راشد حسين هو من أجمل شعراء المقاومة الفلسطينية
له هذه القصيدةُ في ذكرى وفاته
عَزيزي "راشِد حسين " سَلاماً وبَعـدْ !
د. نديم حسين
(من هنا)
مِنَ الماءِ والنَّارِ والنَّبضِ تأتي = لِتُهدي لروحِ البِلادِ سَواعِدْ
ومِن طُهْرِ "أَحمَدَ" خَيرِ البَرايا = ومِن عَزْمِ "سَعْدٍ" وهِمَّةِ "خالِدْ"
أُخِذْتَ على حينِ نَومٍ قَديماً = فآخَيتَ عيناً وصادَقْتَ ساهِدْ
وقامَ الهَديلُ من المَوتِ فَجْراً= ليَرميْ صَلاةً على قَلبِ ساجِدْ
وأَغرَيتَ عُمْراً عريضاً غَزيراً = بِما قَلَّ طُوْلاً ودَلَّ مَوارِدْ
وحَيَّرتَ مَوتاً بأَسبابِ مَوتٍ = فَتاهَتْ على ما عَداها المَواقِدْ
وقُلتَ أَغِثْني بِشِبْرَيِّ تُرْبٍ = ليَنظِمَ مَوتيْ أَعَزَّ القَصائِدْ
حَياةٌ تُنافِسُ مَوتاً عَلَيكَ = حياةٌ وتَحسِدُ مَوتاً مُجاهِدْ
وتَصحو على نارِ كُلِّ المَنافي = بَعيداً وَحيداً حَزيناً وراشِدْ
تَشِحُّ المَوَدَّةُ والخُبزُ يَنأَى = وقَلبُكَ يُشْبِعُ كُلَّ المَوائِدْ
وأَطْرَحُ مِن يَومِ مَوتِكَ عُمراً = لتَبقى القُرونُ حِساباً مُعانِدْ
نَظَمْتَ نَثَرتَ ورَوَّضْتَ حِبْراً = وما كُنتَ يَوماً لِساناً مُحايِدْ
بماذا تُسَمَّى اللُّغاتُ شَهيدي = إِذا لَمْ تُؤاخا اللُّغاتُ "بِراشِدْ" ؟
على النَّارِ عُدْتَ إِلى رَحْمِ أُمٍّ = لِتُنجِبَ "مُصْمُصُ" مِليونَ عائِدْ
تَقومُ الصَّلاةُ على سَرْجِ ثَغْرٍ= إِذا ما تَنادَتْ تَراويحُ عابِدْ
ويَبقى "رَحيمٌ" ويَحْضُرُ رَبٌّ = ولَو صادَروا كُلَّ هذي المَساجِدْ
إِذَاً ، تَستَفيقُ المَقاماتُ لَيلاً = إِذَاً ، تَستَغيثُ اللَّيالي بِمارِدْ
أُعَلِّقُ وَجهَكَ فَوقَ فُؤاديْ = لكي لا تُصابَ البِلادُ بِحاسِدْ
مِنَ الماءِ للماءِ ذَوَّبْتَ قَلباً = مِنَ الفاءِ للنُّونِ جَيَّشْتَ ساعِدْ
على سُنَّةِ القَلبِ يَنسابُ نَبْضٌ = على ضِفَّةِ الجُّرحِ يَرتاحُ راقِدْ
وما كُنتَ طَلاَّبَ صِيْتٍ ومَجْدٍ = لأِنَّكَ كُنتَ عَفيفاً وماجِدْ
وجافاكَ قَرَّاضُ لَغْوٍ وقَشٍّ = طَرِيُّ الزُّنودِ بِيَومِ الشَّدائِدْ
طَريحُ الفَنادِقِ قَوَّالُ "شِعْرٍ" = يُحابي الفِراشَ ويُرضي الوَسائِدْ
وأَبدَعْتَ نَصاًّ يَهُزُّ الأَعاديْ = "كَعَبدِ الرَّحيمِ" عَزيزاً وَراعِدْ
ولَمْ يَنءَ ثَغْرٌ عن الزِّنْدِ يَوماً = فقَوْلُكَ نَسْلٌ وفِعْلُكَ والِدْ
وشَعبُكَ يَمْلا حُجَيراتِ قَلبٍ = نَبِيُّكَ فَـذّ ورَبُّكَ واحِدْ
وأَعطَيتَ حتَّى استَغاثَ عَطاءٌ = وما كانَ مِناَّ لَئيمٌ وجاحِدْ
حياتي تُقَدِّمُ أَلْفَ اعتِذارٍ = لِمَوتِ الحَبيبِ مَلاكاً يُكابِدْ
وهذي الفُصولُ تُبايِعُ صَباَّ = فَروحُكَ نارٌ وجِسْمُكَ بارِدْ
وشِعْرُكَ نُورٌ ونَثْرُكَ ريحٌ = وحِبْرُكَ وَرْدٌ وحُزنُكَ شاهِدْ
خُلاصَاتِ ماءِ القَصائِدِ تَبقى = فنَهرُكَ يَرْفِدُ كُلَّ الرَّوافِدْ
وصِدْقُكَ خَلاَّكَ فينا إِماماً = وفَتحُكَ خَلاَّكَ في الشِّعْرِ قائِدْ
تَرَيَّثْ عَزيزيْ فَلِلرُّوحِ رُوحٌ = ولِلقَلبِ قَلْبٌ وللمَوتِ رائِدْ
وفي العَيشِ سامَكَ طَعْناً وقَذْفاً = رِفاقُ البَغايا وأَهْلُ المَفاسِدْ
وفي المَوتِ جاؤوا كضَبْعٍ لِوَرْدٍ = وأَنتَ المُلاقيْ "بِمِرصادِ" راصِدْ
وعِشْتَ لِشَعبِكَ دِرعاً مَنيعاً = فَعاداكَ نَذْلٌ وأَرداكَ حاقِدْ
ومِتَّ فقامَتْ جُموعُ الأَفاعي = وسامَكَ مَدْحاً ذَليلٌ وفاسِدْ
يَموتُ الذَّليلُ على العَيْشِ دَوْماً = ويَحيا الشَّريفُ على المَوتِ خالِدْ
ولكنَّ هذا "الجَّليلُ" مُسِنٌّ = ويُدْرِكُ لـُبَّ قـُشورِ المَقاصِدْ
حَكيمٌ تُرابُ "المُثَلَّثِ" فَـذٌّ = "ومَرْجُ ابنِ عامِرَ" حُرٌ وذائِدْ
وسَهلُ الشَّواطي مَنيعٌ "كَيافا" = ورَأْسُ الجِبالِ رَصينُ القَواعِدْ
بقَلبيْ أُفَكِّرُ هذي القَوافيْ = وأُطْلِقُ بَعضَ العَنانِ لِقَلبيْ
وتَشْهَدُ كَفُّ "الرَّسولِ" المُفَدَّى = وهذي البِلادُ ويَشْهَدُ رَبِّيْ
بِأَنَّ ضَريحَكَ مَهْـدٌ ونَبْعٌ = وَوَجْهُكَ ما رَدَّ صَباًّ وقاصِدْ
حَياةٌ تُنافِسُ مَوتاً عَلَيكَ = حَياةٌ وتَحْسِدُ مَوْتاً مُجاهِدْ
على النَّارِ عُدْتَ إِلى رَحْمِ أُمٍّ = لِتُنجِبَ "مُصْمُصُ" مِليونَ عائِدْ
(مُصمُص هي قرية الشاعر)
له هذه القصيدةُ في ذكرى وفاته
عَزيزي "راشِد حسين " سَلاماً وبَعـدْ !
د. نديم حسين
(من هنا)
مِنَ الماءِ والنَّارِ والنَّبضِ تأتي = لِتُهدي لروحِ البِلادِ سَواعِدْ
ومِن طُهْرِ "أَحمَدَ" خَيرِ البَرايا = ومِن عَزْمِ "سَعْدٍ" وهِمَّةِ "خالِدْ"
أُخِذْتَ على حينِ نَومٍ قَديماً = فآخَيتَ عيناً وصادَقْتَ ساهِدْ
وقامَ الهَديلُ من المَوتِ فَجْراً= ليَرميْ صَلاةً على قَلبِ ساجِدْ
وأَغرَيتَ عُمْراً عريضاً غَزيراً = بِما قَلَّ طُوْلاً ودَلَّ مَوارِدْ
وحَيَّرتَ مَوتاً بأَسبابِ مَوتٍ = فَتاهَتْ على ما عَداها المَواقِدْ
وقُلتَ أَغِثْني بِشِبْرَيِّ تُرْبٍ = ليَنظِمَ مَوتيْ أَعَزَّ القَصائِدْ
حَياةٌ تُنافِسُ مَوتاً عَلَيكَ = حياةٌ وتَحسِدُ مَوتاً مُجاهِدْ
وتَصحو على نارِ كُلِّ المَنافي = بَعيداً وَحيداً حَزيناً وراشِدْ
تَشِحُّ المَوَدَّةُ والخُبزُ يَنأَى = وقَلبُكَ يُشْبِعُ كُلَّ المَوائِدْ
وأَطْرَحُ مِن يَومِ مَوتِكَ عُمراً = لتَبقى القُرونُ حِساباً مُعانِدْ
نَظَمْتَ نَثَرتَ ورَوَّضْتَ حِبْراً = وما كُنتَ يَوماً لِساناً مُحايِدْ
بماذا تُسَمَّى اللُّغاتُ شَهيدي = إِذا لَمْ تُؤاخا اللُّغاتُ "بِراشِدْ" ؟
على النَّارِ عُدْتَ إِلى رَحْمِ أُمٍّ = لِتُنجِبَ "مُصْمُصُ" مِليونَ عائِدْ
تَقومُ الصَّلاةُ على سَرْجِ ثَغْرٍ= إِذا ما تَنادَتْ تَراويحُ عابِدْ
ويَبقى "رَحيمٌ" ويَحْضُرُ رَبٌّ = ولَو صادَروا كُلَّ هذي المَساجِدْ
إِذَاً ، تَستَفيقُ المَقاماتُ لَيلاً = إِذَاً ، تَستَغيثُ اللَّيالي بِمارِدْ
أُعَلِّقُ وَجهَكَ فَوقَ فُؤاديْ = لكي لا تُصابَ البِلادُ بِحاسِدْ
مِنَ الماءِ للماءِ ذَوَّبْتَ قَلباً = مِنَ الفاءِ للنُّونِ جَيَّشْتَ ساعِدْ
على سُنَّةِ القَلبِ يَنسابُ نَبْضٌ = على ضِفَّةِ الجُّرحِ يَرتاحُ راقِدْ
وما كُنتَ طَلاَّبَ صِيْتٍ ومَجْدٍ = لأِنَّكَ كُنتَ عَفيفاً وماجِدْ
وجافاكَ قَرَّاضُ لَغْوٍ وقَشٍّ = طَرِيُّ الزُّنودِ بِيَومِ الشَّدائِدْ
طَريحُ الفَنادِقِ قَوَّالُ "شِعْرٍ" = يُحابي الفِراشَ ويُرضي الوَسائِدْ
وأَبدَعْتَ نَصاًّ يَهُزُّ الأَعاديْ = "كَعَبدِ الرَّحيمِ" عَزيزاً وَراعِدْ
ولَمْ يَنءَ ثَغْرٌ عن الزِّنْدِ يَوماً = فقَوْلُكَ نَسْلٌ وفِعْلُكَ والِدْ
وشَعبُكَ يَمْلا حُجَيراتِ قَلبٍ = نَبِيُّكَ فَـذّ ورَبُّكَ واحِدْ
وأَعطَيتَ حتَّى استَغاثَ عَطاءٌ = وما كانَ مِناَّ لَئيمٌ وجاحِدْ
حياتي تُقَدِّمُ أَلْفَ اعتِذارٍ = لِمَوتِ الحَبيبِ مَلاكاً يُكابِدْ
وهذي الفُصولُ تُبايِعُ صَباَّ = فَروحُكَ نارٌ وجِسْمُكَ بارِدْ
وشِعْرُكَ نُورٌ ونَثْرُكَ ريحٌ = وحِبْرُكَ وَرْدٌ وحُزنُكَ شاهِدْ
خُلاصَاتِ ماءِ القَصائِدِ تَبقى = فنَهرُكَ يَرْفِدُ كُلَّ الرَّوافِدْ
وصِدْقُكَ خَلاَّكَ فينا إِماماً = وفَتحُكَ خَلاَّكَ في الشِّعْرِ قائِدْ
تَرَيَّثْ عَزيزيْ فَلِلرُّوحِ رُوحٌ = ولِلقَلبِ قَلْبٌ وللمَوتِ رائِدْ
وفي العَيشِ سامَكَ طَعْناً وقَذْفاً = رِفاقُ البَغايا وأَهْلُ المَفاسِدْ
وفي المَوتِ جاؤوا كضَبْعٍ لِوَرْدٍ = وأَنتَ المُلاقيْ "بِمِرصادِ" راصِدْ
وعِشْتَ لِشَعبِكَ دِرعاً مَنيعاً = فَعاداكَ نَذْلٌ وأَرداكَ حاقِدْ
ومِتَّ فقامَتْ جُموعُ الأَفاعي = وسامَكَ مَدْحاً ذَليلٌ وفاسِدْ
يَموتُ الذَّليلُ على العَيْشِ دَوْماً = ويَحيا الشَّريفُ على المَوتِ خالِدْ
ولكنَّ هذا "الجَّليلُ" مُسِنٌّ = ويُدْرِكُ لـُبَّ قـُشورِ المَقاصِدْ
حَكيمٌ تُرابُ "المُثَلَّثِ" فَـذٌّ = "ومَرْجُ ابنِ عامِرَ" حُرٌ وذائِدْ
وسَهلُ الشَّواطي مَنيعٌ "كَيافا" = ورَأْسُ الجِبالِ رَصينُ القَواعِدْ
بقَلبيْ أُفَكِّرُ هذي القَوافيْ = وأُطْلِقُ بَعضَ العَنانِ لِقَلبيْ
وتَشْهَدُ كَفُّ "الرَّسولِ" المُفَدَّى = وهذي البِلادُ ويَشْهَدُ رَبِّيْ
بِأَنَّ ضَريحَكَ مَهْـدٌ ونَبْعٌ = وَوَجْهُكَ ما رَدَّ صَباًّ وقاصِدْ
حَياةٌ تُنافِسُ مَوتاً عَلَيكَ = حَياةٌ وتَحْسِدُ مَوْتاً مُجاهِدْ
على النَّارِ عُدْتَ إِلى رَحْمِ أُمٍّ = لِتُنجِبَ "مُصْمُصُ" مِليونَ عائِدْ
(مُصمُص هي قرية الشاعر)
تعليق