[frame="13 85"]
[/frame]
قصة قصيرة : الدكتور نجم السراجي
ـ تلك وصية الشيطان ـ
ـ تلك وصية الشيطان ـ
متوازيان ، يفصل بينهما ساتر من الفتور
مبدأ التوازي من المسلمات في هذه الحياة في التجارة والفكر والتسلح والجنس و...
التوازي لغة يفهمها الأضداد ،
في زمن الرق تخطط الجارية بذكاء لمبدأ التوازي ،
" الرغبة والتمنع " خطان متوازيان يلهبان شهوة " السيد " ، يحرقه تمنعها حتى يركع أمامها صاغرا لتنتقم لكرامتها المهدورة
يأمرها السيد !
لن تقول هيت لك ، تتمنع / للجواري كرامة مهدورة وللأسياد حق التملك ... ! /
يركع للمرة الأولى بين فخذيها كمن يركع لآلهته أو لسلطانه
يوبخه أبوه / الأسياد لا يركعون للعبيد / أيها العربيد،
خذ سوطا واجلدها حتى الموت !
تموت شهيدة الكرامة المهدورة ! مشهد يفضح عري الفكر والإنسانية إلى يومنا هذا الذي تزدهر فيه أسواق النخاسة وتجارة اللحم الأبيض !
في زمن الحرب يخطط الجندي لمبدأ التوازي أيضا لكن بغباء حين يضع " الطاعة والتمرد " كخطين متوازيين ويختار الطاعة دوما دون اعتراض
يأمره السيد الضابط !
يطيع ، يقف استعدادا
نعم سيدي ...
يتقدم ، يموت ، يبرق نوط الشجاعة على صدر الضابط / السيد /
عابر السبيل يسأل آخر جندي سيقتل في حرب قادمة يقودها " شيطان "
ـ هل وجدت لنفسك مكانا في طابور الموت !
يصمت ...
صمته يشبه صمت صاحب الوجه الحديدي بوجه غريمه الثرثار،
الجندي كائن صامت ، مخلوق للطاعة والبسطال لا يؤمن بالتمرد كي لا يخرج عن دائرة الموت ،
الطاعة لغة تطاوع الجندي دون اعتراض ، الكل يحب أن يطاع ... الضابط في الثكنات يحب أن يطاع ، يحذر الجنود من التسيب ، رجل الدين يحب أن يطاع ، يحذر العباد من الانزلاق، الحزبي يحب أن يطاع ، يحذر الأعضاء من الانفلات...
عابر السبيل يعتبر الطاعة التي تقوده إلى الموت دون قناعة أو هدف منشود غباء ،
لا يطيع أحدا ولا يحب أن يطاع إلا طاعة ذاته لأنه يعيها حسب اعتقاده ، ولأنه رجل مشاكس شكاك فقد تمرد على الأيام كمحاولة فردية لتقويم العالم المعوج !
يقول في سره المشاكس :
ـ أنا اكره الأرض لأنها لا تثمر التمرد ولأنها زُرعَت بأشلاء الجنود والفقراء ولأنها تنبت السنابل ليجوع الفقراء ولأنها لا ترفض تلك البساطيل التي تدق فروة رأسها وتدعك قلبها لتسيل الدماء!
ماذا لو لم يكن فقير وعسكر وبسطال وشيطان وقواد ؟
يشخص بعينيه إلى زوايا المكان ، تحاصره الاتجاهات ، حين لا يجد جوابا يتكور في دائرة ينظر من ثقب فيها إلى توازي خطواتهما / الثرثار وصاحب الوجه الحديدي /
متوازيان / ندان / يفصل بينهما ساتر من الفتور ويجمعهما كره مستفيض ورغبات مشتركة ونهج الذم والمدح للفكر .
خطان ، آلهتهما انتزعت الحكمة من رأسيهما وزرعت المكر والتحدي وضوابط العسكر كي يحصل التوازن .
توازيهما لا يعني التعادل أو تكافؤ القوى لكنه يعني الكثير بالنسبة لعابر السبيل الذي يحصي الخسائر بعد كل معركة فكرية أو نفسية أو حربية من نشرات الأخبار الصديقة والمعادية
الخسائر النفسية منسية ! لا تحصى لأنها لا تشكل أهمية ا للصحافة ولا تعنيهما في شيء ، ما يهمهما صناعة الموت وزرع أشلاء الجنود على أرصفة الجبهات في زمن يمر عبر أنين الجياع والمستضعفين وعبر بريق الشعارات وعبر زمن يستوعب ثرثرة الأول وصمت الآخر،
عابر السبيل يختبئ في ليل البساتين حيث ترتفع درجات الحرارة كلما استباحت خطواتهما جزءا جديدا من المكان !
في ليل البساتين لم يعد البوم يزعج النيام حين علا نزف الانفجار نعيقه ...
ندان يتأرجحان بين الثرثرة والصمت ... ثرثرة الأول ليست تهريجا وليست فخا للمتناقضات، يوازيها صمت الآخر وما خلفه من ضعف أو قوة / للصمت رهبة الغموض /
متوازيان يسيران بخطوات محسوبة الأبعاد والاتجاه كالبركان الخامد لا يعلم متى يتقيأ نيرانه ،
عابر السبيل يسترق السمع أحيانا ، يسمعهما يتلاسنان :
ـ سأسمعك ما يكسر صمتك وما لا تحب، صوت الحرية وزقزقة العصافير، يقولون إن عصافيركم جائعة، لا تزقزق !
ـ سأسمعك حكمة قد تفيدك لأنك لا تفقهها : " الحكمة نعمة خاب من ظل سبيلها "
ـ ماذا لو اتفقنا ! أتخلى عن ثرثرتي وتتخلى عن صمتك
ـ كأنك تتكلم عن نهايتينا ،
ـ لنلعب إذن لعبة القط والكلب ، تهرب أنت وانأ اتبعك ،
ـ أفضل لعبة اللص والكلب ، تهرب أنت وانأ اتبعك ،
ـ ماذا لو قتلتك !
ـ لا يمكنك ، أو أن تحفر قبرك قبل قتلي، موتي يعني موتك البطيء ! نديتي هي رئتك اليمنى لا يمكنك التنفس عميقا بدونها،
الثرثرة تغلب الصمت في الظاهر، والثرثار ماكر محتال أكثر لباقة وانسيابية ، يخطط لإخراج صاحب الوجه الحديدي / الثلجي / من صمته وغموضه وكشف ضعفه ، ليدخله في صمت ذليل أزلي ، تلك رغبته ورغباته إرادة واجبة التنفيذ ،
يسير الأخر صامتا يبدو عليه القلق، يتلمس وجهه الحديدي بانفعال يزيد من ارتباكه ، تثيره كثيرا ثرثرة صاحبه المتزايدة وتستفزه رغباته المجنونة ، هو يعلم جيدا ما خلف ثرثرته من قوة خفية ودهاء،
الثرثار صياد ماهر ، يعلم كيف ومتى ومن أين تؤكل الكتف ! معجون بدم الخبث ، يقرأ الأفكار والعيون ! حين قرأ الارتباك في عيني غريمه خطط بلا تردد لساعة الانقضاض و ساعة الصفر...
ـ يبدو أن المكان لم يعد يتسع لخطواتهما معا ...
ساعة الحسم هي ساعة الفراق يفرضها الأقوى ،يواصل بعدها المشوار منتصرا ليرفع الأخر راية الاندحار، تلك نواميس الحرب والسلام...
عابر السبيل يرقب الأحداث عن قرب ، يقرأ ما في العيون وما تفرزه انفعالات الوجوه ورعشة الأصابع والشفاه وحشرجة الأصوات وهز الأرجل وغيرها من الانعكاسات النفسية ،
يخاطب عن بعد ذا الوجه الحديدي الصامت لأن الصمت اقرب إلى نفسه من خبث الثرثرة :
ـ لم يعد لصمتك رهبة الغموض لكن لا تضعف إلى حد الانكسار ،لا تكشف وجهك كاملا حين الاندحار ، عهدتك طويل النفس ، ستدخل لعبة التحدي .
***
مبدأ التوازي من المسلمات في هذه الحياة في التجارة والفكر والتسلح والجنس و...
التوازي لغة يفهمها الأضداد ،
في زمن الرق تخطط الجارية بذكاء لمبدأ التوازي ،
" الرغبة والتمنع " خطان متوازيان يلهبان شهوة " السيد " ، يحرقه تمنعها حتى يركع أمامها صاغرا لتنتقم لكرامتها المهدورة
يأمرها السيد !
لن تقول هيت لك ، تتمنع / للجواري كرامة مهدورة وللأسياد حق التملك ... ! /
يركع للمرة الأولى بين فخذيها كمن يركع لآلهته أو لسلطانه
يوبخه أبوه / الأسياد لا يركعون للعبيد / أيها العربيد،
خذ سوطا واجلدها حتى الموت !
تموت شهيدة الكرامة المهدورة ! مشهد يفضح عري الفكر والإنسانية إلى يومنا هذا الذي تزدهر فيه أسواق النخاسة وتجارة اللحم الأبيض !
في زمن الحرب يخطط الجندي لمبدأ التوازي أيضا لكن بغباء حين يضع " الطاعة والتمرد " كخطين متوازيين ويختار الطاعة دوما دون اعتراض
يأمره السيد الضابط !
يطيع ، يقف استعدادا
نعم سيدي ...
يتقدم ، يموت ، يبرق نوط الشجاعة على صدر الضابط / السيد /
عابر السبيل يسأل آخر جندي سيقتل في حرب قادمة يقودها " شيطان "
ـ هل وجدت لنفسك مكانا في طابور الموت !
يصمت ...
صمته يشبه صمت صاحب الوجه الحديدي بوجه غريمه الثرثار،
الجندي كائن صامت ، مخلوق للطاعة والبسطال لا يؤمن بالتمرد كي لا يخرج عن دائرة الموت ،
الطاعة لغة تطاوع الجندي دون اعتراض ، الكل يحب أن يطاع ... الضابط في الثكنات يحب أن يطاع ، يحذر الجنود من التسيب ، رجل الدين يحب أن يطاع ، يحذر العباد من الانزلاق، الحزبي يحب أن يطاع ، يحذر الأعضاء من الانفلات...
عابر السبيل يعتبر الطاعة التي تقوده إلى الموت دون قناعة أو هدف منشود غباء ،
لا يطيع أحدا ولا يحب أن يطاع إلا طاعة ذاته لأنه يعيها حسب اعتقاده ، ولأنه رجل مشاكس شكاك فقد تمرد على الأيام كمحاولة فردية لتقويم العالم المعوج !
يقول في سره المشاكس :
ـ أنا اكره الأرض لأنها لا تثمر التمرد ولأنها زُرعَت بأشلاء الجنود والفقراء ولأنها تنبت السنابل ليجوع الفقراء ولأنها لا ترفض تلك البساطيل التي تدق فروة رأسها وتدعك قلبها لتسيل الدماء!
ماذا لو لم يكن فقير وعسكر وبسطال وشيطان وقواد ؟
يشخص بعينيه إلى زوايا المكان ، تحاصره الاتجاهات ، حين لا يجد جوابا يتكور في دائرة ينظر من ثقب فيها إلى توازي خطواتهما / الثرثار وصاحب الوجه الحديدي /
متوازيان / ندان / يفصل بينهما ساتر من الفتور ويجمعهما كره مستفيض ورغبات مشتركة ونهج الذم والمدح للفكر .
خطان ، آلهتهما انتزعت الحكمة من رأسيهما وزرعت المكر والتحدي وضوابط العسكر كي يحصل التوازن .
توازيهما لا يعني التعادل أو تكافؤ القوى لكنه يعني الكثير بالنسبة لعابر السبيل الذي يحصي الخسائر بعد كل معركة فكرية أو نفسية أو حربية من نشرات الأخبار الصديقة والمعادية
الخسائر النفسية منسية ! لا تحصى لأنها لا تشكل أهمية ا للصحافة ولا تعنيهما في شيء ، ما يهمهما صناعة الموت وزرع أشلاء الجنود على أرصفة الجبهات في زمن يمر عبر أنين الجياع والمستضعفين وعبر بريق الشعارات وعبر زمن يستوعب ثرثرة الأول وصمت الآخر،
عابر السبيل يختبئ في ليل البساتين حيث ترتفع درجات الحرارة كلما استباحت خطواتهما جزءا جديدا من المكان !
في ليل البساتين لم يعد البوم يزعج النيام حين علا نزف الانفجار نعيقه ...
ندان يتأرجحان بين الثرثرة والصمت ... ثرثرة الأول ليست تهريجا وليست فخا للمتناقضات، يوازيها صمت الآخر وما خلفه من ضعف أو قوة / للصمت رهبة الغموض /
متوازيان يسيران بخطوات محسوبة الأبعاد والاتجاه كالبركان الخامد لا يعلم متى يتقيأ نيرانه ،
عابر السبيل يسترق السمع أحيانا ، يسمعهما يتلاسنان :
ـ سأسمعك ما يكسر صمتك وما لا تحب، صوت الحرية وزقزقة العصافير، يقولون إن عصافيركم جائعة، لا تزقزق !
ـ سأسمعك حكمة قد تفيدك لأنك لا تفقهها : " الحكمة نعمة خاب من ظل سبيلها "
ـ ماذا لو اتفقنا ! أتخلى عن ثرثرتي وتتخلى عن صمتك
ـ كأنك تتكلم عن نهايتينا ،
ـ لنلعب إذن لعبة القط والكلب ، تهرب أنت وانأ اتبعك ،
ـ أفضل لعبة اللص والكلب ، تهرب أنت وانأ اتبعك ،
ـ ماذا لو قتلتك !
ـ لا يمكنك ، أو أن تحفر قبرك قبل قتلي، موتي يعني موتك البطيء ! نديتي هي رئتك اليمنى لا يمكنك التنفس عميقا بدونها،
الثرثرة تغلب الصمت في الظاهر، والثرثار ماكر محتال أكثر لباقة وانسيابية ، يخطط لإخراج صاحب الوجه الحديدي / الثلجي / من صمته وغموضه وكشف ضعفه ، ليدخله في صمت ذليل أزلي ، تلك رغبته ورغباته إرادة واجبة التنفيذ ،
يسير الأخر صامتا يبدو عليه القلق، يتلمس وجهه الحديدي بانفعال يزيد من ارتباكه ، تثيره كثيرا ثرثرة صاحبه المتزايدة وتستفزه رغباته المجنونة ، هو يعلم جيدا ما خلف ثرثرته من قوة خفية ودهاء،
الثرثار صياد ماهر ، يعلم كيف ومتى ومن أين تؤكل الكتف ! معجون بدم الخبث ، يقرأ الأفكار والعيون ! حين قرأ الارتباك في عيني غريمه خطط بلا تردد لساعة الانقضاض و ساعة الصفر...
ـ يبدو أن المكان لم يعد يتسع لخطواتهما معا ...
ساعة الحسم هي ساعة الفراق يفرضها الأقوى ،يواصل بعدها المشوار منتصرا ليرفع الأخر راية الاندحار، تلك نواميس الحرب والسلام...
عابر السبيل يرقب الأحداث عن قرب ، يقرأ ما في العيون وما تفرزه انفعالات الوجوه ورعشة الأصابع والشفاه وحشرجة الأصوات وهز الأرجل وغيرها من الانعكاسات النفسية ،
يخاطب عن بعد ذا الوجه الحديدي الصامت لأن الصمت اقرب إلى نفسه من خبث الثرثرة :
ـ لم يعد لصمتك رهبة الغموض لكن لا تضعف إلى حد الانكسار ،لا تكشف وجهك كاملا حين الاندحار ، عهدتك طويل النفس ، ستدخل لعبة التحدي .
***
تلمس وجهه الحديدي مرات قبل أن يقبل لعبة التحدي مرغما لأنه يرفض ذل الأسر ويرفض الانقياد ، ذاك ديدن القادة والثوار ( يحاول التزلف اليهم ... ).
رفض الثرثار أسلوب " التحكيم " أو " القرعة " ليحرم خصمه فرصة التكافؤ في الغلبة أو الاندحار، ورفض كذلك العودة إلى زمن النبلاء ومبدأ البقاء للأمهر أو العودة إلى زمن رعاة البقر ومبدأ البقاء للأسرع حيث السيف أو المسدس هو الفيصل...
هو يعلم كيف ينتصر وبأقل الخسائر لكنه فضل عدم الخسارة في هذا اللقاء إذ فكر بالخديعة والدهاء كبديل للقوة، اقترح:
لعبة " عض الإصبع „ يضع كل منهما سبابته في فم الأخر وتبدأ عملية العض يخرج فيها من يصرخ أولا !
وافق الصامت دون تفكير أو دراية بمقالب اللعبة و دس سبابته على عجل في فم الثرثار،
استمع الثرثار الى وحيه ! جاءه النداء ... ادخل يده في جيبه ثم دس سبابته المسمومة في فم غريمه الذي تقيأ أحشاءه قبل أن ينهارغدرا ... رقص الشيطان
رفض الثرثار أسلوب " التحكيم " أو " القرعة " ليحرم خصمه فرصة التكافؤ في الغلبة أو الاندحار، ورفض كذلك العودة إلى زمن النبلاء ومبدأ البقاء للأمهر أو العودة إلى زمن رعاة البقر ومبدأ البقاء للأسرع حيث السيف أو المسدس هو الفيصل...
هو يعلم كيف ينتصر وبأقل الخسائر لكنه فضل عدم الخسارة في هذا اللقاء إذ فكر بالخديعة والدهاء كبديل للقوة، اقترح:
لعبة " عض الإصبع „ يضع كل منهما سبابته في فم الأخر وتبدأ عملية العض يخرج فيها من يصرخ أولا !
وافق الصامت دون تفكير أو دراية بمقالب اللعبة و دس سبابته على عجل في فم الثرثار،
استمع الثرثار الى وحيه ! جاءه النداء ... ادخل يده في جيبه ثم دس سبابته المسمومة في فم غريمه الذي تقيأ أحشاءه قبل أن ينهارغدرا ... رقص الشيطان
***
للتحدي " حياة " وللغالب بريق التفوق ونشوة الانتصار وللمغلوب دف ء التمني وحرقة الانكسار،
يسير مختالا فخورا بلا غريم تتملكه نوازع الشر والهيمنة ولا تمسكه قيود ،
نشوة الانتصار أوهمته أن ما به من نعمة هي عليه كرامة الإله و على الغير هوان ، يشمخ بها بأنفه ، يستصغر قدر العباد ، يتعالى ، يحلم ، يمسك أقطار الأرض ويرمق آفاق السماء ليبقى ...
هو المنتصر... ولكي يحافظ على روح النصر وديمومة الاقتدار عليه أن يصنع "الأعداء" ثم محاربتهم !
" تلك وصية الشيطان "
ـ ! You have to have an enemyـ
أغرته الفكرة لأنه عاجز عن وعي ذاته ولأنه لا يفقه ضوابط الانفراد .
انخرط في وصايا الشيطان ، تفنن في صنع " أعداء " اختلفت أشكالهم وأفكارهم وألوانهم الأمر الذي اوجد الخلاف بينهم ومعه ، ولكي ينظم هذه الخلافات ويفرض سيطرته عليها وعلى المتخاصمين فرض عقوبة " صفع الوجه " على المتخاصمين بان يصفع أحدهما وجه الآخر وقد تشدد العقوبة إلى البصق حين يشتد الخلاف
للتفرد نواميس تفرزها مفردات الحياة، هو يعمل وفق هذه النواميس التي مهدت الأمور له ، لا يفكر حتى بصاحبه " رفيق المسير " ومصيره وهو يعلم جيدا صدق كلامه حين قال انه رئته اليمنى !
تمرس بمرور الزمن في صنع الأعداء والسيطرة عليهم ، في ليلة باردة تنذر بشتاء بارد كئيب خرج عن طوعه عدوان لم يفلح وقتها في السيطرة على شراستهما ، عاقبهما ، رفضا لعبة البصق وصفع الوجوه لأنهما يعلمان أن لا حياء في وجهيهما وكونها لعبة لا تؤلم ولا ترضي خشونتهما ، أصبحا عبئا على غطرسته ، فكر مليا في التخلص منهما ... اقترح لعبة " عض الإصبع " وترك لهما خَيار اللعبة الأخرى وبلا قيود إذا رغبا مواصلة التحدي حد الموت ...
استمرت اللعبة طويلا دون صراخ حتى قضم احدهما سبابة الآخر لتبدأ بعدها اللكمات على الوجه وفوق الحزام ، ابتسم حين بدأ الركل الشديد وتحت الحزام ليخصي احدهما الآخر... انتهت اللعبة باللاغالب واللامغلوب ، تنفس السيد المنتصر( الثرثار) بعدها الصعداء و تخلص منهما كنفايات الحروب .
تفرغ بعدها لصناعة أعداء جدد كي تكثر الدمى في الأسواق ! تلك رغبة الشيطان الذي يخطط لأبعد من ذكاء السيد المبهور بتلك الانتصارات ...!
***
سكرة التفرد أنسته حتى النظر يوميا في مرآة القصر وأنسته الاعتناء بصحته وقد تفاقمت عليه الأمراض والمشاكل واشتد ضيق النفس عليه وبانت عليه علامات الشيخوخة المبكرة...
لم ينزل الثلج في ليلة أعياد الميلاد تلك ! و لم يشارك السيد المنتصر احتفالات العام الميلادي الجديد ليظهر قوته وتسامحه وفصاحته كما يفعل كل عام / عادة المنتصرين الأقوياء /
يبدو أن الدوائر دارت عليه وأصبح جمعه بددا !
في صباح ضبابي وجدوه مخصيا ، قتله الأصدقاء بأمر الشيطان !
" الشيطان " لا يحترم " المخصيين "
انتهت
لندن 26 كانون الثاني 2010
للتحدي " حياة " وللغالب بريق التفوق ونشوة الانتصار وللمغلوب دف ء التمني وحرقة الانكسار،
يسير مختالا فخورا بلا غريم تتملكه نوازع الشر والهيمنة ولا تمسكه قيود ،
نشوة الانتصار أوهمته أن ما به من نعمة هي عليه كرامة الإله و على الغير هوان ، يشمخ بها بأنفه ، يستصغر قدر العباد ، يتعالى ، يحلم ، يمسك أقطار الأرض ويرمق آفاق السماء ليبقى ...
هو المنتصر... ولكي يحافظ على روح النصر وديمومة الاقتدار عليه أن يصنع "الأعداء" ثم محاربتهم !
" تلك وصية الشيطان "
ـ ! You have to have an enemyـ
أغرته الفكرة لأنه عاجز عن وعي ذاته ولأنه لا يفقه ضوابط الانفراد .
انخرط في وصايا الشيطان ، تفنن في صنع " أعداء " اختلفت أشكالهم وأفكارهم وألوانهم الأمر الذي اوجد الخلاف بينهم ومعه ، ولكي ينظم هذه الخلافات ويفرض سيطرته عليها وعلى المتخاصمين فرض عقوبة " صفع الوجه " على المتخاصمين بان يصفع أحدهما وجه الآخر وقد تشدد العقوبة إلى البصق حين يشتد الخلاف
للتفرد نواميس تفرزها مفردات الحياة، هو يعمل وفق هذه النواميس التي مهدت الأمور له ، لا يفكر حتى بصاحبه " رفيق المسير " ومصيره وهو يعلم جيدا صدق كلامه حين قال انه رئته اليمنى !
تمرس بمرور الزمن في صنع الأعداء والسيطرة عليهم ، في ليلة باردة تنذر بشتاء بارد كئيب خرج عن طوعه عدوان لم يفلح وقتها في السيطرة على شراستهما ، عاقبهما ، رفضا لعبة البصق وصفع الوجوه لأنهما يعلمان أن لا حياء في وجهيهما وكونها لعبة لا تؤلم ولا ترضي خشونتهما ، أصبحا عبئا على غطرسته ، فكر مليا في التخلص منهما ... اقترح لعبة " عض الإصبع " وترك لهما خَيار اللعبة الأخرى وبلا قيود إذا رغبا مواصلة التحدي حد الموت ...
استمرت اللعبة طويلا دون صراخ حتى قضم احدهما سبابة الآخر لتبدأ بعدها اللكمات على الوجه وفوق الحزام ، ابتسم حين بدأ الركل الشديد وتحت الحزام ليخصي احدهما الآخر... انتهت اللعبة باللاغالب واللامغلوب ، تنفس السيد المنتصر( الثرثار) بعدها الصعداء و تخلص منهما كنفايات الحروب .
تفرغ بعدها لصناعة أعداء جدد كي تكثر الدمى في الأسواق ! تلك رغبة الشيطان الذي يخطط لأبعد من ذكاء السيد المبهور بتلك الانتصارات ...!
***
سكرة التفرد أنسته حتى النظر يوميا في مرآة القصر وأنسته الاعتناء بصحته وقد تفاقمت عليه الأمراض والمشاكل واشتد ضيق النفس عليه وبانت عليه علامات الشيخوخة المبكرة...
لم ينزل الثلج في ليلة أعياد الميلاد تلك ! و لم يشارك السيد المنتصر احتفالات العام الميلادي الجديد ليظهر قوته وتسامحه وفصاحته كما يفعل كل عام / عادة المنتصرين الأقوياء /
يبدو أن الدوائر دارت عليه وأصبح جمعه بددا !
في صباح ضبابي وجدوه مخصيا ، قتله الأصدقاء بأمر الشيطان !
" الشيطان " لا يحترم " المخصيين "
انتهت
لندن 26 كانون الثاني 2010
[/frame]
تعليق