السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتب الدكتور علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق ،
يقول :
أن مراسلاً فرنسياً وجد مقالاته كثيراً ما تمزق من قبل الرقابة ، فذهب الى رفعت بك مدير الرقابه يسأله عن الحدود التي يستطيع ان يكتب دون ان تمزق مقالاته ، فأجابه الرقيب قائلاً :
تستطيع ان تكتب عن اي شئ .
ووسط دهشة واستغراب المراسل الفرنسي أضاف الرقيب قائلاً :
تستطيع ان تكتب عن اي شئ ماعدا الحكام والحكومات الأجنبية والفوضوية والأشتراكية والثورة والأضطرابات والفوضى والحرية وحقوق الشعب والسياسة الخارجية والسياسة الداخلية والدين والكنائس والمساجد والأنبياء والإلحاد والتفكير الحر والسلطات والأنوثة والحريم والوطن والأمة والقومية والعالمية والجمهورية والنواب والدستور والمؤامرات والقنابل ومدحت باشا وكمال بك والسلطان مراد ومكدونية وأرمينية والأصلاحات والجراد وشهر اغسطس وبعض المواضيع الأخرى المتصلة الى حد ما بهذه المواضيع .
وهنا انتفض المراسل الفرنسي متسائلاً :
سبحان الله فماذا بقي ؟
فأجابه رفعت بك مدير الرقابة قائلاً :
ماذا بقي ؟ كل شئ :
المطر الطقس الحسن على أن لا تذكر المطر في شهر أغسطس ، أو ضوء القمر .
وتستطيع أن تتكلم عن الكلاب في الشوارع على أن لا تطلب إبادتها وتستطيع أن تكتب عن السلطات ما دمت لا تشير الى الفساد . بالأختصار لك الحرية التامة الكاملة في التكلم بما يروق لك .
انتهى

ما أعلمه أن الاختلاف والتنوع هو طبيعي ومن أساس الحياة
فلا يوجد مجتمع أو مجموعة أو مكان بدون اختلاف أو معارضة !
فلا أستطيع حقاً أن أتصور أن أي مكان على الكرة الأرضية
يمكن أن يكون موحد الرأي والفكر ، لا يتقبل أي صوت آخر
وفكر آخر ورأي آخر !
لقد قرأت وفهمت وتعلمت أن طريقة إسكات الآخر هي من
أفكار ومقومات الأنظمة الشمولية وهي ما يحاربه المفكر
والمثقف والعالم والدكتور والفيلسوف الخ
وهنا يحضرني تساءل مهم برأيي وهو :
- إن لم يجد أحدنا وسيلة متاحة للتعبير عن رأيه
فماذا سيفعل ؟
حين يُسمح للبعض بالتعبير بحرية وإيذاء من يخالفهم
الفكر أو الرأي أو التوجه بينما تكمم أفواه وآراء الآخر
الذي يعتبر الأمر ( شللية ونفاق وتحيز وشيلني وأشيلك )
فكيف سيكون الحال بوجود لون واحد فقط ؟
كيف سيكون بوجود فكر واحد فقط ولمَ نُصر على
بناء جدار تلو الجدار بوجه الحقيقة والحرية والتميز !
لم نحارب الوعي المتمثل بالحرية بكل ما هو ضمن
مالايمس أياً مما هو ممنوع كالعقيدة والأخلاق ولو انها
أصبحت مطاطية نوعاً ما بحضور من يسمح بما
نخجل من قراءته ولا يسمح بالمقابل بحرية الرفض
لهذا الامر ويسمح للآخر بفرض الوصاية على ما يوده
هو ويتقنه هو ويعرضه هو بغض النظر عن رفض
من لا يتقبل هذا العرض المحرج المؤذي لمن له رؤية
معينة لا تدخل ضمن قبول البعض لها ،
ومع ذلك نراهم يصرخون ويفتعلون المشاكل بل
ويتحججون بمحاولة قمع الرأي والحرية وهم من يفعل ذلك
في كل محفل وعرض ونقاش ورأي !
حقيقة أجدني بكل ألم أتراجع إلى الخلف مخافة أن أُتهم
بما ليس بي لأنني لمَ أصمت حينَ حق وتجرد ومسؤولية !
الحقيقة سُرق ماءُها وصَمتَ صوتُ إنكارها
وخرج الغَث والمنافق والكاذب والمزور يصرخ :
أين الحقيقة وهو يمسح بيديه خوفاً من الفضيحة !
كل هذا جعلني أردد :
قل لي بم تؤمن : أقل لكَ من أنتَ !
غادة ،
*****

كتب الدكتور علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق ،
يقول :
أن مراسلاً فرنسياً وجد مقالاته كثيراً ما تمزق من قبل الرقابة ، فذهب الى رفعت بك مدير الرقابه يسأله عن الحدود التي يستطيع ان يكتب دون ان تمزق مقالاته ، فأجابه الرقيب قائلاً :
تستطيع ان تكتب عن اي شئ .
ووسط دهشة واستغراب المراسل الفرنسي أضاف الرقيب قائلاً :
تستطيع ان تكتب عن اي شئ ماعدا الحكام والحكومات الأجنبية والفوضوية والأشتراكية والثورة والأضطرابات والفوضى والحرية وحقوق الشعب والسياسة الخارجية والسياسة الداخلية والدين والكنائس والمساجد والأنبياء والإلحاد والتفكير الحر والسلطات والأنوثة والحريم والوطن والأمة والقومية والعالمية والجمهورية والنواب والدستور والمؤامرات والقنابل ومدحت باشا وكمال بك والسلطان مراد ومكدونية وأرمينية والأصلاحات والجراد وشهر اغسطس وبعض المواضيع الأخرى المتصلة الى حد ما بهذه المواضيع .
وهنا انتفض المراسل الفرنسي متسائلاً :
سبحان الله فماذا بقي ؟
فأجابه رفعت بك مدير الرقابة قائلاً :
ماذا بقي ؟ كل شئ :
المطر الطقس الحسن على أن لا تذكر المطر في شهر أغسطس ، أو ضوء القمر .
وتستطيع أن تتكلم عن الكلاب في الشوارع على أن لا تطلب إبادتها وتستطيع أن تكتب عن السلطات ما دمت لا تشير الى الفساد . بالأختصار لك الحرية التامة الكاملة في التكلم بما يروق لك .
انتهى
ما أعلمه أن الاختلاف والتنوع هو طبيعي ومن أساس الحياة
فلا يوجد مجتمع أو مجموعة أو مكان بدون اختلاف أو معارضة !
فلا أستطيع حقاً أن أتصور أن أي مكان على الكرة الأرضية
يمكن أن يكون موحد الرأي والفكر ، لا يتقبل أي صوت آخر
وفكر آخر ورأي آخر !
لقد قرأت وفهمت وتعلمت أن طريقة إسكات الآخر هي من
أفكار ومقومات الأنظمة الشمولية وهي ما يحاربه المفكر
والمثقف والعالم والدكتور والفيلسوف الخ
وهنا يحضرني تساءل مهم برأيي وهو :
- إن لم يجد أحدنا وسيلة متاحة للتعبير عن رأيه
فماذا سيفعل ؟
حين يُسمح للبعض بالتعبير بحرية وإيذاء من يخالفهم
الفكر أو الرأي أو التوجه بينما تكمم أفواه وآراء الآخر
الذي يعتبر الأمر ( شللية ونفاق وتحيز وشيلني وأشيلك )
فكيف سيكون الحال بوجود لون واحد فقط ؟
كيف سيكون بوجود فكر واحد فقط ولمَ نُصر على
بناء جدار تلو الجدار بوجه الحقيقة والحرية والتميز !
لم نحارب الوعي المتمثل بالحرية بكل ما هو ضمن
مالايمس أياً مما هو ممنوع كالعقيدة والأخلاق ولو انها
أصبحت مطاطية نوعاً ما بحضور من يسمح بما
نخجل من قراءته ولا يسمح بالمقابل بحرية الرفض
لهذا الامر ويسمح للآخر بفرض الوصاية على ما يوده
هو ويتقنه هو ويعرضه هو بغض النظر عن رفض
من لا يتقبل هذا العرض المحرج المؤذي لمن له رؤية
معينة لا تدخل ضمن قبول البعض لها ،
ومع ذلك نراهم يصرخون ويفتعلون المشاكل بل
ويتحججون بمحاولة قمع الرأي والحرية وهم من يفعل ذلك
في كل محفل وعرض ونقاش ورأي !
حقيقة أجدني بكل ألم أتراجع إلى الخلف مخافة أن أُتهم
بما ليس بي لأنني لمَ أصمت حينَ حق وتجرد ومسؤولية !
الحقيقة سُرق ماءُها وصَمتَ صوتُ إنكارها
وخرج الغَث والمنافق والكاذب والمزور يصرخ :
أين الحقيقة وهو يمسح بيديه خوفاً من الفضيحة !
كل هذا جعلني أردد :
قل لي بم تؤمن : أقل لكَ من أنتَ !
غادة ،
*****
تعليق