراءة المزيد من أعمالك في القريب العاجل

                    لميس الامام

                    تعليق

                    • جمال النجار
                      عضو الملتقى
                      • 24-10-2007
                      • 162

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة لميس الامام مشاهدة المشاركة
                      استاذنا الكبير جمال النجار

                      تحية واجلال لتواجدك الرائع

                      سيدي يبدو انها سمة من سماتي ..ان اغوص في أبحر النصوص
                      لكي استخلص فكرة الكاتب..انها قراءة موضوعية متواضعة الى جانب
                      الابداع الذي قام به فكرك وقلمك..
                      انني انظر الى التحليل من هذا المنظور ..التحليل الاسلوبي والموضوعي
                      دائما ما افتخر بردة فعلك يا سيدي ..فهي وسام ثقة اعتز به الى ابعد الحدود..

                      مودتي الخالصة وارجو ان تتاح لي الفرصة لقراءة المزيد من أعمالك في القريب العاجل

                      لميس الامام
                      استاذتى الفاضله الاستاذه لميس الامام
                      بل انا الذى من حقه ان يفتخر بتواجدك الكريم فى تلك الكلمات وبذلك المجهود الكبير الذى تشرفت ببذله فى دراستها تلك الدراسه الرائعه التى اضافت الكثير اليها
                      شرف كبير لى يا سيدتى دائما ان اجد اسمك الكريم يشرق فى كلماتى
                      فائق احترامى وتقديرى
                      جمال النجار

                      تعليق

                      يعمل...
                      X