أطلال الماضي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نادية البريني
    أديب وكاتب
    • 20-09-2009
    • 2644

    أطلال الماضي

    انكفأت على نفسي داخل غرفتي.غاصت عيناي في كلّ ركن من أركانها تقرآن قصّة أمسي.تشابكت السّطور مع غمرة الدّموع التّي فاضت على وجنتيّ فتعطّلت قدرتي على متابعة حروف ماضيّ.
    حاولت تهدئة روحي المكدودة لكنّني كنت أخدعها.أبواب الحزن لا يمكن أن توارب بعد اليوم.
    أحسست بثقل جسدي الذّي أعلن عصيانه لي فلم يطاوعني في التّسلّل إلى الخارج.أصرّت الغرفة أيضا على رهني داخلها.منذ انفتحت على الحياة وجدت نفسي بين أحضانها،تحاورت مع جدرانها،ألفت كلّ أركانها،توحّدت روحي مع بنيانها.
    غرقت في بحر هواجس أخرجني منها صوت أمّي.تحاملت على نفسي فكفكفت دموعي ونهضت.ما كان لي أن أضاعف حزنها حتّى وإن كنت أرى الغرفة تحتضر وتحتضر معها قصّة عشقي لها.
    شرعت في جمع أغراضي داخل حقائب احتوت أيضا حبل الوريد الذي انقطع بيني وبين مرتع صبايا.حملت بعضها إلى الخارج فوجدت أثاث
    بيتنا قد تكدّس و كأنّه يعلن احتجاجه على ما حلّ به ويئنّ تحت وطأة تعذيبه بنقله من هنا إلى هناك.
    بدا هذا المشهد في أعماقي كتلة من المشاعر المتضاربة التي يجمع بينها خيط رفيع هو كينونتنا داخل بيتنا لذا عذّبتني رؤية والديّ اللّذين يحاولان تجنيبنا مرارة خيبتنا.أراهما منهكي النّفس وهما يعرّيان البيت من كلّ محتوياته إيذانا بالرّحيل الذي لم نحسب له يوما حسابا إلاّ ساعة صدمتنا الحقيقة المرّة التي انفجرت كالبركان "سيباع البيت" هكذا سرى الخبر بيننا وبات يقضّ مضجعنا.
    كنت مشتّتة الفكر والحركة.لم أستطع المكوث في الخارج .كان الحنين يشدّني إلى الدّاخل حيث أجواء الألفة التي جمعتنا.
    أحسست لوهلة أنّ الغرف تبكي لبكائنا ،يصدمها الفراق المفاجئ الذي استشعرته من صدى أصواتنا وهو يتردّد داخلها بعد أن خلت من عبق أنفاسنا.
    واريت دموعي لمّا رأيت من نافذة غرفتي شاحنة النّقل التي اكتراها أبي لحمل أثاث بيتنا تبتعد تدريجيّا حتّى تغيب عن ناظريّ فتتشكّل صورة مستقبل غامض سيقوم على أنقاض الحاضر الآسن الذي قوّض استقرارنا بإفلاس أبي بعد تأثّر تجارته بأزمة ماليّة طوّقت البلاد.كثرت ديونه فلم يستطع تسديد القروض البنكيّة.
    خوى مستودع الخشب الذي خلّفه له جدّي كخواء روحي الآن من الأمل فوجد نفسه بين خيارين صعبين:السّجن مقابل دفع الدّيون أو بيع ممتلكاتنا بما فيه بيتنا.
    لم يكن لنا خيار غير أن ننتزع من جنّتنا الدّنيويّة التّي قضيت فيها سنين طفولتي وشبابي.
    وقفت على أطلال غرفتي بعد أن جرّدت من كلّ محتوياتها.وجدتها كئيبة.
    نزفت الألم والمرارة.
    هنا كان فراشي الذي طالما هدهدتني فيه أمّي بصوتها الحنون وهناك مكتبتي الصّغيرة التي كانت تتربّع عرش المكان فأتباهى بها أمام أقراني لما تحتويه من كتب مثّلت غذاء فكري وروحي.حتّى نافذة غرفتي كانت لي معها قصص وحكايات،قصص قلب نبض للحبّ والجمال فتدفّقت مشاعره حالمة معطاء.
    من خلال هذه النّافذة عرفت نبض الحبّ لأوّل مرّة فأورقت نفسي وأزهرت.لكنّني اليوم أفقد كلّ شيء حتّى الأحلام.
    أحسّ والدي بالمرارة التي تعتصرني فطوّقني بذراعه وأخذني خارج البيت.
    وددت لو أخفّف عناءه وعبء تحمّله مسؤوليّة ما أصابنا لكنّني أنزف من الدّاخل وأصرخ بصوت مكتوم حتّى أكاد أختنق.
    حسدت أخويّ التّوأمين اللّذين لم يتجاوزا الرّابعة من العمرفقد كفاهما صغر سنّهما عذاب هذا الفراق القاتل.لا شكّ أنّه ستبقى في وجدانهما بعض الخيوط التي تصلهما ببيتنا لكّنها ستكون ضبابيّة.أمّا أنا فسأقف باستمرار على أطلال ماضيّ أبكي الرّحيل والفراق وعزائي أنّ أسرتنا كتلة من مشاعر الحبّ والألفة ولن نقدر بغير هذا الحبّ أن نشقّ طريقنا.
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 29-01-2010, 18:16.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    غاليتي نادية البريني
    نص مر وسرد شجي مليء بالشجن والحزن
    ربما خسارة الأموال تعوض
    وربما ستوجعنا ذكرياتها
    لكن الأمل بأن الأشياء المادية تفنى وتعود ثانية
    أحببت نص لأنه يلامس واقع الأزمة المالية وتداعياتها التي يعاني الناس منها كثيرا
    تحياتي ومودتي لك عزيزتي
    دمت بألف خير دوما
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • مها راجح
      حرف عميق من فم الصمت
      • 22-10-2008
      • 10970

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
      انكفأت على نفسي داخل غرفتي.غاصت عيناي في كلّ ركن من أركانها تقرآن قصّة أمسي.تشابكت السّطور مع غمرة الدّموع التّي فاضت على وجنتيّ فتعطّلت قدرتي على متابعة حروف ماضيّ.
      حاولت تهدئة روحي المكدودة لكنّني كنت أخدعها.أبواب الحزن لا يمكن أن توارب بعد اليوم.
      أحسست بثقل جسدي الذّي أعلن عصيانه لي فلم يطاوعني في التّسلّل إلى الخارج.أصرّت الغرفة أيضا على رهني داخلها.منذ انفتحت على الحياة وجدت نفسي بين أحضانها،تحاورت مع جدرانها،ألفت كلّ أركانها،توحّدت روحي مع بنيانها.
      غرقت في بحر هواجس أخرجني منها صوت أمّي.تحاملت على نفسي فكفكفت دموعي ونهضت.ما كان لي أن أضاعف حزنها حتّى وإن كنت أرى الغرفة تحتضر وتحتضر معها قصّة عشقي لها.
      شرعت في جمع أغراضي داخل حقائب احتوت أيضا حبل الوريد الذي انقطع بيني وبين مرتع صبايا.حملت بعضها إلى الخارج فوجدت أثاث
      بيتنا قد تكدّس و كأنّه يعلن احتجاجه على ما حلّ به ويئنّ تحت وطأة تعذيبه بنقله من هنا إلى هناك.
      بدا هذا المشهد في أعماقي كتلة من المشاعر المتضاربة التي يجمع بينها خيط رفيع هو كينونتنا داخل بيتنا لذا عذّبتني رؤية والديّ اللّذين يحاولان تجنيبنا مرارة خيبتنا.أراهما منهكي النّفس وهما يعرّيان البيت من كلّ محتوياته إيذانا بالرّحيل الذي لم نحسب له يوما حسابا إلاّ ساعة صدمتنا الحقيقة المرّة التي انفجرت كالبركان "سيباع البيت" هكذا سرى الخبر بيننا وبات يقضّ مضجعنا.
      كنت مشتّتة الفكر والحركة.لم أستطع المكوث في الخارج .كان الحنين يشدّني إلى الدّاخل حيث أجواء الألفة التي جمعتنا.
      أحسست لوهلة أنّ الغرف تبكي لبكائنا ،يصدمها الفراق المفاجئ الذي استشعرته من صدى أصواتنا وهو يتردّد داخلها بعد أن خلت من عبق أنفاسنا.
      واريت دموعي لمّا رأيت من نافذة غرفتي شاحنة النّقل التي اكتراها أبي لحمل أثاث بيتنا تبتعد تدريجيّا حتّى تغيب عن ناظريّ فتتشكّل صورة مستقبل غامض سيقوم على أنقاذ الحاضر الآسن الذي قوّض استقرارنا بإفلاس أبي بعد تأثّر تجارته بأزمة ماليّة طوّقت البلاد.كثرت ديونه فلم يستطع تسديد القروض البنكيّة.
      خوى مستودع الخشب الذي خلّفه له جدّي كخواء روحي الآن من الأمل فوجد نفسه بين خيارين صعبين:السّجن مقابل دفع الدّيون أو بيع ممتلكاتنا بما فيه بيتنا.
      لم يكن لنا خيار غير أن ننتزع من جنّتنا الدّنيويّة التّي قضيت فيها سنين طفولتي وشبابي.
      وقفت على أطلال غرفتي بعد أن جرّدت من كلّ محتوياتها.وجدتها كئيبة.
      نزفت الألم والمرارة.
      هنا كان فراشي الذي طالما هدهدتني فيه أمّي بصوتها الحنون وهناك مكتبتي الصّغيرة التي كانت تتربّع عرش المكان فأتباهى بها أمام أقراني لما تحتويه من كتب مثّلت غذاء فكري وروحي.حتّى نافذة غرفتي كانت لي معها قصص وحكايات،قصص قلب نبض للحبّ والجمال فتدفّقت مشاعره حالمة معطاء.
      من خلال هذه النّافذة عرفت نبض الحبّ لأوّل مرّة فأورقت نفسي وأزهرت.لكنّني اليوم أفقد كلّ شيء حتّى الأحلام.
      أحسّ والدي بالمرارة التي تعتصرني فطوّقني بذراعه وأخذني خارج البيت.
      وددت لو أخفّف عناءه وعبء تحمّله مسؤوليّة ما أصابنا لكنّني أنزف من الدّاخل وأصرخ بصوت مكتوم حتّى أكاد أختنق.
      حسدت أخويّ التّوأمين اللّذين لم يتجاوزا الرّابعة من العمرفقد كفاهما صغر سنّهما عذاب هذا الفراق القاتل.لا شكّ أنّه ستبقى في وجدانهما بعض الخيوط التي تصلهما ببيتنا لكّنها ستكون ضبابيّة.أمّا أنا فسأقف باستمرار على أطلال ماضيّ أبكي الرّحيل والفراق وعزائي أنّ أسرتنا كتلة من مشاعر الحبّ والألفة ولن نقدر بغير هذا الحبّ أن نشقّ طريقنا.
      نصك غاليتنا نادية وتر حارق يجلي حكاية عشق وطن ومأوى ..
      أخذ ما أخذ من الذكريات المليئة بالشجن فكان الطنين يعوي في آذاننا مريعا
      هي الدنيا لا تبقى على حال ..ولنا أن نكون على أهبة الإستعداد لهذه الظروف .
      يراعك حاد كالسيف استاذة نادية
      تحية اكبار وتقدير
      رحمك الله يا أمي الغالية

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        نادية البرينى ورشفة من ذكريات !

        بأى الحالات سأبدأ ، و أحاول الدخول إلى هذا النص الثرى ، لغة ، و رؤية ،
        و بنيانا ، و معايشة وجدانية ، تملك أو تحوى الكثير من حميمية !
        للحظة تمنيت ، لو بدأ الاشتغال على العمل من عين مغادرة ، راحلة عن هذا كله ، و مفارقة له ، ومن خلالها يتم تفجير ، كل لواعج النفس ، و هذا الزخم الذى يملأ الروح ، و يعتلج بالذاكرة ، و الذى سوف يصبح عصيا على الرواح ، لأنه هو من تفتقت الأزهار و البراعم بين جدرانه و أثاثه ، هو المحرك و البانى لكل ما تحويه من إنسانية و فكر ، و ارتباط و قيمه !!
        لم يخدم النص ذكر السبب الذى استدعى الرحيل ، بله حجمه إلى حد بعيد .. وكنت أتمنى أن يظل مطلقا ، لحالة إنسانية ممتدة ، بلا حدود ، كدال للانسلاخ .. فكم نهجر أعمارنا ، حين نبدل الأماكن ، فليست كل الأماكن تشبه بعضها البعض !!
        نعم .. قد نرحل .. و كل الرحيل يكون فى أعمه غصبا ، وجبرا ، و رغم الأنف .. لبيوت خرجنا من رحمها ، من ظلمتها ، و حميميتها إلى نور الوجود ، من ترابها ، و رحيق الحجرات ، المخالط لأنفاسنا .. ربما كان ترحيل ( كما حدث عندنا لأهالى الموانىء أثناء الحرب مع إسرائيل فى سنياء و السويس و بورسعيد و الاسماعيلية ) و قد يكون لبيوت مرتهنة بالأب ( فالبيت ملك الأب و لا يؤل لبنيه عندنا فى مدينة العمال التى أقامها طلعب حرب ) و قد يكون لأى سبب ، و لكنه يحمل معنى الارغام !!

        كانت مشاعر الكاتبة / البطلة حارقة و باكية إلى أبعد حد ، مما لف القارىء
        بأنفاس الحميمية ، و البكاء معها على الأطلال ، و لكنها للآسف لم تكن أطلالا ، و لهذا أرجو أن تغير الكاتبة العنوان ، كما تحذف السبب للرحيل ..
        لأنها ببساطة شديدة ليست أطلالا ، فليس على الأطلال تبنى الذواكر و تقوم
        إنها إنسانيتنا سيدتى تلك التى تخلقت فى هذا البيت ، و أتحداك لو استطعت البعض عنها ، أو نسيانها ، لأنها أضحت عصية ، لأنها نحن بكل أحوالنا ، محفورة فى أعماق أعماق أوردتنا !!

        سعيد بهذا النص حد الثمالة ، فهو رحلة جديدة صوب المسكوت عنه فى الأدب التونسى أو المغربى ، و الذى سوف يتوالد عنه أعمال مدهشة أنتظرها
        بشغف وترقب !!

        خالص احترامى و تقديرى
        التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 30-01-2010, 22:28.
        sigpic

        تعليق

        • دريسي مولاي عبد الرحمان
          أديب وكاتب
          • 23-08-2008
          • 1049

          #5
          الأخت القديرة نادية...تحية خالصة.
          لا أدري سيدتي الكريمة لم ذكرني هذا النص باحدى قصص القدير ربيع عبد الرحمان وعلى ما أعتقد أنه بعنوان الدار الكبيرة...لكن بأحداث مغايرة...
          هي ذاكرة الجدران مقرونة بالارتباط بالمكان...
          قد أتوقف عند حدود النص شكلا بمعنى سياقه اللغوي والأسلوبي فأبدي اعجابي بتدفق العاطفة بين ثناياه...لكن مضمونه لا يبرح تقليدا يكتنف دواخل لا شعورنا منذ الجاهلية...فحتى الشعراء استهلوا قصائدهم بالبكاء على الأطلال...
          ومسألة أخرى في هذا الصدد...تواتر الحدث في بنائه لم يحمل في أحشائه عنصر الدهشة والغرابة...
          ربما لاقتناعي بقراءات تدمر هذا الشعور نحو العائلة وتهدمه...
          تقبلي مروري مع التقدير.

          تعليق

          • سمية الألفي
            كتابة لا تُعيدني للحياة
            • 29-10-2009
            • 1948

            #6
            الغالية حبيبة قلبي // نادية

            وجدتك حزينة حبيبتي هنا

            الفراق قدر ويكفي أن نرحل وبدواخلنا نحمل كل ما لنا

            من أماني وآمال وذكريات الجدران تشكل لكن لا تبقى غاليتي


            محبتي لك

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              هى ذكريات ستظل عالقة ،
              ما حيينا ،
              لأنها أصبحت فى النسيج تماما
              وهى مكونة نحن
              و مادة سوف تظل تمدنا بالنبوغ و الرقى الذى نرتجى !!


              كونى بخير سيدتى
              sigpic

              تعليق

              • إيهاب فاروق حسني
                أديب ومفكر
                عضو اتحاد كتاب مصر
                • 23-06-2009
                • 946

                #8
                الرائعة
                نادية البريني
                معزوفة جميلة من معزوفاتك
                استطعت بقوة تنلقي لنا توتر شخصيتك الرئيسية
                فجاءت الأثر شديد القوة
                ولكن دعيني أهمس لكِ: حاولي التخلص من الجمل الطويلة حيث تضعف التأثير الدرامي مثل ( مستقبل غامض سيقوم على أنقاض الحاضر الآسن الذي قوّض استقرارنا بإفلاس أبي بعد تأثّر تجارته بأزمة ماليّة طوّقت البلاد.كثرت ديونه فلم يستطع تسديد القروض البنكيّة ) ..
                أرشحها للذهبية
                تحية بعطر الزهور
                وحجم الشمس التي تبث الدفء للوجود
                إيهاب فاروق حسني

                تعليق

                • إيمان عامر
                  أديب وكاتب
                  • 03-05-2008
                  • 1087

                  #9
                  تحياتي بعطر الزهور


                  أستاذة نادية

                  أطلال الماضي كانت مؤلمة

                  متميزة بسردك والمتعة والتشويق

                  أحداث حزينة دائما نتعلق بذكري للحظات العمر الماضي

                  أبدعت أستاذة نادية

                  كوني بخير

                  لك أرق تحياتي


                  "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

                  تعليق

                  • نادية البريني
                    أديب وكاتب
                    • 20-09-2009
                    • 2644

                    #10
                    العزيزة عائدة
                    أشكرمرورك الهادئ هنا وتفاعلك مع العمل
                    اردت فعلا أن أشير إلى مخلّفات الأزمة العالميّة التي ألقت بمساوئها علينا فأرهقت عائلات كثيرة ودمّرت أخرى فخرّبت بعض النّفوس
                    دمت بكلّ الخير ولا عدمت وجودك في الملتقى

                    تعليق

                    • نادية البريني
                      أديب وكاتب
                      • 20-09-2009
                      • 2644

                      #11
                      الرّقيقة مها
                      آسفة على تأخّر الرّد
                      استمرأت تفاعلك مع النّص وما يخلّفه عشق الوطن والمأوى والأحبّة من وجع ساعة الفراق.
                      بوركت مها وبورك قلمك الذي أحسّ بباطن نصّي
                      دمت بخير
                      محبتي لك

                      تعليق

                      • مصطفى الصالح
                        لمسة شفق
                        • 08-12-2009
                        • 6443

                        #12
                        الاخت العزيزة نادية

                        كانت قصتك هذه (طعنة قاتلة ) لي اثارت شجوني واحزاني

                        ليس لادماني الرحيل والتنقل بل لان ابني ذو العشر سنين يرجوني الا نرحل بعدما قررنا تغيير المدينة تبعا للعمل

                        قمة المرارة شعرتها في

                        واريت دموعي لمّا رأيت من نافذة غرفتي شاحنة النّقل التي اكتراها أبي لحمل أثاث بيتنا تبتعد تدريجيّا حتّى تغيب عن ناظريّ فتتشكّل صورة مستقبل غامض سيقوم على أنقاض الحاضر الآسن الذي قوّض استقرارنا بإفلاس أبي
                        كم كانت مؤثرة ومعبره


                        يعطيكي العافية

                        تحياتي
                        [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                        ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                        لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                        رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                        حديث الشمس
                        مصطفى الصالح[/align]

                        تعليق

                        • نادية البريني
                          أديب وكاتب
                          • 20-09-2009
                          • 2644

                          #13
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          الفاضل ربيع
                          نادية ورشفة من الذّكريات وهل نستطيع أن نقطع صلتنا بالماضي مهما كانت صوره في ذاكرتنا؟إنّه جزء منّا يحيا داخلنا ومنه نستمدّ بعض قوّتنا فهذا الماضي يختزن تاريخنا ومنه ينطلق الآتي الذي نحياه الآن .
                          نعم نرتشف الذكريات ونتذوق طعمها بحلوه ومرّه ونعتبر بها لنبني الأفضل.
                          لو بدأ الاشتغال على العمل من عين مغادرة رغبت فعلا أن تكون رؤيتي من داخل الحدث ذاته حدث الرّحيل لا من داخل البطلة فقط.رأيت أنّ لحظة الفراق حيّة في وجدان البطلة وهي تعيش المرارة الآنيّة التي ستصبح مرارة زمانيّة.
                          رغبت أن أنقل تلك اللحظة بعينها.
                          لم يخدم النّص ذكر سبب الرّحيل.كنت أتمنّى أن يظلّ مطلقا ربّما ما رأيته موفّق ومنطقيّ لكنّني أردت أن أرسّخ مخلّفات الأزمة الماليّة العالميّة التي ألقت بخيباتها على بلادنا فمن وظائف اللّغة الوظيفة المرجعيّة .أردت أن يكون النّص مرجعا لأحداث نعيشها فلا أعتقد أنّه ضيّق الخناق على المطلوب من القصّة.
                          لكنّها للأسف لم تكن أطلالا ولهذا أرجو أن تغيّر الكاتبة العنوان لأنّها ببساطة شديدة ليست أطلالا وهل الأطلال بقايا الديار فقط إنّها رحلة ذهنيّة ونفسيّة تربط الإنسان ببعض رواسب الماضي.
                          الوقوف على طلل المكان هو تشبّث بالماضي قد يكون بكاء ومرارة لكنّه بعث وإخصاب للحاضر.رغم الوحشة التي تكتنف النّفس ساعة تذكر المكان فإنّ المرء يجدّد صلته بالماضي.
                          يقول الشاعر الجاهليّ امرؤ القيس:
                          قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللّوى بين الدخول فحومل
                          فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشــــمأل
                          أقرّ الشاعر بالحزن لكنّه لم يقرّ بالفناء والعدم فاعتمد النّفي "لم يعف رسمها" يصمد الماضي بفعل التذكّر فهو إنسانيّتنا.
                          ٍرأيت أستاذي الفاضل أنّ العنوان في صلب المطلوب الذي رغبت في تبليغه.
                          لن ينسى المكان فهو إنسانيّتنا كلّها.
                          سعدت كثيرا بتفاعلك مع النّص وبوجهة نظرك التي أتاحت لي فرصة التّحاور معك بهذا الشّكل البنّاء
                          سعدت أيضا بشهادتك حول العمل رغم اختلاف وجهات النّظر
                          سأقدّم الأفضل بإذنه وتعالى مادام يوجد من يقوّم العمل بهذا الوعي والنّضج
                          دمت بخير ودام تعاونك معي
                          محبّتي

                          تعليق

                          • نادية البريني
                            أديب وكاتب
                            • 20-09-2009
                            • 2644

                            #14
                            أخي دريسي
                            أشكر اطّلاعك على عملي
                            تدارست ملاحظاتك بشأن ما قدّمت .أتفّق معك في بعض النّقاط وأختلف في أخرى
                            دام تعاوننا دريسي
                            شكرا لك مجدّدا
                            دمت بخير

                            تعليق

                            • نادية البريني
                              أديب وكاتب
                              • 20-09-2009
                              • 2644

                              #15
                              الغالية على قلبي سميّة
                              هي ذكرياتنا التي ترافقنا أينما حللنا وإن انهارت الجدران لأنها تسكن في أعماقنا فكيف نتحرّر منها؟نجدّد العهد بها عبر الذكرى
                              شكرا لتواجدك الرقيق في صفحتي.
                              دمت بخير غاليتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X