عزيزي راشد حسين سلامًا وبعد .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. نديم حسين
    شاعر وناقد
    رئيس ملتقى الديوان
    • 17-11-2009
    • 1298

    عزيزي راشد حسين سلامًا وبعد .

    راشد حسين هو من أجمل شعراء المقاومة الفلسطينية
    له هذه القصيدةُ في ذكرى وفاته


    عَزيزي "راشِد حسين " سَلاماً وبَعـدْ !

    د. نديم حسين
    (من هنا)

    مِنَ الماءِ والنَّارِ والنَّبضِ تأتي = لِتُهدي لروحِ البِلادِ سَواعِدْ
    ومِن طُهْرِ "أَحمَدَ" خَيرِ البَرايا = ومِن عَزْمِ "سَعْدٍ" وهِمَّةِ "خالِدْ"
    أُخِذْتَ على حينِ نَومٍ قَديماً = فآخَيتَ عيناً وصادَقْتَ ساهِدْ
    وقامَ الهَديلُ من المَوتِ فَجْراً= ليَرميْ صَلاةً على قَلبِ ساجِدْ
    وأَغرَيتَ عُمْراً عريضاً غَزيراً = بِما قَلَّ طُوْلاً ودَلَّ مَوارِدْ
    وحَيَّرتَ مَوتاً بأَسبابِ مَوتٍ = فَتاهَتْ على ما عَداها المَواقِدْ
    وقُلتَ أَغِثْني بِشِبْرَيِّ تُرْبٍ = ليَنظِمَ مَوتيْ أَعَزَّ القَصائِدْ
    حَياةٌ تُنافِسُ مَوتاً عَلَيكَ = حياةٌ وتَحسِدُ مَوتاً مُجاهِدْ
    وتَصحو على نارِ كُلِّ المَنافي = بَعيداً وَحيداً حَزيناً وراشِدْ
    تَشِحُّ المَوَدَّةُ والخُبزُ يَنأَى = وقَلبُكَ يُشْبِعُ كُلَّ المَوائِدْ
    وأَطْرَحُ مِن يَومِ مَوتِكَ عُمراً = لتَبقى القُرونُ حِساباً مُعانِدْ
    نَظَمْتَ نَثَرتَ ورَوَّضْتَ حِبْراً = وما كُنتَ يَوماً لِساناً مُحايِدْ
    بماذا تُسَمَّى اللُّغاتُ شَهيدي = إِذا لَمْ تُؤاخا اللُّغاتُ "بِراشِدْ" ؟
    على النَّارِ عُدْتَ إِلى رَحْمِ أُمٍّ = لِتُنجِبَ "مُصْمُصُ" مِليونَ عائِدْ
    تَقومُ الصَّلاةُ على سَرْجِ ثَغْرٍ= إِذا ما تَنادَتْ تَراويحُ عابِدْ
    ويَبقى "رَحيمٌ" ويَحْضُرُ رَبٌّ = ولَو صادَروا كُلَّ هذي المَساجِدْ
    إِذَاً ، تَستَفيقُ المَقاماتُ لَيلاً = إِذَاً ، تَستَغيثُ اللَّيالي بِمارِدْ
    أُعَلِّقُ وَجهَكَ فَوقَ فُؤاديْ = لكي لا تُصابَ البِلادُ بِحاسِدْ
    مِنَ الماءِ للماءِ ذَوَّبْتَ قَلباً = مِنَ الفاءِ للنُّونِ جَيَّشْتَ ساعِدْ
    على سُنَّةِ القَلبِ يَنسابُ نَبْضٌ = على ضِفَّةِ الجُّرحِ يَرتاحُ راقِدْ
    وما كُنتَ طَلاَّبَ صِيْتٍ ومَجْدٍ = لأِنَّكَ كُنتَ عَفيفاً وماجِدْ
    وجافاكَ قَرَّاضُ لَغْوٍ وقَشٍّ = طَرِيُّ الزُّنودِ بِيَومِ الشَّدائِدْ
    طَريحُ الفَنادِقِ قَوَّالُ "شِعْرٍ" = يُحابي الفِراشَ ويُرضي الوَسائِدْ
    وأَبدَعْتَ نَصاًّ يَهُزُّ الأَعاديْ = "كَعَبدِ الرَّحيمِ" عَزيزاً وَراعِدْ
    ولَمْ يَنءَ ثَغْرٌ عن الزِّنْدِ يَوماً = فقَوْلُكَ نَسْلٌ وفِعْلُكَ والِدْ
    وشَعبُكَ يَمْلا حُجَيراتِ قَلبٍ = نَبِيُّكَ فَـذّ ورَبُّكَ واحِدْ
    وأَعطَيتَ حتَّى استَغاثَ عَطاءٌ = وما كانَ مِناَّ لَئيمٌ وجاحِدْ
    حياتي تُقَدِّمُ أَلْفَ اعتِذارٍ = لِمَوتِ الحَبيبِ مَلاكاً يُكابِدْ
    وهذي الفُصولُ تُبايِعُ صَباَّ = فَروحُكَ نارٌ وجِسْمُكَ بارِدْ
    وشِعْرُكَ نُورٌ ونَثْرُكَ ريحٌ = وحِبْرُكَ وَرْدٌ وحُزنُكَ شاهِدْ
    خُلاصَاتِ ماءِ القَصائِدِ تَبقى = فنَهرُكَ يَرْفِدُ كُلَّ الرَّوافِدْ
    وصِدْقُكَ خَلاَّكَ فينا إِماماً = وفَتحُكَ خَلاَّكَ في الشِّعْرِ قائِدْ
    تَرَيَّثْ عَزيزيْ فَلِلرُّوحِ رُوحٌ = ولِلقَلبِ قَلْبٌ وللمَوتِ رائِدْ
    وفي العَيشِ سامَكَ طَعْناً وقَذْفاً = رِفاقُ البَغايا وأَهْلُ المَفاسِدْ
    وفي المَوتِ جاؤوا كضَبْعٍ لِوَرْدٍ = وأَنتَ المُلاقيْ "بِمِرصادِ" راصِدْ
    وعِشْتَ لِشَعبِكَ دِرعاً مَنيعاً = فَعاداكَ نَذْلٌ وأَرداكَ حاقِدْ
    ومِتَّ فقامَتْ جُموعُ الأَفاعي = وسامَكَ مَدْحاً ذَليلٌ وفاسِدْ
    يَموتُ الذَّليلُ على العَيْشِ دَوْماً = ويَحيا الشَّريفُ على المَوتِ خالِدْ
    ولكنَّ هذا "الجَّليلُ" مُسِنٌّ = ويُدْرِكُ لـُبَّ قـُشورِ المَقاصِدْ
    حَكيمٌ تُرابُ "المُثَلَّثِ" فَـذٌّ = "ومَرْجُ ابنِ عامِرَ" حُرٌ وذائِدْ
    وسَهلُ الشَّواطي مَنيعٌ "كَيافا" = ورَأْسُ الجِبالِ رَصينُ القَواعِدْ
    بقَلبيْ أُفَكِّرُ هذي القَوافيْ = وأُطْلِقُ بَعضَ العَنانِ لِقَلبيْ
    وتَشْهَدُ كَفُّ "الرَّسولِ" المُفَدَّى = وهذي البِلادُ ويَشْهَدُ رَبِّيْ
    بِأَنَّ ضَريحَكَ مَهْـدٌ ونَبْعٌ = وَوَجْهُكَ ما رَدَّ صَباًّ وقاصِدْ
    حَياةٌ تُنافِسُ مَوتاً عَلَيكَ = حَياةٌ وتَحْسِدُ مَوْتاً مُجاهِدْ
    على النَّارِ عُدْتَ إِلى رَحْمِ أُمٍّ = لِتُنجِبَ "مُصْمُصُ" مِليونَ عائِدْ


    (مُصمُص هي قرية الشاعر)
    التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 27-01-2010, 12:19.
  • د. نديم حسين
    شاعر وناقد
    رئيس ملتقى الديوان
    • 17-11-2009
    • 1298

    #2
    أرجو من الأخوة المشرفين تنسيق القصيدةَ صدرًا فعجزًا مع خالص الشكر.

    تعليق

    • نضال يوسف أبو صبيح
      عضـو الملتقى
      • 29-05-2009
      • 558

      #3
      رحمَ الله الأستاذ راشد حسين

      وأدامك الله أستاذي
      كلمات رائعة، ومرثية متألقة
      دمتَ متألقًا محلقًا في سماء الشعر
      تحياتي

      تعليق

      • د. نديم حسين
        شاعر وناقد
        رئيس ملتقى الديوان
        • 17-11-2009
        • 1298

        #4
        الرائع نضال يوسف أبو صبيح
        راشدُنا شاعرٌ مطبوعٌ عظيم . كتب مقالات فقرأهُ الناسُ واحترموه . ونظمَ شعرًا عظيمًا فخلد بأشعارهِ . وللأسف الشديد تجاهلهُ معظمُ أبناءِ جيلهِ ، بل وحاربوهُ وأهانوه ! وقد عرفتهُ طفلاً وقرأتهُ فتًى ورجُلاً فأحببتُ ذلكَ الفلاَّحَ الفلسطيني الصادق المناضل في زمنٍ كان للنضالِ فيهِ ثمن باهضٌ .
        رحم اللهُ راشِدًا ونصرَ شعبَ راشدٍ . إنَّ الله سميعٌ مجيب .
        محبتي لك .
        التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 29-01-2010, 20:44.

        تعليق

        • نضال يوسف أبو صبيح
          عضـو الملتقى
          • 29-05-2009
          • 558

          #5
          حياته
          § ولد راشد حسين في قرية مصمص من قرى أم الفحم سنة 1936، وانتقل مع عائلته إلى حيفا سنة 1944 م ، ورحل مع عائلته عن حيفا بسبب الحرب عام 1948 وعاد ليستقر في قرية مصمص مسقط رأسه .

          § واصل تعليمه في مدرسة أم الفحم ، ثم أنهى تعليمه الثانوي في ثانوية الناصرة .

          § بعد تخرجه عمل معلماً لمدة ثلاث سنوات ثم فُصل من عمله بسبب نشاطه السياسي .

          § عمل محرراً لمجلة " الفجر " ، " المرصاد " و " المصوّر " ، وكان نشطاً في صفوف حزب العمال الموحد .

          § ترك البلاد عام 1967 إلى الولايات المتحدة حيث عمل في مكتبة منظمة التحرير هناك ، وسافر إلى دمشق عام 1971 للمشاركة في تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، كما عمل فترة من الزمن في القسم العبري من الإذاعة السورية .

          § توفي في الأول من شهر شباط عام 1977 في حادث مؤسف على أثر حريق شبّ في بيته بنيويورك ، وقد أعيد جثمانه إلى مسقط رأسه في قرية مصمص حيث ووري هناك .


          ومن شعره


          ضدّ


          ضدَ ان يجرحَ ثوارُ بلادي سنبلهْ

          ضدَ أن يحملَ طفلٌ - أي طفلٍ- قنبلهْ

          ضدَ أن تدرسَ أُختي عضلاتِ البندقيهْ

          ضد ما شِئتثم .. ولكن

          ما الذي يصنعه حتى نبيٌ أو نبيه

          حينما تشربُ عينيهِ وعينيْها

          خُيولُ القَتَلهْ

          ضدَ أن يُصبِحَ طفلٌ بطلا ً في العاشرهْ

          ضدَ أن يُثمِرَ ألغاماً فؤادُ الشجرهْ

          ضدَ أن تُصبِحَ أغصانُ بساتيني مشانقْ

          ضدَ تحويل ِ حياض الوردِ في أرضي مَشانقْ

          ضد ما شئتُم ... ولكنْ

          بعدَ احراق ِ بلادي

          ورفاقي

          وشبابي

          كيفَ لا تُصبِحُ أشعاري بنادقْ



          تحياتي

          تعليق

          • سحر الشربينى
            أديب وكاتب
            • 23-09-2008
            • 1189

            #6
            د نديم حسن

            روعة أخرى من روائعك قرأتها هنا

            أشكرك جزيلاً وتقبل مرورى المتواضع
            إنَّ قلبي
            مثل نجماتِ السماءِ
            هل يطولُ الإنسُ نجماً
            (بقلمي)​

            تعليق

            • د. نديم حسين
              شاعر وناقد
              رئيس ملتقى الديوان
              • 17-11-2009
              • 1298

              #7
              الشاعرة الكريمة سحر الشربيني
              سعدتُ جدا لمرورك . راشد حسين شاعر جدير بالإحترام . سنلُفُّهُ دائمًا بذاكرتنا الجميلة .
              لك محبتي .

              تعليق

              • د. نديم حسين
                شاعر وناقد
                رئيس ملتقى الديوان
                • 17-11-2009
                • 1298

                #8
                أحسنتَ يا نضال يوسف أبو صبيح .
                لكَ الأجران .

                تعليق

                يعمل...
                X