سيِّدةُ آلتَّوابِل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أميمة عبد الحكيم
    محرر مترجم
    • 15-10-2009
    • 555

    #16
    عَصَرَتْ جَدائِلَها على صَومِ آلبُذورِ فأَفطَرَتْ .
    ضَفَرَتْ جَداولَها ، فقالَ آلنَّهرُ :
    كُونيْ روحَ شَلاَّلٍ ، فكانَتْ .
    ثُمَّ أَصغَتْ مِـلْءَ لَهفَتِها آلجَداوِلْ !
    كَسَرَتْ نُعاسَ آلقَلبِ عن لَيلِ آلبِلادِ وشابَهَتْ حَجَرًا
    فقُلتُ : شَقائِقُ آلنُّعمانِ لا تأتي بمِفتاحٍ لبابٍ
    وآسأَلوا إِنْ شِئْتـُمُ آللَّونَ آلمُقاتِلْ !
    وتَنَهَّدَتْ فنَقَشتُ فَوقَ حَنينِها :
    أَنَّ آلمَنازِلَ لا تَعودُ لِنازِلٍ ،
    إِلاَّ بِكَسْرِ سَواعِدٍ تَبني على نَوميْ آلمَنازِلْ !
    ذَهَبَتْ إِلى آلبَحرِ آلقَريبِ فقُلتُ : عُوديْ
    قَبْـلَ أَنْ تَصحو آلرِّياحُ ، فيَغمُرُ آلشِّعرُ آلطَّريقَ
    ومَوجَةٌ حُبلى يَـليها سَرْبُ مَوجاتٍ حَوامِلْ !
    ذَهَبَتْ إِلى آلرَّملِ آلقَريبِ فقُلتُ : عُوديْ
    قَبلَ أَنْ يُوْديْ آلسَّرابُ بِخَيمَةٍ
    فَتَحَتْ ذِراعَيها لآِلامِ آلقَوافِلْ !
    ذَهَبَتْ إِلى آلوَهْمِ آلقَريبِ فقُلتُ :
    لا يَلـِدُ آلكَلامُ آلحُلوُ بَيتًا فآطبُخي بَعضَ آلحَصى
    وآلمِلحُ من دَمعِ آلعُيونِ ومِن زَفيرِ آلهِندِ وآليَمَنِ آلتَّوابِلْ !
    ذَهَبَتْ إِلَيَّ فقُلتُ : هَـلْ تَمضي إِلى آتٍ ليافـا
    بآلدِمَقْسِ وبآلقَوارِبِ وآلنَّوارِسِ وآلسَّواحِلْ ؟
    ذَهَبَتْ وما عادَتْ سِوى بقَصيدَتيْ
    ليَكونَ بُرهانُ آليَتيمَةِ في رِهانِ آلرَّحْمِ عِنْدَ وِلادَةٍ –
    أَنْ قالَ قائِـلْ !!
    ذَهَبَتْ فحَرَّرَها آلذَّهابُ من آلبِلادِ ومِنْ خَيالاتِ آلعِبادِ ،
    منَ آلتَوَغُّلِ في آلتَّساؤُلِ : مَنْ أَبوها ؟ مَنْ أَخوها ؟
    مَنْ يُغَطِّي وَردَها بآلعِطْرِ عِندَ تَطاوُلِ آللَّيلِ آلبَليدِ ،
    ومَنْ إِذا غَضِبَتْ يُرَبـِّتُ فَوقَ فوهاتِ آلزَّلازِلْ ؟!
    ذَهَبَتْ إِلَيها ، لَمْ تَجِدْني بَينَ أَوراقيْ آلقَديمَةِ وآلجَديدَةِ
    ساءَلَتْ مُتَصَوِّفًا عَن تائِهٍ ،
    خَدَرٌ بكَفِّيْ ، قالَ عابِدُها ، وأَجنحَتي خَبَتْ .
    قَدْ خانَني جَسَديْ ،
    فَطيريْ خَلـْفَ راحِلَةٍ إِلى أَجفانِ راحِلْ !
    مِنِّي آلبِدايَةُ يا عَذابَ آلمِحبَرَهْ !
    مِنِّي إِلَيكِ تَعودُ هذي آلقُبـَّرَهْ !
    فيـكِ آلنِّهايَـةُ فآبدأيْ .
    يَكفيكِ شِعْرًا أَنَّني حَرَّرتُ أَوَّلَ مَقبَرَهْ !
    مِنِّـي آلبِدايَـةُ فآبدأيْ .
    وتَعَلَّميْ أَنَّ آلمَنازِلَ لا تَعودُ لِنازِلٍ ،
    إِلاَّ بِبَتـْرِ سَواعِدٍ تَبني على قَبري آلمَنازِلْ !!.

    كنت أول من قرأ "رائعتك" ولن أكون الأخيرة..
    ما أحلى الشعر...
    أميمة

    تعليق

    • د. نديم حسين
      شاعر وناقد
      رئيس ملتقى الديوان
      • 17-11-2009
      • 1298

      #17
      تالله يا أميمة عبد الحكيم يا صديقة الذوق والذائقةِ الرفيعة ، أحيانًا يراودني التساؤُلُ عن حقيقة الشعرِ : أهو نعمةٌ أم نِقمةٌ ؟
      وإني أعترفُ بملءِ القلبِ والفمِ بأنني لا أعرفُ !
      ولكن عندما يكتب الإنسانُ منَّا نَصًّا لا يطمعُ من ورائهِ بشيءٍ فيلقى الإستحسانَ ، يصيبُهُ شيءٌ من الرضى والسعادةِ .
      وعندما يُضفي النصُّ ذاتُهُ بعضَ "مُتعةٍ" على بضعِ دقائقَ من حياةِ ماجدةٍ كأميمة ، تغلبُ النِعمةُ على النقمةِ في مساحةِ التساؤُلِ إيَّاهْ .
      أسعدَ اللهُ أوقاتَكِ يا أميمة وشكرًا لكِ وإلى تواصلٍ جميلٍ بإذنِ الله .

      تعليق

      • هادي زاهر
        أديب وكاتب
        • 30-08-2008
        • 824

        #18
        أخي العزيز نديم
        أدهشتني هذه الصور الشعرية الجديدة فكيف بربك " يغمر الشعر الطريق "؟!!!
        بارك الله فيك وإلى المزيد
        محبتي
        هادي زاهر
        " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

        تعليق

        • هزار طباخ
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 192

          #19
          [align=center]
          أخي العزيز د. نديم حسين
          من عمق العمق تنبثق ( سيدة التوابل )
          لتتغلغل في مسامات الروح
          حتى أقصى بقعة للدهشة
          د. نديم كلما أسرجتَ للصحو حرفاً
          تسكرنا حتى تنقطع أنفاس الصحو
          وكلما جهرت بالكلم تبعثنا بين ناياته من جديد
          وهكذا ..
          لا تغيب إلا لتصافح أرواحنا ببعث جديد
          فشكراً لجمال ما تنثره على ظلالنا
          تحيتي وتقديري لك / لهذه الرائعة


          [/align]

          تعليق

          • د. نديم حسين
            شاعر وناقد
            رئيس ملتقى الديوان
            • 17-11-2009
            • 1298

            #20
            الكاتب المجيد هادي زاهر
            أشكر لك متابعتك ومرورك الجميل . الفضل فيما ذكرتَ يرجعُ إلى الشعرِ .
            أرجو أن أكون عند حسن ظنِّكَ دائمًا .

            تعليق

            • د. نديم حسين
              شاعر وناقد
              رئيس ملتقى الديوان
              • 17-11-2009
              • 1298

              #21
              العزيزه الراقيه هزار طباخ
              أسعدتني إطلالتُكِ وأفرحني رأيك الجميل ذلك أن ذائقتكِ عالية . أعتز بكِ وبما تكتبين أيتها الشاعرةُ العاصفيَّة .
              إلى تواصل إن شاء الله .

              تعليق

              • خلود الحداد
                عضو الملتقى
                • 05-12-2009
                • 320

                #22
                الدكتور المبدع نديم
                دمت بشفافيتك
                ودمت بابداعك
                ودمت بكل ما فيك من رقة
                أيها المبدع
                دمت بود
                لك مني كل تحية
                وبارك الله في قلمك ويديك
                [COLOR=gray][FONT=DecoType Thuluth][COLOR=gray][/COLOR][/FONT][/COLOR]

                تعليق

                • د. نديم حسين
                  شاعر وناقد
                  رئيس ملتقى الديوان
                  • 17-11-2009
                  • 1298

                  #23
                  أخت الشعر فتون بسام حلبي
                  أقدِّرُ مروركِ العسجديَّ في زقاقي الشعريِّ لعلهُ بكِ وبإبداعاتكِ الجميلةِ يُصابُ بمزيدٍ من الأَلَقِ .
                  محبتي واحترامي لكِ وإلى تواصُلٍ إن شاءَ الله .

                  تعليق

                  • محمد اسماعيل
                    شاعر
                    • 05-02-2010
                    • 106

                    #24
                    يَكفيكِ شِعْرًا أَنَّني حَرَّرتُ أَوَّلَ مَقبَرَهْ !
                    مِنِّـي آلبِدايَـةُ فآبدأيْ .

                    وتَعَلَّميْ أَنَّ آلمَنازِلَ لا تَعودُ لِنازِلٍ ،
                    إِلاَّ بِبَتـْرِ سَواعِدٍ تَبني على قَبري آلمَنازِلْ !!.

                    .................................................. ..............
                    [align=center]
                    الشاعر الدكتور نديم حسين
                    قصيدة رائعة ولعل اروعها هذا المقطع الاخير
                    ربما لان العبرة في الخواتيم
                    تقبل تحياتي وارجو تعليقك على قصيدتي
                    كيف أمضي
                    فانا اعتز برايك
                    محمد اسماعيل
                    [/align]
                    محمد إسماعيل

                    الكلمة أمانة

                    تعليق

                    • د. نديم حسين
                      شاعر وناقد
                      رئيس ملتقى الديوان
                      • 17-11-2009
                      • 1298

                      #25
                      الشاعر محمد اسماعيل
                      من حسن حظي أن جمعني واياك ملتقانا الكريم .
                      أعتز برأيك وبذائقتك العالية .
                      تسعدني قراءة قصيدتك ويسعدني التطرق إلى مكنوناتها بشكل يليق بها .
                      شكراً لمرورك الربيعي وإلى تواصل مثمر إن شاء الله

                      تعليق

                      يعمل...
                      X