قرأت مقال الأخ الدكتور أحمد الليثي
عن ( محاربة العربية الفصحى ) نقلا عن :سعد ناصر الدين
ومداخلات المشاركين الأخ مصطفى الصالح والدكتور عبد الحميد مظهر اللذين نوها عن
خطورة القضية دون تفصيل ,
وأعجبني توضيح الدكتور أحمد الليثي حين قال :
ولا نزال نسمع تلك الدعوات حتى هذه الساعة. ولا غرو حين يكون هؤلاء الدعاة ممن لا يحسنون من العربية إلا ما شبوا عليه من ضحالة في العلم والتعلم، فضلاً على التربي على فتات موائد الغرب.
ولا أؤيد رأيه حين يقول :
أما حين تمر عليها السنون والقرون دون إصلاح أو ترميم أو تجديد أو تطوير فإنها تصبح معطلة وسرعان ما تندرس، ويتوجه المنتفعون إلى غيرها. وهذا هو وضعنا الحالي.
مرت السنون على اللغة العربية ودخلها الكثير من التطوير والألفاظ المعربة التي أضافتها المجامع اللغوية بواسطة علمائها الأفاضل , ولم تندرس اللغة العربية الفصحى لأنها محفوظة بحفظ الله تعالى لها حيث تكفل بحفظ كتابه الكريم , أما توجه المنتفعين إلى غيرها فهم من لايقدرونها قدرها ولا يعلمون بيانها وقدرتها على مجاراة الأحداث والتطورات العصرية ,
أما عن وضعنا الحالي ـ نحن أبناءها ـ فجرينا وراء الدعوات الهجومية عليها وتشجيع ظهور العاميات واللهجات المحلية والكتابة بتلك اللهجات هو الذي أفقدهم هويتهم وعاد على اللغة
الفصحى ـ وهي لغة الكتابة ـ الأدبية الراقية شعرا ونثرا , بأثر
سيء من انحدار الأدب البعيد عن أصالتها وروعتها .
ثم يعود فيقول :
فمع اتساع العربية وقدرتها الذاتية على استيعاب المصطلحات والمفاهيم الجديدة والمطورة فإنها لن تفعل ذلك من تلقاء نفسها بل يجب على أبنائها أن يفتحوا غرفها .
نعم بإقبالهم على الكتابة بها ودراسة علومها والدفاع عنها في حبٍِِ للغة قرآنهم ولسان هويتهم العربية بعيدا عن التشتت وراء اللهجات المفرقة بين أبناء الأمة الواحدة واللغة الفصيحة .
ثم يعجبني قوله بعد ذلك :
وفي اعتقادي أن هذه الدعوات تتعامى عمداً عن الدخول في مناقشات حول عبقرية اللغة العربية؛ لأن غرضها هو القضاء عليها. ومن ثم فإنهم يمسكون بالطرف الذي يرون فيه تحقيقاً لهذا الغرض بغض النظر عن صلاحية العربية لجميع أغراض الحياة.
وهنا أبدأ الحديث عن عبقرية بلاغتها القادرة على التلاعب بالألفاظ
والمعاني لإبراز أهداف محبيها المدافعين عنها :
إن ( رابطة محبي اللغة العربية )
لاترفض التواصل بين البشر بلغات متعددة من أولها لغتنا العربية التي أثبت المقال قدرتها على استيعاب المستجدات اللفظية العصرية شريطة أن تضمها معاجمنا اللغوية إذا اتفق عليها علماء اللغة المتخصصون
لكن أن يكون التواصل بأصوات لاتعرفها هويتنا العربية كما كان أهل الغابة يتواصلون بها كمن يسكنها .فهذا خروج على قواعد اللغة العربية
وأصالتها . لماذا لانتعلم تلك الأصوات بلغتها الأجنبية ونبحث عن بدائلها
العربية من لغتنا الخصبة فنرسخها في كتاباتنا واستخداماتنا العلمية والأدبية والكلامية ؟!ّ
التشويه من أغراض التشبيه!!
عن ( محاربة العربية الفصحى ) نقلا عن :سعد ناصر الدين
ومداخلات المشاركين الأخ مصطفى الصالح والدكتور عبد الحميد مظهر اللذين نوها عن
خطورة القضية دون تفصيل ,
وأعجبني توضيح الدكتور أحمد الليثي حين قال :
ولا نزال نسمع تلك الدعوات حتى هذه الساعة. ولا غرو حين يكون هؤلاء الدعاة ممن لا يحسنون من العربية إلا ما شبوا عليه من ضحالة في العلم والتعلم، فضلاً على التربي على فتات موائد الغرب.
ولا أؤيد رأيه حين يقول :
أما حين تمر عليها السنون والقرون دون إصلاح أو ترميم أو تجديد أو تطوير فإنها تصبح معطلة وسرعان ما تندرس، ويتوجه المنتفعون إلى غيرها. وهذا هو وضعنا الحالي.
مرت السنون على اللغة العربية ودخلها الكثير من التطوير والألفاظ المعربة التي أضافتها المجامع اللغوية بواسطة علمائها الأفاضل , ولم تندرس اللغة العربية الفصحى لأنها محفوظة بحفظ الله تعالى لها حيث تكفل بحفظ كتابه الكريم , أما توجه المنتفعين إلى غيرها فهم من لايقدرونها قدرها ولا يعلمون بيانها وقدرتها على مجاراة الأحداث والتطورات العصرية ,
أما عن وضعنا الحالي ـ نحن أبناءها ـ فجرينا وراء الدعوات الهجومية عليها وتشجيع ظهور العاميات واللهجات المحلية والكتابة بتلك اللهجات هو الذي أفقدهم هويتهم وعاد على اللغة
الفصحى ـ وهي لغة الكتابة ـ الأدبية الراقية شعرا ونثرا , بأثر
سيء من انحدار الأدب البعيد عن أصالتها وروعتها .
ثم يعود فيقول :
فمع اتساع العربية وقدرتها الذاتية على استيعاب المصطلحات والمفاهيم الجديدة والمطورة فإنها لن تفعل ذلك من تلقاء نفسها بل يجب على أبنائها أن يفتحوا غرفها .
نعم بإقبالهم على الكتابة بها ودراسة علومها والدفاع عنها في حبٍِِ للغة قرآنهم ولسان هويتهم العربية بعيدا عن التشتت وراء اللهجات المفرقة بين أبناء الأمة الواحدة واللغة الفصيحة .
ثم يعجبني قوله بعد ذلك :
وفي اعتقادي أن هذه الدعوات تتعامى عمداً عن الدخول في مناقشات حول عبقرية اللغة العربية؛ لأن غرضها هو القضاء عليها. ومن ثم فإنهم يمسكون بالطرف الذي يرون فيه تحقيقاً لهذا الغرض بغض النظر عن صلاحية العربية لجميع أغراض الحياة.
وهنا أبدأ الحديث عن عبقرية بلاغتها القادرة على التلاعب بالألفاظ
والمعاني لإبراز أهداف محبيها المدافعين عنها :
إن ( رابطة محبي اللغة العربية )
لاترفض التواصل بين البشر بلغات متعددة من أولها لغتنا العربية التي أثبت المقال قدرتها على استيعاب المستجدات اللفظية العصرية شريطة أن تضمها معاجمنا اللغوية إذا اتفق عليها علماء اللغة المتخصصون
لكن أن يكون التواصل بأصوات لاتعرفها هويتنا العربية كما كان أهل الغابة يتواصلون بها كمن يسكنها .فهذا خروج على قواعد اللغة العربية
وأصالتها . لماذا لانتعلم تلك الأصوات بلغتها الأجنبية ونبحث عن بدائلها
العربية من لغتنا الخصبة فنرسخها في كتاباتنا واستخداماتنا العلمية والأدبية والكلامية ؟!ّ
التشويه من أغراض التشبيه!!
يعرف أهل اللغة العربية والبلاغة أن من أنواع التشبيه ( التشبيه البليغ ) ضمن أنواع كثيرة أخرى لهذا الفن البلاغي الجميل الذي يستخدمه الأدباء في كتابتهم النثرية والشعرية من الصور البيانية التي تزخر بها لغتنا العربية الفصحى .
ولكن ما قد يغيب عن بعض الناس أن من أغراض التشبيه البليغ النادرة والخفية ما يسمى : بغرض ( التشويه )
أقصد : تشويه المشبه , بتشبيهه بما هو مستقبح
ومثال ذلك قول ابن الرومي مثلا :
ولكن ما قد يغيب عن بعض الناس أن من أغراض التشبيه البليغ النادرة والخفية ما يسمى : بغرض ( التشويه )
أقصد : تشويه المشبه , بتشبيهه بما هو مستقبح
ومثال ذلك قول ابن الرومي مثلا :
تقول هذا مجاج النحل تَمْدَحُهُ = وإنْ تَعِبْ قُلْتَ :ذَا قَيْئُ الزَنَابِيرِ
فهو يصف هنا : ( ريق ) الممدوح ويشبهه بعسل النحل حين إرادة المدح والإحسان .
وعند الإساءة والذم والهجاء يشبه ذلك الريق بقيئ الزنابير في القبح والسوء .
وعند الإساءة والذم والهجاء يشبه ذلك الريق بقيئ الزنابير في القبح والسوء .
وهذا الغرض ـ التشويه ـ لايقتضي أتمية ولا أفضلية أو أشهرية في وجه الشبه في الصورة البلاغية ,
بل أخذ الحسن أو القبح مما لم يشتهر أكثر تأثيرا في النفوس .
فمتى كان المشبه به أندر وأخفى , كان أوفى بالحسن والقبح , فلا يقتضيان أعرفية ولا أتمية .
فما أروع البيان التصويري ودقته في لغتنا العربية !!
بل أخذ الحسن أو القبح مما لم يشتهر أكثر تأثيرا في النفوس .
فمتى كان المشبه به أندر وأخفى , كان أوفى بالحسن والقبح , فلا يقتضيان أعرفية ولا أتمية .
فما أروع البيان التصويري ودقته في لغتنا العربية !!
فلنقف وراء لغتنا الفصحى بقوة , ولا نحاول أن نشوه صورتها بالقول : إنها عاجزة عن مواكبة
العصر وألفاظه .
( لغتنا العربية يسر لاعسر , ولنا أن نضيف إليها مالم يكن مستعملا في العصر القديم )
طه حسين .
العصر وألفاظه .
( لغتنا العربية يسر لاعسر , ولنا أن نضيف إليها مالم يكن مستعملا في العصر القديم )
طه حسين .
تعليق