إلى حبيب ،أشتاقه فلا أمل الشوق إليه وإن ملّني ، إلى رجُلي الذي يرطب حبه ـ وإن جفاني ـ ما جف من عطش العمر إلى الحياة .
إلى من كانت له أولى كتاباتي .
إلى من كانت له أولى كتاباتي .
إن قست علي دنياي جئت إلى حضن مشاعري نحوه أرتجيها أن تهدهد الحزن في قلبي ، وتمسح دمعة عاهدتني الأيام إلا أن تظل في ضيافة جفني .
إليك يا حبيب أمسي ويومي ، ونور عيني تتجدد في روحي نبضات شوق لا يزول .
إليك يا حبيب أمسي ويومي ، ونور عيني تتجدد في روحي نبضات شوق لا يزول .
وسامحني إن أزعجك بوح حرفي وأذاعت يداي هنا شيئا من وجد قلبي .
*
*
*
*
*
*
*
هنئوني ! نجح ابني !! وافرحتي !!
نجح ابني ...بعد أيام نسافر ......... بعد أيام يصبح بِكِري في الجامعة !!!!
ما أجملك .. ما أروعك يا يومي ابني الآن في الجامعة !!.
عيون زميلاتي تغبطني ، وأنا تتراقص الفرحة في عيني ، ينتفخ صدري زهواً .. ابني غدا في الجامعة .
هأنا أمسك وإياه أوراق الجامعة ، نملأ الطلب نتشاور حول الرغبات ؛ هذه لا وهذه نعم .
نملأ الورقة نغلفها ، نرسلها أنا وإياه إلى البريد .
نحزم أمتعة العودة .. لكن هذه المرة دون أن يرافقنا " رجلي الصغير "
أحس وكأني الطائر الذي يعوّد فرخه الطيران ، أدفعه بيدي ليبدأ رحلة التحليق في سماء ليست سماء طفولته وليدرج على أرض ليست أرضه التي اعتادها.
يودع فرخي الصغير أباه بعينين دامعتين ويأتي لوداعي فأنكب على يديه الصغيرتين ...
[ نعم صغيرتان ] وإن كانتا بحجم أيدي الرجال .
هما صغيرتان حبيبتان ألثمهما بل وألثم حتى قدميه ......
تطوف عيناي في المكان .....هنا مشينا معاً هنا ضحكنا معاً هنا مازحته وضربته ...هنا دخلنا سوياً واشترينا هنا هنا....
ضاعت مع سرعة السيارة الأشياء ، وتحجرت في مقلتي الدموع .
فرحة أنا ...نشوانة أنا....
هنئوني ابني غدا في الجامعة ....
أنا في بلاد وابني في بلاد ... لكن من قال إني عن ابني بعيدة ؟ ! من قال إني لست سعيدة ؟! وهل مع [ الجوال ] بعد ؟ !!
إنه في كل أسبوع يهاتفني ، إنه في كل يوم يراسلني .
مد فرخي الصغير رأسه بسط جناحيه الصغيرين ، وها هو يحاول الطيران ......
آه يا صغيري ما أصعب هذه الخطوة ، آه يا صغيري ما أصعب الغربة !!!!
يتصل بي صغيري والدموع تخنق الكلمات في فمه ، ويقول منتفضاً من برد الغربة : أمي إدعي لي ....
يسحقني الألم لألم صغيري وتُغِير الهموم على قلبي لدموع صغيري ، ينطلق لساني بالدعاء وتحشرج العبرة صوتي ويدي تتلمس صدري وكأنني أحس نبض قلب ابني داخله .. أطمئنه أهدهده وأدعو الله أن يحفظه....
ومع الأيام نعتاد الألم ، تركع مشاعرنا في محراب الزمن ......
ويغدو الفرخ في سماء الغربة ويروح، لايخشى الريح ولا يهاب الأيام ، ينهب الجو يسوق الغمام ،
هنئوني !!! وافرحتي !!!! ابني غدا في الجامعة .
آآآه وألف آه من الجامعة !!
أجلس اليوم وعيناي إلى السماء ، لعل الفرخ يذكر الدمع على يده الصغيرة ، لعل الفرخ يتصل ولو لمرة واحدة ويقول أمي ..[إدعي لي ] ...
هنئوني ابني غدا في الجامعة !!!!!!!!!!
هنئوني ابني أتقن الغربة ...
وغدوت الفرخ الذي تعلم من ابنه الطيران عن عالم رجل غدا في الجامعة.
النوار
تعليق