إخواني الأدباء ممتنّ لكم جميعاً لمشاركتكم لي العوم في هذا اليمّ ، وخوض عباب هذا البحر الهائج كلّ بطريقته الخاصّة وكلّ بمالديه من إمكانيات (تجديفية) نقدية أحيانا وقدحية أحيانا أخرى لكن ذلك لم يفسد للودّ قضية بل يدلّ هذا الزخم من الرّدود والرّدود المضادّة أنّ هناك إشكالية كبرى تعتمل في الدّواخل دون أن نعطي أنفسنا فرصة الحق في البحث عن أسبابها أو أن نرقى إلى مستوى البحث عن حلول ناجعة لأها إن كان حقا هناك إشكال أشكر الأساتذة المحترمين : الأساتدة المحترمون :
محمد جابري
جلال الصّقر
وسام البكري
وليد صابر شراشير
كما أشكر الأساتذة الآخرين، الّذين قرأوا الموضوع ، ونأوا بأنفسهم عنه ؛ ربّما لأنهم غير معنيّين به ، أولأنّي أدين لهم بموضوع لهم مررت عليه ولم أشارك فيه ؛ وكلّ له مبرّراته ويشهد الله أنّي لم أحمل ضغينة لأحد أو على أحد أومن أحد ،نحن جميعا هنا ، نحمل همّ الأدب ...وهو الوحيد الّذي يجمعنا فقط ( بغض النّظر عن الإعتبارات الأخرى)
لندخل الموضوع
الأخ جلال الصّقر أوّلا ً :ليس في نيّتي، ولامن شيم امثقّفين المسؤولين، أن أمرّ عى ردّك دون أن آخذه بعين الإعتبار ولكن كان ردّ الأخ وسام البكري كافيا لإعادة المياه إلى مجاريها ؛
بعد أن قمت بالرّدّ على الأخ محمد جابري كنت حريصا أن أبقي على مظاهر الأصول النّقدية كما المتّفق عليه ،ولكن تبيّن لي بعدأن أدارسهامه إلى الأخ جلال وكان قد طلبه في ردّه الأوّل في مايشبه استغاثة أواستنجادا ، ربّما خاب أمله أو ظنّه أو إختلفت عليه الأمور فانقلب غلى عقبيه يبحث عن مّن يكيل شتائم لا تخلوا من ظلال الشّبابية المشاغبة ؛ وعجبت من بعض أمثاله لا يعرفون أولا يعلمون حتّى أن يقيموا عند حدود اللّغة كما هو معتاد بالنّسبة لكاتب باللّغة العربيّة وبالأحرى أو يكون سبّاقا في التّدخّل بطريقة أقلّ ما يمكن فيها أنّها تحريضيّة
وحيث أنّه ُ خاب أمله يجيّش ويعبّئ الأيقونات الدّينية علّها تنجده لكن ياحسرة على الإبداع والمبدعين ....
الأخ جلال أنا متّفق معك إلى حدّ بعيد ولكن ، ليكن في علمك أنّني لست بمخالف لك لأنّك تكفر بقصيدة النّثر كوجه من وجوه الحداثة وتؤمن بالقصيدة العموديّة أوالشّعرالعمودي كملاذ أخير لأيّ كان يريد أن يعبّر عن هواجسه ومكنونات دواخله ؛ ولكن لأنّك سلخت موضوعي برمّته من قاعدتيه الأساسيّتين
-البعد الحضاري والّذي يتمثّلُ في أنّه لايمكن أن نتحدّث عن أي نهضة لأي أمّة أوحضارة دون أن تستمدّ مقاوماتها من الرّغبة في التّغيير وهذه الرّغبة تبتدئ أوّل ما تبتدئ باستجلاء مواقع وضع الخطى عبروضع أسس لدراسات مستقبلية تجعل من الماضي وحمولته الثقافية زادا للإحتياط فقط ؛ ولم أقل إلقاء الماضي بما له وما عليه إلى قمامة التّاريخ كما يلحّ عليه بعض الماركسيين ؛ فالّذي أشرت إليه ودعوت إليه كما يدعوا له بعض المتقّفين الجدد ( وأعني به اللامنتمون إ لى أيّ من هذه الإتجاهات المعروفة على السّاحة.)وهو محاولة طرح سؤال ضخم وثقيل جدّا، والذي سيوكل البحث عن أجوبة شافية له،إلى كلّ مسؤولي الوطن العربي مثقّفيهم واقتصادييهم سياسييهم ووو إلخ كلّ في موقعه ... والسّؤال الكبير هو: أين الخلل ؟ وقد سبق أن طرحه ُ الدّكتور يوسف القرضاوي في معرض بحث له في مجلّة الأمّة القطرية عنونه بهذا السّؤال في عدد صادر على ما أعتقد سنة 1982 وكنّا آنذاك في طلائع الشّبيبة الإسلامية التّابعة للإخوان المسلمين ؛ كان السّؤال واضحا وموجّه إلى الدّعاة الإسلاميين ؛ كان لي شرف أنّي كنت آنذاك مشغولا بهذا السّؤال بهموم أممية ولكن الآن وبعد مرور مايقرب من ثلاثين سنة أرى الأمور بشكل قوميّ دون خلفيات إيديولوجية بالية كما كان حال أغلب المثقّفين العرب في القرن الماضي إن لم يكن إشتراكيا أوشيوعيا كان رأسماليا وإن لم يكن كان إسلاميّا ...
إذا كانت الدّعوة ملحّة إلى كلّ عربيّ فلأنّي أرجو أن لاتمرّ ثلاثين سنة أخرى تجدنا مانزال نبحث عن الأصحّ أن نتمسّك بالقديم البالي (والّذي جرّبناه ولم يعط أيّ نتيجة) أم نبحث عن الجديد ؟ هذا الجديد من أين ؟ وما الشّروط ؟
سيكون صعبا تحديد الشكل الذي سيكون باستطاعتنا أن يتوالم مع تقاليدنا وتراثنا وديننا ؛ لكن ليكن واضحا للكلّ أنّه لن نجد حاليا ولا لاحقا مانستطيع تبرئته ونقبله ، لأنّه على ما أعتقد لا نريد أن نبحث عن أفق جديد من الحرّية والرّخاء والإزدهارلأنّنا لانريد أن نعطي ثمن الدفع إلى الأمام بدون دفن الماضي هذا الماضي الّذي إذا لم نستسغ دفنه فعلى الأقلّ جعله محنّطا في متاحف الذّكريات حتّى لاينسى ؛ وحتّى إذا اقتضى الحال فسوف نوظّفه في تلقيح بعض المفاهيم الحياتية الصّعبة المزاج الّتي لايصعبُ أن تتكيّف مع عقولنا البدائية للأسف ...
لم أخرج عن نطاق الموضوع الذي ربما قد يرى البعض العكس ؛ إذن لم يكن من السّهل التّحدّث عن النّهضة بشكل إنتقائي بل بشكل عام ، وقصيدة النّثر الّتي" فكّهتُ"بها هذه الوليمة الّتي عادة ما تفتح شهيّة بعض المحسوبين على النّقد وخاصّة منهم بعض الأكاديميين الّذين يحفضون أوزان الخليل عن ظهر قلب لكنّهم في الغالب لم ينظّموا قصيدة على وزن واحد من بحور الفراهيدي قطّ وإذا أمكنهم ذلك فإلى طاولة وتحت أنوار كاشفة ، ثمّ تطبيقا لنظريات التّحليل والبناء من البنيوية إلى نظرية التّلقّي ...قصيدة النثرلم تكن إلاّ عنصرا من العناصر الجديدة الّذي نحلم به للمستقبل العربي الّذي نتمنّى لأولادنا أو أحفادنا أن يعيشوا تحت سقفه متنوّرين وأسياد حياتهم ... قصيدة النّثر تحمل شعاع التّغيير ؛ أنت ترى أنّها تنادي بالحرّية ولكن بمسؤوليّة المبدع ، قصيدة النّثر ليست فوضى ولكنّها ليست تكبيلا لرغبات المبدع الجديد الّذي يتبنّى لغة عربية جديدة متفجّرة باستعارات مدهشة تستوعب كل مشاعروإحساس المبدع الحداثي ، والقصيدة النّثرية تحتفظ لنفسها بإيقاع داخليّ جارف تختزله الألفاظ المختارة بدقّة وتحيل بمرونة إلى عولمة شاسعة لم يعرفها أدبنا العربيّ إلاّ في أدب الصّاليك الرّاقي والمنفتح على الطّبوهات اللّغوية إن كانت موجودة....
أماّ عن الشّعر فلست من أعدائه فقد كتبت على منواله العديد من القصائد قبل مايزيد أربعة عشر عاما ً وفي هذا المنتدى بالذّات لديّ ربّما واحدة حول فلسطين ، وفي مشروعي التّجريبي الشّعري( قصائد لاتنتهي .... )كما
أحبّ أن اسميه فلم أهمل الأوزان الخليلية في أغلب قصائدي الّتي أعتبرها ومنها الأخيرة ويمكن لل أخ جلال التّأكّد من ذلك
غير أنّني أصرّ على البحث عن صيغة جديدة لمفهوم : " أن تكون شاعرا ً"
أمّا أن تقول أنّ قصيدة النّثر لا يمكن اعتبارها شعرا ، فهذه سابقة لاتليق بشعراء ونقاد كبار إنّما ببعض المستعجلين المتعجّلين ، والأمثلة الّتي سقتَ في خاتمة ردّك تمنّيتُها أن تكون ارتجالية . أدونيس كان شاعرا أكثرمنه ناقدا ورؤيته نحترمها ولكن قد لا تلزمنا على أيّة حال!!!
سألتقي بك مرّة أخرى
وأعدك أنّك سوف تجدني على غير ما تتصوّره
عمت مساء
وشكرا على مشاركتك
محمد جابري
جلال الصّقر
وسام البكري
وليد صابر شراشير
كما أشكر الأساتذة الآخرين، الّذين قرأوا الموضوع ، ونأوا بأنفسهم عنه ؛ ربّما لأنهم غير معنيّين به ، أولأنّي أدين لهم بموضوع لهم مررت عليه ولم أشارك فيه ؛ وكلّ له مبرّراته ويشهد الله أنّي لم أحمل ضغينة لأحد أو على أحد أومن أحد ،نحن جميعا هنا ، نحمل همّ الأدب ...وهو الوحيد الّذي يجمعنا فقط ( بغض النّظر عن الإعتبارات الأخرى)
لندخل الموضوع
الأخ جلال الصّقر أوّلا ً :ليس في نيّتي، ولامن شيم امثقّفين المسؤولين، أن أمرّ عى ردّك دون أن آخذه بعين الإعتبار ولكن كان ردّ الأخ وسام البكري كافيا لإعادة المياه إلى مجاريها ؛
بعد أن قمت بالرّدّ على الأخ محمد جابري كنت حريصا أن أبقي على مظاهر الأصول النّقدية كما المتّفق عليه ،ولكن تبيّن لي بعدأن أدارسهامه إلى الأخ جلال وكان قد طلبه في ردّه الأوّل في مايشبه استغاثة أواستنجادا ، ربّما خاب أمله أو ظنّه أو إختلفت عليه الأمور فانقلب غلى عقبيه يبحث عن مّن يكيل شتائم لا تخلوا من ظلال الشّبابية المشاغبة ؛ وعجبت من بعض أمثاله لا يعرفون أولا يعلمون حتّى أن يقيموا عند حدود اللّغة كما هو معتاد بالنّسبة لكاتب باللّغة العربيّة وبالأحرى أو يكون سبّاقا في التّدخّل بطريقة أقلّ ما يمكن فيها أنّها تحريضيّة
وحيث أنّه ُ خاب أمله يجيّش ويعبّئ الأيقونات الدّينية علّها تنجده لكن ياحسرة على الإبداع والمبدعين ....
الأخ جلال أنا متّفق معك إلى حدّ بعيد ولكن ، ليكن في علمك أنّني لست بمخالف لك لأنّك تكفر بقصيدة النّثر كوجه من وجوه الحداثة وتؤمن بالقصيدة العموديّة أوالشّعرالعمودي كملاذ أخير لأيّ كان يريد أن يعبّر عن هواجسه ومكنونات دواخله ؛ ولكن لأنّك سلخت موضوعي برمّته من قاعدتيه الأساسيّتين
-البعد الحضاري والّذي يتمثّلُ في أنّه لايمكن أن نتحدّث عن أي نهضة لأي أمّة أوحضارة دون أن تستمدّ مقاوماتها من الرّغبة في التّغيير وهذه الرّغبة تبتدئ أوّل ما تبتدئ باستجلاء مواقع وضع الخطى عبروضع أسس لدراسات مستقبلية تجعل من الماضي وحمولته الثقافية زادا للإحتياط فقط ؛ ولم أقل إلقاء الماضي بما له وما عليه إلى قمامة التّاريخ كما يلحّ عليه بعض الماركسيين ؛ فالّذي أشرت إليه ودعوت إليه كما يدعوا له بعض المتقّفين الجدد ( وأعني به اللامنتمون إ لى أيّ من هذه الإتجاهات المعروفة على السّاحة.)وهو محاولة طرح سؤال ضخم وثقيل جدّا، والذي سيوكل البحث عن أجوبة شافية له،إلى كلّ مسؤولي الوطن العربي مثقّفيهم واقتصادييهم سياسييهم ووو إلخ كلّ في موقعه ... والسّؤال الكبير هو: أين الخلل ؟ وقد سبق أن طرحه ُ الدّكتور يوسف القرضاوي في معرض بحث له في مجلّة الأمّة القطرية عنونه بهذا السّؤال في عدد صادر على ما أعتقد سنة 1982 وكنّا آنذاك في طلائع الشّبيبة الإسلامية التّابعة للإخوان المسلمين ؛ كان السّؤال واضحا وموجّه إلى الدّعاة الإسلاميين ؛ كان لي شرف أنّي كنت آنذاك مشغولا بهذا السّؤال بهموم أممية ولكن الآن وبعد مرور مايقرب من ثلاثين سنة أرى الأمور بشكل قوميّ دون خلفيات إيديولوجية بالية كما كان حال أغلب المثقّفين العرب في القرن الماضي إن لم يكن إشتراكيا أوشيوعيا كان رأسماليا وإن لم يكن كان إسلاميّا ...
إذا كانت الدّعوة ملحّة إلى كلّ عربيّ فلأنّي أرجو أن لاتمرّ ثلاثين سنة أخرى تجدنا مانزال نبحث عن الأصحّ أن نتمسّك بالقديم البالي (والّذي جرّبناه ولم يعط أيّ نتيجة) أم نبحث عن الجديد ؟ هذا الجديد من أين ؟ وما الشّروط ؟
سيكون صعبا تحديد الشكل الذي سيكون باستطاعتنا أن يتوالم مع تقاليدنا وتراثنا وديننا ؛ لكن ليكن واضحا للكلّ أنّه لن نجد حاليا ولا لاحقا مانستطيع تبرئته ونقبله ، لأنّه على ما أعتقد لا نريد أن نبحث عن أفق جديد من الحرّية والرّخاء والإزدهارلأنّنا لانريد أن نعطي ثمن الدفع إلى الأمام بدون دفن الماضي هذا الماضي الّذي إذا لم نستسغ دفنه فعلى الأقلّ جعله محنّطا في متاحف الذّكريات حتّى لاينسى ؛ وحتّى إذا اقتضى الحال فسوف نوظّفه في تلقيح بعض المفاهيم الحياتية الصّعبة المزاج الّتي لايصعبُ أن تتكيّف مع عقولنا البدائية للأسف ...
لم أخرج عن نطاق الموضوع الذي ربما قد يرى البعض العكس ؛ إذن لم يكن من السّهل التّحدّث عن النّهضة بشكل إنتقائي بل بشكل عام ، وقصيدة النّثر الّتي" فكّهتُ"بها هذه الوليمة الّتي عادة ما تفتح شهيّة بعض المحسوبين على النّقد وخاصّة منهم بعض الأكاديميين الّذين يحفضون أوزان الخليل عن ظهر قلب لكنّهم في الغالب لم ينظّموا قصيدة على وزن واحد من بحور الفراهيدي قطّ وإذا أمكنهم ذلك فإلى طاولة وتحت أنوار كاشفة ، ثمّ تطبيقا لنظريات التّحليل والبناء من البنيوية إلى نظرية التّلقّي ...قصيدة النثرلم تكن إلاّ عنصرا من العناصر الجديدة الّذي نحلم به للمستقبل العربي الّذي نتمنّى لأولادنا أو أحفادنا أن يعيشوا تحت سقفه متنوّرين وأسياد حياتهم ... قصيدة النّثر تحمل شعاع التّغيير ؛ أنت ترى أنّها تنادي بالحرّية ولكن بمسؤوليّة المبدع ، قصيدة النّثر ليست فوضى ولكنّها ليست تكبيلا لرغبات المبدع الجديد الّذي يتبنّى لغة عربية جديدة متفجّرة باستعارات مدهشة تستوعب كل مشاعروإحساس المبدع الحداثي ، والقصيدة النّثرية تحتفظ لنفسها بإيقاع داخليّ جارف تختزله الألفاظ المختارة بدقّة وتحيل بمرونة إلى عولمة شاسعة لم يعرفها أدبنا العربيّ إلاّ في أدب الصّاليك الرّاقي والمنفتح على الطّبوهات اللّغوية إن كانت موجودة....
أماّ عن الشّعر فلست من أعدائه فقد كتبت على منواله العديد من القصائد قبل مايزيد أربعة عشر عاما ً وفي هذا المنتدى بالذّات لديّ ربّما واحدة حول فلسطين ، وفي مشروعي التّجريبي الشّعري( قصائد لاتنتهي .... )كما
أحبّ أن اسميه فلم أهمل الأوزان الخليلية في أغلب قصائدي الّتي أعتبرها ومنها الأخيرة ويمكن لل أخ جلال التّأكّد من ذلك
غير أنّني أصرّ على البحث عن صيغة جديدة لمفهوم : " أن تكون شاعرا ً"
أمّا أن تقول أنّ قصيدة النّثر لا يمكن اعتبارها شعرا ، فهذه سابقة لاتليق بشعراء ونقاد كبار إنّما ببعض المستعجلين المتعجّلين ، والأمثلة الّتي سقتَ في خاتمة ردّك تمنّيتُها أن تكون ارتجالية . أدونيس كان شاعرا أكثرمنه ناقدا ورؤيته نحترمها ولكن قد لا تلزمنا على أيّة حال!!!
سألتقي بك مرّة أخرى
وأعدك أنّك سوف تجدني على غير ما تتصوّره
عمت مساء
وشكرا على مشاركتك
تعليق