مغارة علي بابا
في يوم من أيام الزمان ، كان فيه حطاب فقير غلبان ، أسمه علي بابا ، الهم ظاهر في عينيه والخوف مرسوم عليه ، ويعمل إيه ؟ ما الدنيا ضاقت عليه ، والمنصر كل يوم حواليه ، دايرين في البلد سرقه ، وعليهم خلقه ، تقولش إبليس في إنسان ولا عفريت الزمان ، والبلد صارت منهوبه وعلى أمرها مغلوبه ، والمنصر قتلوا اللي قتلوه ، ونهبوا اللي نهبوه ، وخدوا اللي خدوه ، والأكل نسفوه ، حتى الزيت ما خلوه. ، وحطوا السريقة في المغارة ، اللي عليها حجارة ، تتحرك بكلمة سر ، يقولها طويل العمر ، صاحب النهي والأمر، ويفتح سمسم الخزاين، اللي من خير المداين.
وكان علي بابا بالبنت مرجانه مغرم صبابه، ويغني على الربابه كل يوم في الغابه ، ، غنوة الناس الغلابه ، لغاية ما جه يوم ، زي كل يوم ، شاف فيه شيخ المنصر وراه أربعين غضنفر ، راجعين بالنهيبة الجديدة يحطوها في المغارة العجيبة. ويفتح سمسم الباب ويدخل الاصحاب ، ومن غير سؤال وجواب، حطوا الغنيمه اللي هيه ، وخرجوا من غير رضيه. واقفل ياسمسم يابو الأسرار على كنز عصابة الشطار. ومن غير تفكير ولا تدبير ، يدخل على بابا ، للمغارة المهابه، لاجل ما يشوف الغرابه، وجاتله حالة ذهول ، شيء مش معقول، دهب ومرجان وحاجات ، وجواهر تسوى مليارات ، وبراميل مليانه دولارات ، وفي كل ركن خير مسروق من البلد المفلوق . صرخ وقال ، ياولاد الأبالسه التقال ، كل دي أحمال ، هو انتوا الأربعين حرامي ، اللي سرقوا حتى الأسامي. وشال اللي يقدر عليه من غير طمع يغريه وعمل قصر فخم كبير وعاش فيه عيشة أمير ، ومعاه حبيبته مرجانه في السعد غرقانه ، وخلفوا صبيان وبنات ، لكن لا عاشوا في تبات ولا نبات ، حيث إن شيخ المنصر الشرير عرف من قاسم أخوه سر البير. قال يلزم نروح لعلى بابا ، اللي خد حقه من اللبابه ، ونخليه هو ومرجانته عبرة ، لكل واحد تجيله فكره ، يمد إيده لكنز الجبابره ولو كانت حتى إبره.
وفي ليلة من ذات الليالي هجم الأربعين حرامي ، بأمر حاسم وسامي ، من شيخ منصر جبار، طالع نازل منشار ، على القصر من غير إنذار . مرجانه ومسكوها ، بالجزم ضربوها وقدام جوزها دبحوها ، وعلي بابا خدوه ، في السجن حطوه ، كل يوم يعذبوه. واشتغل قاسم عند المنصر غفير ، وصار عندهم أثير ، لكن في الحقيقة أسير ، يحرس المغارة في الليل والنهار ، من كل الغلابه أصحاب الديار. أما على بابا ، فالدنيا قلابه ، عاش في السجن مكتوم ، من كل شيء محروم ، ولا عنده زاد إلا البصل والتوم ، ورغيف ناشف مخروم ، وان فتح فمه يحرموه منه.
لكن ربك عظيم وكبير ، له حكمة وله تدبير ، في يوم قام زلزال ، ما كان على البال ، وانهدت حيطان السجون ، وخرج علي بابا مشحون ، هجم هو والعباد على كل أهل الفساد وهرب شيخ المنصر على الحصان، ووراه من الأتباع مليون جبان ، وفتح الناس المغاره المخفيه ، ووزعوا الغنيمة الهنيه ، بالعدل والقسط والقسطاس ، على كل واحد كان زمان قرطاس ، وأصبح على بابا رئيس البلدية ، والناس فرحانه فرحة قويه ، لكن علي بابا كان برضه حزين ، ودموعه على خده اليمين ، دايماً تجري عليه زعلانه ، لما يفتكر حبيبته مرجانه ، اللي قتلتها العصابه الجبانه. لكن رضي بالمقسوم وودع الهموم واتجوز نانسي عجرم والسر في افتح ياسمسم.
وتوته توته ، خلصت الحدوته ، حلوه ولا ملتوته ؟
تعليق